البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحروب على أشكالها تقع

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1123


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحرب عمل سياسي، بل هي مرحلة من مراحل تطور ملف سياسي معين، وتدور الحروب بين دولتين أو مجاميع من الدول، وتكرس السياسة / الدبلوماسية النتائج النهائية للصراع في الميدان العسكري. فالحرب هي مواصلة للسياسة بوسائل أخرى. وقد تفرض معطيات معينة أن تكتسب الحرب طابعاً خاصاً، فليست كل الحروب علنية، كما أنها لا تدور حتماً بين دولتين فقط، ولا تشترط المعاهدات التي تتوصل لها الدبلوماسية، أن تكون بين دولتين، ولا يشترط أن تكون كلها علنية، فقد تكون سرية بالكامل أو جزئياً. والقوى التي تدعي أنها مسالمة أو أنها تنبذ الدبلوماسية السرية، قد تلجأ إلى التحالفات السرية أو العلنية، وتعقد المعاهدات، أو تبقى طي الكتمان في الخزائن الحديدية، كمعاهدة كامبل ــ لندن/ 1905 ، أو كمعاهدة سايكس بيكو / 1919. (1) (2).

وهناك من المؤرخين من يعتقد أن الحروب التي كانت تدور في العصور القديمة والوسيطة، دون أن يتبلور الشكل السياسي لها، حتى بدأ العالم يتعرف على أسلوب سياسة المؤتمرات الدولية، والمقررات والنتائج، وحقوق المنتصرين، أو المهزومين، وذلك عندما بدأت القوى الدولية تتعرف على نظم العلاقات، التي أخذت تبرز على مسرح العلاقات الدولية كقواعد عمل ومؤسسات دولية، وذلك بعد مؤتمر أكس لاشابل 1818 (Congress of Aix-la-Chapelle). (3)

ولم يكن مؤتمر اكس لاشابل سرياً، ولكنه أسس ومهد لما سيطلق عليه من الآن فصاعداً بمصطلح القوى العظمى، التي أسست تفاهمات وباشرت بتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ وهيمنة، واستيطان واستعمار، وهيمنة على البحار والمضائق، ولاحقا تقاسم الثروات الطبيعية.

كانت الحرب العالمية الأولى ذروة تلك المرحلة وانهيار أسس أكس دي لاشابل، إذ لم تعهد معطيات أكس لاشابل السابقة لعهد الاستعمار، تكفي للمرحلة الاستعمارية الجديدة، وبهذا المعنى، فقد كان التطور التكنيكي يمثل التحدي الأعظم الذي واجه الدول، والذي أدى إلى الاستعمار والتوسع، وأيضاً إلى ضعف إمبراطوريات ودول استعمارية عجزت عن مواكبة التطور الفعلي، أو عجزت عن كبح جماح قوى استعمارية أقوى منها، وهكذا انطفأ مجد أو تقلص حجم إمبراطوريات استعمارية مثل: الدولة العثمانية، أسبانيا، البرتغال، هولندا، ألمانيا.. إلخ . وكان الوجود الاستعماري يشمل 67% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، ما لبث أن اتسع إلى 85% عام 1914.

وتشير الإحصائيات أيضاً، أن بضعة دول قد تحكمت بالعالم بفعل تطورها الاقتصادي (بفعل تطورها الصناعي) والسياسي، وفي مراجعة مصادر تلك المرحلة نستنتج أن مستقبل وأمن الشعوب والأمم المغلوبة لم يكن وارداً في حسابات الاستراتيجية الاستعمارية التي وجهت كافة مساعيها إلى التوسع والحصول على المزيد من المكاسب، في وقت غدا فيه التنافس لكسب الأراضي من مظاهر القوة ومن ضرورات المصالح الحيوية الاستراتيجية للدول الاستعمارية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا، التي توسعت في القرة الأفريقية، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى لم يكن في القارة الأفريقية أية دولة مستقلة.

وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت المؤشرات السياسية تشير، أن الحملات الاستعمارية قد بلغت أوجها، كما كانت الدول الأوربية قد أنجزت تدعيم كياناتها السياسية (إقامة أنظمة دستورية) وقد أفرزت في غضون ذلك خارطة سياسية جديدة في أوربا بفعل الصراعات والحروب، كما ظهرت إلى الوجود دولتان صناعيتان جديدتان كقوى مهمة نتيجة لتضافر عوامل عديدة أبرزها الوحدة القومية وهما ألمانيا وإيطاليا، وراحت تطالب بأمتيازات الدول العظمى.

ولما لم يعد هناك ما يمكن التنافس والتزاحم عليه، إذ كان قد تم الاستيلاء على 85% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، أخذت الدول الاستعمارية تخطط لسلب الامتيازات والممتلكات الاستعمارية بعضها البعض، وتفتش عن الذرائع حتى الواهية منها، وبذلك كان الموقف الدولي عشية الحرب العالمية الأولى قد غدا شديد التوتر.

وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت المؤشرات السياسية تشير، أن الحملة الاستعمارية قد بلغت أوجها، كما كانت الدول الأوربية قد أنجزت تدعيم كياناتها السياسية وقد أفرزت في غضون ذلك خارطة سياسية جديدة في أوربا بفعل الصراعات والحروب، كما ظهرت إلى الوجود دولتان جديدتان كقوى مهمة نتيجة لتضافر عوامل عديدة أبرزها الوحدة القومية وهما ألمانيا وإيطاليا.

ولما لم يعد هناك ما يمكن التنافس والتزاحم عليه، إذ كان قد تم الاستيلاء على 85% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، أخذت الدول الاستعمارية تخطط لسلب الامتيازات والممتلكات الاستعمارية لبعضها البعض، وتفتش عن الذرائع حتى الواهية منها، وبذلك كان الموقف الدولي عشية الحرب العالمية الأولى قد غدا شديد التوتر. إذا كانت القارة الآسيوية لا تضم سوى دولة مستقلة واحدة (اليابان)، والقارة الأفريقية على دولتان (مصر وساحل العاج).

وبعد الحرب العالمية الثانية نشأ موقف سياسي له طابعه الخاص في منطقة البلقان، وهي المنطقة التي تم من شرقي الدانوب وحتى نهاية القارة الأوربية من جهة تركيا وتشمل : رومانيا، بلغاريا، البانيا، بلاد الصرب، اليونان، مقدونيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، سلوفينيا، الجبل الأسود، كوسوفو.

وبأعتبار أن هذه المنطقة متقاربة في الخصائص الاقتصادية تتميز بالضعف الاقتصادي (قياسا إلى أوربا الغربية)، والثقافية (ومعظمهم يتبعون الطائفة الأرثوذوكسية)، يشتد التنافس لقيادة المنطقة، والصرب هم القومية الأكبر، وكذلك العنصر اليوناني والمقدوني، والألباني، لذلك كان، وما يزال من السهولة التدخل في شؤون المنطقة، والتنافس قاد لحروب اشتركت فيها أطراف من غير المنطقة، كالروس (الأرثودوكس)، والنمساويين، والإيطاليين، والأتراك (دعما للكيانات المسلمة)، وقوى بعيدة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ما لبث التدخل الخارجي أن وجد ممثلين له من كيانات المنطقة، فتحولت إلى حروب أهلية ، وهكذا أطلق عليها " بلقنة الأزمة " أي أنها تحولت أي حرب بين عناصر المنطقة.

وقد تنجح الدول الكبرى في (لهشاشة الموقف الداخلي)، في تحويل الصراع الذي يدور لمصالحها، بين أطراف المنطقة أنفسهم، وقد مارست الولايات المتحدة هذه السياسة (البلقنة) في فيثنام حين حولت فيثنام إلى ساحة صراع دولية، ثم جعلت الفيثناميين أنفسهم وقوداً للحرب، (فثنمة الحرب) ومثل هذه السياسة مورست في لبنان، حين وجدت من الأطراف اللبنانية من يحارب خدمة لمصالحها (لبننة الصراع) ومثل هذه التوجهات تدور حالياً أيضا في سوريا والعراق.(4)

بعد أقل من عقدين من الزمان، كانت المقدمات الموضوعية تتجمع وتتراكم، فكان لنهوض ألمانيا كدولة صناعية كبيرة، ومثلها إيطاليا، وتوافرت على قيادات طموحة تسعى لتقسيم جديد تنال فيه بتقديرها ما تستحقه كدول عظمى، وتزيل ألمانيا عن كاهلها العقوبات القاسية التي فرضتها معاهدة فرساي (1919) لذلك كانت سحب ونذر الحرب العالمية الثانية تتراكم، وحالة السلام الهش في أوربا لم يكن سلماً بقدر ما كان فرضاً للهيمنة البريطانية. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، أسفرت عن نتائج وصورة لموقف وقوى سياسية وتوازن سياسي جديد في أوربا، وانقسمت القوى العظمى إلى معسكرين: الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي.

وحين تمكن الاتحاد السوفيتي من كسر الاحتكار الأمريكي/الغربي لصناعة السلاح الذري وحيازته، (1949)، كان ذلك يمثل العامل الوحيد الذي أرغم الولايات المتحدة على وضع نهاية للحرب الكورية، ثم قادت النجاحات السوفيتية في مجال العلوم (الفضاء خاصة) إلى أن تدرك الولايات المتحدة والغرب أن الحرب لم تعد لعبتها المفضلة، فلجأت إلى ما أطلق عليه بالحرب الباردة (Cold War)، والتي تواصلت حتى لقاء القمة بين الرئيسان الأمريكي بوش والسوفيتي غورباتشوف، وبعدها تفكك الاتحاد السوفيت وقام بحل حلف وارسو، دون أن يقوم الأمريكان بالمثل بحل حلف الناتو، وهو ما يمثل مؤشراً هاماً في السجال الاستراتيجي بين القوى العظمى. (5)
خلال مرحلة الحرب الباردة كانت الحرب بين القوتين الأعظم خياراً مستبعداً، بسبب الخزين الهائل من أسلحة الدمار الشامل : الذرية والهيدروجينية والنيوترونية، وأيضاً تطور الوسائل الناقلة لها من الصواريخ من حيث المدى والدقة، لذلك كان الطرفان يعمدان إلى خلق، أو تشجيع ودعم بؤر التوتر، وهكذا نشب مصطلح الحروب بالوكالة (Proxy war)، وهذه دارت في شتى قارات العالم، وكانت خسائرها المادية (بالعتاد والمال) كما خسائرها بالأرواح لا تقل عن الحروب المفتوحة المباشرة (دون الخيار النووي). وهذه دارت في كوريا وفيثنام، ولاوؤس وكمبوديا، والشرق الأوسط وكوبا (بدرجة ما)، فهذه ساحات مثل الصراع فيها، صداماً غير مباشراً بين القوتين الأعظم. (6)

جرائم دولية خارج الحرب : وفي أواخر حقبة الحرب الباردة، حين كان التعايش السلمي وحل المشكلات يجري نقاشها خلال مؤتمرات قمة بين القطبيين الأعظم، وبعدها، مارست الولايات المتحدة، والغرب عموماً التدخل المسلح بوسائل مختلفة، سواء اتفقت مع القانون الدولة وشريعة الأمم المتحدة أم لم تتفق. فافتتحت الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة العولمة (Globalisation) واحتكرت تفسير هذا المصطلح، أن قوة عظمى واحدة في العالم تفعل ما تشاء، خارجة عن القانون الدولي، والقوانين الجنائية، وطبقت تفسيرها بأعتداءات عسكرية واسعة في أفغانستان (2001)، ثم في العراق (2003)، واعتداءات محدودة في أرجاء مختلفة (تنفيذ أغتيالات، وقصف بالصواريخ البعيدة المدى)، دون أن تمتلك سلطة قضائية محلية أو دولية مقاضاتها عن مئات ألوف الجرائم التي ارتكبت في شتى أرجاء العالم. فالولايات المتحدة استبقت هذا بإعلانها الصريح أن الأمريكيين لا يخضعون للمساءلة القانونية لا في الدول ولا أمام المحاكم الدولية. ومن تلك مثلاً أنها قصفت ملجأ العامرية المخصص للمواطنين المدنيين(فبراير ــ شباط / 1991)، رغم أنه مؤشر في الخرائط الدولية، لقى فيه أكثر من 400 شخص مدني مصرعه. وقصفت معمل كيماويات (أدوية) في السودان، وليبيا. (7)

وللدول الاستعمارية سجل كبير في جرائم الحرب، ولكنها تضع نفسها فوق القانون، وتحاكم خصومها من السياسيين والقادة وتنزل بهم العقوبات، في حين يفلت من العدالة مجرمون، ارتكبوا جرائم الإبادة، وهم لا ينكرونها، ولكن هناك حماية سياسية تحول دون تقديمهم للعدالة.

الحرب عمل سياسي، بل مرحلة من مراحل تطور ملف سياسي معين، هذه تسمية التي بوسعي أن أقدم لها وأصفها وأثبت صدق وصحة أطروحتي، هي حروب تدور حين تهدف الدولة المحاربة إخفاء غاياتها الحقيقية، ربما لدناءتها، أو همجيتها، أو ربما لمقتضيات سياسية، وأهداف سرية، الإعلان عنها ينطوي على الضرر أكثر من الفائدة. وكنا قد تعرفنا على أصناف من المعاهدات والحروب.

الحروب السرية (Secret Wars) : هناك الحروب السرية، وهي خطط تفصيلية تضعها دولة ما تستهدف كياناً سياسياً، لإلحاق الضرر أو التدمير الشامل، ولكن دون إعلان حرب. لأغراض تكتيكية، وتتولي الأجهزة الاستخبارية تنفيذ مهام الحرب السرية، وتتولى تلفيق وترتيب اتهامات بحق الدول والأفراد المسؤولين، التحقق منها سيتطلب وقتاً طويلاً، ترزح فيه الدول المستهدفة في حقل الاتهام، وضغط سياسي وإعلامي واقتصادي تتكبد فيه خسائر مادية ومعنوية.

والحروب السرية قد تبدأ بحرب إعلامية، بتجميع مبررات عدوان، ثم تشجيع جماعات وكتل انشقاقية ودعمها بالمال والسلاح والتدريب، وفرض أنظمة معاقبة اقتصادية والية من أجل الإضرار بالاقتصادات الوطنية، وقد تقوم مجاميع عمل سرية بالقيام بعمليات تخريب واغتيالات، وصولاً إلى إقامة مناطق خارج سيطرة الحكومات الوطنية، وفي قائمة الأعمال التي تؤدي هذا الغرض واسعة وكثيرة، وجميعها تعتبر من وجهة النظر القانونية الدولية تدخلاً فاضحاً في الشؤون الدولية، تحضره القوانين والأعراف الدولية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش

1. مؤتمر كامبل بنرمان 1907 (Campbell-Bannerman Conference) هو مؤتمر أنعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت، وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا ، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة (الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة.
 
2. اتفاقية سايكس بيكو في 1916(Sykes–Picot Agreement): هي معاهدة سرية  بين  فرنسا  والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، ولتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الأولى. اعتمدت الاتفاقية على فرضية أن الوفاق الثلاثي سينجح في هزيمة الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ويشكل جزءًا من سلسلة من الاتفاقات السرية التي تأمل في تقسيمها. وقد جرت المفاوضات الأولية التي أدت إلى الاتفاق بين 23 نوفمبر 1915 و 3 يناير 1916، وهو التاريخ الذي وقع فيه الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو  والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية  فرنسا وبريطانيا    وروسيا القيصرية آنذاك.  وصادقت حكومات تلك البلدان على الاتفاقية في 9 و 16 مايو / أيار 1916.

3. مؤتمر اكس لاشابيل 1818 (Congress of Aix-la-Chapelle) : وحضره رئيس الوزراء الفرنسي الدوق دي ريشيلو ممثل  لفرنسا  وتضمن سحب قوات الاحتلال من الأراضي الفرنسية فطلب رئيس وزراء فرنسا ضرورة سحب قوات الاحتلال قبل ال 5 سنوات، وذلك لكي لا يتضايق الفرنسيين وتستيقظ روح الثورة،  اضطر ولنجتن قائد قوات الاحتلال لإرسال محققين لدراسة حال الرأي العام الفرنسي وسرعان ما كان الصواب مع رئيس الوزراء الفرنسي وأعلن الحلفاء عن  استعدادهم لسحب هذه القوات بشرط: أن يدفع الفرنسيون غرامة الحرب التي حددتها  معاهدة الصلح ولكن رئيس وزراء فرنسا لم يكتف بذلك، فراح يطالب القوى الأربع الكبرى بأن يقبلوا فرنسا أن تنظم إليهم كعضو في زمرة القوى الكبرى، مؤكداً أن في ذلك: إرضاء العزة القومية للفرنسيين، ثم تدعيم النظام الملكي الفرنسي,  ووافقت الدول الكبرى على انضمام فرنسا لهم وصارت المحالفة الرباعية محالفة خماسية بعد انضمام فرنسا لعصبة الكبار تم تأسيس صرح التظافر الأوروبي ولكنه كان المسمار الأول في نعش ذلك التظافر فانخفضت درجة تحمسهم للتحالف الرباعي فحدث بعد ذلك ثورات عديدة في  إيطاليا  وأسبانيا  وغيرها ولم يجلس الخمسة الكبار مكتوفو الأيدي، إذ سرعان ما دعوا إلى عقد مؤتمر تروباو، بهدف مناقشة المستجدات المشار إليها على الساحة الأوروبية. حيث قررت الدول المشاركة في هذا المؤتمر بتوجيه ضربة عسكرية مشتركة ضد الجزائر لإجبارها على التخلي عن سيادتها البحرية.

4. البلقنة (Balkanization): البلقنة مصطلح ظهر في نهاية الحرب العالمية الأولى لوصف التجزء الإثني والسياسي لمنطقة البلقان نتيجة انحلال الدولة العثمانية  وقد أعيد استخدام المصطلح في الحديث على منطقة البلقان للمرة الثانية إبان الحروب اليوغسلافية في تسعينيات القرن 20 م، وهي التي اتسمت بعنف وصل إلى حد التطهير العرقي. يستخدم هذا المصطلح اليوم للتعبير عن انشطا دولة ما تحوي إثنيات مختلفة، وسقوطها في الحرب الأهلية والتطهير العرقي، بشكل يشابه ما حدث في منطقة البلقان.

5. الحرب الباردة Cold War)) : هي فترة الحرب الباردة الممتدة من إعلان مبدأ ترومان في عام 1947 وحتى انتهاء الحرب الكورية في عام 1953. نشأت الحرب الباردة في أوروبا بعد سنوات قليلة من فوز التحالف الناجح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة بالحرب العالمية الثانية في أوروبا، وامتدت إلى 1989-1991. في عام 1947، صاغ برنارد باروخ، الممول المليونير والمستشار لعدة رؤساء من وودرو ويلسون إلى هاري ترومان، مصطلح "الحرب الباردة" لوصف العلاقات الباردة بشكل متزايد بين حليفي الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي

6. حرب بالوكالة (Proxy war) : هي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر. رغم أن القوى استخدمت حكومات أخرى كوكلاء للحرب، إلا أن المرتزقة والأطراف العنيفة غير القانونية وأطراف أخرى يتم استخدامها بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى دون الانجرار إلى حرب شاملة.
حدثت بعض الحروب بالوكالة في نفس الوقت الذي حدثت فيه حروب شاملة. من شبه المستحيل أن تحدث حروب خالصة بالوكالة، حيث أن الأطراف الوكيلة قد يكون لها أهدافها الخاصة التي قد تنحرف عن مصالح الأطراف التي وظفتها. وعادة ما يكون استخدام حروب الوكالة أفضل استخدام خلال الحروب الباردة، حين تصبح ضرورة لإجراء نزاع عسكري مسلح بين طرفين متحاربين بينما تستمر الحرب الباردة.

7. جرائم دولية: جريمة ملجأ العامرية أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ يقع بحي العامرية  في  بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد أدت إحدى الغارات الأميرية يوم 13 فبراير، 1991 على بغداد بواسطة طائرتين من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيٍ عراقيٍ من نساء وأطفال.  وقد بررت قوات التحالف المهاجمة هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن أثبتت الأحداث أن تدمير الملجأ كان متعمدًا خاصة وأن الطائرات الأميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين.  الملجأ أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية، بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، إنه ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري  والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، ولقد أعلن الأردن الحداد على الضحايا لمدة ثلاث أيام وطلب مع أسبانيا بتحقيق دولي بالجريمة. الملجأ يتسع لألف وخمسمائة شخص، يمكن أن يلجأوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث. البناية ثلاثة طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، سمك جداره يزيد على متر ونصف المتر كذلك سقفه المسلح بعوارض حديدية سمكها أربعة سنتيمترات، تؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب وتؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجؤون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحرب، الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، أوروبا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-01-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، عبد الغني مزوز، كريم فارق، خالد الجاف ، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- جابر قميحة، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، علي الكاش، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، عواطف منصور، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، صلاح الحريري، تونسي، طلال قسومي، فوزي مسعود ، محمد يحي، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، أحمد ملحم، المولدي اليوسفي، رمضان حينوني، عراق المطيري، د - مصطفى فهمي، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، ياسين أحمد، مجدى داود، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، عبد العزيز كحيل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، حسن عثمان، أبو سمية، محمد علي العقربي، رشيد السيد أحمد، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، عمر غازي، سلوى المغربي، يزيد بن الحسين، بيلسان قيصر، أحمد بوادي، مراد قميزة، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، أنس الشابي، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة