حرب اختراق المواقع من ورائها؟
عبد الله الفقير
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 11458
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدو ان دول الخليج وخصوصا السعودية قد وجدت نفسها مضطرة هذه المرة لخوض الحرب مع ايران بدون الاتكال على حليفها الامريكي الذي اتعبته حربه على القاعدة حتى اوشك على الانهيار,وقد بدات ملامح انعدام الثقة بين السعودية والامريكان تحديدا عندما شن حزب الله اللبناني حملته الهجومية على بيروت واستباحها لمدة اسبوع تقريبا,ولم تتدخل القوات الامريكية لنجدة سعد الحريري وجماعته الذين حوصروا في بيروت وانقذتهم المفاوضات,تلك الحادثة دقت ناقوس الخطر في الحكومة السعودية والحكومات الخليجية عموما على ان امريكا ليست ذلك الحليف الذي يمكن التعويل عليه كثيرا لاسباب قد يكون اولها هو خسارة امريكا الحرب مع القاعدة, اما ثانيها فهو العلاقات السرية المشبوهة بين ايران وامريكا والتي ظاهرها العداوة وباطنها الود والصداقة, وما"ايران كيت" وامداد ايران بالسلاح بحجة تسليح الجيش العراقي الحالي وترك حزب الله يعبث ببيروت رغم كل الوعد التي قدمتها امريكا والغرب عموما لحماية بيروت, ثم هذا التعاون الايراني الامريكي في محاربة القاعدة, الى الحد الذي وصل ان تتدخل ايران لكبح جماح القاعدة في باكستان مثلما تدخلت لكبح جماحها في العراق نيابة عن الجيش الامريكي, وقد تبدى ذلك من خلال الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني لباكستان وتعهده بمحاربة الارهاب ومحاصرة القاعدة في افغانستان واعادة التجربة العراقية بنسخة افغانية مما يعني ان افغانستان مقبلة على حرب طائفية تقودها ايران وباكستان, كالحرب الطائفية في العراق التي قادتها ايران وسوريا, علما ان كلا الرئيسين في سوريا وفي باكستان حاليا هما شيعيان!!.كل هذا جعل دول الخليج تقرر ان تخوض حربها مع ايران بنفسها, وقد بدات تلك الحرب اعلاميا من خلال تصريحات القرضاوي الذي اكتشف فجاة الخطر الشيعي على الاسلام رغم انه كان لفترة قريبة يعتبرهم "اخوانه"! تلتها تصريحات "سلمان العودة" وهو ايضا احد الدعاة السعوديين من الذين يخرجون كثيرا على شاشات الفضائيات, بل ولديه برنامجا خاصا على احدى قنوات الام بي سي.ثم بدت تلك الحرب من خلال تهجم قناة العربية العلني على ايران وخمينيها, ثم تركيز قناة الشرقية "الممولة خليجيا"على الدور الخبيث لايران في العراق, ثم قيام قناة المستقلة باعادة تسخين المناظرات السنية الشيعية, تلك المناظرات التي حدثت اول مرة قبيل احتلال العراق, ثم استمر البرنامج مع تغيير نقاط تركيزه وتغاضيه عن فتح الحوار السني الشيعي, لنتفاجيء بعودة اجراء المناظرة بين السنة والشيعة هذه السنة في دليل على وجود صفقة ما او حربا ستشتعل بين السنة والشيعة, قد تكون في العراق او في لبنان او في الخليج العربي. ثم ان من دلائل دخول دول الخليج الحرب مع ايران بانفسهم هو ذلك التسلح الخليجي الذي اشترى بموجبه الخليج كل ما يمكن شراءه من اسلحة وتقنيات متطورة, ثم ان من دلائل تلك الحرب هو التجسس الذي تجريه تلك الدول على الشيعة الداخلين لاراضيها, فقد علمنا ان الدول الخليجية تجند الكثير من الشيعة انفسهم للتجسس على الشيعة الذين يدخلون اراضيها او حتى الذين هم خارجها. ثم كانت اخر دلائل هذه الحرب بين دول الخليج وايران هو حرب اختراق المواقع الالكترونية التي نشهد تجلياتها هذه الايام.
بدات حرب الاختراق الالكتروني"الهاكر"في نهايات شهر رمضان, وكان اول بداية ذلك الاختراق هو شن مجموعة تسمي نفسها"اكس بي كروب",شن هذه المجموعة حملة اختراق شملت اكتر من ثلاثمائة موقعا شيعيا في يوم واحد!.وهو رقم كبير جدا لا يستطيع شخص واحد او مجموعة صغيرة تنفيذه, وهذا يعني ان هنالك امكانيات تقنية ومعلوماتية كبيرة, وان هنالك كادر بشري خبير جدا في عمليات الاختراق, خصوصا وان اختراق تلك المواقع كان من نوع الاختراق الدائم, اي الذي حطم الموقع نهائيا ولم يكتفي باغلاق الموقع او تغيير عنوان الدومين او اشغاله لفترة بسيطة.
كان لتلك الحملة الالكترونية اثرها البالغ في نفوس الشيعة خصوصا وان اول المواقع المخترقة كان موقع السيستاني,لذلك جند الايرانيون كل جهودهم (وبادارة اجهزة الامن الايرانية نفسها) وقاموا بشن حملة مضادة اخترقوا من خلالها بعض المواقع السنية, وتم ذلك الاختراق في اول ايام عد الفطر. لقد ظن الشيعة ان من قام بحملة الاختراق لمواقعهم هم الجهاديون الاسلاميون من جماعة القاعدة واخوانها, لذلك فقد شنوا بعض الهجومات على مواقع جهادية معروفة, لكن لتمرس تلكم المواقع وحصانتها لمثل هذه الاختراقات التي تعودت عليها من قبل اطراف امريكية او حكومية او حتى شيعية, لذلك لم يستطع الشيعة اختراق المواقع الجهادية, واكتفوا باختراق بعض المواقع الدينية او العامة.
لم تكن حملة الشيعة لاختراق المواقع قوية جدا بسبب ضعف التقنيات والخبرات الفنية لدى الايرانيين لذلك كانت الخروقات بسيطة في اغلبها, حيث انحصرت في تغيير الدومين, او كانت اختراقات مؤقتة يتم انتهاءه بعد مرور عدة ايام, بل لقد سعوا الى الاعلان عن اختراق مواقع تبين انهم لم يقوموا سوى بصنع موقع افتراضي يضعون فيه صورة الاختراق للايهام بانهم اخترقوه, فيما هو يعمل بالفعل بدون اي مشاكل, وقد دخلت بنفسي لبعض المواقع التي ادعوا انهم اخترقوها ولم يظهر عليها اي علامات للاختراق!.علما ان كل الاختراقات الايرانية للمواقع السنية كان عن طريق وجود ثغرتين في موقع "جودادي""Godaddy"الذي يستضيف اغلب المواقع العربية, وقد نبه لوجود هذه الثغرات الكثير من خبراء الاختراق"الهكرز" حتى قبل ان يتم الاختراق, وبالتالي فان اغلب الاختراقات الشيعية كانت من النوع الذي يستطيع القيام به الهواة وليس المحترفين.
لقد ظن الشيعة ان اختراق مواقعهم كان من قبل الجهاديين السنة,ولذلك شنوا كل هجومهم على الجهاديين رغم انهم فشلوا في اختراق مواقعهم,على ان الامر ليس كذلك,لقد تم اختراق المواقع الشيعية من قبل شركات اجنبية بتكليف من الحكومة السعودية او الحكومات الخليجية,والدليل على ذلك هو تلك المقدرة الفنية اولا,ثم اسلوب الاختراق الذي يشمل تهديم الموقع بالكامل,وهي امكانية لا تسطيع اي جهة القيام بها الا اذا كانت مقتدرة جدا من حيث المهارة الفنية او من حيث القدرة على اقناع الجهة المستضيفة للموقع على اغلاق الموقع,وذلك يحتاج اما الى سلطة(الامريكان انفسهم الذين يتحكمون بدومين الموقع)اوال مال(يستطيع الخليجيون اغراء المواقع المستضيفة او تكليف شركات متخصصة بالقرصنة الالكترونية).اما الدليل الاخر على ان من قام بذلك الاختراق ليسوا الجهاديين,فهو ان من عادة الجهاديين في حالات الاختراق ان يضعوا صور رموزهم الجهادية,كصورة ابن لادن او الظواهري او صور اسلحة,او ان يضعوا كلمات او جمل تدل على الجهاد والقتال,او تعيب على الشيعة عدم الجهاد وعمالتهم للامريكان.اما في حالة الاختراق هذه فقد قام الهكر بكتابة جمل ذات ارتباط بالجنس او المتعة,حيث وضعوا عبارات كامثال "السيكستاني" و"ابناء المتعة" وغيرها من العبارات التي تشير الى ان اعتراضهم على الشيعة لا يصدر من خلفية قتالية او جهادية,والدليل الثالث على عدم تورط الجهاديين في هذه الحملة,هو عدم اعتراف اي من الجماعات الجهادية "الالكترونية"مسؤوليتها عن عملية الاختراق تلك,وان الشعار الذي وضع يشير الى شركة"اكس بي كروب",فيما يبدو انها شركة عادية وليست قتالة او هجومية كالاسماء التي اعتاد الجهاديون ان يطلقونها على حملاتهم كـ"السيف البتار" او"الزرقاوي" او غيرها من الاسماء التي كانوا يسمون بها حملاتهم الالكترونية,والدليل الرابع هو خفة العداء بين الجهاديين الاسلاميين والشيعة,فلم يعد العداء بين السنة (الجهاديين)والشيعة كما كان عليه بعيد احتلال العراق,لذلك لم يعد الجهاديون يصبون اهتمامهم على الشيعة,بل اصبح اكبر همهم هو تدمير المواقع الامريكية واليهودية,وحاليا هنالك اعلان في احد المواقع الجهادية يشير الى قرب شنهم لحملة الكترونية على المواقع"الصليبية" كما يسمونها,وهم لا يفرطون جهودهم في غير محلها.
اما اكبر الادلة على ان حملة الاختراق التي تعرضت لها المواقع الشيعية ليست من فعل الجهاديين, هو تعرض اغلب مواقع اولئك الجهاديين الى حملة اختراق كبيرة جدا قبل اختراق مواقع الشيعة بفترة قصيرة, تم على اثرها اغلاق اشهر مواقعهم الجهادية الا وهو موقع"الاخلاص" الذي يقولون ان الزرقاوي كان يتصفحه ويشارك فيه, حيث تعرض هذا الموقع ومواقع اخرى الى حملة اختراق قبيل ذكرى الحادي عشر من سبتمبر, مما ادى الى تدمير تلك المواقع نهائيا, الامر الذي فوت على القاعدة عرض برنامجها المسمى"حصاد سبع سنين"والتي اعلنت عنه كثيرا, وتم عرض موجز عنه في قناة الجزيرة, حيث لم تستطع القاعدة وانصارها من بث ذلك البرنامج (الفلم الوثائقي)على الانترنيت لان حملة اختراق كبيرة تعرضت لها اغلب المواقع الجهادية التابعة لها, مما ادى الى تاخير بثه مما اصابهم ببعض الاحراج.لقد كان اسلوب اختراق المواقع الجهادية مشابها لاسلوب اختراق المواقع الشيعية من حيث ان الاختراق يؤدي الى تدمير الموقع نهائيا, حيث ما تزال بعض المواقع الجهادية المهمة متوقفة عن العمل, وهي اول حملة تستطيع ايقاف هذه المواقع عن العمل كل هذه الفترة, علما ان المواقع الجهادية هي من اكثر المواقع حصانة لتمرسها في مجابهة الاختراق الامريكي , وحيث ان اغلبها تستضيفه شركات غير امريكية .
قد يقول قائل :لماذا القيت تبعة هذه الحملة على الدول الخليجية؟لم لا تكون اسرائيل او امريكا هم من قام بهذه الحملة للايقاع بين السنة والشيعة؟.ونقول ان هذا الاحتمال جائز ومشروع جدا, خصوصا وان الامكانيات المستخدمة قوية جدا وان اول المواقع التي استهدفت كانت المواقع الجهادية التابعة للقاعدة, فاذا ما صح هذا الاحتمال, فان هذا يعني ان الامريكان (او اليهود)استطاعوا ضرب عصفورين بحجر واحد, حيث استطاعوا ضرب المواقع الجهادية(الارهابية) الكبرى, ثم ضرب المواقع الشيعية, لستفزوا الشيعة لاختراق المواقع السنية الصغيرة, ثم يعود السنة باختراق المواقع الشيعية, ولتدور حرب ضروس تنتهي بتدمير المواقع الشيعية والسنية!.رغم معقولية هذا الاحتمال, خصوصا اذا ما علمنا ان بعض خبراء الاختراق رجحوا ان تكون شركة "جودادي"(وهي يهودية الاصل) هي من سهلت للايرانيين اختراق المواقع السنية, او ان احد موظفيها هو الذي سهل اعطاء كودات تلك المواقع للايرانيين, لكني ارجح ان تكون الحكومات الخليجية هي المسؤولة عن حرب الاختراق هذه للاسباب التي ذكرناها في مقدمة المقال ولان الحرب على المواقع الجهادية تم قبل الحرب على المواقع الشيعية وذلك لان الحكومات الخليجية تخاف من الجهاديين اكثر من خوفها من الايرانيين(!!).علما ان بعض المواقع الجهادية تقوم حاليا باختراق بعض المواقع الشيعية كرد فعل على اختراق الشيعة لبعض مواقعهم, وهذا ما اعلنته وتعلنه تلك المواقع حاليا, وهي حرب قد تستمر لفترة الى ان يكتشف الاثنان ان سبب الحرب ليس عائد لاي منهما, وانهما وقعا في كمين محكم!.
الطريف في حرب الاختراق هذه هو قيام الايرانيون باختراق موقع قناة العربية, التي تعتبر اشد القنوات عداوة للجهاديين, كما ان في ذلك دليل واضح على وجود حرب حقيقية بين الايرانيين وهذه القناة رغم الخدمات الجليلة التي قدمتها وتقدمها هذه القناة للايرانيين وللشيعة عموما. اما الاطرف من ذلك فهو ما نشره احد المواقع الشيعية من اخبار, فقد نشر ذلك الموقع بعيد اختراق موقع السيستاني تعليقا يقول"ان اختراق مواقع اتباع اهل البيت دليل على افلاس الفكر الوهابي", وراح يندد بتلك الاختراقات ويعتبرها دليلا على الفشل في مجابهة الفكر الشيعي!,ثم بعد ايام, وعندما شن الايرانيون حملتهم على المواقع السنية راح نفس الموقع يشيد بالهكر الايرانيين ويعتبر ذلك الاختراق نصرا للعقيلة الشيعية!!!!!.
لقد قام الجهاديون بتحطيم الكثير من المواقع الامريكية واليهودية (والشيعية ايضا), ولقد استطاع عنصر واحد فقط من اختراق الكثير من المواقع الامريكية الرسمية المحصنة جدا,وسبب للامريكان مشاكل كبيرة الى ان تم اعتقاله ومحاكمته,فلماذا لم نسمع من الشيعة انهم قاموا باختراق اي موقع امريكي (الشيطان الاكبر)او اي موقع يهودي؟؟,من المسموح لهم اختراق المواقع السنية,لكن على الاقل ان يقوموا باختراق احد المواقع اليهودية او الامريكية لكي يعطوا الدليل على ان الغرب"الكافر" اخطر عليهم من "اخوانهم" السنة!!.
قد تكون حرب الاختراق هذه احدى مظاهر الحرب الخليجية الايرانية,والتي بالتاكيد سوف تكون سنية شيعية,لانها ستحشد جموع كلا الطرفين,وهي حرب سوف لن يكون الامريكان واليهود بعيدين عن اشعال فتيلها,والسؤال الذي مازال الكثيرون,والسؤال الذي ينتظر الكثيرون الاجابة عنه هو:هل سيقف الامريكان واليهود مع دول الخليج ام مع ايران؟,اما انا فاتوقع ان يخذل الامريكان الخليجيين كما خذلوهم عندما سمحوا لحزب الله احتلال بيروت,ولسوف تجد الطائرات الامريكية تحمي الطائرات الايرانية وهي في طريقها لقصف مكة وتهديم الكعبة وتحقيق حلم الشيعة في اخراج جثماني ابي بكر وعمر والتمثيل بهما,فذلك غاية ما يتمناه الشيعة!.
في الختام ونصيحتي الى موقع كتابات ان ياخذ حذره خصوصا وان ايران وعبيدها يضعونه اليوم في راس قائمة المطلوبين,رغم اني اعتقد ان اختراق كتابات صعب بسبب عدم رفعه على موقع كودادي,لكني رغم ذلك انصح الاخ المحرر باخذ الحيطة والحذر والاحتفاظ بنسخة احتياطية للموقع ,وعلى العموم ان حجم الموقع ليس كبيرا لذلك يستطيع رفعه بعد الاختراق بسهولة.
17-10-2008
|
20-08-2011 / 12:39:19 ام مصطفى