منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7562
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا ننكر أن سفيان بن فرحات له زاد لا بأس به من الثقافة العامّة و وسْع الإطّلاع ، لكنّه بالمقابل يمتلك كثيرا من الخبث في إعادة تصنيع المعلومة لتوظيفها في غير إطارها تماشيا مع توجّهاته الفكريّة و قناعاته الشخصيّة ،،،
هذا ما للرّجل لكن ما عليه هو أنّه لا يتقن كثيرا أدبيّات الحوار و لا يؤمن بجدليّة مقارعة الحجّة و لا الإذعان للحقائق التي تفنّد ما يذهب إليه بل هو يعوّل على الكمّ الهائل من المعلومات التي يسكبها سكبا و يقحمها إقحاما حتّى و إن لم يتطلّبها السّياق و ينخرط كلّ مرّة في عمليّة إستعراضيّة لما يملك من هذه المعلومات و في سرعة يحاول إستغلالها أحسن استغلال لتمرير شطحاته و تنظيراته ..
كذلك –امتاز- هذا الرّجل بعدائه الواضح لكلّ ماهو ديني و إسلامي و انفرد بمهاجمته الشرسة و الحقودة متجاوزا في ذلك كلّ ما يدّعيه من ديمقراطيّة و حقوق شخصيّة و عقديّة و حريّات و غيرها من الديباجات البرّاقة التي يحلّلها لنفسه و لمن سار على نهجه و يحرّمها على غيره ، و آخر صورة ظهر عليها سفيان بن فرحات تدعّم ما أشرنا إليه هو موقفه من زيارة الدّاعية الشيخ محمّد حسّان إلى تونس ، ظهر الرّجل في البرنامج و هو في أتعس حالات الإنفعال متشنّجا منتفخ الأوداج ، مشوّش الحركات و مقاطعا لمحاوره لينخرط في سلسلة من التهجّمات المجّانية على الرّجل و من سبقه من الدّعاة محجّرا عليه المجيء إلى تونس كما يلزمه أن يتوضّأ الف مرّة قبل أن يطأ أرض تونس !!
لم نر سفيان على هذه الحال في غير هذه الإستضافات حتّى مع من عقّ الأخلاق أو خان البلاد و العباد ، لم نره يبدي هذه المسحة من التفاعل الحارّ على تونس و شعبها ، بالعكس رأيناه وديعا لطيفا مستلطفا ، يختار أسئلة على المقاس ليطرحها في أدب متكلّف ، فما الذي حرّك هذه المشاعر الجيّاشة فيه ؟ غير مواقفه الرّافضة للإسلام و المسلمين مهما كانت الأحداث و مهما كانت الصّور و مهما اختلفت الأشخاص ..أخيرا نقول لسي سفيان من الجماليّة أن تتوّج زادك الفكري بمهنيّة صادقة و أن تتناول القضايا المطروحة على نفس المسافة و أن تتخلّى عن تطرّفك الإيديولوجي كما تنكره على غيرك و أن تتطهّر طهارة كبرى من معاداتك لدين الله الذي يدين به الشعب التونسي و أن تفيء إلى الحقّ حتّى و إن لم تدرج الإسلام في قناعاتك الدّاخلية فتناوله في نقاشاتك بلا خلفيّات و لا حقد و لا تأويلات على هواك .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: