إيمى الأشقر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4243
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المقدمة :
"الأم مدرسة" .. يالها من مقولة تحمل فى طياتها معانى عظيمة توحى بعظمة دور الأم فى حياة أبنائها وتوحى ايضا بأنها هى الأساس فى التربية والتعليم فهى التى تربى الأبناء على الأخلاق والفضيلة وهى التى تعلمهم كيف يكونوا اعضاء صالحين فى المجتمع نافعين لأنفسهم ولأسرهم فيما بعد وتقوم بوضع الخطوط العريضة لشخصيتهم وأساس الفلسفة التى سوف يسيروا عليها فى المستقبل ومن الطبيعى ان تربى الأم ابنائها وتعلمهم كيف يكون لديهم عقل يفكر ويدبر ولدية القدرة على إتخاذ القرار فالأم وظيفتها ان تُعلم وتُوجه وتدير كل مقومات التربية والتعليم حتى يصل الأبناء الى مرحلة الإعتماد على النفس وعندها عندما ينتهى دور الأم بنهاية وجودها فى الحياة تكون قد اتمت مهمتها على أكمل وجهه وتركت أبنائها فى يد أمينه وهى العقل السليم الذى قامت ببرمجته وإعدادة ليكون لدية القدرة على التفكير وإتخاذ القرارالسليم , ولكن إذا اختلت الموازين وحرصت الأم على ان تصنع من أبنائها مجرد ألة تتحرك بإشارة من أصابعها بلا ان تفكر ماذا سيكون مصير هذا الإبن الذى صنعت منه الة بلا عقل فهذه الأم ليست صاحبة عقلية سليمة بل إنسانه مريضه أنانية ولترضى أنانيتها المريضة وتشبع هوس السيطرة لديها اطاحت بحياة أبنها ومستقبله وضربت به عرض الحائط بلا ان تبالى وفيما يلى امثلة لمثل هذه الأم الغير سوية على الإطلاق :
الحالة الأولى : أم تعانى من الانانية المفرضة وهوس السيطرة فهى تريد ان يسير كل شىء فى حياة أبنها كما تريد هى وعلى حسب وجهات نظرها وبسبب وجهات نظرها التى كان على الابن الانسياق خلفها ان يتعامل مع خطيبته ببخل شديد جدا مما جعل خطيبته تنفر منه ويسقط من نظرها وبعد إتمام الزواج كان على ابنها ان يحكى لها كل شىء بالتفصيل ولذلك جعلته لايعاشر زوجته ويمارس معها العلاقة الحميمة كثيرا بحجة الحرص على صحتة وعلى زوجة ابنها ان تعيش حياتها بفلسفتها هى فى كل شىء حتى وان كانت لاتتوفق معها ولكونها انسانه لها ارائها ووجهات نظرها الخاصه ولكن عليها ان تنفذ فقط الاوامر التى تصل اليها من خلال زوجها وعليها ان ترفع شعار السمع والطاعة مما كان السبب الاساسى وراء كرهه زوجة ابنها لزوجها ولها وهذا الكرهه تحول الى إشمئزاز ونفور وحياة مستحيلة وبعد ان كانت زوجة ابنها تحبه وتتحمله وتتحمل مصاعب الحياة معه اصبحت تكرهه كرها شديدا لايوصف لانها وببساطة وجدت ان امة هى التى تدير الحياة وليس زوجها وهو مجرد بغبغاء يكرر ما لقنته له امة فقط والنتيجة فشل ابنها فى علاقتة الزوجية ولكنها لم تعترف بانها هى السبب بل القت بالاسباب جميعها على زوجته التى تعانى من التكبر والاستعلاء لانها لم تنفذ تعليماتها واوامرها !! .
الحالة الثانية : أم هوايتها المفضلة جلسات النساء فكانت دائما تجلس ابنها وهو طفل بجوارها فى جلسات النميمة والغيبة والخوض فى الأعراض حتى اصبح اسلوبة مثل النساء تماما ويحمل نفس صفاتهم البذيئة , حطمت ثقته بنفسه متعمدة حتى لايبتعد عنها ابدا ويظل تحت سيطرتها ولايجرؤ ان يفعل شىء هى لاتباركة ولايقول شىء هى لم تلقنه اياه , كانت دائما تحكى له قصة الرجل الذى ترك والدته وابتعد عنها ليستقل بحياتة مع زوجته التى احبها واختارها ونتيجة لبعده عنها نزلت اللعنات فوق رأسة وهاجرت البركة حياتة وخانته زوجته التى تحدى اهله من اجلها والقت به فى الشارع واصبح متسول ينام فى الشوارع وعلى الارصفه بعدما كان عزيز قومة , وظلت هذه القصة امام عيناه وبعدما اصبح الطفل فى سن الرجال اكتشف انه ليس له علاقة بمعشر الرجال ولايربطه بهم شىء سوى الشكل والأعضاء التناسلية فقط وقررت أمة ان تزوجة وكعادتها تقرر الشىء ثم تفرضه عليه مثل الاطفال مسلوبين الإرادة خطبت له فتاة يبدو عليها الهدوء والرقة ولكن الام التى تعتقد وهما انها ذكية خلطت مابين الهدوء والرقة وضعف الشخصية فباركت الزيجة على اعتقاد انها ستكون تحت وصايتها مثل ابنها تماما ولكن تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن فلقد اثبتت المواقف ان الفتاة صاحبة شخصية قوية وعقلية مستقله وتعلق بها الابن وتمسك بها ولكن الأم عندما صرح لها ابنها بكم حبه واعجابه بها اشتعلت نار الغيرة فى احشائها واخذت تشوهه صورة الفتاه فى عينيه وتحرضه على سبها والتعامل معها ببخل واجبارها على كل ما تكرهه وترفضه بحجة انها تريدة ان يكون رجل تخشاة زوجته ولانه مبرمج منذ الصغر على السمع والطاعة وان الذى لاينفذ كلام امة يدخل النار فكان ينفذ كل تعليماتها فور النطق بها وتبقر فى إيذائها نفسيا ومعنويا حتى كرهته ونفرت منه الفتاة وانتهت العلاقة بينه وبينها بالانفصال وهى النتيجة التى كانت تريدها الام المريضه الانانيه منذ ان لاحظت حب ابنها لخطيبته فهى لاتريدة يحب احد غيرها فلو احب اطاع وهى تريد ان تكون هى فقط من يحبها ومن ينفذ اوامرها وانتهت العلاقة بحرمان ابنها من الانسانه الوحيدة التى فهمته وحاولت مساعدته ليكون رجل ولكن امة لاتريدة ان يكون رجل حتى يظل تحت سيطرتها العقلية والفكرية طوال العمر .
الحالة الثالثة : أم لديها إبن واحد فقط وافقت زوجتة على ان تعيش معهم لانها سيدة كبيرة فى السن ولامانع ابدا ان تعاملها وتخدمها مثل والدتها ولكن الأم التى تريد امتلاك ابنها بمفردها ولاتعترف بانه صار رجل وله زوجة لها حقوق عليه كانت وظيفتها الاساسيه ان تعكر صفو العلاقة بين ابنها وزوجتة وكانت عندما يستيقظ ابنها من نومه وتلاحظ انه مارس العلاقة الحميمة معها ليلا كانت تظل طوال اليوم تشتم وتسب وتلعن زوجتة وتصفها بانها قليلة الادب والحياء ولاتحترم وجودها معهم فى بيت واحد ولم تكتفى وقررت ان ابنها ينام مع زوجته يوما ومعها يوما وبالطبع لبى ابنها الامر وترك زوجته تنام بمفردها اما الام التى لم يعد لديها سوى الافعال الطفولية هذه لم تكتفى بانها حرمت ابنها من زوجته بل اخذت تفتعل المشاكل وطلبت من ابنها ان يتركها تذهب الى بيت اهلها فهى لاتريد ان تراها امامها ولم تفكر لحظة واحدة ان ابنها مازال عريس جديد وانها بهذه التصرفات تحرمه من حقوقه كإنسان بل هى ترى ان حرمانه افضل من منطلق الحفاظ على صحته وفى الواقع هى لايهمها سعادة ابنها بل يهمها فقط ان تشعر بالإنفراد فى ملكية ابنها الوحيد .
الحالة الرابعة : أم لم تكمل دراستها وتزوجت وهى لاتزال صغيرة والطبيعى ان تميل الأم ان تجعل من ابنائها نموذج افضل منها ولاتجعلهم يفعلون نفس الاخطاء التى فعلتها هى فى الماضى ولكن الغريب ان هذه الام دفعت بناتها الى نفس الطريق ولم تكن متحمسه لجعلهم افضل منها بل ولم تشجعهم على الاهتمام بالدراسة وانما دفعت بهم الى نفس طريقها الذى هى الوحيدة التى تعرف نهايته وعاشتها بنفسها .
الحالة الخامسة : أم جاهلة ضيقة الأفق خلقت العداوة والحقد بين الأخوة بتفضيل احدهم على الاخر وبمدح احدهم وذم الاخر , بتدليل احدهم وقهر الأخر , بإعطاء مالايستحق اكثر مما ينبغى وحرمان من يستحق اكثر مما ينبغى , تحترم المفترى عالى الصوت وان كان لايستحق الاحترام وتتعامل بمنتهى اللامبالاة مع الطيب الراقى رغم انه يستحق التقدير والاحترام لشخصه , انها جعلت من ابنائها مجموعة افراد تجمع بينهم الغربة بين اركان بيت واحد والاحساس الذى يحيا فى انفسهم هو الكرهه والحقد والغيرة والسخط عليها لانها هى السبب وراء كل هذه الاحاسيس العدوانية الغير عادية وكانت النهاية انها صنعت من احدهم مارد لايرى سوى نفسه وصنعت من الاخر قزم من داخله يكرهه كل من حوله .
الحالة السادسة : أم لم تبالى بالهمجية الطفولية العادية فى فترة الطفولة فتحولت الى سلبيات مقززة فى فترة الرجولة , فمن العجيب ان أرى رجل شيك مثقف ينظف انفه باصبعه بمنتهى اللامبالاة وكانه شىء عادى جدا , والرجل الذى يعطس ولايضع يده على فمه , والفتاة الجميلة الرقيقة التى لاتهتم بنظافتها الشخصية , والكثير والكثير من التصرفات الهمجية المقرفه التى يفعلها الكبار بمنتهى اللامبالاة والسبب .. ان الأم فى فترة الطفولة لم توجه ولم تلفت نظرالطفل ان هذا التصرف عيب ولايصح ابدا وبالتالى من شب على شىء شاب عليه ولأن الام لم تتحرى الدقة فى تربية اطفالها وتقيم تصرفاتهم بل كانت وظيفتها الاساسية هى تنظيف المكان وإعداد الطعام وغسل الملابس واهم شىء ان يتناول الطفل الوجبات كاملة بلا ان تهتم ان تعلمه كيف ياكل وكيف يهتم بنظافتة الشخصية .
الخلاصة :
إن الأم التى تعانى من الأنانية المفرضة وحب التملك وهوس السيطرة وتريد ان يكون لجام الامور فى يدها الى نهاية العمر , إن الام التى تحطم ثقة ابنها فى نفسه ليكون تحت سيطرتها الى اخر العمر , إن الام التى تربى ابنها على انعدام الشخصية والتابعيه العقليه والفكريه لتكون هى صاحبة الراى وصاحبة القرار وهى اللسان الذى يتحدث به , ان الام التى جعلت ابنها اصم عن اى حديث سوى حديثها وصنعت منه بغبغاء فى صورة انسان , اريد ان اوجهة لكِ سؤال الا وهو .. طالما انتِ صاحبة العقل المفكر واللسان المتحدث الان ماذا سيفعل ابنك بعد موتك وموتك يعنى موت العقل المفكر المدبر وموت اللسان المتحدث ؟ هل فكرتِ فى مثل هذا اليوم ؟ ام شخصيتك السيكوباتيه وعقليتك المريضة بهوس السيطرة وقلبك الذى يهوى حب التملك والإنفراد جعلوكِ تنسى انكِ ستموتين فى يوما ما وتتركين ابنك بمفردة وحينها سوف يجد نفسه بلا عقل يفكر وبلا لسان يملى عليه ما يقول وحينها اما ان يغرق فى شبر ماء ويقع فى قاع التيه او سيلجأ لاى شخص موثوق فيه يفكر له ويدبر له امره اى بأنانيتك ايتها الأم جعلتى من ابنك تابع طوال العمر ومجرد الة بلا عقل .
ايتها الأم الجاهلة ضيقة الافق انانية الطباع ان القدرة على التفكير وإتخاذ القرار تأتى بالممارسة ولذلك عليكِ ان تعودى ابنك ان يفكر ويتخذ قرارت تحت اشرافك ومتابعتك لحين ان يصبح رجلا يصبح لديه القدرة على التفكير والتدبير واتخاذ القرارات وبهذا تكونى قدمتى له خدمة عظيمة لانكِ صنعتى منه رجلا وليس شبه رجل .
ايتها الأم التى دفعتك غيرتك العمياء الى تدمير علاقة ابنك بزوجته او بالانسانه التى احبها حتى لاتشاركك فى حبة انثى اخرى , ايتها الحمقاء انكِ ام والام هى الحب الصادق الوحيد فى حياة الانسان اما الزوجة او الحبيبه فهى حب من نوع اخر حب ضرورى لاستمرار الحياة وان كنتِ تحبين ابنك اكثر من نفسك لان هكذا هى طبيعة الام عليكِ ان لا تنساقى خلف غيرتك العمياء فمن الطبيعى ان تسعدى بان ابنك يعيش مع انسانه يحبها وليس من الطبيعى ان يكون الشىء الذى يسعدك ان يعيش ولدك مع انسانه يكرهها وتكرهه حتى لاتشعرى انتِ بالغيرة وتشبعى رغبة الامتلاك والانفراد بداخلك واذا دفعتك غيرتك الى التفرقه بينهم لان ولدك يحب زوجته فاعلمى انكِ لستِ أم بل شيطانه ترتدى ثوب الامومه .
الى كل إمرأة ستكون أم او أم لاطفال صغار عليكِ بالثقافه والإطلاع والمحاولة الدائمه فى توسيع الافق حتى تكونى مَدرسة تعلم وتربى وتوجه وتخرج رجال ونساء صالحين اسوياء وحتى لاتكونى مجرد مربية تقومى بدور تستطيع ان تقوم به اى خادمة او مربية بالأجر , وعليكِ ان تضعى انانيتك جانبا لان الامومة تضحية ونكران للذات ولاتتركى نفسك تنساق خلف الاهواء الشخصية فتحطمى ابنائك بامتلاكك لهم وتسلطك عليهم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: