إيمى الأشقر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5112
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مقدمة
ان النفس البشرية لغز كان ومازال جديرا باهتمام ودراسة الباحثين والمهتمين بدراسة النفس البشرية، ومهما استنتج الباحثون اسباب تكشف عن حقيقة النفس البشرية بعد دراسات وتحليلات نجد هذه الأخيرة مازالت نفسا غامضة وتحوى الكثير من الخبايا حتى الانسان نفسه لايعرف نفسه جيدا ولايرى امام عينيه صورة كامله حقيقية تكون بمثابة مرأة نفسه ان النفس البشرية كائن غامض يميل الى الظلام لايميل الى الوقوف امام الحقيقة واذا حاول شخص اخر مواجهته بالحقيقة اعتبر هذا اهانة رغم صحة تلك الحقيقة , ان الانسان يبدو بشخصية ويكمن بداخله شخصية اخرى لايعرفها احد سواه واذا كان المقربون له على علم بها الا ان هناك جانب مظلم فى الشخصية لا احد يراه او يعرف ما هو الا الشخص نفسه صاحب هذا الجانب المظلم
فلسفة الجمال
نجد ان الجمال مسألة نسبيه تختلف من شخص لاخر فهناك شىء واحد فقط يختلف على رؤيته الكثير , فمثلا عندما يرى شخصان لوحة فنية احدهما يراها جميلة جدا وتتعلق عيناه بها لدرجة انه يظل ينظر اليها ولايترك هذا المكان الا بعد ان يشتريها وتصبح ملكه وعلى العكس نجد الشخص الاخر لايرى فيها اى شىء من الجمال وينتابه الاستغراب والدهشه من الشخص الاخر المعجب بها ويسأل نفسه حائرا ويقول .. هو ايه اللى عجبه فيها حاجه غريبه جدا ؟!
ان الانسان عندما يرى نفسه الكامنه بين ضلوعه متجسده فى شىء ما امام عينيه يرى هذا الشىء .. شىء جميلا
ليس لانه شىء جميل ولكن لانه يعبر عنه ويرى فيه خبايا نفسه التى لايعرفها احد وقد يكون هو لايستطيع ان يعبر عنها بنفسه
ولذلك فهذا الشخص رأى اللوحة فى عينيه جميله لدرجة انه لم يستطيع ان يتزحزح قبل ان يشتريها وتصبح ملكه لانه وجد فيها نفسه التى لايفهمها احد ولايستطيع ان يعبر عنها هو نفسه .
فلسفة الحب
نقف حائرين امام فتاة جميلة وصغيرة وقعت فى حب رجل فى سن والدها ... ورغم ملامحه التى انهكها الزمن وشعره الذى اشتعل شيبا الا انها تراه فى عينيها .. جميلا
او فتاة جميلة ومثقفه تحب شاب ليس من مستواها العلمى والاجتماعى اى اقل منها فى كل شىء ...
او فتاة صاحبة كيان متكامل تقع فى حب رجل قبيح الملامح لايختلف على درجة قباحة ملامحه اثنين ورغم ذلك هى تراه جميلا وتعشقه ...
او رجل متمسك بفتاة بعينها ومن اجلها خسر اهله وابتعد عن اسرته ويراها فى عينيه ... جميلة
وفى جميع الحالات يرى الحبيب حبيبته .. جميلة , والحبيبه ترى حبيبها .. جميلا
ان الانسان حينما يفقد شىء معين وخاصة احساس او عاطفه معينه وخاصة اذا كان هذا الفقد والحرمان من اقرب الناس اليه والمفروض انهم هم المصدر الاساسى لكل الاحاسيس بالنسبه له وبمجرد ان يجد ما افتقده مع شخص اخر يقع فى حبه ويرتبط به عاطفيا ويتمسك به لانه اصبح مصدرا للاحساس المفقود لديه وحينها لايرى الانسان حقيقة الملامح فان كانت قبيحة رأها جميله ولايعترف بالفروق الاجتماعيه او فرق السن او اى فروق مهما كانت لانه اصبح الان فى حالة تجعله لايرى سوى الاحساس المفقود ومصدر لكل المشاعر والاحاسيس التى حرم منها , انه يرى امامه القلب الذى سوف يحيا به مطمئن محاط بكل المشاعر والاحاسيس والعواطف التى حرم منها وبالتالى فهو يتعلق بهذا المصدر بكل كيانه ويضحى من اجله ويقدم التنازلات ويتحلى بالصبر من اجل الفوز به .. بالمصدر الذى عثر عليه ليرتوى منه ويتخلص من الحرمان القاسى الذى عاش فيه وتعذب بلا ان يشعر به احد وهذا المصدر اصبح بمثابة منبع الاحساس والعطاء معا وهو الجدير بالحب والارتباط فلقد وجد نفسه وما حرمت منها معه ... ومن هنا انطلق الجمال ورات العين انه شىء ... جميلا
فلسفة المرأة
ان وظيفة المراة الاساسية فى المجتمع هى خدمة الرجل وهذه الفلسفة ليس لها اساس فى الدين ولكنها من صنع المجتمع وتوارثها المجتمع عبر الاجيال مع الاسف الشديد ونجد المراه عندما تحاول جذب رجل اليها تجذبه من منطلق انها سيدة منزل ممتازه وشيف محترف وتتجلى هذه الطريقه فى فترة الخطوبه وعندما يتم الزواج تبدا تستاء من طريقة تعامل زوجها معها على اساس انها وظيفتها الاساسيه شغل البيت والمطبخ !
ونجد المراه تميل الى اغراء الرجل بجسدها وجمالها او بصوتها لتجذبه اليها لتشعره انها ستكون جسد للمتعه ينال اعجابه ويسعده وفى فترة الخطوبه نجد ان الرجل بسبب هذه الاغراءات يتعجل اتمام الزواج لاشباع رغباته الجنسيه وليس من منطلق الحب وكيف يكون من منطلق الحب والاغراء كان بالجسد وليس بالعاطفه ؟! والغريب ان المراة تشعر انها فعلت شىء ذكى وانها اصبحت فى عين الرجل... جميلة
وبعد الزواج نجد المراة بدات تشعر بالضيق والاهانه لان زوجها لايحترم رغباتها , لايختار الوقت المناسب لاشباع رغباته الجنسيه فيها , لايبالى ان كانت تشعر بالمتعه ام لا ؟ , انها تشعر بالغضب والنفور من داخلها لانها اصبحت جسد للمتعه وكانه جسد بلا مشاعر او احساس !
وبين الاسلوب المتبع فى البداية لاغراء الرجل والاستياء والرفض بعد تمام المراد اجد تناقضا ! فلقد اغريتيه بكِ بواسطة شغل البيت والجسد الممتع لاشباع الرغبه فلماذا بعد ذلك تشعرى بالضيق والنقص ؟
ان الجانب المظلم فى الانوثه رافض ان تكون الانثى مجرد جسد للمتعه فالانثى بطبيعتها عاطفيه وحساسه وسر سعادتها هى العاطفه الصادقه والرقه فى التعامل معها واذا كان اشباع الرغبه نتيجه للعاطفه والحب شعرت بالسعادة والراحة والانسجام اما اذا كان اشباع الرغبه وممارسة الجنس فقط لمجرد اشباع الرغبه فهى لاتشعر باى سعادة او رضا بل ينتابها الضيق مع كل مرة يحدث فيها تواصل جنسى بينها وبين زوجها لانها ادركت انها بالنسبة له مجرد موضع لتفريغ طاقه بداخله لابد ان تخرج وفى هذه اللحظة تتساوى النساء والمهم جسد فقط وليس روح او قلب محب
اما بالنسبة لاعمال المنزل والمطبخ وخدمة الزوج فلقد اصبحت تشعرها انها خادمة ووظيفتها الاساسيه هى الخدمة لان من البداية هو كان مجرد اسلوب للجذب فقط والمشكله تكمن فى ان المراة تنساق خلف فلسفة المجتمع وتتبعها كاسلوب لجذب الرجل وفى الجانب المظلم فى انوثتها تكمن اشياء عكس هذه الفلسفه تماما
اذن المشكله الحقيقة فى فلسفة المراه المتناقضه .. فهى تسير وفق فلسفة المجتمع الخاطئة وفى نفس الوقت يكمن بداخلها فلسفة اخرى اكثر عاطفيه ورومانسيه . . والافضل ان تتصرفى وتجذبى الرجل اليكِ بفلسفتك الشخصية وبجوهرك افضل من جذبه بفلسفة المجتمع الباليه ...
فى البداية رات ان ما تفعله شىء .. جميل وهذا الاحساس كان مستمد من الانسياق خلف فلسفة المجتمع المعتادة والمالوفه للقاعدة العامة , وبعد الوقوف امام النتيجه اصبحت ترى كل شىء ليس له معنى ولايحمل اى شىء من .. الجمال .. وهذه هى الحقيقة
فلسفة الرجل
اجد نماذج غريبة جدا من الرجال ..
رجل مريض نفسانى يرهق اعصاب الفتاة التى ارتبط بها ويجعلها تفقد صوابها من شدة حماقته ومع ذلك يرى نفسه .. جميلا
رجل انانى عديم الاحساس بالمسؤلية تجاة اهل بيته ومع ذلك يرى نفسه ... جميلا
رجل بخيل لدرجة لاتوصف لدرجة مثيرة للاشمئزاز والنفور ومع ذلك يرى نفسه .. جميلا
رجل عديم الشخصية يتسم بالتابعيه العقليه والفكريه لوالديه لدرجة جعلته مثل البغبغاء الذى لايفكر بل يكرر الحديث فقط مما جعل زوجته تطلب منه الطلاق ومع ذلك يرى نفسه ... جميلا
رجل همجى شهوانى مقزز فى كل تصرفاته ويرى نفسه ... جميلا
رجل مجرد من كل شىء , الشكل , الشخصية , العقل , الاصل , ومع ذلك يرى نفسه ... جميلا
كيف يرى انسان نفسه جميل فى حين انه مجرد من كل صفات الجمال على جميع النواحى ؟ فالجمال الحقيقى ليس جمال الشكل والملامح بل جمال الجوهر , ولكن اذا كان الجوهر يحمل قبح لايوصف فاين الجمال اذن ؟
يبدو ان احساس الفرد بجماله نابع من اعتبارات شخصية ورغبة فى رؤية صورة مزيفه عن الذات وايضا يعود الى تربية وتنشئة اجتماعيه خاطئه مبنيه على اساس الايحاء النفسى والتغافل الزائد وكذلك الثقه العمياء فى الوالدين الذين هم مصدر الايحاء النفسى فى اغلب الاحيان والمحيطين بالفرد من الدرجة الاولى ومن هنا تنبع فلسفة الحب الاعمى للذات فهى ذات ترى نفسها جميلة رغم قبحها الجوهرى الشديد وايضا اعتادت على اسلوب التغافل طوال الوقت مما يجعل هذا الفرد يعتاد على ان كل مايصدر عنه مقبول وعادى جدا و ... جميل
فلسفة الأم
نجد أم جاهله وبسبب جهلها جعلت من الابناء شخصيات غير سويه ...
ام ترى ان وظيفة الام الاساسيه هى خدمة ابنائها طوال الوقت فقط ولم تهتم بتربية شخصيتهم وعقولهم ..
ام تخلت عن مكانها الطبيعى فى ان تكون قدوة ومثل اعلى وبهمجيتها اصبح ابنائها هم الذين يوجهونها للصواب ..
ام بينها وبين النظافه عداء ومن يشمئز يصبح مغضوب عليه ومن يتغاضى ويتجاهل يصبح من المفضلين لديها ..
ام بسبب التفرقه بين ابنائها فى المعامله صنعت منهم اخوة اعداء تحت سقف واحد ...
ام ليست امينه على اسرار وخصوصيات ابنائها ...
ام تدفع بناتها الى زيجات فاشله للتخلص من مسؤليتها تجاهم بصرف النظر عن النتيجة ....
ومع ذلك ترى نفسها ام مثاليه و.. جميلة !
تبدو المغالطه فى تقيم الذات متجليه وواضحه وضوح الشمس ولكن يبدو ايضا ان هذه التصرفات نابعه من فلسفة ان الام تفعل مايحلو لها لانها ... الام , الام كل شىء منها حلو وجميل ومقبول لانها .. الام التى لم تضع اى حاجز بينها وبين ابنائها ابدا فالام لاتشعر بالقرف او الاشمئزاز من طفلها رغم انها تفعل معه كل شىء مقرف جدا , الام عاطفة الامومه عندها تختلف من ابن لاخر على حسب درجة الطاعه والادب عند الابن , الام هدفها الاساسى مصلحة ابنائها لان لااحد يحبهم اكثر منها او حتى مثلها لذلك هى ترى انها توجههم لما فيه الخير لهم حتى لو كانت وجهة نظرها ليست فى محلها .... انها تصرفات وشخصيات نابعه من فلسفة الام هى كل شىء وهى المالكة لابنائها ومن حقها فعل اى شىء يبدو انها فلسفة نابعه من احساس الام بانها المالكه والملكه , ولذلك فهى ترى ان كل شىء منها ... جميل
فلسفة الأب
اب يربى ابنه على انعدام الشخصيه والتابعيه العقليه له اى هو العقل المفكر والابن ينفذ فقط ..
اب يهوى اقتحام خصوصيات ابنه وزوجته ويرى انها حق من حقوقه وكان السبب وراء فشل علاقته الزوجيه ..
اب صنع من ابنه بغبغاء يكرر ما يقوله فقط ...
اب فاشل ليس لديه طموح ويريد ان يصنع من ولده صورة مكرره منه ...
وفى جميع الحالات السابقة كان الاب وراء فشل علاقة ابنه بزوجته وتوترالعلاقه بينهم وصولا الى الطلاق ورغم انه يعلم جيدا انه هو السبب الا انه يرى ان الزوجة هى السبب لانها دائمة المشاكل وانه من حقه التدخل والعلم بكل شىء وان حياتهم الزوجيه لابد ان تكون تحت سيطرته هو ورغم فشل الابن فى حياته الزوجيه بسبب الاب وتسلطه ورغبة فى اقتحام خصوصياته الا انه يرى نفسه اب ... جميل !
يبدو ان حب التملك وهوس السيطرة هو الدافع وراء تربية الاب لابنه بهذه الطريقه ويبدو ان انانيه الاب جعلته يفضل فشل ابنه وانهيار بيته على التحكم فى شهوة السيطره التى تتملكه ويبدو ايضا ان الاناينه عند الاب وصلت الى درجة مريضه مما لاشك فيه وكونه يرى نفسه اب جميل ومثالى وهذه مغالطه واضحه فى تقيم الذات وتبتعد كل البعد عن جوهرالحقيقة الا ان رؤيته هذه جاءت من منطلق حب الذات الاعمى والذى دفعه الى ان يشوه صورة الاخرين حتى يظل هو ... جميل
فلسفة العلاقات الاجتماعيه
اجد فى علاقات المجتمع شىء غريب جدا وهو شخص لايختلف عليه اثنين فى الكمال والجمال انه حقا شىء ... جميل
كل من حوله يكرهونه وبشدة ويحبون شخص اخر ليس له علاقه بالاحترام وجوهرة لايمت للجمال بصله
ولكن لماذا ؟
استوقفتنى قصة فتاة جميلة الملامح والجوهر مهذبه فى تعاملاتها مع كل من حولها ولم تتأخر فى مد يد العون لكل من احتاج منها المساعدة بكل ود ورقه وقلب كبير وبدون اى مقابل بل من منطلق الحب والود , وزملائها بالعمل يكرهونها ويرون انها ليس بها اى شىء جميل بالعكس كل صفاتها قبيحة جدا ولاتطاق رغم ان العكس صحيح ولكن لماذا ؟ لماذا يرونها قبيحة وليس لها علاقة بالجمال ؟ وعلى العكس باقى الزملاء الذين يحملون كل القبح والغباء بين ثنايا قلوبهم وضلوعهم يرون انهم وكل ما يصدر عنهم شىء .. جميل
انهم ...
يكرهونها لانها اعطت ظهرها للشهوانيه ومتطلباتها واحتياجاتها وسمت همتها الى معالى الامور والى اقصى درجات الرقى
يكرهونها لان بصرها سما الى العمق وبصيرتها عمت عن السطحيه وتغللت فى الحقائق
يكرهونها لان رياح الطموحات الراقيه عفت عن اثار حقارة الطموحات الحيوانيه الدنيئه
يكرهونها لانها خلف العزيمه الى كل ما يرفع من شانها مسرعه بلا تسويف او تردد
يكرهونها لانها مرادف للرقى ومضاد لحقيقتهم
ولذلك وجدوا انهم دهماء اما هى ففى برج عالى جدا لايستطيعون الوصول الى قمته بل يكفى انهم ينظرون اليه من بعيد وبحقد وتمنى فى الخلاص منها لتزول معها احساسهم بالنقص وتهدا انفسهم المعذبه
اننا امام فلسفة شخصية نفسيه لايفهمها الا صاحبها الشخص نفسه لايستطيع ان يعيها او يدركها الاخرين وربما الشخص نفسه لايدركها جيدا او يستطيع ان يضع يده على الحقيقة وراء رؤيته الشخصيه لنفسه
انها فلسفة حب الذات الاعمى والرغبة فى الهروب من الحقيقة وعدم مواجهتها , انها فلسفة حب ما يعكس الذات وحب كل ما يتوافق مع الذات ويعبر عنها , انها فلسفة النفس البشرية وقصة عشقها لذاتها ورفضها للحقيقة ومواجهتها
و ربما يموت الانسان دون ان يكتشف حقيقة نفسه ولكن قليلين الذين يكتشفون الحقيقة .. فقط لانهم ارادوا اكتشافها
وارادو التحرر من الرؤية ذات الابعاد الانانيه ورؤية حقيقة انفسهم التى لاتمت للجمال بصله ولانهم ارادوا الجمال الحقيقى
ولابد من الاصطدام بصخرة التجارب حتى يعرف الانسان مدى قوة تحمله وحقيقة معدنه ومدى جمال جوهره من عدمه
وهنا يكون التحرر من عبودية الذات وعيونها التى لاتميل الى رؤية الحقيقة وجعلها تفيق وترى على الاقل جزء من الحقيقة رؤية موضوعيه صحيحه منطقيه .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: