البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حركة فتح، الانشقاق الآتي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4695


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أوائل التسعينات، تعرض مواطن أمريكي يُدعى "كلارك كلاوسن" إلى مشكلة صحيّة، اضطرته لأن يخضع لفحوصات ومتابعات طبية، وتلقي العلاج اللازم، وبدلاً من أن يتماثل للشفاء، تفاقمت لديه المشكلة لأن تصبح عدة مشكلات قاتلة، الأمر الذي أوجب تشكيل طاقم طبيٍّ متخصص لمتابعته بشكلٍ آني، في كبرى مشافي الولايات المتحدة، وكانت أوضاعه الصحية المتدهورة، قد أوجبت إجراء المزيد من العمليات الجراحية، كانت تارة بالاستئصال، وتارة أخرى بالإضافة، حتى أصبح "كلارك" لا يعيش ولا حياة له، إلاّ بفضل العديد من الأجهزة الطبية المتوفرة، فكان هناك جهازاً للتنفس وثانياً للقلب وآخر للكبد وعدد من الأجهزة الأخرى، حتى بدا وكأنه- إن لم يكن حقيقة- يخضع لعمليات تجارب طبيّة أكثر منها إلى العلاج.

شغِلت الحادثة اهتمام العالم، واحتلت أخبار "كلارك" اليومية، مساحات مهمة لدى الصحف ووكالات الأنباء، فمرة تُبرز نبأ تحسّن حالته، وأخرى تدهورها، ومرة يتنفس بمحض إرادته، وأخرى لا يستطيع التنفس بالمطلق، وساعة يستطيع الوقوف على رجليه، وأخرى، ليس باستطاعته تحريك أيّهما، وهكذا وإلى مدة طويلة، إلى أن طالعتنا الإذاعة ذات صباح، بأن "كلارك" قد مات.

ولقد عانت (حركة فتح) إلى جانب نضالاتها الوطنية على مدار تاريخها العميق، العديد من الصراعات الذّاتيّة الداخلية، وعلى الرغم من أنها كانت تحت السيطرة، إلاّ أن هناك صراعات بدت شاذّة، وصل مداها داخل صفوف الحركة، إلى مستويات خطرة، تحولت فتح خلالها، الى بؤرة صراع داخلي مرير، وأصبح الشرخ النفسي بين قياداتها وأعضائها هو السمة المميزة لواقعها والعلاقات الداخلية فيها، واعتُبرت في فترة من الفترات بأن قيادتها غير مؤهلة على أي نحو أو على أي صعيد. وكانت دعت العديد من الفصائل و(حركة حماس) بضمنها، (حركة فتح)، إلى حل خلافاتها الداخلية بطريقة تفاهميّة وعقلانية.

منذ ظهور البوادر الأولى للصراع الأوسع، وهو الدائر بين القيادة الفلسطينية والمتمثلة في الرئيس الفلسطيني "أبومازن" والقيادي في الحركة والنائب بالمجلس التشريعي "محمد دحلان"، حتى شرع الطرفان بدق طبول الحرب واستنفار الجيوش والأشياع، واتخاذ الإجراءات الصارمة المتبادلة فيما بينهما، بدءاً بالتلاسنات الجافّة، ومروراً بالاتهامات المتبادلة، وانتهاءً بالتقدم إلى رفع قضايا أمام المحاكم المحلية والدولية.

وكان الرئيس "أبومازن" قد قاد عملية فصل "دحلان" من الحركة وشطبه عن الخارطة الفتحاوية والوطنية، وتجريده من الحصانة النيابية، واتباع إجراءات أخرى، وبالمقابل، ما فتئ الأخير يشنّ هجومات لاذعة ومميزة ضد الرئيس، غرّد بها أكثر من مرة وفي أكثر من محفل، وسواء فيما يتعلق بالمشكلات القائمة ذات البين، أو فيما يتعلق بطريقة التفاوض مع الإسرائيليين.

وعلى الرغم من ذلك، فقد اضطر الرجلين إلى الإنصات بعضاً من الوقت، والانحدار نحو تسوية الأمور بينهما من خلال وسطاء عرب وأجانب،ـ واتُّخِذت من أجل تسهيل الأمور والتوصل إلى حلول مناسبة، العديد من الوسائل والآليات لتحقيق الهدف المنشود.

ومن غير ريب فقد حازت المشكلة على مساحة واسعة لدى الفلسطينيين على الأقل، والتزموا بمتابعتها، على أن الفراغ منها، إنما يصُب في المصلحة الفلسطينية، والفتحاوية بشكلٍ خاص، حيث أنهم في وقتٍ هم أحوج فيه إلى التعاضد والتكاتف من أي وقتٍ آخر، بغض النظر عن فكر وأسلوب كل من الطرفين.

وفي خضم الجهود المبذولة في هذا الشأن، كانت الأنباء تتوارد عن حدوث انفراجة ما، باتجاه المصالحة ووأد الخصومة، ثم يُفاجأ الجميع بحدوث انتكاسة حارقة بشأن تلك الجهود، وكانت تتكرر مثل تلك الأنباء على مدى أيام السنوات الثلاث الفائتة.
في هذه الأثناء، وعلى غير المتوقع، ألقى الرئيس "أبومازن" خلال خطابه أمام (مجلس ثوري فتح) بعض ما لديه من الاتهامات الصارخة ضد "دحلان" وسرد أحداثاً ومواقف اعتُبرت بمثابة وضع النهاية لخط المصالحة معه، والتي اشتملت اتهامات بالفساد والقتل والتخابر لصالح الكيان الصهيوني.

وبالمقابل سارع الأخير بتغميق ذلك الخط، ما يعني الموت المحقق لها. وأعلن حربًا مفتوحة وعلنيّة ضد الرئيس "أبومازن"، وصف فيها خطابه، بأنه "نموذج متكامل من الكذب والتضليل، والغباء والجهل بالواقع والأحداث الفلسطينية، ومتعهداً في ذات الوقت، بأنه سيكشف ملابسات اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل "أبوعمار" عاجلاً، في إشارة منه إلى ضلوع الرئيس في هذا الأمر.

وعلى الرغم من وصول الأمور إلى درجة متقدمة من الصعوبة، واستحالة إرجاع ما انطلق من الكلام إلى الجوف، فإنه لا يجدر بنا إلاّ القول بأنه لا بديل عن رأب الصدع، ولا شيء يُعادل وحدة الصف وصولاً إلى الوحدة الوطنية من أجل تحقيق النصر وعودة الكرامة، وإلاّ فلا يلومنّ الفلسطيني عموماً، والفتحاوي على نحوٍ خاص، إلاّ نفسه، بسبب أنه سيكون مجبراً وبدرجة قاسية أمام خيارين مؤلمين، وهما، فتح 1 وفتح2.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، حركة فتح، الفصائل الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-03-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، محمود طرشوبي، كريم فارق، أحمد بوادي، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بنيعيش، حسن عثمان، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، سلوى المغربي، محمد العيادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، عبد العزيز كحيل، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، عمر غازي، ياسين أحمد، علي عبد العال، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، محمد يحي، مراد قميزة، د. عبد الآله المالكي، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، رضا الدبّابي، محمد علي العقربي، محمود سلطان، سامح لطف الله، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، عمار غيلوفي، عواطف منصور، د. خالد الطراولي ، المولدي اليوسفي، العادل السمعلي، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، نادية سعد، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، علي الكاش، د. أحمد بشير، محمد أحمد عزوز، رافع القارصي، طارق خفاجي، صفاء العراقي، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، مجدى داود، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، بيلسان قيصر، فتحـي قاره بيبـان، حسني إبراهيم عبد العظيم، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سيد السباعي، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د - عادل رضا، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز