البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العلاقة بين ندرة الموجود وبين قيمته المعيارية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6978


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمكنني أن أقترح قاعدة عامة: كلما ندر موجود كلما دل ذلك على إرتفاع قيمته، وكلما أنتشر كلما كان ذلك دالا على إنخفاض قيمته، ويصح ذلك على القيم المعنوية

بالنظر العقلي المقرون بالإستقراء يمكن الخروج بمايشبه القاعدة العامة التي تؤطر العلاقة بين ندرة الموجود وقيمته المعيارية

كلما كان الموجود نادرا، كلما كان ذلك مؤشرا على إرتفاع قيمته، والعكس صحيح، كلما إزداد الموجود كثرة كلما كان ذلك مؤشرا على إنخفاض قيمته

لو نظرنا لعالم الماديات الطبيعية أي التي لم يطرأ عليها تدخل بشري، نلاحظ أن المعادن النادرة كالارمنيوم ومكوناته تعد أغلى المواد، وحينما نصل للتراب أكثر المواد الطبيعية وجودا، فهو يعد أقل المواد قيمة

لو نظرنا لعالم الماديات الاطبيعية، فإن السيارات التي تصنع بالجملة من خلال الرجل الآلي، تعد نسبيا منخفضة القيمة والتكلفة مقارنة مع سيارات الرولس رويس مثلا التي تعد نادرة لأنه يتم تصنيعها يدويا لطلبيات مخصوصة

لو أنتقلنا لعالم القيم المعنوية، فإن القيم التي لا يشترك فيها الجموع تعد القيم الأكثر رفعة، فكلما تفرد أحدهم بصفة كلما كانت محل قيمة أكبر، فالجرأة والتمرد على السلطات قيمة نادرة، وهي لذلك تمثل قيما عليا

وقيم الشجاعة في الحروب وغيرها قيم نادرة في الجموع ولذلك يمثل أصحابها قدوات في مجالهم
والتميز الفكري والعبقرية قيم نادرة، وهي عوامل رفعة لأصحابها

إذن يمكن القول أن الفرد كلما كان منضبطا في الجموع وقيم الواقع مقبلا عليها، كلما كان ذلك مؤشرا على قيمة ذاتية منخفضة، وكلما كان رافضا للاندماج في القطيع ومحدداته كلما كان ذلك مؤشرا على ارتفاع قيمة ذاتية له

لو تعمقنا، لوجدنا أن الندرة المعنية هي ندرة الإمكانية وليس ندرة الوقوع، بمعنى أن هناك قيما تنتشر واقعا، ولكنها من حيث بداياتها كانت نادرة الوقوع، هنا ينظر فقط لمن كانت له الجرأة لتنزيل تلك القيمة واقعا أول مرة، أما الباقون فهم محرد أتباع وعادة إمعات، ولا تنطبق عليهم تلك القيمة من حيث ندرتها

بينما هناك قيم من حيث إمكانية تنزيلها واقعا ليست صعبة، كالتبسم في وجه الجار والاحسان إليه مثلا، فهي لهذه الزاوية لا تعد قيمة ثمينة نسبة لغيرها، لأنها ليست نادرة من حيث الامكانية و إن كانت واقعا ليست منتشرة
خذ مثلا قيمة الثورة والتمرد ورفض الظلم، فأصلها ينطلق به قلة، ولكن حينما تنتشر الثورة وتنجح أو تعم، يتبناها الكثير، ولكن تلك الحموع لا يعني أنها متشبعة بكل القيم التي انتجت الثورة، أي لا يعني أنها أنتقلت كلها حمالة لمجموع القيم المنتجة للثورة، أي أن الاصل هو المرور للسابق في الوجود وهو القيمة ولبس العكس، أي الفعل ومن بعده إستخلاص القيم

بمعنى آخر أن ما يأخذ في التقسيم المنهجي هو أصل القيمة إبتداء، أي إمكانية دخولها الأولي في الوجود وليس إنتشارها واقعا حينما تكون موجودة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفاعلية، القيمة، دراسات، تأملات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  لا فرق بين الإسلامي والعلماني، ولا يختلفون إلا في درجات السوء
  القضايا العقيمة للتغطية على القضايا الحقيقية لو اهْتَمْمتم بما تفعله بنا فرنسا، لكان ذلك أفضل من عراككم السخيف حول "معاوية"
  الناس تجمعها مساحة الإنفعال وتفرقها مساحة الفعل
  لو لم يكن بورقيبة لكان كذا وكذا، ولو لم يكن الحجّاج بن يوسف لكان كذا وكذا من السوء ... نماذج للتناول الفاسد الذي لايصحّ
  تحول المعرفة الإسلامية لعامل وجاهة اجتماعية دليل إنحراف
  ثقافة التسليم تنتج السلبية الفردية والعقم التصوري
  بمناسبة إعلان "عبد الله أوجلان" التخلي عن العمل المسلح: الزعامة مدخل للتحكم في التشكيلات السياسية
  قضايا الواقع لايمكن استيعابها بالتناول الثنائي: عبير موسي، سوريا، حسن نصر الله
  من وحي الأحكام القضائية ضد رموز "النهضة": وجوب تغيير الفرضية المؤسسة للمشروع الإسلامي
  خطير: آباء وأمهات يلزمون أبناءهم الحديث بالفرنسية
  لايصح تبرير الفعل البشري من خلال القول أنه بإرادة الله
  مرة أخرى، الكوارث الطبيعية جند من جنود الله، والرد على الرافضين الساخرين
  الظواهر الطبيعية جند من جنود الله، نموذج حرائق كاليفورنيا: الرد على الاعتراض
  حول أجور الأطباء: هل أنها فعلا مرتفعة، ومرتفعة نسبة لماذا
  على هامش سقوط آخر قلاع القومية العربية: هل الفكرة القومية سواد حالك
  إن لم تكن ذا موقف خاص فأنت بالضرورة تابع لغيرك
  مشاريع إسلامية لإنتاج التبعية
  علينا الخروج من أسر الثنائيات
  الجماعات الجهادية أفضل من الجماعات الوسطية، لكن ... وأبو مصعب الزرقاوي
  مشاهد السجون والمسجونين في سوريا، التفصيل الذي يغيب ويغطي على الكلّ
  لماذا لن أفرح بسقوط نظام "الأسد": الإسلاميون وأدوار ترويج التبعية لتركيا
  وجوب فهم الأحداث من دون اتخاذ "بشار الأسد" محورا للحديث
  لماذا يجب تغيير مسطرة "أهل السنة والجماعة" والروافض بمسطرة جديدة
  من أشد خطرا، النظام السوري أم النظام السعودي أو النظام الأردني
  لايكفي أن تكون ذا دين، عليك أن تكون قبل ذلك ذا عقل
  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، بيلسان قيصر، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، فتحي الزغل، كريم السليتي، طارق خفاجي، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، المولدي اليوسفي، عبد العزيز كحيل، صالح النعامي ، أنس الشابي، نادية سعد، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، مجدى داود، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، محمد العيادي، محمود سلطان، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، رضا الدبّابي، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، منجي باكير، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، صلاح المختار، طلال قسومي، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، موسى عزوق، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، عمر غازي، مراد قميزة، علي الكاش، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، أحمد بوادي، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، أحمد ملحم، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز