لماذا لا يتشيع النصارى؟؟؟
عبد الله الفقير - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 9492
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم كل التشويه الاعلامي الذي يتعرض له الاسلام والمسلمين,في داخل العالم الاسلامي نفسه او من خارجه, ,لكن....ورغم كل هذا التشويه والهجوم الشديد على الاسلام واهله,ابدا لم تتوقف موجات المعتنقين لهذا الدين والداخلين فيه من اتباع الديانات الاخرى او من اتباع "الا-دين".وقد لا تكون عظمة الاسلام في اعتناقه من قبل عوام الناس و بسطاءها الذين يعتنقون ما يعتنقه اسيادهم ,فان تنصروا تنصروا وان اسلموا اسلموا وان الحدوا الحدوا ,ولكن عظمة الاسلام في كسب قلوب أولي الشأن من الناس من الذين لا تغريهم المغريات المادية او تطمعهم الشهوات الدنيوية,وقد نتفهم بيسر اعتناق بلال الحبشي وخباب ابن الارت وعمار ابن ياسر للاسلام,لانهم كانوا يجدون في الجنة التي كان يعدهم بها محمد صلى الله عليه وسلم ما تعجز حتى احلامهم عن الوصول اليها في الدنيا,وقد نجاري من يقول ان اعتناق هؤلاء للاسلام كان تعبيرا عن الفرار من حقائق الواقع الى سراب الاوهام,وقد لا نجد غرابة في ان يعتنق الاسلام "حمزة" عم النبي لان لصلة القرابة اثر في اجتماع الناس حول من ينتمي الى القرابة,وقد لا نجد غرابة ايضا في اسلام"علي ابن ابي طالب" لانه كان طفلا لم يبلغ الثامنة بعد,لذلك فليس غريب على من في هذا العمر ان يتبع من هو اكبر منه,لكن...ما الذي دفع اناس من علية القوم واكثرهم غنا وبطرا ورفاهية ان يعتنقوا هذا الدين؟,ما الذي دفع ابي بكر الصديق لاعتناق الاسلام وتعريض نفسه للقتل وهو الذي لو شاء ان يتسيد مكة لتسيدها بدون منافس؟,وما الذي دفع الشاب المترف الرقيق عثمان بن عفان الذي يضرب به المثل في الرقة والوجاهة واكثر من كانت قريش تحبه من الشباب حتى كان الناس يتغنون به قبل الاسلام فيقولون (كحب قريش لعثمان),ما الذي دفع هذا الشاب لاعتناق الاسلام والهجرة متخفيا الى الحبشة في قيض هذه الصحراء اللاهبة,ثم الهجرة الى مكة؟,وما الذي دفع عبد الرحمن ابن عوف اشهر تجار قريش لاعتناق الاسلام والقبول بتجريده من كل تجارته وما يملك مقابل الايمان؟,امثال هذه الشخصيات وقف علم النفس وعلم الاجتماع "التحريضي" عاجزا عن فهم اسباب اعتناقهم للاسلام,ولم يجدوا جوابا الا بالاعتراف بعظمة هذا الدين الذي جعل امثال هذه النخبة اول المنتمين اليه وأول المضحين في سبيله.
ثم يروي لنا التاريخ سيرة ذلك القائد الروماني الذي اعتنق الاسلام على يد خالد ابن الوليد وهو المبجل بكل الزهو الروماني العتيد,بل ولم اسلم خالد ابن الوليد نفسه رغم كل جبروته وغطرسته ومجده الفروسي؟.ولم تنتهي سير عجائب من دخلوا الاسلام حتى يومنا هذا,واعجب قصص من دخل في هذا الدين ,هو ذلك الدكتور الفرنسي ذو الثمانين عاما,والذي اعتنق الاسلام بعيد هجمات سبتمبر وجاء ليحج الكعبة في موسم الحج والتقت به قناة الجزيرة وقد وصفت حاله بانه من كبر سنه ليعجز ان يقلم اظافره,وانه رغم كل التشويه الاعلامي للاسلام ورغم الحرب الضروس عليه لم تثنه عن اشهار اسلامه وهو الذي نال من شهادات الدكتوراه في شتى المجالات ما يستحي الانسان ان يقول امامه اني "مثقف",فما الذي دفع هذا وامثاله لاعتناق الاسلام؟هل هي الشهرة؟,هل هي المادة؟هل هو "القيمة والتمن"؟هل هو الجنس؟ام الرغبة في الملك؟ الرغبة في .....؟ ولا اجد ما يمكن ان يفسر دخول امثال هؤلاء للاسلام الا عظمة الاسلام الذي تنحني امامه كل علوم الانسان وثقافته وتقنياته.
ثم نتعجب اكثر عندما نجد مواطنا امريكيا كـ"Adam Yahiye Gadahn" يعتنق الاسلام وهو سليل ابوين ناشطين مسيحيين وجد يهودي ,بل ويصبح من عناصر القاعدة وقادتها ويسمي نفسه بـ"عزام الامريكي"(!!).ونتفاجيء اكثر عندما يقوم بعض من اعتنق الاسلام من الغربيين بتفجير نفسه في وسط الامريكان بعملية "استشهادية" او (انتحارية كما يسميها البعض) كما فعلت احد النساء الغربيات في العراق.ونتفاجيء اكثر فاكثر عندما يعتنق الاسلام مفكرا شيوعيا كامثال "روجيه كارودي",ونتفاجيء ايضا عندما يسلم آية الله "برقعي" ويرفض التشيع مع كل ما كان يحضى به من وجاهة ومنصب, ثم نتفاجيء ايضا عندما يعتنق الاسلام في العراق بعض النصارى والصابئة والشيعة ثم ينضمون الى كتائب المجاهدين,ونتفاجيء ايضا عندما تسلم احد النساء اليزيديات ثم تصر على اسلامها حتى يقتلها قومها رجما,ونتفاجيء ايضا عندما يسلم الاقباط في مصر حتى يقوم احد الاقباط باطلاق النار على اخته وزوجها لدخولها الاسلام كما حدث في مصر قبل ايام,ونتفاجيء ايضا عندما يعتنق الاسلام قساوسة نصارى واحبار يهود ورهبان بوذيين في الوقت الذي نجد كثيرا ممن يسمون انفسهم "مسلمون" وهم يفرون من الاسلام ويستحيون حتى من ان يقولوا نحن "مسلمون" طمعا في متع الدنيا وزخرفها,فكم من المسلمين تحولوا الى النصرانية بفضل الحركات التبشيرية التي تعرضت لها كردستان العراق قبيل الاحتلال,او بفعل الحركات التبشيرية الحالية في المغرب العربي وافريقيا واندونيسيا.لكن...هل كان دخول الملسمون للنصرانية مشابها لدخول النصارى للاسلام؟.اجاب عن ذلك احد باباوات النصارى في مؤتمر عقد في مصر لمجموعة من المبشرين,عندما خرج المؤتمر بنتيجة مفادها ان التبشير في العالم الاسلامي قد فشل لانهم لم يستطيعوا تنصير الا بسطاء الناس من الذين دخلوا النصرانية هروبا من الجوع,او من الوصوليين الذين يجدون في دخول النصرانية بابا سريعا للوصول الى الشهرة او المنصب او تحقيق رغباتهم الوصولية,ولم يدخل النصرانية اي شخصية مرموقة او علمية,ولم يعترض على كلام اولئك الجمع الا واحد من البابوات حيث صرح تصريحه الخطير"عندما قال:اننا في عملنا التبشيري لا نريد ان نحول المسلم الى النصرانية,فذلك شرف لا ينبغي ان يناله المسلم,ان هدفنا الحقيقي ليس ادخال الملسم في النصرانية وانما هدفنا هو سلخ المسلم من اسلامه(!).
رغم كل حالات دخول الاسلام المتعددة الاشكال والالوان,والمتغيرة في الكم والكيف,لم نسمع لحد الان اعتناق اي من النصارى او اليهود او الالحاديين للدين الشيعي!,لم نسمع ان نصرانيا او يهوديا واحدا اصبح من انصار اهل البيت الشيعي(باستثناء عبد الله ابن سبأ واتباعه بالتاكيد)!!,ولم نسمع ان المفكر الفلاني النصراني او اليهودي او حتى الشخصية السنية قد اعتنق المذهب الشيعي!, ,رغم اننا نسمع بين الحين والاخر تحذيرات من الغزو الشيعي وحملات التشييع في مصر او سوريا او المغرب العربي او في نيجيريا ومجاهيل افريقيا.من المعلوم ان الشيعة لا يرون غير اهل السنة عدوا,ولا يرون كافرا غيرهم,لذلك قالوا ان الناصبي (ويقصدون به السني)انجس من الكلب,ولذلك تجدهم يجوزون التمثيل بجثته بينما يدينون من يقوم بقطع رؤوس الامريكان(!!),ومن هذا فانك ترى ان معظم بل كل جهدهم الدعوي منصب على مناطق اهل السنة وخصوصا المناطق الفقيرة,وتجد كل قنواتهم الفضائية موجهة بالعربية لاجل الترويج للطمياتهم وخرافاتهم,بينما لم ولن تر اي قناة شيعية موجهة بالانكليزية او الفرنسية او الايطالية لهدايتهم الى التشيع,ولا تجد قناة شيعية موجهة للامريكان لتشييعهم وهم منتشرون في ارض العراق!ولا تجد اي قناة او برنامج موجه لتشييع اليهود الذين يحتلون فلسطين,لكنك تجد عشرات القنوات الفضائية الموجهة لتشييع الفلسطينيين!!.
رغم كل الجهد الشيعي لتشييع اهل السنة,لم يخرج هذا الجهد باكثر مما خرج به الجهد التبشيري,فلم يتشيع الا الوصوليون واصحاب العوز الذين وجدوا في "التومانات" التي توزعها ايران من خلال مراكزها الثقافية في السودان وسوريا والمغرب ما وجده سكان جنوب العراق في "القيمة والتمن"التي كانت توزعه الحملات التشييعية في جنوب العراق البائس بدايات القرن الماضي,ولهذا لم تستطع الحملات التشييعية ان تتفاخر بكسب رجل واحد من اهل السنة ذو فكر او وجاهة او علم لتخرجه للناس ولتقول ان فلان الفلاني المثقف الغني الوجيه قد اعتنق الدين الشيعي,ولهذا عندما قام ابن "عبد الرحمن القرضاوي" نجل "يوسف القرضاوي" بحضور احتفالية حزب الله في لبنان وكتابة ديوان شعري في مدح حسن نصر الله,ظن الشيعة انه تشيع,فراح اكبرهم فتنة"علي كوراني" يفسر سبب حملة القرضاوي على الشيعة بانها بسبب تشيع ابنه!,وهي اشاعة نفاها "عبد الرحمن القرضاوي" نفسه وقرر ان يلاحق قانونيا من روج لها,لكنه لما علم ان راس الفتنة"علي كوراني" هو من اطلق تلك الشائعة,ولما علم ان هذا الرجل ملاحق بمئات القضايا القانونية الخاصة بتلفيق الشائعات كان اخطرها اعلانه بتشيع"ملكة بريطانيا"(!!),لذلك قرر اهمال الدعوة.علما ان ابن القرضاوي رجل علماني من اتباع حركة "كفاية" المصرية وليس له علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد.
يبدوا ان حلم الشيعة في ان يعتنق دينهم احد الرجال البارزين لكي يتخذوا منه شعارا لحملاتهم التشييعية بات عقدة مكبوتة,لذلك فانهم اصبحوا يعدون كل من ناصر حزب الله اصبح شيعيا!,وهم لا يعلمون ان المسلمون يناصرون كل من يقاتل اليهود او الامريكان مهما كان دينه ولونه ومعتقده,لذلك ناصروا حتى جيفارا الشيوعي,فهل يعني هذا انهم شيوعيون؟ ,ثم الا يعني مناصرة اهل السنة لحزب الله ,خصوصا بالفترة التي سبقت وقوف الشيعة الى جانب امريكا في احتلال العراق ,الا يعني ذلك سمو اهل السنة عن الطائفية ؟.بل لقد وقف الكثير من اهل السنة مع حسن نصر الله الشيعي حتى بعد انفضاح موقف الشيعة,حتى ان "العفاسي"الوهابي الناصبي (كما يسمونه) كان يدعوا لنصرة فلسطين ولبنان من على قناته الدينية المشهورة في الوقت الذي لم نشهده يدافع عن القاعدة"الوهابيون النواصب"!,و لولا مافعله الشيعة في العراق باهل السنة,ولولا اصطفافهم مع الامريكان في احتلال العراق,لكان اهل السنة في العراق تحديدا اول من يرفع صور حسن نصر في شورارعهم,فما كان لاهل السنة اي حرج في ان يناصروا الشيعة على اليهود او النصارى,فهم لا يحملون عقد النقص التي يبوء الشيعة بحملها,ولهذا كان كثير من اهل السنة(العرب) يناصرون ايران حتى ايام حربها مع العراق لانهم كانوا يظنون (مخدوعين) ان ايران عدوة لامريكا فعلا,لكن بالمقابل عندما قام تنظيم القاعدة بضرب امريكا,التي يهتف الايرانيون بعد كل صلاة جمعة"تسقط تسقط امريكا",وقفت ايران مع الشيطان الاكبر ضد اهل السنة وقاتلتهم واباحت ديارهم في افغانستان والعراق للامريكان اعدائها المفترضين,لانها تجد ان الشيطان الاكبر احب اليها من اهل السنة"النواصب"!.ولهذا لا تجد شيعيا يناصر المجاهدون في العراق او افغانستان اوالشيشان رغم انهم يقاتلون الشيطان الكبار,ولهذا ما زال الايرانيون يعرضون كل يوم(11-9) برنامجا خرافيا يقول ان هجمات ايلول كانت وهمية وان البنتاغون لم يضرب (!!),وما نصرة ايران لحماس فلسطين الا خدعة سمجة انكشفت خفاياها عندما قامت ميليشات ايران وعصابات بدر والمهدي بتقتيل الفلسطينيين في العراق والتمثيل بجثثهم بطريقة لم يفعلها حتى اليهود في فلسطين!.
لقد كان الشيعة على الدوام يتحججون بضعف ذات اليد وقلة الامكانيات في عدم قدرتهم على كسب غير المسلمين الى الاسلام,والان,وبعد ان جاد الشيطان الاكبر على الشيعة بكل خيرات العراق,واصبحت انهار الرافدين تجري من تحتهم,هل باستطاعة مؤسسات الخوئي او السيستاني او اي من مؤسسات مراجع الشيعة ذات الميزانيات المفتوحة ان تكسب نصرانيا واحدا الى التشيع؟,هل يستطيع الشيعة بكل قنواتهم الفضائية ووسائل اعلامهم المنتشرة وبكل امكانياتهم القوية ان يكسبوا جنديا امريكيا واحدا في العراق وخارجه للتشيع مثلما استطاع اهل السنة ان يؤسلموا كل الجيش التتاري الذي احتل بغداد قبل الف سنة؟,هل تسطيع كل مؤسسات الشيعة ان تكسب للتشيع ما يكسبه في يوم واحد جامع سني واحد في احدى ضواحي المانيا؟.
لم ولن يفلح الشيعة بكسب عقل عاقل واحد طيلة سيرتهم,ورغم انهم استطاعوا في احيان كثيرة التمظهر باسم الاسلام لكسب بعض الناس,لكن ما ان يكتشف اولئك الناس حقيقة انهم شيعة وليسوا مسلمين تجدهم سرعان ما يفرون منهم,وهذا ما حدث فعلا مع احد الفرنسيين الذين تاثروا بالقران والاسلام,ثم لما صادف احد الشيعة ظنه من المسلمين وعاشره بغية ان يعلمه الاسلام,ثم بدا له ان هذا الشخص يعلمه غير الاسلام الذي يبحث عنه,تركه وانصرف يبحث عن الاسلام نقيا بدون خرافات ولا اساطير ولا شرك ولا ابتداع ولا تقديس للاموات او الاحياء,ليموت شهيدا على ارض البوسنة.
لماذا لا يوجد تشيع في اوساط النصارى او اليزيديين او الصابئة؟,بينما يوجد الكثير من هؤلاء ممن اعلن اسلامه في العراق وغير العراق,يدعي اتباع حزب "الدعوة" انهم النخبة المفكرة من الشيعة,وانهم اصحاب دعوة كما يزعمون,لذلك اني اوجه لهم الدعوة تحديدا(واستثني همج مقتدى وعصابة الحكيم)للعمل على الدعوة لاعتناق التشيع في العراق او العالم الغربي,ولنر بم يرجعون؟,وان يعملوا ولو على كسب جنديا امريكيا واحدا للتشيع,او نصرانيا واحدا الى "التشيع",او يزيديا واحدا للتشيع,او شيوعيا واحدا للتشيع,فان فعلوا ذلك فاني اشهدكم اني سوف اكون اول المتشيعين.(شرط ان لا يكون تشيع اولئك لاجل التمتع بزواج المتعة او نيل المكاسب المادية الاخرى كالمنصب والمال او لاجل اعفاءه من المحاسبة والقصاص).
12-10-2008
|
14-10-2008 / 12:25:44 سمسم