البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ندوة برلين النقاشية "وجهات نظر حول خطاب الرئيس أوباما"

كاتب المقال د. ضرغام عبد الله الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8981


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بدعوة من المركز الألماني العربي والجمعية الثقافية العربية، انعقدت ندوة نقاشية في برلين في الساعة السادسة من العشرين من حزيران، تحت شعار: وجهات نظر حول خطاب الرئيس الأمريكية باراك أوباما، حضرها جمع من أبرز الفعاليات العربية في العاصمة الألمانية برلين لمدة تزيد على الثلاثة ساعات.

وكانت مداخلة د. ضرغام الدباغ المادة الرئيسية في الندوة، تمحورت المناقشات حول أبرز فقراتها، وخلص الحاضرون، أن لا تغيراً جوهرياً في الأهداف الأمريكية، وإنما تلائم مع الظروف والمستجدات على الساحة الدولية، سياسياً واقتصاديا، وعلى ضوء النتائج التي حصدتها الهجمات الأمريكية لمدة تناهز العقد من السنوات، لم تفلح الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق أهدافها باستخدام القوة المسلحة وبأعنف درجاتها، بل نحن أمام تعديلات في الاستراتيجية الأمريكية حيال المنطقة، والعالمين العربي والإسلامي، وإن هذه التعديلات جاءت أساساً لمواجهة الإخفاقات الأمريكية، وكمحاولة للحفاظ على المكتسبات الهامشية التي حصدتها، والتي تواجه صعوبات جمة في الحفاظ عليها.

وأدناه نقدم لكم المداخلة التي ألقاها د. ضرغام الدباغ والتي شكلت الأساس النظري للندوة ومناقشاتها.

************
مداخلة الدكتور ضرغام الدباغ في ندوة برلين بتاريخ 20/ حزيران / 2009 بعنوان:

وجهات نظر حول خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما

***********

السيدات والسادة الحضور

السلام عليكم

ابتداء، نشكر لكم حضوركم، ونتمنى أن نتمكن من نقضي وقتاً مفيداً حول واحدة من أبرز أحداث شهر حزيران، وأعني بذلك زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة العربية، وإلقاؤه خطاباً يتسم بالأهمية في القاهرة، ومن نافلة الكلام القول، أن الأفكار التي سأطرحها في الندوة هي من أفكاري الشخصية، التي تكونت لدي بعد دراسة مستفيضة لمصادر عديدة عربية وأوربية وأمريكية

ظهر يوم الخميس الموافق الرابع من حزيران 2009 ألقى الرئيس الأمريكي خطاباً كانت أجهزة الإعلام الأمريكية وغيرها قد حضرت له بوقت طويل نسبياً، حتى بدا من الواضح أن الخطاب سيمثل فصلاً جديداً في العلاقات العربية / الإسلامية، أو هكذا يراد له أن يكون وهو ما تم الإيحاء به تلميحاً، ثم تصريحاً. ثم تبين أن أربعة عواصم أسلامية / عربية كانت مرشحة كمنبر لإلقاء الخطاب: أنقرة، جاكارتا، الرياض، القاهرة، بل بدا أن ذلك هو الأمر الأهم، فزيارة الرئيس الأمريكي لمصر لم تستغرق سوى ساعات، كان ألقاء الخطاب الفقرة الرئيسية فيه، ثم الزيارة التقليدية للأهرام، وزيارة غير محسوبة لجامع أثري والأمر له مغزاه بالطبع، وهو التقرب وإبداء الود والاحترام، بحيث بدا بوضوح أن رسالة أنقرة إما أنها كانت بروفة، أو مسبار اختبار، أو أن مطلقوه وجدوا أن صداه أضعف مما ينبغي، فيما أعتبر خيار جاكارتا لاغياً بعد أن لم يفلح خطاب أنقرة في مسعاه، أما السعودية فقد اعتذرت عن قبول الرياض منبراً للخطاب.

ومن بعض مما نشر في أجهزة الإعلام(نيويورك تايمز)، أن 38 ـ 42 خبيراً، بينهم هنري كسينجر قد شاركوا إلى جانب خبراء البيت الأبيض في صياغة الخطاب، ولهذا ليس علينا اعتبار شيئ من الخطاب على أنه توهم، أو سهو أو خطأ عابر، الذي أستهل بمفارقة، أن الخطاب لم يكن موجهاً لشخصية محددة بالذات، ولا شك أن هذا لم يكن خطأً، كذلك ترديده للآيات القرآنية، لم تكن تذكراً فجائياً لأحكام القرآن وعظمته.

ترى هل حقاً استفاق الأمريكيون وغيرهم من وهم حلم مزعج، أم أنها محاولة لتفادي الأسوأ: فهم على قاب قوسين أو أدني من هزيمة مذلة وقد باءت سياساتهم وحروبهم بالفشل، وما كان يتنبأ به هيلموت شمت(فبراير 2005) وآخرون كثيرون من ساسة العالم الغربي عندما حذروا الولايات المتحدة ومن سار في ركابها من الاحتكام لغرور القوة وغطرستها، بعد فشل حمامات الدم والمجازر، والسقوط الأخلاقي المريع لديمقراطية غوانتنامو وأبو غريب، وهذه حقائق مادية ساطعة، هي أكثر وضوحاً من وعد مبهم بالتغير. ولكن يبقى يثير التساؤل: ما هي ملامح الوعد بالتغير، وما هي نقطة البداية الجديدة، وماذا تعني فتح صفحة جديدة، وإذا كان الأمر ينطوي على تنازلات فما هي حدوده بالنسبة للأطراف كافة، وليس لطرف واحد، وهنا يثار تساؤل: لماذا تكون المطالب دائماً واضحة جداً وحادة، بل جارحة، فيما يبقى الوعد بالتغيير أفقاً وردياً لا يلمس كقوس قزح ربيعي.

ركز الرئيس أوباما على سبعة نقاط أساسية: العنف والتطرف، السلام بين العرب وإسرائيل، السلاح النووي، الديمقراطية، حقوق المرأة، حرية الأديان، التطور الاقتصادي، وسوف نلقي الأضواء على هذه المحطات الرئيسية، في خطابه الموجه لنا.

ـ الحرب على الإرهاب: الحرب على الإسلام السياسي، على الأصولية، وما رافق ذلك من حملات إعلامية مدوية لا تعرف التوقف، جرى فيها شتم العرب والإسلام ورموزه على نطاق واسع حتى غدا من لازمة الأمور وموضة العصر، شارك فيها بنشاط الرتل الخامس من عرب يتعاطفون مع الأجنبي أكثر مما مع أبناء جلدتهم، ربما بداعي التحضر، هذه السياسة لاقت الفشل بسبب واحد لا غير: أن الشعوب التي تعرضت للاحتلال قاومت الاحتلال، ولم ترتضي بالوجوه الكالحة التي أتت بها، وشعوبهم باتت لا تقتنع أن فقراء أفغانستان أصبحت خطراً عليهم، ولم يجدوا الأمن في الفوضى العراقية التي هدمت حضارة عالمية إنسانية، فبعد مرور ما ينوف على الستة سنوات للاحتلال، ما يزال يفتقر بلد كان راقياً بكل المقاييس إلى الهاتف (التلفون) والكهرباء، والماء، ويقتل فيه خيار الناس بقوائم أعدت في دول أجنبية، ولا تجد الأمن فيه إلا في ستة كيلومترات مربعة هي مساحة المنطقة خضراء تحميها حراب المحتلين ودولاراتهم.

هناك حقيقة مدوية تحرص الدول المشاركة في صنعها والمشاركة في هوامشها التصريح بها، هي أن الحروب التي قادتها الولايات المتحدة لم تصل إلى نتائجها المطلوبة هذا ما لم نقل أنها قد فشلت، فشل كانت ملامحه ظاهرة منذ زمن طويل، فالمقاومة الضارية أظهرت بوضوح أن هناك خطأ ثم فشل في الفهم ثم في التعامل مع الأزمات السياسية أولاً، ثم في صفحتها العسكرية لاحقاً، وكان المستشار الألمعي هيلموت شمت قد صرح قبل ذلك بوقت طويل(حوالي ثلاث سنوات): أن التجربة قد أثبتت أن بوسع الولايات المتحدة شن الحروب لمفردها بما تتمتع به من أمكانات كبيرة، ولكنها عاجزة ربما عن خوضها لمفردها لأسباب سياسية / عسكري، أو تقرير مسار الحرب وخاتمتها والسياسية قبل كل شيئ، وحتى النتيجة العسكرية. ثم حدث أن صرح أحد وزراء دفاع الناتو وتشترك بلاده بقوات ضخمة في أفغانستان أنه من المستحيل كسب الحرب عسكرياً، وما لبث أن تحول الشأن الأفغاني إلى عبأ سياسي / عسكري واقتصادي أيضاً، وإحراج للحكومات المساهمة فيه أما شعوبها، فتطالب جهاراً نهارا بالانسحاب من مستنقعات الموت والتدمير، وتصرخ الملايين في المظاهرات والاحتفالات ولافتات وبرامج انتخابية تشير: كفي تدميراً وقتلاً لشعوب العالم، وفقاً لنظرية لا علاقة لها بالديمقراطية والإنسانية والتحضر: من ليس معنا فهو ضدنا.

ـ في إطار السلام المنشود: بتنا نستمع إلى مقولات من العالم الغربي الحليف التقليدي لإسرائيل: ينبغي حماية إسرائيل من إسرائيل. هذه النغمة الجديدة، بعد أن لاحظوا أن طغيان إسرائيل بلغ مداه الأقصى، وأن التاريخ والجغرافية والديموغرافيا سيتكفلان بمصيرها، ومع ذلك، فخيار الدولتين يبدو أنه سيرتبط بأمرين أو ثلاثة في غاية الأهمية، الأول هو حق العودة، والثاني هو إقرار يهودية الدولة، والقدس ستكون نقطة ساخنة في مقدمة الملفات. مع ذلك تحدث الرئيس بوضوح تام عن رقم مثير للجدل عن ضحايا الهولوكوست وعن صداقة دائمة لا تهتز مع إسرائيل، ولكن ولا كلمة عن منفذي الهولوكوست العصري الحديث، وهو أمر جرى تجاهله عمداُ ومع سبق الإصرار، لقد لوحق منفذوا الهولوكوست ثم عوقب شعب بأسره من أجل الهولوكوست، وصيغت قوانين صارمة لمن ينكر الهولوكوست، ولا يتسع صدر القانون حتى لمن يقلل من عدد ضحاياها، خلافاً لحرية الفكر والتعبير، ولكن أن يكافئ منفذوا الهولوكوست المعاصر بالمزيد من القنابل والسلاح، فيما لا ينال ضحايا الهولوكوست الجديد سوى التجاهل، وربما وصمهم بالإرهاب أحياناً، فتلك هي أحدث موضة ديمقراطية.

ـ السلاح النووي: في هذه القضية يدور الأمر في مساومات كواليس السياسة الدولية أكثر مما يدور على الملأ، وإسرائيل لا تريد أن يقدم أحد على كسر احتكارها الدولي النووي، والولايات المتحدة تعتبرها مشكلة إن درسنا في الجامعات علم الذرة، ولكن لا ضير إن امتلكت إسرائيل 120 قنبلة ذرية بصناعة راقية ومتطورة.

ـ الديمقراطية: الولايات المتحدة حزينة على الديمقراطية الجريحة في البلاد العربية، ولكنها لا تكترث البتة على مصير ألاف الضحايا الذين يتساقطون نتيجة العدوان الغاشم من الولايات المتحدة أو من حلفاؤها، وينتشر جيش الولايات المتحدة وبلدان الناتو في عشرات الدول، يهدد، يكتسح، يبيد، ويدمر، ينهب أثار الشعوب، يسحق منجزاتها الحضارية، يحاصر شعوباً وأمماً، ويبتكر المحاكم الدولية يسوق إليها من لا ينصاع، يقيم تحالفات سرية، يغتال من يشاء من القيادات الوطنية، يقرر من يمتلك هذه أو تلك من المنشئات الكيمياوية والفيزيائية، ومستوى التعليم وما هو مزدوج الاستخدام العسكري والمدني، بما في ذلك أقلام الرصاص، واغتالوا بالتعاون مع حلفائهم المحليين عدا السياسيين: العلماء، والفنانين، والرياضيين، وقادة الفكر والرأي، ولكن مهلاً.... هذا السجل الطويل العريض يدور كله بسبب الديمقراطية..! عجباً ..

ـ حقوق المرأة: لعل الرئيس أوباما لا يعلم أن النسوة في البلاد العربية دخلن الوزارة قبل الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوربية، ففي 1958 كانت في العراق وزيرة، وكذلك في مصر، وسوريا ولبنان والأردن، والكويت، ودولة الأمارات العربية، والمغرب، وموريتانيا، والجزائر وتونس، وفي البرلمانات، وهناك كادر علمي كبير من النسوة في الجامعات، وفي كافة أوجه الحياة الفنية والسياسية والاجتماعية، بما في ذلك نسوة يتعاطين الأعمال في التجارة والصناعة، وفي البلاد الإسلامية الأخرى تقلدن حتى منصب رئيس الوزراء كما في أندونوسيا وباكستان وبنغلادش.

ربما هناك بعض من الاختراق لحقوق المرأة، ولكن مثل هذه الحوادث تحدث في مجتمعات كافة الدول حتى في بلدان الغرب كأمريكا وكندا وفرنسا وبريطانيا، وهذه الأرقام بعض من ذلك تتحدث عن نفسها.
* في الولايات المتحدة الأمريكية هناك 79% من الرجال يضربون النساء، وهناك 17% من النساء يدخلن غرف الإسعاف نتيجة لذلك الضرب. ونشرت مجلة التايم الأمريكية أن حوالي 4 آلاف زوجة من حوالي ستة ملايين زوجة تنتهي حياتها نتيجة لهذا الضرب. وأشار مكتب التحقيقات الفدرالية إلى أن 40% من حوادث القتل ضد السيدات يرتكبها الأزواج، وفي إحدى الدراسات في إحدى المستشفيات الكبرى الأمريكية جاء أن 25%من محاولات الانتحار التي تقدم عليها الزوجات يسبقها ماض حافل بضرب أزواجهن. أي أن ذلك الضرب عامل هام من عوامل الأقدام على التخلص من الحياة. وتبعا لتقرير الوكالة الأمريكية المركزية للفحص والتحقيق F.P.T فأن هناك زوجه يضربها زوجها كل 18 ثانيه. ومحاولات الانتحار التي تقدم عليها الزوجات يسبقها ماض حافل بضرب أزواجهن
* وفي فرنسا: نقلت صحيفة ( فرانس سوار ) في تحقيق لها حول الموضوع أن 92.7 % من عمليات الضرب بين الأزواج في المدن، و 60% من استغاثات الليل من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن. ويقول الكاتب الفرنسي الكسندر دوما: إنهن كرقائق اللحم كلما ضربتهن كلما أصبحن أكثر طراوة، ومع ذلك لم يحل أحد الكاتب دوما لمحكمة الجنايات الدولية.
* وفي بريطانيا: ظهر أن 10% من المشاركات في أحد الاستفتاءات يضربهن أزواجهن، و 70% منهن يشعرن بالمهانة في حياتهن الزوجية، وفي تقرير بريطاني ذكر أن 77% من الحالات يضرب الزوج زوجته دون أن يكون هناك مبرر لهذا الضرب.
* وفي كندا: مائة وخمسون ألف رجل يضربون نساءهم، ونشرت مجلة (التايم) الأمريكية أن حوالي ( 4000 ) زوجة من حوالي ستة ملايين زوجة تنتهي حياتها نتيجة لهذا الضرب.
ـ حرية الأديان: كنا قبل وقت غير طويل في مؤتمر عقد هنا في برلين، جرى الحديث فيه عن اضطهاد وتهجير للأبناء الديانات غير المسلمة، وأرادت المتحدثة تلصق الحقائق بالأوهام، لكن دون مس لصلب الإشكالية، فقلنا لها ربما أنكم لا تعلمون أن قادة الحركة الوطنية والقومية في البلاد العربية هم من غير المسلمين، ويستوي في ذلك الأحزاب القومية، والأحزاب الاشتراكية العمالية، وحتى الأحزاب البورجوازية كمكرم عبيد أحد القادة البارزين لحزب الوفد المصري، ولكن ماذا عن 480 عائلة مسيحية هجرتها الديمقراطية الأمريكية من العراق واستقبلتموهم في ألمانيا قبل أيام فقط ؟ الإجابة كانت صمت مطبق.
ولكن الفرق بين فهمنا للأقليات الدينية والعرقية، هي أننا نرى أنهم جزء من النسيج الوطني في كل قطر دون حاجة لتهجير الملايين لأثبات من هم الأكثرية والأقلية، وهم يرونه مدخلا ً للتدخل في الشؤون الداخلية وتمزيق النسيج، هم لا يتحدثون عن الاضطهاد الديني والعرقي إن حصل في بلاد يرضون لها ما تفعل، وسأضرب مثلاً واحداً حديث جداً للتوظيف السياسي وسأكتفي بذلك: قبل أيام معدودة فحسب، اجتاحت الحكومة السريلانكية مواقع التاميل وأحدثت مجازر رهيبة، تحدثت عنها وسائل الإعلام همساً وبطريقة رفع العتب، لأن لا يجوز للهند أن تحرز نفوذاً متزايداً في تلك المنطقة عن طريق السنهاليين الموالين لها.
الأقليات الدينية بألف خير في أحضان العالم العربي والإسلامي لولا التوظيف السياسي، وسؤال واحد فقط، لمن له ربع قلب وفكر: هل كانت النزاعات الطائفية والعرقية أشد قبل تدخلكم أم بعده ..؟ ونذكر أن اليهود لم يضطهدوا في العالم العربي والإسلامي، بل في أسبانيا وروسيا، وألمانيا.

ـ التطور الاقتصادي: التاريخ الحديث يحفظ ثلاث اقترابات حاسمة من التطور السياسي والاقتصادي والصناعي: الأولى في عهد محمد علي الكبير، والثانية في عهد عبد الناصر، والثالثة في العراق الذي حاصروا وخططوا، ثم قصفوه بكل ما لديهم من أسلحة حراماً وحلالاً
ودمروا حتى شبكة الطرق الخارجية والهواتف وشبكة الصرف الصحي المتطورة، والجامعات والمستشفيات الراقية، وهجروا وقتلوا الملايين وأحالوه إلى بلد في القرن الحجري فعلاً كما هددوا، وما زال يرزح في العصور الحجرية ولكن بديمقراطية هي اختراع أمريكي جديد ... أسمها الفوضى الخلاقة ..

السادة الحضور:
لا أحد يشتهي عداء دولة تمتلك من الأسلحة ما يبيد العالم عدة مرات، ولكن مالعمل وقد دخلوا بلادنا، وقتلوا رجالنا واغتصبوا نسائنا، وسلبوا خيراتنا قديماً وحديثاً، وسجنوا شرفائنا، واغتالوا قادتنا ثم أنهم فوق ذلك يشتموننا ليلاً ونهاراً، وكل هذا يدور بأسم قيم نبيلة يا للدهشة ..! والآن يطلبون منا أن نوافق على التغيير.. تغير ماذا ..؟ من يجب أن يتغير..؟

إن كانوا يريدون أن يغيروا من أخلاقهم .... حسناً فلنرى ..!

إذا اكتشفوا أنهم كانوا على خطأ(كما اعترفوا مراراً) فذلك حسن أيضاً ..
ولكن لنرى، الأمر ليس لغزاً، فليتركوا بلادنا، وليخرجوا مرتدين أحذيتهم التي جاؤا بها، فمن غير المعقول أن يتركوا أحذيتهم عندنا تذكاراً يلوث مزابلنا..!

من يصدق من ...؟

تكتب مجلة دير شبيغل (http://www.spiegel.de/politik/ausland/0,1518,628551,00.html)
على موقعها الالكتروني(5 / حزيران / 2009)، وأنا هنا أنقل فحسب ..

المقاومة العراقية تدعو الرئيس أوباما إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال ...! بإنهاء الاحتلال طالما هناك الاعتراف الضمني أو الصريح بأنها غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي، وأن الحرب العدوانية التي قادها الرئيس الأسبق بوش كانت هائلة في تدميرها، وأن النتائج التي تحققت بنتيجة العدوان كانت مدمرة، فالشعب ما زال يعاني من كل شيء في بلد كان يمتلك كل شيء، وأن الاحتلال قذف بالعراق في أسوء مرتبة في الفساد والسرقة، وإذا كانت الحرب خطأ، فإن النتائج هي خاطئة بالتأكيد، وأن الانسحاب من العراق ينبغي أن يرافقه رزم المتعاونين معه. نعم بوسع الولايات المتحدة أن تلعب دوراً إيجابياً في المنطقة بدلاً من الدور الذي لعبته حتى الآن .. ولهذا ينبغي على الثعلب أن يغير طباعه.

وأخيراً سيداتي سادتي، أنا لست عبقرياً، ولكني قمت فقط بعملية بسيطة: هي أني أوصلت الخطوط بين النقاط الحمراء الملتهبة، فبرزت للعيان خريطة واضحة المعالم، قمت بإخلاص برصدها، ومثلي فعل كثيرون، لا علاقة لهم بالعروبة والإسلام ولا بالمصطلحات الخطرة، التي يخشى المرء أن يرددها ويتهم بالعداء للسامية، رغم أني سامي أصلاً وفصلاً.

الأمر وما فيه أن وكالة الأنباء الألمانية دويتش فيلة طرحت على قرائها ومستمعيها سؤالاً في غاية البساطة:

هل تعتقد أن أوباما نجح في أقناع الشارع الإسلامي بجدية بلاده في فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي ؟

أجاب: 37,9% بنعم
أجاب: 62,1% بلا


أشكر لكم حسن استماعكم، دمتم ذخراً لنا أيها الأحبة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أوباما، ألمانيا، برلين، الجمعية الثقافية العرب، المركز الألماني العربي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-06-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، حاتم الصولي، سعود السبعاني، كريم فارق، إسراء أبو رمان، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد بشير، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، عبد الغني مزوز، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، محمد علي العقربي، وائل بنجدو، صالح النعامي ، رمضان حينوني، محمود سلطان، طلال قسومي، د- جابر قميحة، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، د. عبد الآله المالكي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، محمد يحي، أحمد ملحم، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أبو سمية، صلاح الحريري، العادل السمعلي، طارق خفاجي، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، سلام الشماع، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، عواطف منصور، صلاح المختار، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، عمر غازي، تونسي، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، فتحي العابد، عبد العزيز كحيل، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، فتحي الزغل، مراد قميزة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، عمار غيلوفي، عراق المطيري، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، ماهر عدنان قنديل، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، المولدي اليوسفي، الناصر الرقيق، محمد شمام ، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، محمد العيادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة