البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الموت اختياراً ....الإنتحار

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1191


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" الموت اختياراً " هو مصطلح شامل لما يتعرف الناس عليه ب "الانتحار" أن يقرر البشر (وأحياناً تنتحر بعض الحيوانات أيضاً)، إنهاء حياته بنفسه، لأنه يعتقد بدرجة اليقين أن حياته لا معنى لها سوى المزيد من الألام والتعذيب، أو أن ضرراً قد ألحق به، لم تعد حياته ذات معنى، فيقدم على الانتحار وبعضهم يتفنن ويحاول أن يعطي لمحة أخيرة عن شخصيته من خلال اختياره أسلوب الانتحار.

وقد يطلق على بعض حالات الموت اختياراً، " الانتحار "، أو قد يلجأ لها مناضلون يعتقدون لا قيمة للحياة بدون حرية الوطن، وقد يلجأ لها عسكريون ينفذون أعمالاً كخدمة للوطن، أو أنه لا يحتمل عار الهزيمة، (في اليابان هو تقليد عسكري " هيراكاري")، وهناك إنهاء للحياة يطلق عليه " الموت الرحيم " وهذه تتم بتقديم المريض طلباً بإنهاء حياته، المحتمة بسبب استفحال المرض بما لا يرجى منه شفاء، وتوافق إدارة المستشفى بعد تحققها من شروط مقدم الطلب : أنه بكامل وعيه، وأنه حياته في مسيرة العد العكسي وأنه يعاني ألاماً لا تطاق، وبقاؤه على قيد الحياة لا تعني سوى المزيد من الأوجاع. فيقدم على إنهاء حياته بطريقة نظيفة ومريحة وربما بحضور أهله وأصدقاؤه. وقد شاهدت بنفسي مشهداً كهذا يتم بأناقة بلا بكاء ونحيب ولا صراخ.

في بعض الدول الأوربية اليوم تشريعات تسمح بالموت الرحيم في المستشفى لمن لا أمل مطلقاً بشفائه، وفي مقدمة الدول سويسرا التي يعتقد أنها أسهل من غيرها، لذلك تروج اليوم في سويسرا ما يطلق عليها " سياحة الموت "، لذلك تقصد أعداد متزايدة من المرضى الراغبين في إنهاء حياتهم، سويسرا بهدف الانتحار في إحدى صور ما يعرف بالقتل الرحيم. وقد احتل الألمان المرتبة الأولى في قائمة من سافروا لسويسرا لهذا الهدف قبل عدة أعوام.

وأظهرت دراسة حديثة أن سويسرا شهدت ارتفاعا كبيرا للغاية في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يسافرون إليها بقصد الانتحار بمساعدة آخرين في صورة من صور القتل الرحيم عن طريق ما يعرف باسم "سياحة الانتحار". وتم نشر الدراسة في صحيفة "جورنال أوف ميديكال إيثيكس " البريطانية. وخلال هذه الدراسة قام العلماء بمعهد الطب الشرعي في زيورخ بفحص بيانات 611 شخصا ممَن قدموا إلى سويسرا بغرض تلقي مساعدة للانتحار بين عامي في 2008 و2012. وتبين من ذلك أن 286 منهم جاءوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا. وتتراوح الفئة العمرية التي تقوم بهذه النوعية من السياحة ما بين 23 و97 عاما، وتصل نسبة النساء بينهم إلي 60 %. وقد تمت مساعدة جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا على الانتحار باستخدام العقاقير المنومة.

وتقدم التكنولوجيا الحديثة، وسائل جديدة في إنهاء الحياة بسهولة وبدون ألام، وأحدثها كبسولة على شكل مقصورة مغلقة أنيقة جميلة وحصلت هذه الكبسولة التي تسمح لركابها بإنهاء حياتهم (قتل أنفسهم) على موافقة الحكومة على استخدامها. ولكن الفكرة تلقى معارضة الكنيسة (كما في بقية الأديان) . وأطلق على الكبسولة اسم ساركو Sarco يمكن تشغيلها من الداخل من خلال غمزة من عين الشخص الراغب في الموت وتعمل عن طريق تقليل مستوى الأكسجين داخل الكبسولة إلى ما دون المستوى الحرج في عملية تستغرق أقل من دقيقة. وتحدث الوفاة من خلال نقص تبادل الاوكسجين داخل جسم الإنسان، الأمر الذي يسمح للشخص بالموت بسلام نسبيًا ودون ألم.

والانتحار بمساعدة خارجية هو أمر مجاز قانوناً في سويسرا، وقد استخدم ما يقرب من 1300 شخص خدمات هيئتين للقتل الرحيم هما Dignitas و Exit العام الماضي. وتستخدم كلتا الشركتين عقار الباربيتيوريت السائل القابل للهضم لإحداث غيبوبة عميقة في غضون دقيقتين إلى خمس دقائق، تليها الوفاة.

تم تصميم كبسولة ساركو Sarco - وهو اختصار لكلمة التابوت الحجري sarcophagus - ليتم تحريكها إلى موقع يفضله المستخدمون ليكون آخر ما يشاهدون قبل الوفاة. وعندما يقرر الشخص أنه قد حانت اللحظة يتم فصل كبسولة العقار الموجودة بالداخل لتطلق الغاز ويبدأ مستوى الاوكسجين في الانخفاض تدريجيا ليدخل الشخص في غيبوبة ثم يموت.


---------
تم تحوير طفيف للعنوان الأصلي كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الموت، الإنتحار، القتل، العذاب، الألم، الوجود،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-01-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، عبد العزيز كحيل، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، بيلسان قيصر، محمد يحي، الناصر الرقيق، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، سلوى المغربي، مجدى داود، حسن عثمان، د. أحمد بشير، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، صالح النعامي ، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، ياسين أحمد، فهمي شراب، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، وائل بنجدو، رافد العزاوي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح المختار، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، تونسي، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي اليوسفي، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، د- جابر قميحة، محمد الياسين، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، منجي باكير، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، محمود طرشوبي، طارق خفاجي، حاتم الصولي، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، علي الكاش، خالد الجاف ، سعود السبعاني، عراق المطيري، مصطفى منيغ، عمر غازي، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة