إيمى الاشقر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4837
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ثانيا : البيئة و تأثيرها في خلق سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين
إن البيئة التى ينشا بها الفرد صاحبة دور اساسى و قوى فى خلق سلوكيات عدوانية تجاه الاخرين فما من شىء يتصف به او ينتهجه الفرد الا و له اساس الا و هو البيئة التى نشأ بها و خاصة من الدرجة الاولى و هى الاسرة المحيطة به و سلوكيات و تصرفات و ردود افعال الاخرين و خاصة معه تعد بمثابة الجذور التى يتم غرثها فى الفرد منذ الطفولة ثم تنمو بداخله حتى تصبح جزء لا يتجزء من كيانه لا يمكن انتزاعه او استئصاله.
و من اهم السلوكيات العدوانية تجاه الاخرين النميمة و الغيبة و الحديث فى الاعراض و الخصوصيات و التحدث فى كل مايسىء الى الاخرين و كذلك نقل الحديث بين الناس بغرض الوقيعة بينهم، او الاساءة الى شخص ما بغرض التقرب من شخص اخر لهدف فى نفس الفرد.
و من هنا ياتى الحديث عن سيدة تجاوزت الاربعين من عمرها تهوى نقل الحديث بين الناس بهدف الوقيعة بينهم، تشعر بسعادة بالغة حينما تتحدث بما يسىء الى الاخرين وخاصة اذا كانت الاساءة تمس الاخلاق و الاعراض، الغريب انها تثير الوقيعة بين افراد عائلتها و الاغرب انها تنقل حديث والدتها و اخوتها عن الاخرين اليهم بهدف الوقيعة بين اهلها و الاخرين و تشويه صورة والدتها و اخوتها امامهم !!! و فى نفس الوقت تحاول التقرب ممن هم يكرهون والدتها و اخوتها و تتظاهر بحبها لهم و محاولتها ارضائهم و التقرب اليهم !!!!، اكثر شىء يشعرها بالسعادة حينما تعلم بشىء حدث لاحد فيه اساءة الى سمعته و صورته امام الناس و تعمل هى على نشر الخبر حتى يعلم به كل من حوله !!!! تميل الى التمثيل و تعشق الكذب و هما وسيلتها فى التخلص من المواقف التى ربما تقع فيها بسبب سوء تصرفها او حينما يكتشف احد حقيقة افعالها و تصرفاتها و سلوكياتها العدوانيه !!
انها حاله تتصف بصفات عدوانيه و لكى نضع ايدينا على السبب الاساسى علينا ان نعود الى طفولتها و البيئه المحيطه بها من الدرجه الاولى حتى نرى ما تشربته و تشبعت به خلال التنشأه الاجتماعيه !!
نشات بين اب غليظ الطباع، عصبى المزاج، يرى ان الشده طوال الوقت هى الاسلوب الامثل فى تربية الاطفال، و كلما كان الخوف يشغل الحايز الاكبر داخل الابناء كلما اتاح له فرصه اكبر فى السيطره عليهم، صاحب ردود افعال همجيه مبالغ فيها، و ام حنونه طيبه لكنها سلبيه، ضعيفه امام زوجها و ابنائها الكبار لانهم يحملون نفس طباع الاب المخيفه، و كانت هذه السيده هى الاصغر سنا فى الاسره
كانت الاخت الكبيره تتعامل معها بقسوه و عنف و تمارس عليها اساليب غير لائقه و مهينه للكرامه و تمنح نفسها الحق فى التسلط و فرض السيطره عليها من منطلق انها الكبيره و هكذا يكون التعامل الامثل مع الاخت الصغيره حتى يمكن السيطره عليها، فكانت لا تترد فى اهانتها امام الاخرين بالشتائم و الضرب، و ليس هى فقط بل الاخ الكبير ايضا كان يتعامل معها بنفس الاسلوب فهم جميعا كانوا يحملون نفس طباع الاب السيئه الهمجيه الحاده !!!
اما الام فكانت لا تستطيع ان تقف امامهم و تدافع عنها او تتخذ معهم موقف فى صالحها لانها تعودت بل تبرمجت على الا تتخذ موقف او يكون لها اى رد فعل منذ ان تزوجت هذا الرجل خوفا منه و من ردود افعاله الهمجيه و للاسف ابنائه يحملون نفس الطباع !!!
كانت الاخت الكبيره تهوى التملك و خاصة تملك الام فكانت تريدها ملكا لها وحدها و حينما تاتى الاخت الصغيره لتجلس معهم تسبها و تضربها لتجعلها تبتعد عنهم !!!
مما جعلها تبتعد فعلا و تقترب من بعض الاقارب، و من هنا بدات تشعر بالراحه معهم و تنقل لهم حديث الام و الاخت الكبيره عنهم من اجل ارضائهم و ليشعروا كم هى تحبهم !!!، حتى باتت ابنتهم و اسرتها الحقيقه هم اعدائها !!!! توسعت دائرة السلوك العدوانى و خرجت عن نطاق اسرتها الى المجتمع، اصبحت تنقل الحديث بين الناس احيانا بهدف الوقيعه بينهم و فى احيان اخرى بدافع شخصى من اجل فائده تعود عليها !! اصبحت ذات وجهين من اجل مصالحها الشخصيه، و لانها كانت تخشى و بشده ردود الافعال العنيفه فكانت تتجه للكذب لتجنب نفسها الاهانه من الاب و الاخوه الكبار و مع مرور الوقت اصبح الكذب يمارس بشكل تلقائى !!!، و كما تعرضت للاهانه من اسرتها و عدم الحفاظ على اسرارها فكانت ردود افعالهم العنيفه سبب فى فضح الخطأ الذى صدر عنها و معرفة الجيران فى المنزل به، هى ايضا اصبحت تحب بل تسعى لفضح من وقع فى خطا او حدث له شىء يسىء له اذا علم به الاخرين !!!!!
يالها من حاله عدوانيه غير سويه على الاطلاق، و لكن هنا المسؤل الاول و الاساسى فى خلق تلك السلوكيات العدوانيه هو اسرتها و التى هى البيئه المحيطه بها من الدرجه الاولى، الشده المفرضه و ردود الافعال الهمجيه المبالغ فيها خلق الخوف و الهلع مما جعل الكذب و التمثيل افضل من الصراحه !!!، الانانيه و الرغبه فى جعل الام ملك لفرد واحد فى الاسره خلق الحرمان العاطفى و الرغبه فى الحصول عليه، ضعف الام و سلبيتها و عدم اتخاذها موقف ايجابى خلق الكرهه و الرغبه فى الانتقام منها و كانت هذه الرغبه هى بدايه لخلق تلك الشخصيه الغير سويه و التى باتت السلوكيات العدوانيه هى النسيج المكون لشخصيتها و فلسفتها الشخصيه
. يالها من صاحبة مؤثر قوى و فعال يلتصق بداخل الفرد و يسير بدمه و يكون الخطوط العريضه و الاساسيه فى شخصيته و يخلق طبيعته و يصنع سلوكياته و درجة اتزانه النفسى.... انها البيئه.
و فى المقالات القادمه سوف استكمل الحديث عن السلوكيات العدوانيه فى النفس البشريه.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: