د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3326
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نشر أحد أبناء السياسيين الكبار كتابة لوالده المرحوم على ورقات كان يمزقها عادة، فرأى بعد احتفاظه بها سنوات، أن يعرف بها قراء صفحته الاجتماعية على الانترنت، أو الشابكة. ولذلك سميت تعليقي عليه بما سميت اقتباساً من روايته عن هذه الورقات التي اختار أن يدلي بها كمساهمة منه في المشكلات القائمة اليوم الدينية والسياسية أو في علاقتها بين الديني والسياسي في تونس بعد الثورة. وكأنه رأى أن والده وجد لها الحل بثاقب فكره وحكيم رأيه وغيره لا يزالون في جدالهم يخوضون.
قلت (وأعتذر عن الربط بين الكلام دون فقرات، لأنها مأخوذة من القص واللصق ولم أجد الوقت لإعادة توزيعها):
لو كان الأمر مُنْته منه، على ما يقول أبوك -رحمه الله- لكانت الدنيا بسلام. ولكن لأن الأديان هي سياسة، ولكن سياسة من نوع ما يَهدي الخالق عباده الله اليه ويضل آخرين عنه، فيكون الصراع والاختلاف طبيعة، لامتحان البشر على الخير والشر والجزاء والعقاب. وشأن الدول حتى الاكثر علمانية أو إلحادية، أن تمارس في أنظمتها تقليد الخالق في مخلوقاته. ولذلك قيل من قديم إن الملك خليفة الله في الأرض، على معنى التشبيه أو على المعنى الحقيقي، لأن مبدأ إدماج الدين في الدستور لتضمينه في سلطات الدولة ورئيسها عليها، هي من مقومات الدول الحديثة، التي يشكل الإسلام فيها مشكلة للغرب المتغول، لأسباب مدنية واقتصادية وحتى دينية، على مقدرات هذا العالم، الذي كانت دوله أو دويلاته تحت استعمارها بعد أن طال حكمه ثمانية قرون في الاندلس، وسُمّي بسببه البحر المتوسط ببحر العرب. ولذلك كانت تلك الدول الصليبية قديماً تضع في اعتبارها في دساتير هذه الدول العربية والاسلامية أن يمسك حكامها بمخنق الاسلام والمسلمين فيها حتى لا يخرجوا من سلطتهم وإن تكن جائرة او دكتاتورية عمياء، ما دامت في تبعية لهم وتخدم مصالحهم. وهذا شأن التصارع بين الأمم والدول والحكام من قديم الزمان. وإذا كان أراد والدك أن يطبقه حسب ثقافته السطحية في الاسلام وتاريخه السياسي وفتوحاته وحضارته، فذلك شأنه ولا أعتقد أنه من موقعه يمكن أن يُقْسِر الناس على فهم للاسلام على تأويل يأباه على غيره ويسمح به لنفسه، ليجعلهم في آخر المطاف علكة بين فم الأمم التي تملك اليوم الفيتو وتملك الضغط والمقاطعة واحتكار السلاح النووي وما ذلك من عترسيات الرئيس ترامب أو نابليون الجديد في فرنسا، الذين هم وغيرهم يتهافتون على الشقيقة ليبيا مثلاً لإقناع الناس بأنهم يعاملون الأفارقة معاملة الرق الذي يتهمون الاسلام به ولا يتهمون انفسهم به حين كانوا يستعمرون العالم ويستفرغونه من شعوبه وأقوامه في أمريكا والهند وغيرهم. ولا عجب أن كان والدك، كما تذكر، يمزق ما يكتبه لكي لا يبقى حجة على تفكيره في قضايا يعرف، كسياسي، أنه يمكن أن يعيد الناس تقديرهم له باعتباره مسؤولا على أمانة حكمهم في دولة عربية إسلامية، ضاربة الجذور في عقيدتها ولغتها العربية وانتمائها لحضارات شهدت أكثر من أربعة أو خمسة خلافات أو امبراطوريات- إذا أردت اللفظة الأجنبية - ثم يظهر من خلال ورقاته بخطه، أنه يُعرّفهم بالجوامع ومعنى المساجد ومعنى علي ومعاوية أو غيرهما من الخلفاء، فيكتشفون أنه كان يحكهم بإسلامه الرقيق لا بإسلامهم. فانظر لنفسك ما اختطفت من ورقات أبيك لتظهره على غير حقيقته كما كان يريد أن تعرفها الناس به. ولو رأيت أن سدنة الاستعمار الفرنسي في برلماناتهم كانوا يلقبونه بالرجل الوفي للمعمرين الفرنسيين في تونس أكثر من وفائه لمواطنيه من الأهالي المساكين، الذين كان يريد أن يحط عنهم الضرائب ويُثقل منها على غيرهم، لأنهم أي "أصدقاؤه" المعمرون هم في تونس الأكثر انتاجا واستثماراً وتوليداً للثروة، إنصافاً لهم لأن الأهالي باقون في تخلفهم وكسلهم وضلالهم يعمهون. وهذا لا يمنع من التقدير لدوره الوطني بزعامة المرحوم بورقيبة او الاقتصادي في الدولة الوطنية لعقود ثم الوزير الأول الذي نهض بالاقتصاد التونسي نهضة لم يعرفها قبل ولا بعد. وربما ذلك وفاء ومعاونة من أصدقائه الكثر في فرنسا لدوره في قطع تونس عن الحنين الى ماضيها الذي كان يتحدث عنه في ورقاته المحفوظ بعضها لديك، فلم يربط مع ليبيا ولا مع مصر ولا مع الجزائر لأن السياسات النيو-استعمارية والامبرالية كانت تريد شد تونس اليها بالقروض والمساعدات والتعاون مع الرجالات الذين تصطفيهم للحكم لحمل كامل شمالي افريقيا بدوله وحكوماته نحو ما كان مقدراً له، منذ نهايات الحرب العالمية الثانية، أن يجمعها تحت مسمى الاتحاد الفرنسي. والذي كان فلاسفة النظام الذين وضعوه يفخرون بأنهم سيحترمون ضمنه ما يمسونه كذلك بالاسلام الفرنسي، باعتبار امبراطوريتهم الجديدة في إفريقيا وما وراء البحار عموماً تضم تحت جناحها أغلبية إسلامية كبرى لم تجتمع لدولة أوروبية مثلها، وتقر قوانينها لهم بحرية عقيدتهم والاحتكام الى شريعتهم واحترام لغتهم وثقافتهم كجزء من المكون الفرنسي الحضاري، الموعود له خلافةُ الامبراطورية الرومانية على الممالك اللاتينية في السابق وما هو أكثر منها فيما وراء جنوب الصحراء. ولو كان حيا لرأي كيف أن الصراع باق بيننا وبين مستعمري الأمس لأنهم لم يكفوا عن محاصرتنا بالعولمة وبصندوق النقد الدولي، ولعله يعيد تفكيره في كل القضايا التي كان يطرحها كمفكر وليس كسياسي، في ورقاته الممزقة، حتى لا تبقى حبيسة نفسه، ويعلم أن كثيرا مما اصطنعه هذا الصراع من مصطلحات جديدة لا تختلف في جوهرها عن مصطلحات الماضي التي تطوي كثيرا من النوايا السيئة والمبيته بين الخصوم والدول لأن معادلة المادة والقيم صعبة على أمم منفلتة عن إردات شعوبها الحقيقية وإن تظاهرت بالديمقراطية وحقوق الإنسان وما الى ذلك من شعارات، ودأبها التهديد والارهاب للسيطرة على الآخر وتصريفه لخدمتها أو الإدالة به من على وجه الأرض. وهذا ليس ببعيد عن فحوى كثير من تصريحات ترامب وإن كان أكثر صراحة وانكشافا لمراميه الاستعمارية من غيره. وعبقرية الإسلام تكمن حقيقة في إعادة الاعتبار للقيم والأخلاق وحرمة النفس البشرية ودفع الظلم بكل الوسائل، إلا ما نهت عنه الشريعة أو قضت به الأعراف. وقلما ما التزمت كثير من الدول الكبرى عندما انخرطت في مقاومة الارهاب عن غير وعي بمآلاته فأخفقت وتخفق وسترى أي منقلب ينقلبون.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
23-12-2017 / 22:51:04 الدكتور المنجي الكعبي
رد على رد
السلام عليكم أخ فوزي وبعد نزولا عند رغبتك، اليك المنشور موضوع التعليق ومصدره. ولم أشأ الإشارة الى ما هو أكثر من الإلغاز للأسماء، ليبقى الأهم التمثيل للمواقف بأحد الساسة المعاصرين، وليس بالضرورة هو المرحوم الهادي نويرة وإن كان هو المعني:
https://www.facebook.com/search/top/?q=chakib%20nouira
Texte écrit par feu M Hedi Nouira en 1991 et rapporté par son fils M Chakib Nouira.
L’État et les Tunisiens sont de croyance , de statut , de tradition , d'adhésion et de culture Islamique. Nul n'a donc , le monopole de juger de la façon dont ils pratiquent leur religion , à plus forte raison d'en capter le monopole . Ceux qui veulent s'arroger cette mission , n'ont , ni la stature , ni l'envergure , ni le rayonnement et l'aptitude à le faire. Dans tous les cas , il n'y a ni église ni ordres en Islam , et les titres que s'arrogent certains , sont , pour le moins , inconsidérés et douteux .
N'oublions pas que la cohésion du monde musulman à commencé à souffrir et à être battue en brèche , par ceux la mêmes qui , sous couvert d'interprétations très discutées et plus encore discutables , en vérité , nostalgiques d'un paganisme vivace , n'ont pu admettre que "les peuples de Darius" soient réduits à une croyance d'importation dont les arabes ont été le véhicule . Au départ , ce fut un différent politique , (entre Ali et Moaouia), un problème d’État et de Société .
Est-ce à ce temps révolu que l'on veut revenir ?
Attention !
Déjà , en Indonésie ,le plus grand pays musulman ,de même en Malaisie où l'Islam ne cesse de progresser , l'on sent progresser, depuis peu , une certaine réaction contre ce courant , du fait , précisément , d'une certaine arrogance , qui vient d'où vous savez et qui n'est ni opportune , encore moins légitime. Sans compter la réaction d'un tout autre genre , il est vrai , qui se manifeste en Occident et qui nous rappelle certaines résurgences. De tout cela , le monde Musulman et le monde arabe tout particulièrement , pourraient fort bien s'en passer !
À ces irresponsables qui bombent le torse et qui gonflent ce qu'ils peuvent avoir de biceps , de ce rendre à cette réalité , que le monde arabo-musulman est , encore sous-developpé , divisé contre lui-même , à la merci de cet occident , excédé et nostalgique d'une hégémonie qui se dégrade , à la merci , dis-je , pour son développement et même pour sa subsistance .
Si l'on considère encore que les Arabes se sont faits battre quatre fois par Israël, il y a lieu de méditer et de tirer rapidement les enseignements qui s'imposent et de réfléchir aux conséquences graves où nous entraîneraient les excès auxquels nous assistons un peu partout.
Les mosquées sont faites pour la prière et pour la méditation, pour porter la bonne parole, pour enseigner les préceptes de l'islam , pour inciter au comportement exemplaire et prêcher la fraternité. Sur tout cela, tous les tunisiens sont d'accord, absolument d'accord. Cependant, dès lors qu'on veuille faire des maisons de Dieu un théâtre de contestation, quelle qu'en soit la nature, on y introduit querelles et zizanies. Ce n'est plus donc un problème de credo qui se pose, mais un cas de conscience qui s'impose , quant au virus qui génère, à court ou à moyen terme, la guerre civile. Ici, le pouvoir gardien de l'ordre public, ne saurait rester indifférent, de crainte d'être un jour en présence de situations plus graves encore . On ne saurait impunément transformer les maisons de Dieu, sanctuaire de paix et de méditation, en théâtre d'opposition voire d'affrontements entre musulmans sur tout autre chose que leur credo où tout est clair et n'a besoin d'intermédiaire entre ces musulmans et Dieu tout-puissant.
22-12-2017 / 19:56:37 فوزي
لو وضحت الاسماء لكان المقال أكثر فائدة يا دكتور
لكي يكون المقال ذا فائدة أكبر، كان يحسن ان تذكر إسم السياسي الأب المقصود، لأن الناس لا تدري ما قرأت وبما تتحدث عه
23-12-2017 / 22:51:04 الدكتور المنجي الكعبي