مسامير في نعش التشيع
عبد الله الفقير
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 9929
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نرحب بالأستاذ عبد الله الفقير ككاتب جديد ينشر مقالاته بموقع "بوابتي"، وهو ما يوسع من قاعدة المساهمين بالنشر بموقعنا، ليصل العدد لحوالي ثلاثين كاتبا ولله الحمد والمنة.
موقع بوابتي
--------------
المسمار الاول"الشيعة والدعوة للنظام الملكي"
لم يبق للتشيع سوى مسامير قليلة ندقها في نعشه لنشيعه الى مزبلة التاريخ كما شيعنا من قبله كل فرق الضلالة التي أرادت أن تشوه صورة الإسلام كالمعتزلة والاباضية والجهمية والمرجئة والقدرية وغيرها من الفرق والمذاهب التي ماكان حجتهم إلا السفسطة بعلم الكلام,و ما كان هدفهم إلا إزاحة هذا الدين العظيم عن غايته الأسمى ألا وهي توحيد الله عن طريق إدخال المتلقي في غياهب قوقعات الألفاظ وغريب القول والشاذ من الكلمات والمتقعر من المفاهيم والمصطلحات التي لا ينخدع ببهرجها إلا الجاهل, ولا تغوي الا العقل البسيط المسطح,وقد قيل سابقا إن القليل من العلم يدعو الى الإلحاد والكثير منه يدعو الى الإيمان.
من خلفيتي الشيعية ومن مطالعاتي لكتب الشيعة, كنت قد خرجت بعدة أسئلة عن التشيع وجهتها لأكثر من مرجع ديني, ولأكثر من شخص ممن يدعون العلم في التشيع, فلم يأتني من أكثرهم اي جواب, ومن رد عليّ منهم لم تتعد ردوده الطعن في شخصي وسب ذاتي وكيل الاتهامات مسبقة الصب على راسي من امثال "وهابي"و"تكفيري" و"ناصبي" وغيرها من الاوصاف التي تبيح لهم ان امسكوا بي سحلي في الشارع وتقطيع أطرافي وصب التيزاب على راسي ومن ثم حرقي في احد ساحات مدينة الثورة ثم إلقاء ما تبقى مني خلف "السدة" وذلك ديدنهم وما يدينون!!.
كانت لي قبل سنين محاورة بواسطة البريد مع "احمد الخفاف "الذي اعتقد انه كان احد وكلاء السيستاني او شيء من هذا القبيل,وبعد اخذ ورد طرحت عليه حججي ,فلم يجب على شيء منها وتجاوز كل الحجج التي طرحتها, ورد علي بسؤال واحد يردده الشيعة منذ ما قبل الاحتلال وحتى الان, حين سالني:اتعرف لماذا عيون اهل الانبار ملونة؟
قلت:لم؟ قال:لانهم اولاد زنى !!,وان البريطانيين الذين اقاموا قاعدتهم الجوية في الحبانية كانوا قد مارسوا الزنى بنساء اهل الانبار!!.(هذا هو مستوى عقولهم). قلت له:اذا, لم عيون عمار الحكيم ملونة؟,عندها غضب عليّ غضبته الفاصلة وكتب لي انه لا يريد ان يراسلني بعد اليوم وانه سوف لن يفتح اي رسالة ترده مني!!!.وبالامس,وبعد ان كتبت مقالة"انهيار التشيع",كتب احد الاخوة الاعزاء ,واظنه الاخ الانصاري الذي كتب هذه المرة بغير الاسم الذي يكتب فيه كل مرة لسبب اجهله ,وكانه لا يعلم ان البعرة تدل على البعير!,كتب ما يلي:((ولكي اثبت للجميع بطلان مذهب الف قير (يقصد عبد الله الفقير)سوف اسئله الان امام الجميع سؤالا واحدا بسيطا سيوضح بصورة قطعية ان هذا الالف قير ليس سوى فزاعة حقل بل ادنى من ذلك بكثير لان فزاعة الحقل لها عمل تؤديه بامانة واخلاص وتنفع صاحبها وليست كالف قير الذي يتصيد في المياه العكرة فيخبطها ولا يعرف كيف يشرب صافيها والسؤال هو : قال تعالى :{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180والف قير الان بين امرين اهونهما مر ويخرج به عن الاسلام (يعني يكفرني)ان يقول ان رسول الله ص يأمر الناس بالبر وينسى نفسه وانه ص لم يوص لما حضرته الوفاة او ان يحضر لنا وصية رسول الله ص لما حضرته الوفاة مع ملاحظة بسيطة وهي ان يأتي ايضا بالشهود الذين نصت عليهم الاية القرانية :{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ }المائدة106. ))انتهى الاقتباس.
ونزولا عند رغبة الاخ الكريم,سوف اورد له مساميري التي سوف أدقها في نعش التشيع ,وهي مجموعة أسئلة لم يجب عنها حتى مراجعه العظام, وراحوا يفرون منها ها هنا وها هناك, عندما أرسلتها اليهم.وسوف اتسلسل في طرحها تباعا,اما او مسمار من تلك المسامير ,فاقول فيه وبالله التوفيق:ان اعظم ما يستشهد به الشيعة على إمامة "علي" هو قولهم "ان لكل نبي وصي" او كما يقولون,ولهذا يطلقون على علي وأولاده لفظ "الوصي"او"الأوصياء" على اعتبار ان النبي كان قد اوصى لهم بالامامة قبل وفاته.وحيث ان ذلك الشخص طالبني بالشهود,ولكي لا نتحكم الى كتب الحديث التي يختلف فيها الشيعة ويرفضونها,سوف نستدل بالقران نفسه ونتخذه شاهدا,وكفى به شهيدا,ثم نسال: ذكر القران الكريم حوادث وصى بها الأنبياء ذرياتهم,لكن باي شيء كان يوصي اولئك الانبياء لذرياتهم؟,هل كانوا يوصون لهم بالنبوة؟هل كانوا يوصون لهم بالخلافة والإمامة؟ هل كانوا يوصون لهم بالورث والملك والأموال؟.يجيبنا عن ذلك القران نفسه,ولنستعرض معكم ما يقوله القران الكريم في وصية الأنبياء لذريتهم:قال الله تعالى في سورة البقرة:َمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [ 130]إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [131]وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [ 132]أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [ 133].
وكفى بهذه الآيات حجة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد,فمن هذه الايات الكريمات نستطيع ان نعرف مضمون الوصية التي اوصى بها الانبياء ذرياتهم,لم يوصي ابراهيم لبنيه بالولاية ولا بالإمامة ولا بالخمس ,بل اوصى لهم بـ"يا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " اوصاهم بالإسلام والتوحيد وعدم الإشراك وبعبادة الله رب العالمين,تلك هي وصية ابراهيم لبنيه ووصية يعقوب لابناءه,عندما استفسر منهم "ما تعبدون من بعدي؟" ولم يسألهم من هو إمامكم من بعدي,ولم يسألهم من هو الخليفة من بعدي؟ ولم يسألهم من هو الذي سيرث النبوة او الأرض او الأموال من بعدي. فهل في ذلك ما يكفي لكي يقتنع الشيعة ان وصية الانبياء لا تعني الخلافة او الميراث او "فدك" او "الخمس" او غيرها من متع الدنيا وزينتها,فالأنبياء ازهد الناس عن طلب هذه الزخارف الدنيوية التي لا يرغب فيها الا من كانت الدنيا اكبر همه ومبلغ علمه وكل شانه,لم يوص الانبياء ابنائهم بغير التوحيد اولا ثم الطاعة لله ثانيا ثم العمل الصالح ثالثا ثم حسن الخلق رابعا,وتلك وصية حتى عباد الله الصالحين من غير الانبياء, كما ورد في وصية لقمان لابنه التي ابتدأها بـ"وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان : 13],وانهاها بقوله"وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان : 19].فكانت اولى وصاياه لابنه هو عدم الشرك,وهل كانت وصية لقمان لابنه بان انكر الاصوات لهو صوت الحمير اهم من ان يوصيه بالامامة والخلافة والملك؟؟؟.اين تخبئون عقولكم يا شيعة؟.
من المعلوم ان وصية الانبياء هي من وصية الله سبحانه وتعالى,فلينظر احدكم في القران وليتصفح اياته,هل يرى وصية لله في غير توحيده وعبادته وطاعته,قال سبحانه وتعالى"شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [الشورى : 13].تلك هي وصية الله لانبياءه ووصية الانبياء لذرياتهم ولعموم من يرسلون اليهم.واوصى ربنا نبيه عيسى فقال عيسى "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [مريم : 31].ثم كانت وصية الله للذين كانوا من قبلنا " وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ [النساء : 131.ثم كانت وصية الله لعباده اجمعين بقوله"قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام : 151]وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام : 152وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام : 153].وهذه ثلاث ايات متجاورات كلها تتضمن فحوى ما وصى الله به عباده.ثم كانت وصية عباد الله الصالحين بعضهم لبعض "ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد : 17]"وقوله تعالى"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر : 3]". تلك مجمل ما ورد من "الوصية" في القران,ويستطيع اي منكم ان يراجع كل ايات القران التي ورد فيها كلمة وصية فلن يجد الوصية من الله او الانبياء او الصالحين تشير لغير عبادة الله وطاعته او حسن الخلق.فهل في هذا ما يكفي لتفنيد دعوى الشيعة بـ"الوصية" وحجتهم في ان" لكل نبي وصي", تلك الفرضية التي افترضها الشيعة من عند انفسهم بدون دليل ولا برهان من كتاب الله او سنة نبيه الصحيحة ثم اتخذوها بديهية لا جدال فيها مع انها تنفي نفسها بنفسها,بل راحوا يبنون عليها كل حججهم وآمالهم في الوصول الى الكرسي والحكم والمنصب,ولقد قيل سابقا "كل يبحث عما ينقصه",فبينما كانت غاية الانبياء وما يجدون في الوصول اليه هو توحيد الله وطاعته لذلك تجد وصيتهم مقصورة عليها, تجد الشيعة الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه لا يرون في الوصية الا بما يوصلهم لمبتغياتهم السياسية,ويزيحون كل مفهوم ونص وآية لتصب فيما ينقصهم ويبحثون عنه الا وهو"الحكم".ثم لنفرض ان لكل نبي وصيّ فعلا,فمن هو وصي إبراهيم؟ ومن هو وصي إسماعيل؟,لم يذكر القران او التاريخ ان ابراهيم او إسماعيل قد وصى لاحد من ذريته بالنبوة او الولاية,ثم من هو وصي موسى؟ان قلتم هارون,فمن المعلوم ان هارون قد توفى قبل ان يتوفى موسى فكيف اوصى اليه؟؟.ثم من هو وصي عيسى؟ نحن نعرف ان عيسى قد رفعه الله ولم يوص شيئا,فكيف تدعون اذا ان لكل نبي وصي؟؟ومن اين جئتم بهذه الفرية على الله وأنبياءه؟.هل تعلمون مصير من يكذب على الله, ام ان التقية تجوز حتى على الله؟؟؟(سبحان الله).
لقد وردت ايات الوراثة او التركة او الفرائض في سورة النساء مفصلة ,وهي تلك التي يشرح فيها سبحانه وتعالى كيف يجب ان يتم توزيع ميراث الميت من عموم الناس,وورد في سورة البقرة قوله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ [البقرة : 180].وهذه الآية تحديدا تقول :ان الانسان اذا ترك خيرا"يعني مالا او شيئا من الاملاك" فلا باس ان يوصي بها الى الآباء او الأقربين,ذلك كل ما تشير اليه الاية,ولا نعرف كيف حرف الشيعة مفهوم هذه الاية ليزيحوها من موقع الوصية بالاملاك لتشمل الوصية بالامامة او الخلافة او العرش ويستشهدوا فيها على ان عليا وصي الرسول؟.ورغم ان العلماء اختلفوا في كون هذه الاية منسوخة نسختها آيات المواريث في سورة النساء او انها محكمة الا انهم اتفقوا جميعا على ان لا وصية لوارث,وذلك ماذهب اليه اغلب العلماء, الا اننا وتحت سياق الجدلية ,لنفرض جدلا ان هذه الاية تدل على ضرورة الوصية كما يحب الشيعة ان يفترضوا ,وان كلمة "ان ترك خيرا" يعني ذلك الخير كل ما بحوزة الانسان من املاك ومن ضمن ذلك الملك او كرسي الحكم,ومعنى هذا ان الخليفة او الَمِلك او الامير الذي يتربع على عرش الحكم يكون واجب عليه ان يوصي بالحكم من بعده الى ذريته وان لم يفعل فقد عصا الله تعالى!,ولهذا يقولون ان رسول الله ماكان له ان يتوفى قبل ان يوصي بالخير الذي عنده الى اقرباءه وهم"علي"وذريته,ومن هنا قال الشيعة ان الرسول قد وصى بالخلافة لعلي !ولو لم يوصي لما كان قد استجاب لامر الله بوجوب الوصية!.فان وافقنا على ذلك جدلا ,اذا وقياسا على ذلك الافتراض نقول: هذا الفهم يدل على ان الواجب على كل ملك او امير ان يوصي بالامارة او الملك الى ابناءه واقاربه كما وصى رسول الله بالخلافة لعلي واولاده!!اي انه كان يجب على ابي بكر وعمر وعثمان ان يوصوا بالملك"بالخلافة" الى ذراريهم مثلما وصى رسول الله لذريته ,بدلا من ان يتركوا الامر من بعدهم شورى للمسلمين!!,اي ان ما صنعه معاوية وذريته في جعل الخلافة ملكية وما صنعه آل العباس من توريث للحكم كان منصفا وعادلا وعين ما امر به الله تعالى(!!),وهذا يعني ايضا ان نظام الحكم الذي يجب ان يكون عليه الاسلام والذي يدعوا اليه الشيعة هو النظام الملكي,لان نص الاية يقول ان على الملك الذي يترك خيرا (ومن ضمن ذلك الخير الملك),ان يوصي بذلك الملك لابناءه والاقربين!,وهذا هو عين ما يدعوا اليه نظام "الملكية",فهل هذا هو ما يدعوا اليه الشيعة؟؟؟.هل ملخص دعوى الشيعة هو انهم يدعون الى النظام "الملكي" في الحكم بدلا عن نظام"الشورى" الذي يعتمده اهل السنة؟؟؟.
من يطلع على الفكر والحجج الشيعية في الوصية لعلي واولاده يوقن ان الشيعة يؤمنون فعلا بان النظام الاسلامي الذي يدعون اليه هو النظام الملكي!,فماذا يعني ان تحصر الامامة في ذرية علي ومن سلالة الحسين فقط؟,هل تعني هذه سوى جعل الخلافة في الاسلام نظاما ملكيا وحصر هذه الملكية في ذرية الحسين حصرا؟!.فاذا كان الشيعة فعلا يؤمنون بالنظام الملكي,وحيث ان هذا يعني ان الخميني كان يجب عليه ان يوصي من بعده لابنه"احمد" لانه الاقرب اليه والاية توصي الميت بالوصية للاقرب اليه,ولكنا لم نر الخميني يوصي من بعده بالملك لاحد من ابناءه!؟,فهل كان الخميني جاهلا في اية الوصية هذه,ام انه يعلم بها لكنه عصاها؟!.
كل الذي يحتج به الشيعة على وصية نبي لابنه هو "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [النمل : 16].ليدعوا ان سليمان كان وصي داوود,والاية كلماتها صريحة ليس فيها اي شيء عن الوصية وانما تكلمت عن الوراثة,والوراثة تتم بالوصية او بدونها,وان داوود لم يكن ملكا,بل كان راعيا للغنم,وان سليمان هو الوحيد الذي اتاه الله الملك من الانبياء ولم يذكر احد انه ورث ما اتاه الله من امكانيات ومزايا,بل لم تنقل لنا السير او التاريخ ان سليمان كان قد اوصى بالحكم لاحد من ابناءه,بل ان سليمان قد مات وهو متكيء على عصاه ,اي لم يسعفه الوقت للوصية لاحد من بعده!.فكيف احتج الشيعة بسليمان للدلالة على ايات الميراث ؟!!!.
لقد قلنا سابقا ان اكبر عقد الشيعة والتي اثرت في "مورفولوجيا"عقولهم هو "الحكم",فهو غايتهم وجلّ ما يبحثون عنه,وان كرههم لبني امية او بني العباس,بل وحتى كرههم لنظام صدام وشخص صدام,لم يكن نابعا من كون بني امية او بني العباس او صدام من الظالمين,وانما كان كره الشيعة لهم فقط لانهم كانوا يتمنون ان يكونوا هم في مكانهم!,ولهذا فانهم في فكرهم هذا الذي شرحناه قبل قليل لم يكونوا يختلفون عن دعوة بني امية او العباس في جعل الخلافة "ملكية",وحيث ان النظام الملكي هو اتعس واظلم انظمة الحكم شرعا وعقلا فان الشيعة من خلال دعوتهم تلك لا يسعون الا الى غمس الاسلام في برك الرذيلة من خلال الادعاء "باطنا" الى ان الاسلام ديننا ملكيا.مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض ان يكون ملكا اختار ان يكون عبدا نبيا,وفي الحديث أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكٌ فَقَالَ له :" إِنَّ رَبَّك يُخَيِّرُك بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا نَبِيًّا َ" فَقَالَ : " بَلْ عَبْدًا نَبِيًّا " .وهل اتعس من ان يوصف علي ابن ابي طالب او احد ابناءه بانهم كانوا ملكيين؟هل كان علي يسعى لان ينصب نفسه ملكا على المسلمين وليحتكر الملوكية في نسله فقط؟هل هذه هي نصرة الشيعة لعلي ابن ابي طالب؟ وهل يدل ذلك الا ان ابي بكر وعمر وعثمان كانوا اعدل من علي (الشيعي وليس السني)واكثر تواضعا واقل تجبرا من علي وذريته عندما لم يستاثروا بالحكم ولم يجعلوه خالصا لذرياتهم ولم يورثوا"الخلافة" لاهليهم والاقربين,بل تنازلوا عنها بكل يسر وطيب نفس,فلم يوصي عمر بالخلافة لابنه عبد الله ,ولو كان ظالما لا وصى لابنه ,وابنه هذا كان احكم الناس واعدلهم واتقاهم لله,ولم يوص عثمان لاقرباءه وعشيرته من بني امية ,ولو كان ظالما لحصر الخلافة ببني امية,رغم ان الشيعة يدعون انه كان يقربهم اليه وينصبهم المناصب!.
ان فهم الشيعة الاعوج والمنحرف والشاذ لايات القران البينات التي لا تحتاج الى شارح او تفسير,ونزوعهم الدائم نحو ازاحة كل ما يرد في القران الى انه يصب في ولاية علي وذريته حتى قصروا مراد القران كله في الدعوة لولاية علي!,قد جر على الشيعة وعلى الاسلام كله الكثير من المصائب والويلات التي نشهد تجلياتها حاليا بتلك الدماء التي تراق لا لشيء الا لان الشيعة يريدون ان ينصبوا عليا ملكا ويتوارثوا هم الحكم من بعده تحت عباءة ولاية الفقيه اوالنائب عن الامام او "رسول المحبة"!!!.ولا ادري لماذا لا يقوم السيستاني بالوصية بالمرجعية من بعده لابنه "محمد رضا" لان المرجعية من الخير الذي امر ربنا بالوصية فيه الى الاقربين؟,رغم اني لا استبعد ذلك حاليا,فقد نسمع قريبا ان السيستاني قد اوصى بالمرجعية من بعده لابنه "محمد رضا" ,خصوصا وانه كان قد سمى ابنه باسم "محمد رضا" تيمنا باسم شاه ايران "محمد رضا بهلوي",ليجعل المرجعية بعد ذلك "شاهوية"!!! وما ذلك على الشيعة ببعيد.
ان هذا المسمار الذي ادقه الان في نعش التشيع سوف الحقة بمسامير اخرى باذن الله,ابيد فيها الى الابد هذه الخرافة التي اسمها التشيع, والتي مزقت العالم الاسلامي وجعلت اهله شيعا وطوائف يتقاتلون لا لاجل توحيد الله او عبادته او الجهاد في سبيله,وانما لاجل الدعوة لنظام الملكية والكهنوت الذي تجاهلته حتى اتعس دكتاتوريات العالم جبروتا.
01-10-2008
|
2-10-2008 / 10:25:54 المواطن العراقي المقاوم