البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا فصل الرئيس من حزبه كالمرضع من أمه؟

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6008


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لماذا فصْل الرئيس من حزبه؟ ليتساوى حزبه فى حظوظه خارج حاضنة السلطة. لأنه بتعريف كل حزب إما يتطلّع الى السلطة أو يعاني فيها ليسْلم التداول عليها بينه وبين غيره بمغادرتها بالديمقراطية أو الرجوع اليها بالديمقراطية.
وبذلك، فالفساد في الدولة هو بتعطيل هذا النمو وهذا التطور للأحزاب في فضاء الديمقراطية.

فأن يكون "حزب نداء تونس"، حزب الأستاذ الباجي قايد السبسي سابقاً، قد دخل الوهن على أعضائه، لأسباب هيكلية وتنظيمية داخله، وتسارع بعض أنصاره الى رئيسهم التاريخي، للدالة عليه أو لسبب آخر .. فهذا ليس الذنب ذنبه إذا باعد بينه وبينهم في التدخل في شؤونهم، أن يُقْسروه - إذا صح أنه قسْرٌ لا توريط - من أجل أن يُغلّب فريقاً على آخر. فهذا وباله عليهم لا عليه. وإن برّروا له بالأزمة داخل الحزب التي تعصف بوجوده على رأس تحالف مع عدد من أحزاب البرلمان، أو حدوث الفوضى في الحكومة أو اهتزاز الصورة الخارجية لتونس الاقتصادية أو الاجتماعية أو المالية في عيون المقرضين أو الدائنين أو المستثمرين..

فهذه الضرورة بالتدخل، التي أوقعوه فيها وأشعرته بالحرج من مخالفة الدستور أو زينت له لحفظ ماء الوجه بجائزة مالية أو اعتبارية مُنحت له في شخص الرباعي، أو للرباعي في شخص تونس من أجل السلام والديمقراطية، أو الحوار والتوافق العزيز عليه.. فهذا مبرره غير وجيه ليُقْدم على حل القضايا من غير الوجوه التي تُحَل بها، وإن تَعَذّر في مقدمة تدخله بحالة الطوارئ والأهبة لمقاومة الإرهاب، أو تعلل بالانصياع لرأيه ما دام حُمِل على التدخل منعاً لانعكاس الأزمة على صحة الحزب والدولة. بل هذا كان ينبغي لأعضاء حزبه، لو كانوا مخلصين لإرثه ووصايته أن يَتجنبوه، ويُعفوه من اقتحام هذه المخوفة عليه وعلى طمأنة المجتمع الى نزاهته وتفرغه للشأن العام. فليس هو في وارد أن يشك الشعب في حياده في معالجة الأوضاع الأمنية والسياسية للبلاد والتمشي فيها من منطلق المعالجات السطحية التي قد تفاقم أمراض التطور أو أعراض التطور التي تعاني منها أحزاب ما بعد الثورة والأوضاع الانتقالية.

فقد وضعوه في قابِل الخصومة بينه وبين قياديين في حزبه، حين حصرهم بالعدد ونعتهم بالإصبع ووصف شقاً على شق بما يرضيه والآخر بما يغضبه، وارتهن اللجنة التي عينها للإشراف بمباركته على سير المؤتمر بالنهاية.
فكان حزبه يصل الى النتيجة بالانقسام بين جناحيه ما دام هو أول من يعتقد أنهم وصلوا الى نفق مسدود، وأنهم كلهم غير شرعيين إلا بشرعية التوافق التي سيمنحها لهم المؤتمر - أيا كان اسمه - عن طريق هذه اللجنة الثلاث عشرية التي لم يمنح أعضاءها حتى مشورة أحدهم في تعيينه ضمنها أو على رأسها.
فهذه كلها شؤون داخلية للأحزاب لاتمنحه صفته الرئاسية حتى التلصّص عليها.

فهو مدعو والحالة السياسية على ما هي عليه اليوم من طوارئ وتاهب لمقاومة الإرهاب، الذي انخرط في حربه رسمياً، أن يعاجل بالإجراءات السياسية التي تقتضيها المرحلة: بتقوية الجبهة الداخلية والتخفيف من حدة التوتر الاجتماعي الذي يغذيه الغرور من جانب ومن آخر بإيعاز من القوى الأجنبية المناوئة لاستقرار تونس وأمنها، في ذاتها وفي منطقتها وفي عالمها.

ومن هنا الفصل بين الرئاسي والحزبي في الجمهورية. وليس باب الطوارئ والاحتقان الاجتماعي أو المصاعب الداخلية المالية أو الاقتصادية بالمدخل المناسب لمعالجة مماحكات الحياة الحزبية وعلاقات الحكومة بالبرلمان، بتزكية عمرو على خالد أو الطعن في نزاهة أعضاء داخلها على أعضاء.

فقد كان يفعل ذلك بورقيبة، وهو أحد من تضرر به، أو كان من النفر الذين تضرروا منه، وعذره - أي بورقيبة رحمه الله - أنه كان في الحزب الواحد، وكانت أزمات الدولة وقتها من نوع اليوسفية والقومية العربية والاتجاه الإسلامي أو الخوانجية، ولم نعد في وارد تلك التسميات المحلية أو الإقليمية ما دام الإرهاب أصبحت له صفة العالمية، وأزمتنا أساساً مع التعددية والنظام البرلماني المعدل الذي وُضع على غير مقاس ثورة ناجحة أو يراد لها أن تنجح، دون تحريف أو ابتزاز خارجي.

وثقتنا بالرئيس قايد السبسي في الخروج من الأزمات أو في إطلاق يديه بالدستور وليس بقانون الطوارئ أو مكافحة الإرهاب لتوجيه دفة الدولة للأصلح والاستدراك للأوضاع. ومن غير المستبعد أن تمنحه الأحزاب بعد طولة العمر تأييدها لتجديد رئاسته إذا افتقرت شعبيته الى غير حزبه. أو تخلده رمزاً لإنقاذها بعد السنوات العشرين التي قضاها مطّرحاً بسبب النظام الغاشم الذي لم يرع خبرته وتجربته وباعه في السياسة، والذي كان أول من أدانه في أول ظهور له بعد الثورة.
تونس في ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❊ في العربية: المُرْضِعُ ذات الرَّضِيع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حزب نداء تونس، الباجي قائد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل
  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب
  ‏لا خيار أمام ترامب غير خيار الحق
  لابن خلدون نظر وتحقيق
  ‌في ذكرى انبعاث الطوفان لحمل العدو وآلته العسكرية إلى حيث مصيره
  قتل بحجم النصر لقضية ‏المتوفى
  الإسلاموية في فرنسا
  حبر الانتخاب أو بيعة الرضوان
  ‌قدس يسوى أغلى من حسن وهنية
  ‏لينعم السيد حسن نصر الله باستشهاده
  ‌‏بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر ‏ إسرائيل
  الرمز يُعلى بالإستشهاد ولا يسقط بالموت
  اللائكية كدين يستقلع الأديان ليحل محلها
  الحرب سجال والإنتصار قتال
  قليل من قلة الذوق ‏والشعارات الفارغة
  عملية أللنبي الأخيرة
  جامعة وكلية وقانون‏ ونفوس معقدة من مخلفات الاستعمار ومقبلات الاستقلال
  المستقبل السعيد
  ونقول للمحسن أحسنت
  ‌الرد المستور أقوى من الرد المكشوف الظهر
  ‌الحرب من أجل أمريكا والعالم
  ويذيق بعضكم بأس بعض
  ‌‏الرد الممدود
  ‌نُصرت بالرعب
  سفرة ناتنياهو إلى واشنطن استئذان بايدن على قتل هنية
  ‌إسرائيل أخطأت بقتل هنية بناتنياهو أي وهي تريد ناتنياه
  تناقل أقوال تشومسكي عضو بيت الحكمة في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، عواطف منصور، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، محمد يحي، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، أحمد الحباسي، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي الفرجاني، د. طارق عبد الحليم، نادية سعد، مجدى داود، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، تونسي، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، عمر غازي، رافد العزاوي، كريم السليتي، عراق المطيري، محمد العيادي، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، سامح لطف الله، علي عبد العال، بيلسان قيصر، حسن عثمان، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، د - محمد بنيعيش، د - عادل رضا، علي الكاش، د- جابر قميحة، رضا الدبّابي، المولدي اليوسفي، صالح النعامي ، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، طارق خفاجي، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، عبد العزيز كحيل، محمد علي العقربي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، محمد الياسين، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز