البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الفرنسيون تحت الاحتلال الألماني: مقاومون أبطال ومتعاونون خونة

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 14481


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تمر شعوب الأرض بمحن، وهذه المحن تختلف من حيث طبيعتها ونتائجها، ولكنها في النتيجة محن .. القاسم المشترك الأعظم بينها، أنها تلحق أضرار فادحة بالتراكيب الوطنية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية أيضاً، والأحتلال من أصناف الكوارث، إذ أن الغاز المحتل ما جاء إلا ليوقف عملية تاريخية تحمل سمات متفردة، مسيرة، لا ينبغي أن تصل لهدفها النهائي، (خطر) يجب أحباطه.

ومن نافلة الكلام القول أن المحتل ليس في وارد التعمير وإزالة آثار عدوانه، وإلا .. فإن المسألة برمتها ستصبح عملاً خيرياً وهذا محض خرافة. وحتى نابليون بونابارت الذي كان نتاجاً متميزاً للثورة الفرنسية فأصبح أبن الفلاح الكورسيكي المغمور نجم الثورة وبطلها وقائدها لاحقاً، نقول حتى بونابارت الذي أعلن أن الثورة الفرنسية مستعدة لتحرير الشعوب التي مازالت تحت نير الطغيان على أن تدفع تلك الشعوب تكاليف التحرير ..! وتحول الأمر ةفي نهايته إلى أحتلال وأغتصاب ومصادرة أستقلال .

أما اليوم فالمحتلون ليسوا بحاجة لمثل هذا التصريح، فمفاتيح صنابير النفط هي بأيدي المحتلين، الذين قاموا بألغاء العداد على التصدير .. لماذا ..

لأنهم سادة جنتلمان، من المعيب أن لا تتوفر الثقة بهم ..! وهم الذين لا ينكرون أنهم جاؤا لقمع مسيرة بناء واسس ومستلزمات نهوض عام.

والمحتل بحاجة إلى من يرشده إلى تضاريس الأرض وملامحها، بأختصار الطبوغرافيا السياسية والاجتماعية والثقافية. وكنتاج عرضي للأحتلال، يجد المحتلون والغزاة أفراد من هنا وهناك، يتعاونون مع المحتل لأغراض لا علاقة لها بالشرف والنزاهة والقيم المحترمة، بل من أجل تحقيق نجاح لا يحلمون به، لا جذر له، وبالتالي فهو غير شرعي، وهو بتقديري عبارة عن ضرب من أمراض نفسية لم يجد هؤلاء شفاء لها، فأرتموا في حضن المحتل الذي لا يحترمهم بطبيعة الحال، ولكن للضرورة أحكام.

وقد تطورت مهام المتعاونين بحكم تقدم التكنولوجيا والحياة بصفة عامة، وصار لهم رتب في أجهزة استخبارات الدول الغازية، ومن المؤكد أن وسائل سحبهم ساعة الشدة الآتية التي لا ريب فيها قد تطورت أيضاً، وإن كان الغاز لا يقيم وزناً كبيراً للمتعاون، فهو قد أستلم أجرته وقضي الأمر، وإذا أرادت أن تهتم بكل متعاون ومصيره، فسوف لن يسعها الوقت لفعل أي شيئ، لذلك من غير المعتقد أننا سنشهد فراراً جماعياً على طريقة الصورة الشهيرة، التي يقف بها متعاونون بالدور لأمتطاء طائرة مروحية أمريكية، فالمنطقة الخضراء على سبيل المثال، تضم أمكانيات لهبوط وإقلاع طائرات أكبر وأكثر عدداً، وربما تلك الطائرات التي لا تحتاج لمدرجات طويلة، وبالتالي تتيح الفرصة لفرار جماعي مريح وأنيق، إلا أصحاب الحظوظ العاثرة الذين سيقعون بيد الناس ..

أما المتعاونون من الدرجة الأولى، أحتاطوا للأمر وأتخذوا له العدة، فشيدوا القصور وعمروا المزارع في عواصم الضباب وضواحيها، ومبلغ زهيد لا يتعدى المليارات الدولارات على عدد أصابع اليد الواحدة فقط، تكفيهم وعيالهم مدى الحياة.

أما القسم الأكبر، فهؤلاء سيتبعون الطريق التاريخي المعروف، عبر جبال زاغروس .. شرقاً .. شرقاً .. حتى يشاهدون نهري سيحون وجيحون في أواسط آسيا، آنذاك فقط يوقنون أنهم صاروا في مأمن من أسود الرافدين.

المتعاون (Collaborator) وترجمتها الدقيقة (المتعاون مع العدو المحتل)هي لفظة تطلق بصفة محددة على أولائك الذين يتعاونون مع من يحتل بلادهم، وهي غير الخيانة العظمى، فالخيانة العظمى هي التعاون مع العدو بصفة عامة، وقد لا يكون هذا العدو محتلاً، ولكن المتعاون وهي أعلى درجات الخيانة في الإنحدار الخياني، فالمتعاون مع العدو عار ما بعده عار .. أن يعين شخص ما العدو على أحتلال وطنه .. وأن يساعده في ذلك ..

ضرب من ضروب الزنا بالمحارم ..

والمتعاون المتهاون لا بد أن يكون فرداً ليس على درجة ولو ضئيلة من الصحة النفسية، هو مريض، أو مصاب بعقد نفسية وبيلة، فيجد نفسه معادياً لبلاده، لذلك فالمتعاون بسيط الحاجات، فهو ليس بحاجة لوطن، لذلك لا تهمه قضية الراية الوطنية، أو سماع النشيد الوطني، هو ليس وطنياً، فهذا يخالف أولى مستلزمات إنسان العولمة الكوزموبوليتي، هو ليس قومياً لأن مثل هذه المشاعر مخجلة وليست حضارية.

في فرنسا عملوا الأهوال مع المتعاونين ...!

والمتعاونين الفرنسيين، ولا أملك أحصائية لهم، عمد الكثير منهم إلى الأنتحار .. وآخرين أختفوا عن الأنظار إلى الأبد ..

النساء الفرنسيات اللاتي أقمن علاقات مع ضباط وجنود الأحتلال .. أنتحرن، أو جرى التمثيل بهن بطريقة رهيبة .. أن حلقت شعورهن بالموسى، وسيرن في الشوارع، وقد أمتلأت وجوههن بالبصاق ..

فليبحث المتعاونون اليوم في الكتب ليرى مالذي جرى للخونة في فرنسا .. وليتدبروا ما قد يحدث لهم ..



الفرنسيون تحت الاحتلال الألماني: أبطال ومتعاونون خونة


تعريب: د. ضرغام الدباغ

كانت الأشهر التي أعقبت هزيمة فرنسا أمام ألمانيا، زمناً هيمن فيه فقدان الشعور والإحساس، وضرباً من الاستسلام للمقادير والصمت. ولم تكن المقاومة إلا شيئاً لا يهتم به سوى بضعة ألوف من الفرنسيين، هؤلاء الذين أطلقوا شعاراً " لا بد من فعل شيء" . هكذا كان الأمر في بدايته، لذلك كانت فعالياتهم نادراً ما تلحق الضرر بشكل واضح وصريح، ولم تكن موجهة حتى ضد سلطة الاحتلال.

فعلى سبيل المثال: لم يقم مسؤول مقاطعة جيروني Gironde بأي فعالية طيلة أشهر نوفمبر ـ تشرين الثاني وديسمبرـ كانون الأول / 1940 بأي فعالية للاصطدام بسلطات العدو المحتل. وفي ينايرـ كانون الثاني/1941 تم تسجيل حادثتين لقطع خطوط الهاتف، وقد سجلت هذه " إن الفاعل(المخرب) ربما يكون أحد المقاومين للوجود الألماني. وللعلم فإن الأسلاك المقطوعة كانت في المرة الأولى بطول 80 متراً و150 في المرة الثانية، ربما استخدمت كمصائد لصيد الأرانب البرية.

وفي مايو / أيار / 1941 حدث ما لم يكن في الحسبان وقوعه، إذ حدث اعتقال لسارق بنزين وكان شريكه جندياً من قوات الاحتلال الألمان، حكم فيها على السارق بالسجن لمدة سنة وثلاثة أشهر في معسكر العمل(العمل الإجباري ـ السخرة). وفي شهر يونيو ـ حزيران/1941 تم تسجيل حوادث سرقات أخرى، ترى هل تسجل هذه على أنها من أعمال المقاومة ؟ أم أنها أعمال سرقات وجرائم عادلة ؟

المقاومة بدأت تتأسس وتتشكل ببطء، ففي نهاية عام 1940 تشكلت ثلاث مجموعات مقاومة، وفي مقاطعة إندرا Indre تشكل فصيل المقاومة كومبات Compat. وفي خريف عام 1941، أي بعد 15 شهراً من الاحتلال ووقف أطلاق النار ولم يكن لدى المقاومين أكثر من 50 من المنتسبين، ولم يكن الحال يختلف كثيراً في المقاطعات الأخرى.

الفعاليات الأولى المعادية للألمان كانت تنحصر في العادة بتوزيع المنشورات، مكتوبة بخط اليد أو بالآلة الطابعة، ولكن كانت دائماً بأوراق من صنف ردئ، وكانوا يدعون الناس فيها للاستماع إلى إذاعة ديغول من لندن، وكان الصليب اللوثري هو رمز المقاومة، أو المطرقة والمنجل للشيوعيين ومن معهم.

والمقاومين الأوائل كانوا من اليمين، أو من اليمين المتطرف، على الرغم من أنهم كانوا يدعون إلى احتقار وازدراء المريشال بيتان (1) وكانوا يتخذون من السيف والدرع رمزاً، كان ديغول يمثل السيف وبيتان الدرع، ومن أجل تهدئة الخواطر، كانوا يذكرون بالصلات الودية التي كانت قائمة بين ديغول وبيتان الذي يرأس الآن حكومة فيشي المتعاونة مع العدو متناسين أن هذه الصلات قد تمزقت منذ زمن طويل. ولكن الأمر يتعلق بالتناغم الفرنسي وتقييمهم للقيم الفلاحية وخشيتهم من الحرب الأهلية.

وكان خارج موضع الشك والتساؤل، بأن فيليب بيتان عالم 1940 لم يطبخ مع الألمان في قدر واحد، وأن فيشي كانت لجميع الفرنسيين، بدت وكأنها منفذ للهرب والالتجاء. وبعض المقاومين الأوائل يقرون أو يعترفون، أن المنطقة غير المحتلة في فرنسا(القطاع الذي تديره حكومة فيشي) كانت شيئاً لا يمكن الاستغناء عنه لبناء منظمات المقاومة، وأن بيتان كان قد سهل لهم، على الأقل لأشهر طويلة، العمل من خلال سياسته في الصراحة والوضوح.

في الأشهر العشرين الأولى من عهد الاحتلال، كان من السهولة ملاحظة الفرق بين المنطقة المحتلة(التي يديرها الألمان مباشرة) والتي كان الألمان يأمرون وينهون فيها بواسطة الشرطة التابعة لهم، وكذلك العناصر المتعاونة (2)مع المحتلين. أما في الجانب الآخر منطقة حكومة فيشي فقد كان هناك ماريشال فرنسا بيتان يحكم، ومعه وزراء وجنرالات وموظفين، ولكن ربما لا يسع المرء أن يأمل منهم الكثير.

بعد أن قرر شارل ديغول الذي كان قد خسر الحرب في الميدان الفرنسي، مواصلة القتال وقيادة فرنسا من إنكلترا، حيث بدأ على الفور بتوجيه نقد عنيف لبيتان من أجل تكوين اتجاه معادي لبيتان الذي أدرك على الفور هدف معركة الوجود هذه: إنقاذ ضمير وروح الشعب الفرنسي.

وفي بعض أوساط حكومة فيشي، وأيضاً في جيش الهدنة (بقايا الجيش الفرنسي الذي بقى بإمرة بيتان) الذي لم يكن يقبل الهزيمة. كان هناك من ليس ديغولياً، أو شيوعياً، ولكنه يرغب بالمقاومة، وكانت المقاومة تعني، أولاً: عدم الانصياع إلى أوامر المحتل المنتصر، ولا يشترط في ذلك أن يكون محسوباً على معسكر الديغوليين أو الشيوعيين، ولكن كلما غيرت فيشي سياستها بضغط من الألمان، كلما كان معسكر الديغوليين بالمقابل يتسع وتعلو كلمتهم.

وبعد 22 / يونية ـ حزيران / 1941، عندما غزا الألمان الاتحاد السوفيتي، اكتسبت حركة المقاومة ضد الألمان الاتحاد السوفيت، اكتسبت حركة المقاومة للألمان طابعاً جديداً تماماً، وفيها أنظم الشيوعيون الفرنسيون بشكل أتفاق للنضال مع الديغوليين. وفي الواقع فأن قبل ذلك، لم تكن للمقاومة أي قيمة عسكرية، ولم تكن الضربات ضد الجيش الألماني أكثر من وخز دبابيس، وكانت تكلف مرتكبيها ثمناً باهضاً، ولم تكن أهميتها بأكثر من أنها كانت إيقاضاً للروح الوطنية الفرنسية الذي جعل من شعب الهزيمة الكارثية، شعباً يرفض ذلك.

وكان تحالف هتلر وستالين قد جعل ذلك صعباً على الشيوعيين الفرنسيين المخلصين لسياسة موسكو، وكان خطابهم السياسي خالياً من أي كلمة ضد المحتلين الألمان وكانت كافة مقالات صحيفة اللومانتيه(صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي) ونشرات الحزب تهاجم حكومة بيتان في فيشي فقط، وكانوا يبدون وكأنهم لا يشاهدون الألمان أو كأنهم غير موجودين بالمرة.
وبعد بضعة أيام من الهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي، ظهرت ردود الفعل الأولى من الحزب الشيوعي الفرنسي. بعدم مساندة العمل لصالح ماكنة الحرب الألمانية إذ أن " هذه الأسلحة موجهة ضد العمال وفلاحي الكولخوزات السوفيت " ، والدعوة إلى القيام بأعمال تخريب ظهرت في صحيفة اللومانتيه يوم 2 / يوليو ـ تموز تحت شعار " كل ما ينفع ويفيد هتلر يضر بفرنسا، وكل ما يلحق الضرر بهتلر ينفع ويفيد القضية الفرنسية والاتحاد السوفيتي أيضاً " .

وفي نشرة صدرت في يوليو ـ تموز / 1941 خاطب فيها الشيوعيون " إخواننا الديغوليون " ويدعونهم فيها إلى النضال المشترك " الذي يستعد له الحزب منذ يونيه ـ حزيران /1940 " إن الحزب الشيوعي الفرنسي الذي لحمته من لحم شعبنا قد بقى حياً، على الرغم من كل الضربات التي وجهت له، نحن نناضل منذ يونيه ـ حزيران / 1940 جنباً إلى جنب، وقد وقفنا معاً ضد الهدنة التي وقعها الخائن(ويقصد به بيتان).


* * * *


والغزو الألماني للاتحاد السوفيتي، لم يؤدي فقط إلى احتدام المقاومة ضد الاحتلال الألماني نوعياً فحسب، ولكن أيضا أوجد أبعاد للتعاون مع العدو. وفي تلك الفترة أعتقد كثير من المتعاونين مع العدو، بأن الأفق قد أتسع لأوربا جديدة، لا يكفيها القلب الوجل الخائف الذي يدير محل جزارة في فيشي، ولكنها تحتاج إلى رجال شجعان الذين يدفعهم الأيمان بالمبادئ الفاشية.

وقد كتب الكاتب الفرنسي المتعاون مع العدو، دي شاتبريان " أنه أعمى من لا يعرف الدور الذي أوكله القدر إلى ألمانيا، بل منحطة وملعونة أي أمة أوربية لا تحمي هذا السيف المرفوع".

الشهور الأولى التي قادتها الدبابات وأجهزة الدعاية على حد السواء ضد السوفيت الذين بدا عليهم وكأنهم يترنحون تحت ضربات النازية، ظهر المتعاونون مع العدو، وهم يمنحون كل ذلك طابعاً من الضرورة وحكم القدر، وبدا أن كل من هو معادياً للسامية يأمل بأن الدولة بمساعدة النازية سوف تظهر هي الأخرى كراهيتها.

ولم يطل ذلك كثيراً، حتى أرغم اليهود في الجزء المحتل من فرنسا على حمل شارة النجمة اليهودية. وعلقت الصحيفة المتعاونة مع العدو، بيلوري على هذه الإجراءات في 7 / حزيران ـ يونية / 1942 " من اليوم فصاعداً، على جميع المارة في الطرقات الانتباه".
ولكن ردود الأفعال كانت مختلفة تماماً، وعلى غير ما كان الألمان والمتعاونيين معهم يعتقدون، فإن جميع اليهود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، حملوا النجمة اليهودية والأوسمة التي منحت لهم في الحرب 1914 ـ 1918، وبعض اليهود قاموا بتطريز النجمة اليهودية من الحرير، كما جاء ذلك في بعض التقارير الخاصة.

وبعض الذين حملوا النجمة اليهودية لم يكونوا من اليهود، فلكي يظهروا تضامنهم مع اليهود، فقد حمل البعض ممن ليسوا يهوداً النجمة وكان يضمنها عبارات فتازية مثل Jenny أو Pa Poü بل أن أحدهم صنع حزاماً من ثماني نجمات يهودية وكل منها تحمل حرفاُ من عبارة Victorre أي النصر. وفرنسية قامت برسم الصليب المسيحي فوق النجمة اليهودية، وأخرى قامت لدى مرورها بنقطة سيطرة للشرطة، أعطاء النجمة لصديقتها، وآخرين من الذين يعتبرون أنفسهم أصدقاء لليهود توجب عليهم قضاء بضعة أيام في التوقيف مقابل أظهار تضامنهم مع اليهود. (3)

نعم كان هؤلاء الفرنسيين، على الأقل في بداية الأمر، يمثلون الاستثناء فقد وصفت الصحف المتعاونة مع العدو هذه الفعاليات بأنها طبيعية وأنها نابعة من الغيظ، وأن محرقة الجثث هي للجميع بدون استثناء من الشيوخ إلى المولودين حديثاً.
وفي صحيفة بيلوري المتعاونة، كان الحديث يدور عن " عرق غير محترم، وهؤلاء هم آخر من يمثله، مع الافتراض بأنه في عام 2142، حسب ما تنعي الصهيونية، بأنه سينقرض، وذلك أفضل".

لاحقاً حاول الكثير من اليهود أخفاء نجمته، إذ كان الترحيل(التسفير) إلى آوشفيتز قد بدء(4)وحتى 11 / يونيه ـ حزيران / 1941 وكان قد رحل بحدود 22 ألف إلى 30 ألف يهودي من باريس، و26 ألف من بقية المناطق الفرنسية المحتلة، و50 ألف من المناطق غير المحتلة.

وبالنسبة لكل يهودي، كما كان الألمان يسمونهم، كانوا يطلبون 14 ألف فرنك فرنسي عن كل واحد منهم عند الاستسلام، أي ما يساوي 700 مارك ألماني (في ذلك الوقت) وحكومة فيشي أعلنت أن جميع الذين تم تسليمهم هم بدون جنسية، أو أنهم يهود أجانب، ولكنها رفضت أن تساهم الشرطة الفرنسية في مناطق حكومة فيشي في اعتقال اليهود.

وتحت اسم مستعار (الريح المبكرة)، باشرت 888 مجموعة من الشرطة الفرنسية بالعمل. ففي صباح 16 / يولية ـ تموز / 1942 بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً، بالحركة لاعتقال 22 ألفا من اليهود الأجانب في باريس. وفي المساء كانوا قد اصطادوا 884، 12 كان من بينهم 5802 من النساء و4051 طفل.

وكانت لدى الشرطة أوامر صارمة بأن لا يسمحوا بأي محادثة أو مناقشة مع المعتقلين، ولكن مع ذلك كان هناك قبول لرشاوي، حلى ذهبية من أجل إنقاذ حياة ما، فقد كان هناك من الشرطة من يعاني من الفقر والضنك، وبعبارة أخرى مختصرة، كانت الجملة التالية دارجة:" سنعود بعد ساعة " أو بتسريب إشارة يفهم اليهودي مغزاها، إن عليه أن يهرب.

ويشير تقرير ألماني، أن غالبية السكان (الفرنسيين) كانوا رافضين للنظرة العنصرية، ولكن بالمقابل كان هناك بعض الناس ممن أسمتهم الشرطة بالصيادين، وكانوا يخبرون الشرطة عن اليهود الهاربين، كما حدث مع السيدة أبرامسكي، وأبنها اللذان انتظرا قدوم الشرطة وهي تغلق الممر مستخدمة القوة لمنع هرب اليهود من البناية.

وبعض الصحف المتعاونة مع العدو انتهجت بكل صراحة دور المّبلغ (المخبر) فصحيفة بيلوري المتعاونة، اشتكت من الذين يأوون اليهود. وقام أحد الخدم بالوشاية على 22 شخصاً كانوا عند اليهودي رولان ماير الذي كان قد صرفه قبل يوم واحد من العمل. فأرسله إلى المعتقل وسفر مع 70 ألفاً من اليهود إلى غرف الغاز الألمانية.

وعندما اشتدت المطالبة كمخبرين، كيف فهم صغار النفوس هذه الحالة ؟

فقد تحول العمل كمخبر إلى دليل للوطنية، ولكن ألم يكن ذلك وسيلة لكسب المال أو النفوذ، أو ننيل المناصب، أو كونها وسيلة رخيصة لتسديد فواتير نزاعات عائلية قديمة. ألم تكن تنطوي على إجابة لسؤال " لماذا هو وليس أنا ؟ " والكثير من الفشل والإخفاق: تجار على حافة الإفلاس، كاتب لا قراء له، أو رجال فاشلون، أو رجال ونساء بسطاء الذين يصعب عليهم أن يتخيلوا بأن نجاح من يتنافسون معهم قد حصل لأنهم قدموا ما يستحقون عليه للنجاح، وليس من خلال الانتماء إلى عرق أو عنصر معين أو إلى حزب أو جمعية.
ومن تلك: قام خمسة أطباء من الشمال بالوشاية على طبيب يهودي روماني لقاء جائزة مالية، وأخبر طبيب يهودي من بولونيا على أحد أعضاء جمعية يهودية سرية، وقد أودى بثلاثة أطباء يهود آخرين كانوا يمارسون المهنة وهم ممنوعون من ممارستها، وأنه ذهب للعلاج لديهم وقد حصل على موعد مع اثنين منهما.(5)

وقد عرض الطبيب لورينت فيكوير في تقريره بأن عائلة ليفي التي كانت قد اختفت بعد صدور الحكم بحقها، وأنه يقوم بأعمال بيطرية بمعالجة الخيول، وإنه قد جمع حوله عشرين من اليهود، ولديهم مخزون من الأغذية للشتاء. وقد كتب فيكوير في تقريره أيضاً: " إن على العمدة أن يستخدم المعلومات لديه، وأن يقوم بمسؤولياته ".

وقد أخبر أحد حراس مقبرة بيري لاشايز عن زميله أيليا كوجل بقوله: " يهودي مئة بالمئة " . ومخبر آخر، يكتب أن يهودياً صانع للقبعات، ما يزال في ورشته يعمل بتثاقل. ويهودي آخر يكتب هكذا: هناك مصبغة (محل لتنظيف الملابس) يهودية في شارع فوريلار التي على مقربة من شارع لافاييت.

كانوا يخبرون عن اليهود، وعن أصدقاء اليهود. وقد كتب أحد المخبرين قائلاً " إنهم يكدسون الأثاث في الطابق الرابع، إن مالك الشقة السيد ن ... هو صديق حميم لليهودي بلوم، بل يؤكد بعض الناس أن الأثاث يعود له، ولكن بواب العمارة استلم علبة عليها أسم السيد ن ..." أو بلاغات مثل " إن السيدة لاليمنت بوابة العمارة تمتلك حلى ذهبية ونقود وعدد 2 غطاء سرير جميل جداً من الحرير، وهي مودعة لديها أمانة من قبل يهود قبل أن يهربوا".

وهناك بروفسور من مدينة طولون، أخبر عن يهودي هنغاري، شيوعي له صلات بالمقاومة وكان عشيقاً لزوجته، بل هو يكتب في بلاغ الإخبار هكذا :" وبدون هذه الإجراءات (أي اعتقالهم له) لا يسعني أن أتأمل بأن تؤدي زوجتي واجباتها، إن الأمر يتعلق بإنقاذ عائلة فرنسية، وإن هذا الشخص لا يكفيه بأنه يهودي، بل يسلب امرأة فرنسية من زوجها، دافعوا عن النساء الفرنسيات من اليهود، وهذه أفضل وسيلة دعائية، وكذلك تعيدون رجلاً فرنسياً إلى زوجته".

ترى أي كراهية كانت تتملك السيد كاربنيتر الذي كان يعيش منفصلاً عن زوجته اليهودية ذات العشرين عاماً، بحيث يدعها تعتقل أمامه في الشارع، أو طبيباً فرنسياً الذي أخبر عن كنته اليهودية الشابة وتسبب باعتقالها ولاحقاً في موتها ؟... كما أن من المؤكد أن الأسباب التي دعت السيدة ماريا روزا بأن تسلم عشيقها إلى الألمان، هو أنه كان قد أخبرها في 10 / يناير ـ كانون الثاني / 1943، بأنه لا يريد أن الزواج منها، وفي اليوم التالي لم تجد الجندرمة أي صعوبة بإلقاء القبض عليه وبحوزته قطعة سلاح ناري، وتلك حادثة أخرى تدل على البواعث المختلطة التي كانت تدفع الناس إلى ارتكاب جريمة التعاون مع العدو، فهذه سيدة تدفع بزوجها بين يدي الألمان، لأنها لم تعد راغبة بالعيش معه، وأنها تريد أن تقيم علاقات غرامية مع ضباط الاحتلال، فوشت بزوجها على أنه يزور البطاقة التموينية. ترى كم هي الحالات التي كانت فيها نساء فرنسيات يرغبن أو يقمن فعلاً علاقات مع الضباط الألمان لتنعم فيها ومن خلالها بالأمن تحت نفوذ مطلق بقوة السلاح، ولكن مقابل كراهية واحتقار الجيران ومشاعرهم الوطنية.

وهنا مقاطع من الدعاية الوطنية المعادية للألمان:
" لقد جعلها الأعداء تنتفخ " كانت السيدة مارسيل تنظر طفلاً من أحد رجال الاحتلال الألمان. وبسبب ذلك اعتقلت هذه السيدة(بعد تحرير البلاد) ونالت عقاباً بالسجن لمدة سنتين. وهناك رجلاً نال عقوبة السجن لمدة سنتين أيضاً، لأنه كان يعمل في بيت يسكنه الألمان وأنه كان يقضي خدمته في الفراش بدل المطبخ، لذلك لقب " العاهر ".

وكان هناك أيضاً يهود مخبرون عن يهود، فهناك يهودي يدعى ليفي في باريس المنطقة الحادية عشر، وكان لا يفهم شيئاً عن أراء هتلر وملاحقته للسامية، وكان يظن بأن الألمان يفرقون بين يهود(طيبين) ويهود (سيئين)، وهو بالتالي، قام بالأخبار عن يهود مثله باعتبارهم تجار في السوق السوداء. وكتب في بلاغه :" أنقذونا من هؤلاء الناس الذين يسيئون إلى العوائل اليهودية الشريفة " !!

وهناك، من تحول إلى مخبر ومتعاون مع العدو بسبب الأوضاع المعاشية والتموينية الصعبة، ومنهم من فعل ذلك(الخيانة العظمى) من أجل لتر حليب واحد ! وهناك مثلاً الآنسة روشا التي كانت تسعى من أجل صحة أفضل لنفسها، وكانت عاطلة عن العمل منذ عدة شهور، ولكنها حصلت على بطاقة عمل، ثم نالت بموجب ذلك بطاقة الحصول على الحليب، فمن أجل ذلك كتبت أقراراً خطياً بأنها لم تعد تنتمي إلى العنصر اليهودي، أي أنها تحولت عن ديانتها.

* * * *

في 21 / أغسطس ـ آب / 1941، حدثت الضربة الأولى ضد سلطات الاحتلال. ومن ثم توالت الضربات. ففي مدينة نانتس، قام قائد أحدى الوحدات الشيوعية، وهو جيلبرت برو ستلاين، بقتل القائد الألماني المقدم فريتز هونز، وفي بوردو أطلق بيير ريبرية النار على رئيس الإدارة العسكرية والدكتور هانز جوتفريد رايمز، ولم تكن هاتان الشخصيتان الألمانيتان من العناصر النازية، ولم يكن لدى المواطنين الفرنسيين سبب للاستياء منهما، فقد قتلا بالصدفة بتواجدها في مكان الضربة.

وبعد مقتل المقدم هوتز، وضعت مكافئات كبيرة للاستدلال على الفاعلين. وبناء على ذلك، فقد تلقى عمدة البلدة عدة بلاغات مع أوصاف دقيقة للشيوعي بروستلاين وأفراد جماعته. وقد تسبب ذلك في تقليص نفوذ الشيوعيين في البلدة، فقد كان إطلاق النار على الرهائن من قبل الألمان أمر مخيف. ولكن بعد التحرير صرح أحد القادة الشيوعيين وهو ألبرت اتسولياز، وهو يرد على الكثيرين من الفرنسيين " لا بد من قتل العسكريين الألمان ولا سيما القادة منهم".
واليهود كونوا بأنفسهم وحدة خاصة لهم لمقاومة الألمان. وكمثال على ذلك، تسلل يهوديان، ليون باكين وايليا فالاخ، تسللا في يوم 8 / مايو ـ أيار / 1942 إلى منزل خياط فرو يهودي، لأنه يصنع القفازات للجيش الألماني، ولكنه هذا بدأ بالصراخ بصوت عال دفاعاً عن نفسه، بحيث هرع الجيران إليه لإنقاذه، وفي الممر وسلم العمارة تعرض الرجلان إلى الضرب من اليهود وغير اليهود. وقد وجد شرطيان صعوبة في تخليص الرجلين الذين كانا ينتميان إلى المقاومة، ثم سلموهما إلى الألمان الذين أصدروا حكماً بأعدامهما رمياً بالرصاص بعد أسبوع.

وفي 23 / أغسطس ـ آب / 1041، وبعد مرور يومين على الضربة الأولى ضد المحتلين الألمان، ظهرت في كافة الصحف التي تصدر في المنطقة المحتلة من فرنسا بيان صادر عن القائد العسكري العام الفريق أوتو فون شتولب ناغل والذي جاء فيه " إن كافة الفرنسيين الذين يعتقلون من قبل الإدارات والموظفين الألمان، يمكن اعتبارهم كرهائن "وفي حالة حدوث ضربة جديدة " وبحسب أهمية الضربة، فسوف يطلق النار على عدد من الرهائن".

وفي 29 / آب ـ أغسطس / 1941، تم الإعلان عن أولى عمليات الإعدام التي وصلت إلى ذروتها يوم 22 / أكتوبر ـ تشرين الأول / عندما أعدم رمياً بالرصاص 48 من الرهائن كثأر على اغتيال المقدم الألماني هوتز.

وكان الألمان يختارون الضحايا من بين نزلاء المعتقلات، وتؤلف منهم ثلاث مجموعات، وكان الشيوعيون يسخرون على الأغلب في أشغال تكسير الحجارة بالقرب من المدينة، وعندما تقع حوادث، كانوا يتقدمون بأنفسهم لاختيارهم ضمن المجموعة التي تقرر إعدامها. وكانوا يرفضون شد عيونهم عند أطلاق النار عليهم فيما كان 90 من رجال الأس أس SS الألمان يتولون إطلاق النار على الضحايا المختارين.

وفي رسالة على الشعب الفرنسي، أعلن الماريشال بيتان(رئيس حكومة فيشي) الذي كان يتلاعب بالأفكار، أنه مستعد ليقدم نفسه كرهينة وقال عبر الإذاعة:" أن خمسون من الفرنسيين دفعوا حياتهم اليوم ثمناً لمجرمين لا اسم لهم، وخمسون آخرين سيعدمون غداً إذا لم يسلم الفاعل نفسه، إن تيار الدم يسيل في فرنسا، والثمن هو مرعب لا يدفعه الفاعلين الحقيقيين، أيها الفرنسيون، أن مسؤوليتكم واضحة: فقد القينا السلاح، ولا يحق أن نرفعه مرة أخرى، وأن نطلق النار على الألمان في ظهورهم " .

وفي 15 / ديسمبر ـ كانون الأول / أعلن القائد العسكري الألماني، بأن مئة من الشيوعيين اليهود والفوضويين (6) سيعدمون رمياً بالرصاص، وحسب ما يذكر المواطن الألماني أرنست يورغن الذي ترجم العديد من رسائل الرهائن، أن هتلر كان قد أصدر أمراً في 16 / سبتمبر ـ أيلول / 1941، بإعدام 50 إلى 100 شيوعي رمياً بالرصاص مقابل كل جندي ألماني يغتال أو يقتل في فرنسا.

كيف كان مفعول هذه العقوبات الانتقامية والتنكيل على الفرنسيين ؟

المعادين للشيوعية كان لهم رأي قدرها هنا أحد الموظفين الإداريين في المناطق المحتلة التي يديرها الألمان في تقرير له مؤرخ في يناير ـ كانون الثاني / 1942 " الذين ما يزال لهم النشاط والفاعلية يقل عددهم باستمرار بعد العقوبات الانتقامية الألمانية ".وعلى كل حال فإن الإعدامات " كان لها مفعول مؤسف لدى كافة السكان الفرنسيين " والرهائن الذين تم إعدامهم رمياً بالرصاص كانوا حوالي 500 شخص للفترة من سبتمبر ـ أيلول / 1941 وحتى يونيو ـ حزيران /1942، وكان الناس يعتبرونهم شهداء. ويضيف أحد القادة الألمان قائلاً: بأن 18 عملية إعدام في ديجون، وهذه المنطقة لم تشهد إلا أحداث بسيطة، تنعدم فيها حالياً أي فرصة للتعاون مع الألمان، وهناك عاصفة من الكراهية حلت مكانها تجاه العدو المحتل.

وفي تموز ـ يوليو / 1942 أعلنت حركة المقاومة بأنها " قتلت 131 من ضباط وجنود العدو، وكذلك 3 خونة " ونشرت صحيفة اللومانتيه التي واصلت صدورها سراً، بأن لابد من تشديد النضال وقتل المزيد من العدو والخونة.
وفي أقل من سنة، تغيرت الأحوال جذرياً في المناطق المحتلة من فرنسا، وكان الشيوعيون فعلاً هم الذين سعروا من النضال ضد المحتلين، وخلف صور الضحايا التي تحاط بحاشية سوداء للحداد في إعلانات الصحافة لم يعد الكثير من الفرنسيين يشاهدون صور الضباط القتلى من الألمان، بل وجوه الرهائن الفرنسيين الذين قتلوا كعقوبة وثأر.

وفي شهر أبريل ـ نيسان / 1942، أعلن الألمان بأنهم سيقومون بإعدام كل عسكري ألماني يقتل، بالإضافة إلى ترحيل 500 فرد إلى مناطق أخرى. والآن فإن هذه الإجراءات لم تعد تشمل الشيوعيين واليهود فقط، بل وكذلك العناصر الآرية والمعدمين والقوادين والمجرمين.

وفي 10 / يوليه ـ تموز / 1942 ضاعف الألمان من عقوباتهم الانتقامية والتنكيل، والآن وبقيادة أحد كبار ضباط أس اس، قائد الشرطة كارل البرشت أوبيرغ، فقد شمل هذا بعقوباته أسر وعائلات الفاعلين وجعلهم مشاركين في المسؤولية، وأصبحوا مهددين بنفس العقوبات على الرغم من أنه لم يستخدم هذا التهديد بشكل ثابت، وهنا في هذه الوثيقة نجد دليلاً على روح القوة والسلطة:

1 . جميع الأقرباء من الذكور، بما في ذلك الأصهار وأبناء العم وأبناء الخالة من البالغين سن
18فما فوق، يعدون من الرهائن ويعدمون رمياً الرصاص.
2 . جميع النساء من نفس درجة القرابة، يساقون إلى معسكرات العمل الإجباري.
3 . كافة الأطفال تحت سن 18، وكذلك النساء والرجال من الأقرباء خارج هذا التحديد
يوضعون تحت المراقبة(الحضور والتوقيع وتحديد الحركة).

في البدء أعتقد الألمان أن شيئاً من الإحباط والهبوط في المعنويات سيصيب الشعب الفرنسي من خلال تنفيذ عمليات الإعدام رمياً بالرصاص، وقد أهتم مناضلي المقاومة، ليس الشيوعيين فقط، اهتموا بأن لا تهبط معنويات الشعب وشجاعته، بل أن تتصاعد. والألمان من جهتهم كانوا عبر إعلاناتهم وبياناتهم كانوا يهدفون إلى إخافة الناس والسيطرة عليهم. والمقاومة من جهتها كانت تسعى عبر بياناتها إلى رفع معنويات الجماهير.

وكان الألمان يعلنون أسماء الذين يعدمونهم كرهائن في العمليات الانتقامية كنظرة ازدراء واحتقار، والمقاومة كانت تحيط أسمائهم وتسبغ عليها التضحية والشرف. الألمان كانوا يدعون الناس أن يتعاونوا معهم، كمحبرين وعملاء، والمقاومة كانت تدعوهم النضال والكفاح.(لاحظ نص ترجمة الإعلان الألماني في ختام التقرير ـ المترجم)

أما رجال الأمن والمخابرات الفرنسيين الذين كانوا يعملون لصالح الغستابو(جهاز الأمن والمخابرات الألمانية ـ المترجم) كانت لديهم الصلاحيات منذ أكتوبر ـ تشرين الأول / 1940 بمنح مبلغ 1000 فرنك فرنسي لقاء الإبلاغ عن كل يهودي و300 فرنك عن كل ديغولي. وكان الإبلاغ أو كشف أخفاء سلاح تقابله مكافأة تتراوح بين 5000 إلى 30،000 فرنك فرنسي .

والمخبر العادي إذا جاز التعبير، كان يمنح أجراً منخفضاً، وبعد أن تقدم الألمان واحتلوا المناطق الغير محتلة سابقاً (منطقة حكومة فيشي)، فقد كانت المكافأة في المناطق الغير محتلة 100 فرنك على سبيل المثال في مقاطعة الألب/ مارتميز. أما كم حصلت مثلاً السيدة B عن تسليمها 22 طفلاً للألمان والذين قتلوا فيما بعد في مستوصف مدرسة ليون ؟.. فذلك ما يتعذر حسابه !!

أجرة المخبرين عالية إذا حذر المخبر من عملية اغتيال أو تخريب، أو إذا سلم إلى الألمان شخصاً قام بعملية. وهكذا فإن مواطناً فرنسياً حصل في التاسع من مايو ـ أيار /1942 على مبلغ قدره 100 ألف فرنك، وكان ذلك يعادل في تلك الأوقات راتب ثلاثة سنوات، لأن هذا الرجل ومن خلال المعطيات التي قدمها، مكنت الألمان من اعتقال شيوعي(إرهابي). وبعد يوم واحد على ذلك، تمكن شاب فرنسي من المناطق المحتلة وبفضل بلاغ منه، من إحباط عملية حرف قافلة عسكرية ألمانية عن طريقها، فإنه بالإضافة إلى المكافأة المالية التي استلمها، نال وعداُ باستثناء قريته من العقوبات التأديبية. بل وضلاً عن ذلك فقد جرى بحث ما إذا كان ممكناً أطلاق سراح أسير حرب فرنسي جراء هذا العمل الذي اعتبرته السلطات الألمانية غي غاية الإيجابية.

وبع حوادث الاغتيال والتخريب الأولى في باريس، بدأت المكافآت تتصاعد، وأن مدير شرطة باريس دفع مرة مليون فرنك مكافأة. وبعد حادثة اغتيال المقدم هوتز من نانس رفع القائد الألماني العام فون شتولب ناغل المكافأة إلى 15 مليون فرنك. وبذلك يكون مفهوماً بأن الإبلاغ والأخبار حتى الأشهر الأولى من عام 1944 كانت الإخباريات نادراً ما تكون بتوقيع مجهول، ولكن في جميع الأحوال فإن البلاغات الألمانية لم تكن تذكر الأسماء(المخبرين والمبلغين).

وبالمناسبة، فإن الكثير من الإخباريات كانت من اليهود. ففي السادس عشر من ديسمبر ـ كانون الأول / 1942 أبلغ أحدهم المفتش المختص بقضايا اليهود، عن محل اختفاء سيدة يهودية قائلاً" لأن هذه السيدة يهودية، ونحن الفرنسيون ينبغي أن نعيل عوائلنا، وأنا قد رتبت الأمر بأن أنال ما لديها من حاجات ولوازم، ولكن لا بد أن تفحص أولاً فيما إذا كانت تملك أشياء أخرى أو أنها أخفتها لدى يهود آخرين ". ومعماري من مدينة كوت دي آزور أرسل إلى مفتشية الشرطة قائمة تضم أسماء أكثر من 200 محلاً يهودياً، وهو يرجو أن يتسلم أحدها.
ولكن بالمقابل كان هناك نقد صريح لفعاليات المخبرين. وقد كتب أحد مسئولي الإدارة بأن هذه الفعاليات قد أشاعت جواً لا يحتمل من الشبهات، كما تسببوا في العديد من الحالات المؤسفة. لذلك فإن الإخباريات المجهولة التوقيع سوف تحال إلى تحقيق الشرطة لإجراء اختبارات الخطوط عليها وطبعات الأصابع.

وقد اقتنعت إدارة البريد الفرنسية عن إجراء رقابة على بريد اليهود، أو الإبلاغ عن ذلك إلى الشرطة، وبعض الناس العطوفين كانوا يحذرون اليهود بأن ألقاء القبض سيتم بحقهم، وبعض رجال الشرطة كانوا يمتنعون من سماع أو اتخاذ إجراءات عن إخباريات بوابي العمارات.

وقد أعلن المذيع في إذاعة باريس بأن كل رسالة إخبارية مجهولة المرسل والتوقيع سوف تقذف في سلة المهملات. وحتى الضباط الألمان ملّوا سماع مثل هذه الإخباريات. وكان القائد العسكري لمنطقة إيفرو بين 1941 وحزيران ـ يونية / 1942، لم يعد بوسعه الاعتماد على المخبرين حتى الذين يخبرون عن مرسلي رسائل بواسطة الحمام الزاجل(من أنصار المقاومة) أو إخباريات عن حيازة معدات عسكرية، أو البلاغ عن مخازن ممنوعة.

بل أن العديد من المحاكم أدانت مخبرين، إذ توجب على أحدهم مثلاً، دفع غرامة قدرها 50 ألف فرنك لأنه قدم بلاغاًُ مزيفاً بأن أحدهم هارب من معتقل أسرى الحرب ومخبر آخر حكم عليه بالسجن لمدة عام واحد مع دفع غرامة 100 ألف فرنك لأنه أرسل رسالتين مغفلة التوقيع إلى القيادة العسكرية لمنطقة إيتاجس متهماً فيها جاره بإخفاء أسلحة في داره.

وإن شئنا تصديق كبير المفتشين مارسيل مانير، فإن جميع السكان من مدينة بوردو لم يعد أمرهم يهم قسم الشؤون اليهودية، فإن العقوبات قد جعلت من جميع الناس سواسية، ولم يعودوا يكترثوا لها. وبصورة غير مباشرة فقد وردت مثل هذه الأفكار في تقرير في خريف 1943 وجاء فيه : " أن سكان مقاطعة جيروندا يظهرون روح العداء لليهود مع بدء الإجراءات ضد المواطنين اليهود، ولكن الشطط والوحشية غيرت من هذا الشعور ".

في الرابع والعشرين /نوفمبر 1940، كان 70 يهودي بولوني متواجدين في المدينة الصغيرة شلايس، حيث استقبلهم السكان هناك بأقل قدر من التعاطف، وعندما ساقتهم الجند رمة في 14 / مارس ـ آذار / 1942 إلى معتقل بالقرب من بويترز، ومنها أرسل معظمهم إلى الموت، اظهر الكثير من سكان المدينة الارتياح وكان السبب لدى القليل منهم هو لكونهم من اليهود، والأغلبية كانوا لا يرتاحون لهم لأنهم غرباء، وإلى لغتهم (7) وتصرفاتهم.

وفي عام 1942 يصف عمدة نوارتابل المسافرين المارين من بلده من اليهود :" فضيع حقاً ... إنهم يمرون عبر البلاد ويشترون كل شيء وبأي سعر كان ". وكان الكثيرون من اليهود قد فروا على المنطقة غير المحتلة من فرنسا(منطقة حكومة فيشي)، لا سيما بعد حملة التحري والتفتيش عام 1942، واستقروا في القرى القريبة من الحدود الأسبانية، ويكتب أحد سكان القرية:" كان يأتي 50 منهم على الأقل يومياً، ليس أكثر، ويشترون كل شيء حتى بأغلى الأسعار ".

وكان أقسى صدام بين السكان المحليين واليهود هو ما حدث في مدينة كوت دي آزور ولا سيما في منطقة ينزا. ورحل كثير من اليهود إلى مدينة مرسيليا بعد هزيمة الفرنسيين في الحرب، وبعد فترة قصيرة كانت حالة المواد الغذائية قد وصلت إلى حد النفاذ، وكانت حصة الفرد الواحد هب 50 غرام من الزبد و50 غرام من الجبن فقط في الشهر الواحد، هكذا يكتب احد سكان بلدة ينزار في سبتمبر ـ أيلول / 1941، واختفت الفواكه تماماً من الأسواق، وكانت النسوة يتضاربن فيما بينهن من أجل القليل من الطماطة والبطيخ الأحمر.

وكسبب لقلة الغذاء يقول أحد الكتاب: " إن الجفاف التقليدي، وكذلك كسل الناس هنا سبب، ولكن السبب الرئيسي هو ما يفعله هنا الغرباء اليهود الذين حلوا هنا، وتوزعوا على القرى الجبلية في المنطقة والذين أخلوا بتوازن الإنتاج يمارسون الاحتيال في السوق السوداء، بل أنهم يشعلون السوق السوداء بأسعارهم العالية ويبعثون بها إلى جماعتهم اليهود في القرى الساحلية.

* * * *

لم تبعث الإجراءات المعادية للسامية لدى الأوساط الروحية القيادية (8) أي مقاومة لهذا الاتجاه، ولم يكتب سوى القليل وبشكل سيئ عن طبيعة النازية، بل أن أحبار الكنيسة أعترف صراحة بحق الدولة اتخاذ هذه الإجراءات.
فكتب أسقف كنيسة مرسيليا بتاريخ 6 / سبتمبر ـ أيلول / 1941 " إننا نعلم جيداً جداً أن المسألة اليهودية تتسبب في مشاكل وطنية ودولية صعبة، إننا نعترف أن بلادنا لها الحق أن تتخذ كافة الإجراءات ضد هؤلاء الذين إلتجاوا إليها بصورة تفوق المعتاد ".

ولكن الكنيسة الكاثوليكية وأيضا البروتستانتية قامت ببعض المبادرات الشخصية والتي كانت بدون شك تعبر بالدرجة الأولى عن الرحمة المسيحية. ولكن سرعان ما حصلت على صبغة سياسية. وبعد أن أقرت القوانين الفرنسية بتاريخ 2 / يونية ـ حزيران / 1941، التي تنص على:" إن عدم الانتماء إلى الديانة اليهودية من خلال الانتماء إلى دين أو معتقد آخر يمكن إثباته" تسببت هذه الفقرة في تسابق لصيد المنتمين الجدد.

وقد أحتفل القس بيتزيل راعي أبريشية سانت ايتان دومونت في باريس في أكتوبر ـ تشرين الثاني / 1943 بإقامة المعمودية 100 شخص أنتمي إلى المسيحية (هرباً من الملاحقة بتهمة اليهودية) والمئات من القساوسة كانوا كرماء، بحيث أن مدير قسم اليهود في الشرطة سرعان ما سيعتمد الشهادة التي يمنحها السقف بأن حاملها معترف به كإنسان محترم.

وبسبب طيبة القلب والرحمة، فقد بعض القساوسة ببساطة وسذاجة القدرة على الرؤية الدقيقة للأشياء، وهكذا فمن بين الآلاف من المعتنقين الجدد للمسيحية (حوالي: 1810 ـ 1820 ) لم يستمر على الدين الجديد سوى عشرات منهم والباقين كانوا مزيفين.

وبالنسبة إلى موظفي الإدارة، كان من السهل أثبات أن عدد اليهود في المقاطعة لم يكن يزيد عددهم على سبعة أفراد. وأصدر الألمان حكماً على أثنين من القساوسة الذين كانوا يمنحون شهادات مزورة بالسجن لمدة 24 شهراً في المحاكم الفرنسية.

والكنيسة كانت تعلم جيداً بأن هذه الموجة من الانتساب إلى الكاثوليكية، إنما كانت للتخلص من الملاحقة فحسب. وعلى الرغم من ذلك، فإنها كانت تقيم دروي تعليم الدين لمدة 6 أشهر، أو سنة واحدة. وكانت ستة اشهر كافية لشخص يريد حقاً دخول المسيحية، أما بالنسبة لمن يريد استخدام ذلك لخداع الجستابو، فإن هذه الشهور الستة تكون قاتلة له، وذلك ما كان يحصل غالباً.

والكثير من اليهود الفرنسيين الذين كانوا قد هربوا إلى المنطقة غير المحتلة(القطاع الذي تديره حكومة فيشي) ظلوا بعيدين عن الإجراءات المعادية لليهود لأن حكومة فيشي لم تكن ضد أن يباد اليهود كأفراد، ولكنها كانت تمارس التأثير على الرأي العام لإعاقة ذلك.

وهكذا كانت حكومة فيشي بالنسبة ليهود المناطق المحتلة، الأمل الأخير. والمنطقة الحرة(منطقة فيشي) كانت تعني لهم الأمان، هكذا يقول الحاخام اليهودي فيليب أيرلانكر الذي كان أحد مؤيدي حكومة فيشي بالطبع، ولكنه أستطاع الهرب قبل أن يصل الألمان إلى مرسيليا بتسعة أيام، وبحثهم عنه.

ولكن كل شيء تغير عندما أحتل الألمان والإيطاليون في 11 / نوفمبر ـ تشرين الثاني / 1942 أخيراً ما تبقى من فرنسا التي كانت تحت إدارة فيشي.



* * * *

إعلان
إلى :
المجرمين الجبناء الذين يعملون كمرتزقة لصالح إنكلترا وموسكو. إن المجرم الذي أطلق النار من الخلف على القائد العسكري لمدينة نانس في يوم 20 / أكتوبر ـ تشرين الأول / 1941
لم يلق القبض عليه لحد الآن.
وكتكفير عن هذا الأجرام، قررت الإعدام رميا بالرصاص ل 50 من الرهائن:
إذا لم يسلم الفاعل نفسه في مجرى ساعات يوم 23 / أكتوبر / 1941، فإن الإعدام رمياً بالرصاص سيكون من نصيب 50 آخرين من الرهائن.
إلى جميع السكان الذين يساهمون في إلقاء القبض على الفاعل، فإني سأدفع مبلغاً قدره :

15 مليون فرنك

ولكل إبلاغ يدل على الإخلاص سيتخذ كل مركز شرطة ألماني أو فرنسي الأجراء اللازم

باريس 21 / أكتوبر / 1941


القائد العسكري العام في فرنسا
الفريق شتولب فون ناغل


كتب التقرير : هنري آمورHenri Amouroux
دير شبيغل : العدد 21 / لسنة 1990 هامبورغ ـ ألمانيا
Die Franzosen unter Deutsche Besatzung
Kollabos , Helden und Verنter



هوامش التقرير

1 . بيتان، فيليب 1856 ـ 1951: ماريشال، بطل الدفاع عن فردان /1910 خلال الحرب العامية الأولى، عقد بيتان صلحاً مهيناً مع الألمان ونقل العاصمة فيشي. وكان قد وقع الهدنة مع الألمان في 22/ يونية ـ حزيران / 1940، حكم عليه فيما بعد بالإعدام ثم خفف بسبب كبر سنه وماضيه الوطني، ومات في السجن. المترجم
2 . التعاون مع العدو collarantion ، لها لفظة خاصة في اللغة الإنكليزية والألمانية، وهي كلمة أسوء من كلمة خائن أو جاسوس، وقى الله شعبنا شر المتعاونين. المترجم
3 . لا شك أن الإرهاب النازي في أوربا ضد اليهود أو غيرهم خلق حالة من التعاطف بين السكان، كما خلق حالات أخرى من الكره والعداء. المترجم
4 . آوشفيتز : أحد أشهر المعتقلات النازية ويقع في بولونيا . المترجم
5 . إذن فهناك يهود يشون ببعضهم، وأن الأمر لا يتعلق فقط بضعف شخصية وانحطاط المرء ليتحول إلى مخبر، ولكن هناك وكما قال الجنرال ديغول : حقاً أن الإرهاب يخلق التفسخ. فالإرهاب وهذه الأمثلة هنا خير دليل. فالإرهاب أي إرهاب ! يفسخ الإنسان ويجعله قابلاً لفعل أي شيء.
6 . الفوضويون: Anarchism جناح أنشق عن الماركسية بقيادة باكونين، وكان هذا الجناح يعتمد العنف في مواجهة الدولة. وقد أزدهر هذا التيار في أسبانيا وفرنسا في الثلاثينات والأربعينات من هذا القرن. المترجم
7 . يتحدث يهود أوربا عدا لغات الدول التي يعيشون فيها، لغة اليديش، وهي خليط بين لغات عديدة أهمها : الألمانية والسلافية والعبرية وغيرها. المترجم
8 . المقصود بالأوساط الروحية: الأوساط القيادية في الكنيسة الفرنسية. المترجم


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عواطف منصور، عراق المطيري، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، طارق خفاجي، ياسين أحمد، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، بيلسان قيصر، جاسم الرصيف، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، د- محمد رحال، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، أبو سمية، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، عبد العزيز كحيل، تونسي، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، محمد يحي، محمد العيادي، الهيثم زعفان، حسن عثمان، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، أنس الشابي، سلوى المغربي، سامح لطف الله، صفاء العربي، محمود طرشوبي، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، فهمي شراب، إسراء أبو رمان، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، مجدى داود، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، محمد علي العقربي، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، كريم فارق، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، مراد قميزة، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، المولدي اليوسفي، رمضان حينوني، منجي باكير، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، مصطفي زهران،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة