(312) قراءة فى مسألة استخدام التساؤلات والفرضيات ومتى يجمع بينهما *
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11410
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : حان الوقت لاستبدال مصطلح "فرضيات" بمصطلح "فروض" وهو اتجاه يتبناه بعض أساتذة العلوم الاجتماعية فى الجامعات العربية ، ومستخدم أصلا فى العلوم التطبيقية .
يرى الدكتور "ماهر العيساوى" الأستاذ بالجامعة المستنصرية ببغداد أنه من الأصح فى مجال البحث العلمى استخدام مصطلح "الفرضيات " بدلا من "الفروض" ، فالفروض فى رأيه من الواجبات والطاعات ، أما الفرضيات فتعنى التخمينات أو الاستنتاجات.
رجعت إلى معنى "الفرض" فى "مختار الصحاح" فوجدت أنه يؤيد ما ذهب إليه الدكتور"العيساوى" من أن الفرض هو ما أوجبه الله تعالى على عباده ، وسمى بذلك لأن له معالم وحدودا . قال تعالى { لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا } أي مقتطعا محدودا .(النساء 118)
رجعت إلى قاموس المعانى فوجدت أن "الفرضية " تعنى :" رأي علميّ لم يثبت بعد ،أو افتراض على سبيل الجدل " أو فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حل مسألة .كما أنه وجدت أن مصطلح "الفرضية " يستخدم كذلك فى علم الاقتصاد وعلم السياسة وحتى علوم الحاسب ونظم المعلومات .
ثانيا :يقتضى الأمر التفريق بين الفرضيات Hypothesis والافتراضات Assumptions فى البحث العلمى ومتى تتحول الافتراضات إلى فرضيات .
تكون الفرضيات عادة قابلة للصدق أو الكذب ، بينما الافتراضات هى مسلمات البحث ،وتعرف بأنها قضية مسلم بها تستخدم للبرهنة على قضية أخرى ، أوما يجب أن يسلم بصحتها كل من الباحث والقارئ لأنها لا تتعارض مع الحقائق العلمية في مجال البحث ، ولا تحتاج إلى أدلة أو براهين تدلل على صحتها مثلما هو الحال مع الفرضيات ، وإذا احتاجت الافتراضات إلى براهين وأدلة لإثبات صحتها فإنها تتحول في هذه الحالة إلى فرضيات ، وبالتالي لا يمكن أن نطلق عليها افتراضات .
ثالثا : يخلط بعض الباحثين بين التساؤلات والفرضيات العلمية عند صياغة المشكلة البحثية ، ومن هنا كان من الضرورى تحديد التفرقة بينهما ومتى يمكن جمعهما معا ، وتوصل أساتذة المناهج والبحث العلمى إلى القواعد الآتية :
1- التساؤلات والفرضيات البحثية مصممتان فى الأصل لتحقيق أهداف مختلفة.
2- على الرغم من أن بعض الرسائل العلمية تجمع بين التساؤلات والفرضيات فإن هذا ليس هو الحال دائما.
3- تعتبر صياغة الفرضيات خطوة منهجية ولكنها ليست ملزمة في جميع الحالات لأن المشكلة البحثية قد تستهدف الإجابة على عدد من التساؤلات البحثية التي تتفرع عن المشكلة دون حاجة لاختبار العلاقات وتجريبها . مثال ذلك أن المسوح الوصفية لا تحتاج إلى صياغة فرضيات علمية بينما الدراسات التجريبية وشبه التجريبية التي تستهدف وصف واختبار العلاقات السببية تتطلب صياغة فرضيات علمية .
4- الفرضيات هى إجابة مؤقتة عن الأسئلة البحثية التى تطرحها مشكلة ما ، وهناك حالتان لهذه الفرضيات : الحالة الساكنة والحالة الديناميكية ، تتميز الحالة الأولى بعدم وجود علاقات بين الظاهرة قيد البحث وغيرها من الظواهر الأخرى ، وهذه الحالة لا تحتاج إلى صياغة فرضيات علمية ، ويكتفى فيها بالتساؤلات ، أما فى الحالة الثانية وهى الحالة الديناميكية أى حالة وجود علاقات فإن الأمر يحتاج إلى صياغة هذه فرضيات .
5- يتوقف الخيار بين صياغة الفرضيات العلمية وطرح التساؤلات على عدد من الاعتبارات يمكن إيجازها فيما يلي :
أ- طبيعة المشكلة أو الظاهرة البحثية وأهدافها ، فالدراسات التي تستهدف الكشف عن السمات و الخصائص أو التعرف على ظاهرة ما ، يمكن الاكتفاء فيها بالتساؤلات التي تفيد الإجابة عليها تحقيق أهداف الدراسة ، أما الدراسات التي تستهدف وصف العلاقات بين العناصر في إطار علاقات فرضية يستهدف البحث اختبارها أو على الأقل وصف هذه العلاقات ففي هذه الحالة يتطلب الأمر صياغة فرضيات علمية .
ب- تعدد المتغيرات الحاكمة في المشكلة أو الظاهرة البحثية مع ظهور تفسيرات أولية لعلاقات تبعية أو تأثير هذه المتغيرات وبعضها .
ج- وفرة البيانات و الحقائق وكفاية الإطار النظري و الأدبيات العلمية التي تسمح بالاستقراء أو الاستدلال عن وجود العلاقات بين المتغيرات أو غيابها .
7- هناك ثلاث قواعد تحكم مسألة الجمع بين التساؤلات والفرضيات وهى على النحو التالى :
أ- إذا رأى الباحث أن التساؤلات ليست إلا تكرارا للفرضيات فمن الأفضل هنا أن يستخدم الباحث واحدة منهما ،إما التساؤلات وإما الفرضيات ، مع تفضيل استخدام الفرضيات.
ب- إذا كانت الفرضيات متعددة ومبنية على سؤال بحثى واحد ، فمن الأفضل هنا الجمع بينهما . فإذا كان أحد الباحثين يدرس ظاهرة البلطجة وكان سؤاله الرئيس يدور حول ماهية البلطجة وخصائصها وأسبابها ، وكانت الفرضيات تدور حول العلاقة بين البلطجة وانخفاض المستوى الاجتماعى والاقتصادى ، أو بين البلطجة وانخفاض المستوى التعليمى وغير ذلك من المتغيرات فيفضل هنا الجمع بين التساؤلات والفرضيات .
ج- إذا فضل الباحث استخدام الفرضيات بدلا من التساؤلات أوأراد إضافتها إليها ، فعليه أن يكتب كلا منهما بطريقة مختلفة عن الأخرى ، لكن عليه أن يراعى تحديد نوعية التساؤلات وذلك على النحو التالى :
1- التساؤلات الوصفية: مثل: ما هي المشكلات التى تعانى منها الأسرة الريفية ؟ أو ماهى اتجاهات القرويين نحو تنظيم النسل ؟
2- تساؤلات العلاقات : مثل: ما علاقة المستوى التعليمى بالبلطجة ؟ ما أثر تكرار التظاهرات على التحصيل الأكاديمى لطلاب الكليات ؟
3- تساؤلات الفروق: مثال: هل يوجد فروق في أداء طلبة الأحداث عن غيرهم يعزى إلى كونهم أحداثا .
أما الفرضيات فتصاغ على النحو المعروف ( انظر، فروض البحث : ماهيتها وأنواعها ، وشروطها ، ومصادرها ، موقع بوابتى رقم 223)
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
* الجزء الأول من محاضرة ألقيت فى سمنار قسم الخدمة الاجتماعية بكلية التربية جامعة الأزهر فى يوم السبت الأول من شهر ديسمبر من عام 2012
المصادر :
1- أحمد إبراهيم خضر ، التساؤلات فى البحث العلمى : ماهيتها وأهدافها ، وصياغتها ، والفرق بينها وبين الفروض ، (222) ، و إرشادات للباحثين فى التعامل مع الفرضيات البحثية ( 296) موقع بوابتى تونس .
2- جامعة الشارقة ،دليل كتابة الرسائل الجامعية ،
older.sharjah.ac.ae/Arabic/.../B_CGSR_TWG07_INTRO_ARBpdf
3- سعيد اسماعيل صينى ، قواعد البحث العلمى ، شبكة الألوكة (بتصرف).
( ماهر أحمد العيساوى ، معنى مستوى الدلالة
forum.iraqacad.org/viewtopic.php?f=46&t=979
4- Research questions (and hypotheses): Getting started Creating research questions (and/or hypotheses) for your dissertation ....dissertation.laerd.com/.../research-questions-and-hypotheses-getting-started. Php
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: