هكذا يعامل عناصر جيش المهدي في المعتقلات
عبد الله الفقير
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 10415
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عندما اقتادني عناصر الحرس الوطني مع اكثر من عشرين شخصا من رجال المنطقة التي اسكن فيها ,وبعد ان احصونا وعدونا عدا,ادخلونا قاعة متوسطة الحجم,وجدنا فيها ما يقارب الاربعين شخصا,وضعونا في ركن من اركان القاعة ثم امروا باقي المعتقلين بعدم التكلم معنا او اعطاءنا اي شيء.كانت هذه هي المرة الاولى التي ادخل فيها معتقلا,بل لم يمس يدي شرطيا طيلة عمري,فكيف بي وانا وسط هذا المعتقل انا ونظاراتي السميكة؟.ما هون علي الامر ان اغلب من كان معي في المعتقل او من سبقني اليه هم خيرة شباب المنطقة من المثقفين والمتدينيين والشرفاء,فلم يكن بينهم الا واحدا او اثنين ممن لم تكن اخلاقهم حميدة.ولانني حديث عهد بمثل هذه السجون,فقد هالني اني رايت احد الاشخاص يلبس الملابس المدنية ويتنقل بين المعتقلين بحرية تامة,بل وجدته يفتح باب المعتقل ويخرج منه ويدخل كيفما شاء,ورايت جميع عناصر الحرس يكلمونه بكثير من الاحترام بل والطاعة احياننا حتى ظننت انه مدير المعتقل,الا اني وجدته يوزع الطعام علينا فقلت لعله احد عناصر الحرس يلبس ملابسه المدنية,ثم وجدته ينام في المعتقل فقلت لعله احد عناصر الحرس الموكلين بحراسة المعتقل من الداخل,ولم يكن يسمح لنا بالكلام لذلك ظلت شخصية ذلك الشخص مجهولة لدي الى حين.
مرت الايام الاولى في المعتقل وانا ما زلت اتمنى ان ياتي من يوقضني من هذا الكابوس,تمنيت فعلا ان يكون ما اعيشه في تلك الايام كابوسا يمكن ان استيقض منه فينتهي كل شيء!,ومرت ايام عديدة حتى ايقنت ان ما اعيشه حقيقة وواقعا وليس حلما ولا حتى واقعا افتراضيا مما اعتدنا عليه في عالم الانترنيت,وشيئا فشيئا اعتدنا على الوضع القائم وتدريجيا قلت الرقابة علينا واصبح بامكاننا ان نتكلم مع بعضنا او ان نسال من حولنا,وكان اول سؤال لي هو من هو هذا الشخص الذي ينام بيننا وياكل معنا ويطيع امره السجانيين وبيده مفاتيح المعتقل يخرج منه متى يشاء؟!.فكان الجواب انه احد عناصر جيش المهدي البارزين تم اعتقاله ووضعه هنا مؤقتا.عندها استطعت استيعاب كل شيء,واستطعت ان افهم لماذا يعامله السجانيين من آمر اللواء فما دون بكل هذا الاحترام بل وحتى الخوف منه والطاعة له,علما ان من بين المعتقلين الذي ناهز عددهم المائة قبيل خروجي منه لم يكن بيننا سوى شخصين من الشيعة هو احدهم والاخر من مدينة الناصرية,.لقد كانت التوصيات تنهال من قبل مكتب الصدر على السجانيين بضرورة معاملته المعاملة الجيدة واما السجين الشيعي الاخر فكانت التوصية تنهال له من قبل مكاتب المجلس الاعلى,وقد تم الافراج عنهم قبل ان يفرج عني,مع ان ذلك الشخص معروف بانه احد اشهر جلادي جيش المهدي وانه مسؤول عن كتيبة متخصصة باغتيال واختطاف اهل السنة وتعذيبهم,ولولا الدواعي الامنية لصرحت باسمه ولقبه الذي يعرفه كل سكنة منطقتنا والمنطقة المجاورة التي ينشط فيها ذلك المجرم.
بعد خروجي من المعتقل,وبعد ان قام المالكي بضغط امريكي مباشر بـ"صولة البعران على عصابة الجرذان",وبعد ان فرّ مقتدى الصدر الى ايران هو ورؤوس عصابته تاركا بقايا حشاشته بين مكبسل وسكران,وبعد ان بدانا نسمع ان القوات العراقية والامريكية بدات تعتقل بعناصر جيش المهدي في كل ارض وقاع,ظهر على السطح سؤال صريح وواضح وملح اثار استغراب الكثير من المراقبين,الا وهو:لماذا يتم اعتقال عناصر جيش المهدي بدون مقاومة منهم؟,ثم لماذا نسمع ان عناصر جيش المهدي يتم القاء القبض عليهم بدون مقاومة؟ ولماذا امر مقتدى عناصره بعدم مجابهة من ياتي لاعتقالهم؟ثم ما هو الاتفاق الذي جرى بين مقتدى والمالكي قبل "صولة البعران" والذي جعل مقتدى يوافق على تلك الصولة ويفر الى ايران؟,ثم لماذا كل هذا الاستسلام الذي بدى من جيش المهدي امام صولة البعران؟,حتى لقد كتبت انا فيه في حينها مقالا قلت فيه ان" جيش المهدي ظهر اضعف مما كنا نتصور",اشرت فيه الى ان الامر ليس كما يظهر للمراقب البسيط,فاين الاحتجاجات واين الاعتصام المفتوح واين الاعمال الغوغائية التي كان بمقدور عصابة جيش المهدي القيام بها؟.لقد صدّق البعض ومن ضمنهم الامريكان ان المالكي قد شن فعلا هجمة شرسة على جيش المهدي,وان حملته تلك هي دلائل القطيعة بينه وبين مقتدى,الا انني لم اكن مقتنعا بهذا منذ اول يوم,وصرحت بانها لم تكن الا خدعة يتخلص بها المالكي من ضغوط الامريكان والراي العام العراقي والعالمي,ويتخلص بها مقتدى من بعض عناصر جيش المهدي العاصين لاوامره والخارجين عن طاعته,ولانني عشت في احد المعتقلات وعايشت كيف يتم التعامل مع عناصر جيش المهدي فيها,فانني عندما اسمع عن اعتقال احد عناصر جيش المهدي يتراءى الى ذهني مباشرة تلك المعاملة اللطيفة التي كان يعامل بها عناصر جيش المهدي في المعتقلات(العراقية حصرا ولا اعرف عن المعتقلات الامريكية),ولانني استطيع ان اجزم لكم ان عملية اعتقال عناصر جيش المهدي من قبل القوات العراقية كان لحمايتهم من اعتقال القوات الامريكية ليس الا,وان هنالك ضغوطا كبيرة سوف تمارس قريبا على الامريكان لاجل الافراج عن معتقلي جيش المهدي,وان المالكي سوف يفرج عن جميع المعتقلين الشيعة في السجون الامريكية ما ان يتم استلامها من الامريكان,وسوف يرجع مقتدى الى العراق,وسوف ترجع جميع عصابته لممارسة ما لا يجيدون غيره,الا وهو قتل اهل السنة والتمثيل بجثثهم وتدمير مساجد الله وحرق مصاحفه"الوهابية!!",وسوف تعود عمليات التهجير القسري لاهل السنة من مناطقهم باشد مما كانت عليه خصوصا بعد ان ضعفت مقاومة اهل السنة بعد ان دخلوا في الصحوات وسلموا سلاحهم للامريكان وللحرس الوطني,وبعد ان تم نقل مسؤولية الصحوات الى الائتلاف الشيعي الذي سيبطش بهم بطشته الكبرى,وسوف يهجر السنة من بغداد بعد ان لم يكن للقاعدة وجود في بغداد ولم يعد لاهل السنة بعد الله من يحميهم من بطش الحكيم والصدر الذين لم يجتمعوا يوما الا على قتل اهل السنة,وتصريحات جلال الدين الصغير الاخيرة بضرورة طرد اهل السنة من الكرادة ومنعهم من"الاستيطان"فيها,والهجوم الطائفي على سيارات المدنيين في ديالى وقتلهم,وتحذيرات الامم المتحدة من عودة الحرب الطائفية في العراق,وتحذيرات الامريكان من عودة العصابات الخاصة من ايران بعد ان تم تدريبها مجددا,كل ذلك يشير الى ان هنالك حقبة جديدة من الصراع الطائفي سوف تبداء في بغداد تحديدا(نعوذ بالله من شرها وشر من يحيك لها),خصوصا مع قرب زوال بوش عن سدة الحكم وانشغال الامريكان بالانتخابات الرئاسية,وهي الفترة الزمنية المناسبة لتخلية بغداد من "البغاددة".
لقد حدثت حالات تعذيب شديدة لبعض عناصر جيش المهدي في بغداد وباقي مدن الجنوب,الا ان كل تلك العناصر التي تم تعذيبها او حتى قتلها او حتى من تم اصدار حكم الاعدام عليه فيها,هم من العناصر الخارجة عن مقتدى الصدراو من الموالين لليماني او ممن لدى بعضهم ثارات خاصة معهم,وعلي شريعة ابرز مثال على ذلك,فقد تبرء منه جيش المهدي على لسان صلاح العبيدي الناطق الرسمي باسم مقتدى الصدر,وُترك ليلاقي مصيره لوحده على يد عصابة الحكيم.ورغم اننا لا ننفي وجود العداوة بين صفوف عصابات الشيعة وبين عصابة مقتدى وعصابة الحكيم,الا ان هذه العداوة سرعان ما تصبح ائتلافا واحدا عندما يكون العدو المقابل لهم هم اهل السنة,وتكون الغنيمة هي بغداد الكرخ للحكيم والرصافة للصدر,فبمجرد ان يشعر الشيعة ان هنالك خطر ما من اهل السنة تتحد جميع العصابات وتوكل امرها الى ايران لتصبح القيادة موحدة,ولهذا تجد اليوم كثيرا من المحللين السياسيين الذين كانوا يروجون العداء لايران او الصدر او الحكيم اصبحوا اليوم اشد المدافعين عن ايران,وكل من يدافع عن ايران فانك لن تسمع منه اي كلمة انتقاد لعصابة الحكيم او الصدر مهما بانت جرائمهم,ولهذا فانك لم ولن تسمع من حسن نصر الله كلمة واحدة تدين او تسنكر ماقام به جيش المهدي او عصابة الحكيم من جرائم بشعة تتخطى عتبة المعقول.
يقول البعض ان المالكي مال الى جماعة الصدر,ونقول له :ومتى جفاهم حتى يعود اليهم؟.انهم جميعا جنودا تحت راية "خامنئي",يامرهم فيطيعون,وهل يرضى "خامنئي"ان يزوره المالكي ولا يزور مقتدى المتربع في احضان والده المقدس"خامنئي"؟,اني انصح من ظن ان هنالك عداء بين المالكي والصدر ان يعيد حساباته,وان لا يحسن الظن بهؤلاء مهما بدت وجوههم ابتساماتهم رقيقة,لان"المكياج" يفعل اليوم ما يشاء بوجوه الناس,وان نتذكر دائما قول ربنا تعالى"اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المجادلة : 19].ولن ينخدع بالشيطان الا احمق او جاهل,اعاذنا الله واياكم من الحماقة والجهل
07-10-2008
|
15-11-2009 / 17:33:31 بحرالنجف70