د. ضرغام عبد الله الدباغ
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10535
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حرب غزة بعد الأسبوع الأول ....
حرب غزة بعد الأسبوع الثاني ...
حرب غزة بعد الأسبوع الثالث ...
غزة حوصرت .. غزة جيَعت .. غزة استنزفت.. غزة حوصرت بين الماء والصحراء .. غزة سيقت إلى مواقف ثم إلى معارك .. غزة تواجه الأعداء .. أما الحلفاء والأصدقاء، فلا أثر لهم ..!
تماماً كما حصل مع صدام حسين ..
تماماً كما اغتيل العراق ..
عزلوه عن أصدقاءه وإخوانه: من غير المعقول أن نواجه المعسكرات مجتمعة، بل لا بد من العمل على تفريقها بشعارات شتى ... هذا لسان حال العدو
أما لسان حالنا: هاهم يتحالفون مع قتلة صدام حسين الذي هتف بتحرير فلسطين قبل العراق، بل قل قتلة مئات ألوف العراقيين، والفلسطينين ..
هكذا أعدوا النهاية لغزة، فمن نحاسب ولمن نوجه النقد .. ؟
نحن في المقاومة وغير المقاومة اعتدنا أن نبحث عن الشماعة لنعلق عليها أخطائنا .. ولكن إياك ثم إياك أن تحاول ممارسة النقد والنقد الذاتي، ولو بعبارات أخوية..! فالحركات الثورية أو الإسلامية هي الأخرى تعلمت طريقة السيد الرئيس القائد .. لا يجوز توجيه النقد لها ..
عندما خرجنا من الأردن في أيلول / 1970، كالعادة صبننا جام غضبا على النظام الأردني، ولكن ولا كلمة عمن أوصل التناقض الثانوي لدرجة التناقض التناحري، وهذه مسألة مهمة في علم السياسة، والثورة سياسة قبل أي شيئ آخر..
حللنا في بيروت، كان الكلام مسموح في كل شأن وأمر إلا الحديث عن سبب خسارة جبهة الأردن ..
منظمات ألقت بمقاتليها في الشوارع وقمعت إرادة النقد والحوار الداخلي بقسوة تفوق قمع الأنظمة.. واستخدمت المال لكسب أصدقاء جدد يتعلمون معنى جديد للثورة على السواحل المشمسة فيما تفرق مقاتلون مخلصون أشداء أيدي سبأ في دول أوربا وغير أوربا.
بعد نكسة 1982 والاجتياح، وبعد السفرة البحرية إلى تونس والسودان واليمن .. ترى هل جرت مناقشة ولو قصيرة بسيطة لماذا حصل ما حصل ..
اليوم لا نريد توجيه اللوم لأحد، فليس هذا هو الهدف الأول، بل .. نتساءل بصدق وإخلاص ألم يكن تجنب الكثير من الأخطاء، ألم يكن بالإمكان أحسن مما كان .. يا إلهي .. حتى هذا التساؤل البريء ممنوع بشدة ..؟
حسناً، دعنا لا نتحدث عن الأخطاء الكبيرة، ولكن ترى أليس هناك خطأ واحد صغير هنا أو هناك ..؟ ولكن الحديث ممنوع .. تارة باسم القانون، وتارة باسم الشرعية الثورية، وتارة باسم الدين، المهم أغلقوا أفواهكم .. قولوا ما نقول، وسبوا من نسب ونشتم، وفكروا كما نفكر، واكتبوا كما نأمركم به .. والنتيجة قطيع من الأسرى في أوطاننا
الحصيلة الأولى البسيطة التي يتوصل لها حتى الطفل: نحن لا نجيد العمل السياسي ..! نحن لسنا متعمقين في قوانين وقواعد الثورة .. عندما أقول نحن أعرف أن هناك أفاضل بيننا، ولكن وكما يقول الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب: لا رأي لمن لا طاعة له.
ما نفعله نحن لا يشبه أحد ...! نحن متفردون بندرة نادرة لا مثيل لها .. لا نعرف العمل كفريق .. بل دائماً هناك السيد الرئيس .. سيادة الزعيم، الأخ القائد، الشيخ المجتهد .. العالم الفطحل، الأخ الأكبر، باختصار نحن نعمل بأساليب عفا عليها الزمن .. قال لي يوماً صديق ضابط ركن ألماني بما معناه: أنكم تخسرون جميع معارككم بسبب عدم استيعابكم للموقف السياسي.
ولهذا الأسباب وغيرها نخسر معاركنا ..
نحن سريعي الانفعال، الشارع يقود السلطة في كثير من الحالات، وفي الشارع لا يسود خيار الناس...! بل من يعلو صوته وقبضته، بل والزعران في بعض الأحيان .. فنحن عندما نغضب يكون تعبيرنا غالباً بتوجيه سيول من الشتائم والسباب، ويتبرع أحياناً من يكتبون الشعر ومن أجل ركوب الموجة من أعلاها، بمنح نفسه لقب شاعر الأدب الغاضب، ويستجدي تصفيق النضارة، وربما بعضهم قد تعتع بالخمر .. والشطارة فيمن يشتم أفضل، وبصوت مرتفع أكثر، ومن يتقرب من القائد ..!
وإذا فرحنا فتعبيرنا يكون بالارتماء تحت أقدام القائد، وإنشاد أشعار الغزل والحب بلا حدود، حتى تأتينا ضربة على أم الرأس فنرتد مذهولين ..!
" وأخيراً ظهر العدو على حقيقته " وكأنه كان يلعب معنا منذ الأربعينات وقبلها وحتى اليوم، يا لها من تبريرات ساذجة تثير القرف قبل الحزن
طبخوا لحماس شعارات ومواقف وصراعات داخلية لأشهر وسنين، بطريقة مريحة وممتعة، حتى صار لهم همَ في الداخل يعادل همً الخارج، وبعد أن أستتب الموقف على ما هو عليه من مواقف متفجرة .. وتناقضات داخلية وخارجية، حتى نضج موقف وضعت حماس فيه بإرادتها أو بغير إرادتها، عندها اندلعت المعركة ... يختار العدو توقيتها، وميدانها .. وإيقاعها السياسي والعسكري.
هجوم حلفاء حماس ينصب على مصر .... لماذا ..؟
هجوم حلفاء حماس ينصب على السعودية ..لماذا ..؟
هجوم حلفاء حماس ينصب على العرب ... لماذا ..؟
حتى غدت شتيمة مصر والعرب الديباجة اللازمة لكل حديث ومقال .. وكأن شتيمة مصر والسعودية هي جزء من المسألة برمتها، وأعترف أن الأمر غير مفهوم لي البتة .. أو لنقل غير مفهوم إلا إذا قلبنا قاعدة هرم المنطق ..!
مصر قد خرجت من الصراع العربي / الإسرائيلي منذ عام 1978 .. أي قبل ثلاثين عاماً بالتمام والكمال .. وأنبأت العالم العربي سراً وعلانية أن لها وجهة نظر جوهرية في ترتيبات الصراع في الشرق الأوسط وفيما يخص القضية الفلسطينية تحديداً، وشرحت موقفها مراراً وتكراراً، من أنها سوف لن تخوض حرباً شاملة ضد إسرائيل، بسبب خلل له أبعاده التكتيكية والاستراتيجية، وأن لها رؤياها الخاصة لكل ذلك، فهي مسؤولة عن أطعام 80 مليون مصري(40 ضعف سكان غزة)، فالموقف الدولي اليوم هو غير 1948، وغير 1967، وغير 1973، هناك تطورات حاسمة على صعيد السياسة الدولية، هناك هموم ومشكلات داخلية كبيرة، منها: تطوير قدرات بلد والتصدي لمشكلات العصر والتخلف. الصراع المسلح قد أكتسب أبعاد جديدة بدخول أسلحة الدمار الشامل النووي والبايولوجية والكيمياوية ساحات الشرق الأوسط، أما أن تدخل مصر أو غير مصر حرباً بناء على قرار لا يعرف أين أتخذ، فذلك أمر لا أعتقد يقبل عليه عاقل، وأخيراً فأن الجهة الأخيرة التي تقرر مستوى معارك مصر هو قياداتها السياسية والدستورية، فهل من المعقول أن تشن مصر الحرب أو تقوم بأعمال تؤدي للحرب كلما خطر على بال أبو فلان بشن مغامرة أو استولى عليه الغضب ..؟
الشرق الأوسط والمنطقة العربية تواجه أخطار كبيرة تهدد ووحدة أراضيها وسلامة استقلالها، بل تهدد وجودها بأسره، والمتآمرون معروفون ... والقتلة مكشوفين، وتحالفهم صار واضحاً أكثر من الوضوح نفسه .. ولكن المقاومة تريد وتصر على خوض معاركها على طريقة معارك القبائل والعشائر ..
حسناً، المقاومة تريد معركة .. ولكن ألا يجب أن ترتبوا صفوف من يقف معكم، المقاومة تريد من العرب أن يقفوا معها، ولكنهم يتحالفون من يكيد للعرب .. يشتمون ليل نهار من يتوقعون منهم العون، والهجوم ينصب بلا هوادة على مصر والسعودية، بل يفضحون أنفسهم بتوجيه السب والشتائم ليتناول العرب أصلهم وفصلهم ولا ندري أرضاء لمن يتم كل ذلك ..؟
والعجيب أن لا كلمة نقد أو عتاب واحدة توجه لمن ينفخ في كير الصراع ..
لماذا تشتمون من يقف معكم بما يقدر عليه، ولكنكم لا تسألون ولو دعماً بسيطاً ممن يتبجح بقدرات الدول العظمى، ولا كلمة عتاب لمن يهدد العدو (لفضياً) صباح ومساء .. ولكنه يعمل على كسب مواقع نفوذ ..!
ولا كلمة لقلاع العروبة التي تتفاوض مع العدو سراً وعلانية، التي أكل الصدأ أسلحتها..!
ولا كلمة توجه لمن يوظف الدماء من أجل مكاسب سياسية ..!
من يريد خوض المعارك التحرير عليه أن ينسق أوضاعه.. ويحسن إجراء الحسابات، ويحسن اختيار الحلفاء والأصدقاء..
لماذا لا يحاسب من يسيئ تقدير الموقف السياسي والعسكري، فيزج نفسه والشعب في أتون معركة صعبة، وعندما يضيق الموقف الموقف، يا عرب .. يا مسلمين ...
كذا من مصر .. وكذا من السعودية .. بل وسبوا حتى قحطان وعدنان، وبصقوا على العرب ترى إرضاء لمن ..؟
حسن نصرالله يفعلها .. نعم .. ولكن هذا الرجل محسوب على محور معروف يلعب ضمن الخطة وأصولها، وهكذا لعبوا معه ضمن الخطة وأصولها ..
أيها الناس .. افتحوا عيونكم أخيراً وانظروا من يقتل العرب والمسلمين ..؟
الأخوة في حماس خاضوا معركة من نوع خاص.. فبدؤا بأبناء الثورة فعروهم إلا من السروايل الداخلية على طريقة ما فعل اليهود في موقعة حراس أريحا وغيرها ..
الأخوة في حماس يخوضون صراعاً لا هوادة فيه ضد معسكر فلسطيني، وهم بذلك يلبون أمنية يتمناها كل من يعادي العرب والإسلام، طال أنتظارهم لها، بذلوا من أجلها الغال والنفيس ..
كم تساوي إثارة حرب أهلية فلسطينية / فلسطينية ..؟
خمسون مليون دولار ... يا للسخرية
تأملوا من وراء هذه الظاهرة ..؟ هل هو طرف عربي ..؟ هل هو طرف إسلامي ...؟ هل هو طرف محب للعرب وللمسلمين ..؟
ترى هل يعقل أن يبلغ عمى الألوان هذه الدرجة ..؟
هل يعقل أن تشتم مصر لقاء دراهم معدودة .. مصر لها موقفها الخاص، ولكن ذلك لا ينسينا ما قدمته وما تقدمه حتى الآن للقضية العربية والفلسطينية تحديداً، دون ضجيج ولا ديماغوجية، مصر قدمت لقضايانا أنهار من الدم، ووقفت حياتها ومستقبلها واقتصادها وعيش أبنائها ..
ولكن لا .... نحن نسب النظام .. ؟
شويعر يتلهي بشتم العرب ليل نهار وكأن لا موضوع في الدنيا يستحق أن يكتب عنه شعراً إلا شتم العرب وخيمهم وصحاريهم وجمالهم ..
وشويعر آخر يشتم العرب منذ نعومة أظفاره، ولا عجب فهو هندي عاش وصار شيئا بفضل العرب ولكنه ما قال بيتاً إلا وشتم العرب بأستمتاع مدهش ..
لماذا تشتم السعودية ..؟ بالطبع معروف السبب، هو الشعار المرحلي، أنسوا كل شيئ وأفعلوا كل شيئ يسيئ لمصر والسعودية، الأمر يدور وفق خطة ..!
من أين تصدر هذه التعليمات ..؟
بعض ما يتداوله الناس هو أشبه بالمخدر يسير مرغماً بدون تفكير ويتفوه دون تفقه:
• شاهدت أمس (س) وهو بصحة جيدة، وقد نشرت له مقالة جيدة يشتم فيها العرب.
• رجال محترمون يتداولون باهتمام رائعة لشاعر آخر(فلان) الذي شب وترعرع على شتم العرب باللغة العربية، يتداولون قصائده باهتمام..
• الكاتب النحرير فلان في مقالة يتفنن فيها بشتم العرب ..
• البعض يشتم بكلمات بذيئة يأنف من قولها زعران الشوارع .. من قبيل خازوق، ودبر، ودياثة، ولا أستطيع القول أكثر، وهذا البعض يدعي أنه أديب ..!
تتصاعد ظاهرة شتم العرب علناً حتى بعبارات نابية يلمس منها بوضوح تمتع الشاتمين أيما تمتع، ولكن ولكي لا يقع تحت إطار ما كان يسمى عليه حسن الأدب وعفة اللسان.
والشتامون على أنواع :
الصنف الأول: لا يخفي حقده على العرب في ضرب من شعوبية مستشرية منذ أحتلال بغداد، وربما قبلها بصور ملتوية كان أصحابها يختبئون خلف شعارات شتى، ولكن اليوم فإن المايسترو قد أعطى الإشارة، وها هي الفرقة تعزف على ذات الأوتار التي خبرتها الثقافة العربية: الهيلينية، الغنوصية، الشعوبية، الإسرائيليات، محاولات التغريب القسرية وشبه القسرية .. وجميعها أنشطة ممولة
الصنف الثاني: صنف يطلق عقيرته من باب خالف تعرف، وأدب الشتيمة، وليعتبر نفسه من رجال الأدب الغاضب .. أو ليلفت الأنظار إليه..
الصنف الثالث: لا يعرف ما يقول، ولا يفقه ما يكتب .. وجد جمعاً من الناس يهرولون فأصطف معهم على أمل أن يكون ختام هذا الرقص قرص عسل ..
الشتيمة لا تزعج، بل هي هزلية وتعبر عن درجة غيض قائلها .. ترى ما لذي يفور في معدته فيتقيأ كل هذه الشتائم التي هي بعض من قذارة ما في جوفه ..
هو صراع تاريخي .. سيتساقط من لا يتخذ الموقع الصحيح
مالعمل ..؟
سؤال تاريخي، سيجيب عليه التاريخ أيضاً ويصدر حكمه ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: