الموقف السياسي الشيعي والنقد من الداخل
عبد الله الفقير
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 9935
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ماذا لو كان صدام شيعيا من اهل طويريج؟ ماذا لو كان الزرقاوي ايرانيا من مدينة قم؟ ماذا لو كان مقتدى الصدر سلفيا من اتباع محمد عبد الوهاب؟ ماذا لو كان المالكي من ابناء العوجة؟ ماذا لو كان عبد العزيز الحكيم دليميا من اهالي الفلوجة؟ ماذا لو كان السيستاني سعوديا من جدة؟. لو كانت كل تلك الـ"لو" حقيقية هل كانت مواقفنا من تلك الشخصيات هي نفس ما هي عليه الان؟ هل كنا سننتقد السيستاني ونوصمه بالعمالة مثلما ننتقده الان؟,وهل كان الشيعة سيبكون على مقتل شخص مثل محمد باقر الحكيم مثلما بكوه؟ او هل كانوا سيفرحون بمقتل رجل كالزرقاوي مثلما فرحوا يوم استشهاده؟ وهل كان الشيعة سيدارون التدخل الإيراني في العراق مثلما يدارونه اليوم ويبررونه ويدعون اليه بينما ينتقدون اي تدخل عربي مهما كان ضعيفا؟,ثم ماذا لو كان اهل السنة هم من استعان بالامريكان لاسقاط صدام حسين الشيعي؟,هل كان الشيعة سيبررون لاهل السنة موقفهم ذاك مثلما يبررون موقف عبد العزيز الحكيم والمالكي والجعفري والسيستاني بالاستعانة بالامريكان لا سقاط صدام حسين السني؟ثم ماذا لو استعان اهل السنة الان بالامريكان لاسقاط حكومة الشيعة في العراق؟.
من ابجديات المنطق الفلسفي هو انك عندما تختلف مع خصمك في الاستناد الى الدليل التاريخي الذي تحتكمون اليه,وعندما تختلف معه في البديهيات التي يرجع كل منكم اليها,عندها سوف تكون مضطرا الى محاججة خصمك"الجدلي" وفق ما يطرح هو نفسه من فرضيات وبما يؤمن به من ادلة وبما يعتقد هو نفسه من بديهيات,لانه لن يكون من الصواب ان تحتكم الى ما تؤمن به من ادلة مرجعية لا يؤمن بمصداقيتها من تجادل,فعندما تجادل شيعيا,فانك لن تستطيع ان تستشهد بحديث نبوي يرويه"ابو هريرة" لانهم لايؤمنون بكل ما يرويه ابي هريرة,وعندما تجادل ملحدا لا تستطيع ان تستشهد بالايات القرانية لانه لايؤمن بوجود اله اصلا,وعندما تجادل عميلا فانك بالتاكيد لا تستشهد بما يقوله الشرفاء,لانه لا يؤمن بالشرف اصلا.ولهذا كانت احدى ادوات مجادلة الخصوم هو مناقضة حجج الخصوم من الداخل,اما باثبات بطلانها وفق معايير العقل العامة,او عن طريق تبيان تناقضها مع غيرها مما يطرحه الخصم نفسه,او عن طريق نفيها باثبات عكسها,او باستبدال حال الخصم بحالهم,وهذان الاثنان الاخيران هما ما سنعتمد عليه في مقالنا هذا.
تعتبر جميع ادبيات الشيعة ان امريكا هي عدوة الشعوب, وانها الشيطان الاكبر, وانها رمز الاستكبار العالمي, وانها عدوة المستضعفين, وانها شر مطلق, وان كل من سار بفلكها فهو شيطان مثلها.حتى قال خميني انه من اراد ان يقيم نفسه فعليه ان يرى مقدار رضى امريكا عنه,فمن رضيت عنه امريكا فهو شيطان مثلها!.اذا ما اعتبرنا كل هذا هو من بديهيات العقل السياسي الشيعي الحديث,وان العقل السياسي والعقل الديني عند الشيعي هو عقل واحد,وان امريكا خط احمر لا يمكن الاقتراب منه الا عند المواجهة ضدها,ثم اذا اعتبرنا ان عبد العزيز الحكيم هو احد اذرع الاخطبوط الايراني في المنطقة,وانه الممثل الشرعي للثورة الخمينية والصورة المعبرة عنها,ثم راجعنا بعد ذلك موقف عبد العزيز الحكيم و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" الذي يقوده هو ومن قبلبه اخيه,فكيف سيتسنى لنا جمع هذه الاضداد وهذه التاقضات؟,كيف يمكن لنا ان نفسر العداء الشيعي لامريكا مع التحالف الوثيق بينهما؟,وكيف يمكن ان نفسر دخول الشيعة تحت عباءة الشيطان الاكبر من اجل تحقيق مصلحة غير شرعية الا وهو الحكم وفق النظام الديمقراطي الذي تبشر به امريكا؟,ثم هل يقبل الدين الشيعي اصلا الاستعانة بالشيطان الاكبر لاجل تحقيق مصلحة شرعية(حكم ولاية الفقيه ونصرة اتباع اهل البيت) حتى لو كان من سيقتل من اتباع اهل البيت بكل هذا العدد سواء على يد الامريكان او عى يد الحكام الشيعة او على يد "الارهابيين" على حدّ وصفهم؟,هل كان الحسين سيرضى ان تسفك كل هذا الكم من دماء اتباعه لاجل ان ينالوا الحكم, وهو الذي عرض على من جاء لقتله في كربلاء ان يدعوه يرجع من حيث اتى حقنا للدماء؟واي "ثورة اسلامية" هذه التي صنعتها ايران بواسطة الحكيم ان كانت الثورة لم تقم الا على دبابات قوى الاستكبار العالمي التي لم تسحق سوى المستضعفين؟.هذه تناقضات يمكن ان يفسرها لنا السياسيون وفق مفهومهم الخاص بالسياسة على اعتبار انها فن الممكن لاجل الوصول الى الغاية,والذي هو ترجمة اخرى لمفهوم "الغاية تبرر الوسيلة" الذي هو لب الفكر الصهيوني الذي هو العنّ من اليهودية,لكن كيف يمكن ان يفسر لنا هذا التناقض من يصور نفسه على انه رجل دين يحمل عقيدته فوق راسه ويضعها فوق كل شيء حتى لو كان ذلك الشيء هو مصلحته الخاصة او حتى دمه؟,كيف يمكن ان نفهم هذا التناقض ممن يدعون انهم تعلموا من ثورة الحسين الثبات على المباديء,وهم اول من شق عصا هذه المبادي عندما تحالفوا مع الشيطان الاكبر"امريكا" في الضد من كل الشعارات التي رفعوها ورفعها من قبلهم الخميني؟!,يدعي الشيعة والايرانيون ان "دستورهم هو القران",والقران يقول في اية محكمة صريحة "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ [هود : 113].فكيف تسنى لهم الركون الى الامريكان الظالمين بهذا الشكل السافر الذي لا يخفى حتى على الاعمى ؟,الا يعد هذا مخالفة دستورية عظمى لنص القران الذي يتخذونه دستورا ؟.
لا يمكن تفسير كل هذا التناقض بين دعوى الدين الشيعي النظرية وبين واقع الحال العملي للشيعة على ارض الواقع الا اذا افترضنا ان شيعة هذا الزمان لا يمثلون الدين الشيعي,وانهم اعداء للدين الشيعي وكافرين بثوابته, وعندها يكون لزاما على من يقول بهذا القول الحكم بكفر كل من دخل بالامريكان الى العراق او حتى كل من دخل في العملية السياسية التي جاء بها المحتل,وهذا يعني تكفير السيستاني والصدر والمالكي والحكيم والجعفري وعلي خامنئي واحمدي نجاد ونصر الله وكل الشيعة الذين وافقوهم على هذا.او ان يقولوا ان الدين الشيعي يُحلّ الاستعانة بالكافر (الامريكان)على المسلم(العراق),وهذا يخالف سيرة اهل البيت انفسهم بل وسيرة حتى من كانوا يعتبرونه عدوهم اللدود,فهذه السيرة التاريخية تخبرنا بانه لما اشتد الصراع بين علي ومعاوية,انتهز ملك الروم هذه الفرصة , فأرسل إلى معاوية يستعديه على علي و يشد أزره بجيشه فيقول : " لقد عجبنا من جرأة صاحبك عليك , و طمعه فيما بين يديك , وما هو لذلك بأهل , فإن شئت مددناك بجيش لا يمسي عندك حتى يصبح علي و رجاله في قبضة يدك".فرفض معاوية هذا العرض ورد عليه بقوله : " أما بعد : فما أنا و علي إلا أخوان نتنافس فضلا , و نستبق خيراً , و لئن عدت إلى مثل ما ذكرت لألحَقَنَّ بصاحبي ( يريد عليا )ولآتينّك من قبله على رأس جيش , يكون أوله عندك , و آخره عنده , فلا أبيت ليلتي حتى أُرثه من الأرض ما تحت قدميك "!,فهل كان معاوية اشد فهما للاسلام من علي؟!,ام كان بني امية اكثر حرصا على بيضة الاسلام ان ينتهكها كافر من حرص آل محمد؟!,وهل كان علي سيرضى بنصرة ملك الروم لو عرضها عليه ام كان سيرفضها باشد مما رفضها معاوية؟!,ان في هذه القصة ما يكفي لاثبات حرمة الاستعانة بالكافر على المسلم اي كان المسلم حتى لو كان معاوية (وهل عند الشيعة اعصى بل واكفر من معاوية؟!!) فكيف تحقق للشيعية الاستعانة بملك الروم"امريكا" على معاوية"صدام" ولم يكن صدام اظلم من معاوية ولا هم بافضل من علي!.او ان تكون حجة الشيعة في الاستعانة بالامريكان لاسقاط العراق هو لاجل استدراج الامريكان الى مستنقع العراق ومن ثم توريطهم فيه حتى يتم ابادتهم عليه,وهذا يخالف واقع الحال,فلم نر او نسمع ما يدل على اي مقاومة شيعية للامريكان,بل ودنا الشيعة اول من يتبرع للدفاع عن الامريكان,اما الهجمات التي قام بها جماعة الصدر هنا وهناك,فلم تكن رفضا للامريكان بقدر ما كانت دفاعا عن مقتدى المطلوب بدعوى جنائية لا رابط لها من قريب او بعيد بالمقاومة.ثم لنفرض ان هذه الحجة صائبة ولها مصاديق على ارض الواقع,فكيف يمكن ان نبرر كل تلك الدماء الشيعية التي سالت على ارض العراق,ومن يتحمل وزرها؟,وان كنتم تقولون ان كان قتل العدو لا يمكن ان يتحقق الا بالتضحية ببعض الدماء عندها يجوز التضحية بتلك الدماء,فعندها نقول:اذا لماذا تعيبون على المجاهدين تفجير السيارات المفخخة على الامريكان ومقتل بعض المدنيين ان لم يكن استهداف الامريكان ممكنا الا عند اختلاطهم بالمدنيين؟,اليست حجتكم هذه هي عين حجة المجاهدين فيما يسمى بحكم ضرب العدو المتمترس بالمسلمين؟.فما الفرق بين قصف قواعد الامريكان ومقتل عدد من المدنيين نتيجة ذلك القصف,وبين استهداف الامريكان بالسيارات المفخخة ومقتل عدد من المدنيين نتيجة ذلك؟,رغم ان رعب السيارات المفخخة ودقة اصابتها الهدف هو من ارعب الامريكان وليس القصف الطائش.او قد يخرج لنا من يبرر الاستعانة بالامريكان بان الامريكان اخواننا فان" لم يكن لك اخ في الدين فنظير لك في الانسانية" ,فهل كان الامريكيون "انسانيون"في قتلهم للعراقيين؟,ان كان بطشهم كل هذا البطش انسانية فكيف تكون الوحشية؟,وهل تبرر لهم شراكتنا في الانسانية استباحة دماء واموال وتراث حضارة دولة عريقة مثل العراق؟.وهنالك من يبرر مساعدته للامريكان بحجة ان احتلال العراق كان شرعيا وفق قرارات الامم المتحدة!,ولا ندري متى كان بمقدور الامم المتحدة ان تعطي الشرعية لاحتلال دولة,وكيف يمكن لشعب حرّ ان يسمح لها اعطاء القرار باستباحته,وهل يعني هذا امكانية ان تحتل امريكا العالم كله لانها المتحكم الفعلي بالامم المتحدة؟!.اما اغرب تبريرات استعانة الشيعة بالشيطان الاكبر فهو قولهم ان امريكا كانت ستدخل العراق سواء قبلنا ام لم نقبل,لذلك كان خيار مساعدتنا لهم واعانتهم على الاحتلال هو من باب استحصال الخير من شر لا يمكن دفعه!,وهي نفس الحجة التي سقط فيها عملاء اهل السنة عندما برروا مؤخرا توقيعهم على الاتفاقية الامنية من باب انها كانت سواء رفضنا ام قبلنا!,وعندها سنقول لهم:هل يمكن لعاقل منكم ان يحلل لنا بيع الخمور لاننا ان لم نبعها نحن سوف يبيعها غيرنا,لذلك كان بيعنا لها واستحصال ربحها خير من ان يبيعها غيرنا ؟!!,وهل يوجد من يبرر لنا ان نزني بامرأة عاهرة لاننا ان لم نزني بها عرضت نفسها على غيرنا؟!,او هل يوجد من يبرر لنا سرقة الاموال غير المحصنة لاننا ان لم نسرقها جاء غيرنا وسرقها؟!,ان الدخول في مشاريع العدو لا يمكن ان تبرر تحت اي ذريعة مهما كانت مبهرجة و زاهية,وقد كانت جبهة "الحمقى والمغفلين" تدعي ان دخولها العملية السياسية جاء رغما عنها للدفاع عن حقوق اهل السنة, وكي لا يتقاسم كعكة العراق الشيعة والاكراد فقط,وهم لا يدرون ان تلك الكعكة هي كعكة مسمومة, ان تلذذ البعض بحلاوتها عاجلا فسوف تقتلهم بالتاكيد اجلا ولهم في التاريخ عبرة,ولئن كانوا قد تركوا اهل السنة يموتون جوعا بكرامتهم ,خير لهم من ان يطعمونهم كعكا يقتلهم بسمه الزعاف وهم صاغرون!, ان الاشتراك في مشاريع المحتل تحت حجة انقاذ ما يمكن انقاذه هي كمن يحرق ارضية الغرفة لاجل تدفئتها!!.
لم تكن تبريرات الشيعة في مساعدتهم للامريكان الا كتبريرات من حلل الزنى فاباح لاتباعه "المتعة",وحجج من اراد ان يسرق اموال الناس فعمم الخمس واخفى الزكاة,او من اراد اكل اموال الشيعة فادعى انه احد رسل المهدي!,او كمن اراد ان يستعبد الناس ويغلق عقولهم فقال ان "الراد على المرجع كالراد على الامام والراد على الامام كالراد على الله!!",او حجج من استثقل عليه قول الشيعة* "كل راية قبل ظهور المهدي هي راية باطل وصاحبها طاغوت" فاباح "ولاية الفقيه"!!!.
لقد كانت تلك هي الردود على حجج الشيعة في دخولهم تحت عباءة الشيطان الاكبر,وقد اعتمدنا على ردنها بالاستناد الى عقيدة وفرضيات وبديهيات الشيعة انفسهم,اي الرد عليهم من الداخل,اما الطريقة الاخرى للرد على الموقف الشيعي من الاستعانة بالامريكان فيكون بالاعتماد على معايير يستخدمها الشيعة انفسهم في الحكم على غيرهم,يتم استنتاج تلك المعايير من حوادث مشابهة,فيمكننا مثلا ان نستل احد المعايير الشيعية من اتهام الشيعة لصدام بانه عميل لامريكا,فهم برهنوا على عمالة صدام للامريكان على استعانته بالامريكان في حربه مع ايران,واستشهدوا بلقاءه مع رامسفيلد لاثبات ذلك التعاون,وعندها يمكن ان نقول اننا اثبتنا العمالة من الاستعان بالامريكان والالتقاء بالمسؤولين الامريكان,وذلك معيار استبطناه من الشيعة انفسهم,وعندها نستطيع ان نستخدم نفس ذلك المعيار لاثبات عمالة اي شخص اخر او جماعة,فنقول ان سعد الحريري عميل لامريكا لانه استعان بالامريكان على حزب الله, ولقاءاته المتكررة مع السفير الامريكي في لبنان دليل على ذلك,وعندها يحق لنا ان نقول ايضا وتحت نفس المعيار ان عبد العزيز الحكيم والمالكي والجعفري والسيستاني عملاء لامريكا لانهم لم يكتفوا بلقاء السفير الامريكي والاستعانة بالامريكان لاجل احتلال العراق,وانما اعترفوا هم انفسهم انهم لا يستطيعون تحريك جندي واحد من قواتهم الا باذن الامريكان,وانهم يعتمدون في كل تسليحهم وتدريبهم وتمويلهم على الامريكان,وانهم لا يستطيعون الدخول على السفير الامريكي الا بعد ان يتم تفتيشهم وكشفهم باحدث اجهزة الكشف الفاضحة,مع انهم يلتقون بالسفير الامريكي على ارض العراق لا على ارض احدى الولايات الامريكية!.ان على الشيعة ان يجهروا بان "المالكي عميل لامريكا" مثلما يجهرون ان"صدام عميل لامريكا",فان لم يفعلوا ذلك فهم اما غير عادلين,لانهم يكيلون الامور بمكيالين,وذلك قمة الظلم وعدم الانصاف,او انهم جهلة لا يعرفون كيف يحكمون بالعدل ,وها نحن هنا نبين لهم ما يجهلون.او انهم حمقى ومغفلون استغفلتهم المرجعية وغلقت على عقولهم ابوابها,فما عادوا يعرفون غير التقليد سبيلا وغير فلسفة القطيع منهجا,او انهم متعصبون تعصبا اعمى لاحزابهم واديانهم,وهم بذلك يقعون في اشر ما يمكن ان يوصف به انسان عاقل الا وهو "التعصب الاعمى".
معيار اخر لاستنباط معايير التقييم من الشيعة هو موقفهم من حزب الله,فمن المعلوم ان اسرائيل هي طفلة مدللة للاب الامريكي,وانها عبارة عن قاعدة عسكرية امريكية,وهي امريكا مصغرة بكل حقدها ومخططاتها ومكرها,وبالتالي فمن يعادي اسرائيل يجب بالضرورة ان يكون اشد عداءا لامريكا,ومن يعادي امريكا يجب بالضرورة ايضا ان يكون معاديا لعملاءها مهما كان صنفهم او لونهم او حجمهم.الا اننا نجد تناقضا صارخا لموقف الشيعة من حزب الله,وتناقضا اصرخ منه لموقف حزب الله من الشيعة في هذه النقطة تحديدا!,فبينما يتحالف الشيعة مع امريكا ضد المجاهدين في العراق ويستميتون في الدفاع عن امريكا وسياساتها وجنودها,حتى قبل الشيعي وبموافقة المرجعية على ان يكون كيس رمل يتحصن به الجندي الامريكي مقابل ستين دولار فقط,وحيث تجد الشيعة اشد الناس عداءا لكل من قاوم الامريكان صنفونهم تارة بالارهاب وتارة بالقتلة وتارة بالمجرمين ,تراى الشيعة في نفس الوقت يقدسون حزب الله ويمجدونه لانه يقاوم اليهود !!!,ولا نعلم ما الفرق بين الجندي اليهودي الذي يخدم في الجيش الامريكي في العراق وبين الجندي اليهودي الذي يخدم في الجيش الاسرائيلي في فلسطين او لبنان؟!,وعلى نفس المنوال تجد حزب الله يذم كل من يتحالف مع الامريكان واليهود في لبنان والعالم اجمعه,لكنه يبارك في ذات الوقت موقف السيستاني والحكيم والصدر في تحالفهم مع الامريكان ويدافع عنهم, ويذم المجاهدين الذين يتصدون للامريكان ويؤلب عليهم!!!,بل وصل الحال ان برر حزب الله لنفسه محاربة عملاء امريكا في لبنان واستباح بيروت بتلك الحجة,لكنه يصف من يحارب عملاء الشيعة والاكراد والسنة بانهم ارهابيين وقتلة!,وفي الوقت الذي رفض مشاركة عملاء امريكا في المشروع السياسي اللبناني,تراه يحرض شيعة العراق على دخول المشروع الامريكي بكل قوة!!!.ذلك التناقض الصارخ في مواقف الشيعة من امريكا واليهود يجعلنا نطلق احكامنا على الشيعة بانهم اما"ظلمة" او"جهلة" او"عملاء" او"حمقى" او ذوي"تعصب اعمى", ونحن جازمين انها احكام صادقة لا ينفك الشيعة عن احداها .ونحن هنا لا نطلق احكامنا استنادا على احاديث نبوية يرويها ابو هريرة ,ولا قياسا لاحداث وقعت لعمر ابن الخطاب ولا استنادا الى فتوى لابن تيمية ,وانما نطلق هذه الاحكام قياسا لمعايير نستنبطها من داخل الساحة الشيعية نفسها,سواء من احكام دينهم,او من فرضياتهم,او من واقع سلوكهم العملي,وهي احكام اطلقوها هم انفسهم على غيرهم في مواقف مشابهة.
في الختام اود من اخواننا الشيعة الذين اغضبتهم هذه الاحكام,واراد ان يرد عليها ان يثبت عكس ما ذهبنا اليه وفق الحجة والبرهان العقلي,لا ان تعجزه الحيلة فيكون السب والشتم هو سبيله الوحيد للرد على ما نقول,ليستلم ثمنه بعد ذلك من وكلاء المرجعية وقد ابرى ذمته بانه رد على الفقير والقمه "حجرا"!!!.او يذهب لياتينا بامثلة من عمالة الحكام العرب ليقول ها انتم مثلنا!,لاننا نقولها لكم منذ الان,ان جميع الحكام العرب خونة وعملاء وظالمين,لا نستثني احدا,لكنهم لا يمثلون اهل السنة,لا هم ولا علمائهم من امثال الطنطاوي ونحن كفرنا بهم قبلكم وفضحناهم قبلكم,اما انتم فان السيستاني يمثل دينكم مثلما يمثله الحكيم والمالكي واحمدي نجاد وعلي خامنئي ومن قبله الخميني ,ثم اني اتمنى من اي شيعي لديه بقية انصاف ان يعطيني موقفه من هؤلاء الاشخاص اذا ما عمدنا الى تثبيت شخصياتهم وغيرنا انتمائهم الديني فقط,هل سيكون موقفه منهم نفس موقفه منهم وهم على انتماءهم الحالي,وهذه الشخصيات ترد في هذه الاسئلة:
ماذا سيكون موقفه من الحكيم لو كان سعوديا؟ وما سيكون موقفه من صدام حسين لو كان شيعيا؟
وماذا سيكون موقفه من الزرقاوي لو كان ايرانيا؟ وماذا سيكون موقفه من حسن نصر الله لو كان قاعديا؟, ثم السؤال الاكثر احراجا: ما هو موقف الشيعة لو استعان عشرين مليون من اهل السنة في ايران بالامريكان لتحريرهم من ظلم الولي الفقيه وحكم الملالي؟!هل ستوافقونهم على ذلك مثلما وافقتم على الاستعانة بالامريكان لاسقاط نظام البعث؟. ننتظر ردكم.
* يقول الشيعة في كتبهم: "كل راية ترفع قبل قيام القائم صاحبها طاغوت"- كتاب الغيبة للنعماني ص 114 و115. "كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله"- الكافي للكليني ج 8 ص 264. ماخرج ولايخرج منا اهل البيت الى قيام قائمنا احد ليدفع ظلما او ينعش حقا الا اصطلمته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا"- مدينة المعاجز السيد هاشم البحراني ج 6 ص 142-" كل راية ترفع قبل قيام القائم صاحبها ظالم" - الحر العاملي الفصول المهمة ص45.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: شيعة، نقد، رجال دين،
9-12-2008
|
14-08-2009 / 17:46:53 احمد الشمري