البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاعلام المتواطئ يصنع خطر السلفيين

كاتب المقال المولدي الفرجاني - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7419


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المتأكد منه هو ان الاستعمار لا يمكن ان يعيش دون تدخله المباشر في الدول التي يستعمرها حتى يتولى بذلك رسم سياساتها و يناى بها عن طريق النهوض و تحقيق العزة و الكرامة و السيادة لشعوبها،و هو هوس استعماري مزمن استغل عديد الاحداث - واهية كانت او شبه حقيقية- ليمكن للغرب من بسط هيمنته علينا و بناء رفاهيته على حساب مفقرينا و محرومينا؛و لنا الامثلة العديدة على ذلك،كاستغلال حادثة رمي الداي مروحته في وجه السفير الفرنسي،و قد نتج عن ذلك تبرير احتلال الجزائر و تواصل استغلال ثرواته و قتل ابنائه طيلة اكثر من قرن.....اما في تونس القرن 19 فقد وضع الاروبيون يدهم على البلاد بدعاوي ترشيد اموال القروض و حماية اليهود و النصارى حتى حان زمن قطف التفاحة كما صرح به الفاشي جول فيري وقتها ...

اما بعد استفاقة الشعوب من غفوتها منذ ثورة ايران ،فقد طرح الغرب الاستعماري بديلا جديدا يتعلل به ليتدخل من جديد لحماية مصالحه الدائمة فينا؛لهذا اخترع في وسائل اعلامه خطر "المتطرفين " و " الجهاديين" و القاعدة" وصولا الان الى "السلفية" ...و قد تناغم عملاؤه داخل وطننا مع مخططه الخطير فسوقوا لهذا "الخطر" الداهم و ضخموه و اولوه بضياع حقوق الانسان و التعدي على الحريات العامة و الخاصة ..و الحقيقة ان خدم الاستعمار ليس لهم القدرة على الوجود ولا على الاستمرار و الشعور بالامن و الطمأنينة إلا داخل جلباب المستعمرين، و هم لا يقدرون على نهب السلطة و النفوذ و تقنين القمع الا بحبل من الاستعمار الخارجي الذي زرعهم منذ عقود كجسم غريب عن المجتمع و الامة. و هو ما يفسر حمايته لمم ورعايتهم اياهم ..

إن ما حدث أخيرا في دوار هيشر خطير جدا على سيادة تونس،اذ يامل الواقفون وراءه ارجاع عقارب الساعة الى الوراء،اي الى حدود عودة الفاسقين و الفاسدين الى حكم رقابنا عبر مخطط طالما لوحوا به سرا وفهمناه قبلئذ، و هو السعي الى تطبيق مبدا استعماري قذر يتمثل في "فرق تسد"، و هو يتعلق الآن بضرب الإسلاميين ببعضهم البعض- النهضة التي هي في الحكم بالسلفيين الراغبين في تحقيق تطبيق الشريعة و النفاذ من خلالها الى بسط سلطتهم على المجتمع و الدولة - و في امل هؤلاء المتشيطنين ان يضعف الاثنان و يصفى المشروع الوطني التنويري الحقيقي،و تعاد مكانه نسخ حميمية من الاستعمار البغيض الى بلادنا ....و الهدف الاسمى من وراء ذلك كله هو تحقيق تواصل وجود الكيان الصهيوني المجرم و الغاصب عبر تنصيب مباشر في السلطة المحلية لعملائه في المنطقة العربية ...

دور الاعلاميين رئيسي هنا ....حيث اهملوا في دوار هيشر و في غيرها من البؤر المهمشة الجوانب الاجتماعية لظاهرة السلفية و لكل تطرف او زيغ،و تستروا عن الدوافع الاقتصادية و الاختيارات السياسية للتي نتج عنها مظاهر التفقر والحرمان التي ولدت مثل هذه الظواهر،بل ان هؤلاء الاعلاميبن البائسين طفقوا يركزون في انبائهم و تحاليلهم على شاقور و ساطور و سيف،و تناسوا عمدا ان هذه الامور كانت تحدث في عهد الرئيس الهارب ..لكنهم كاعلاميين ماجورين كانوا وقتها يتخفون عليها عامدين،فموقعهم المريح المستفيد من الفساد العام كان يجعلهم في موقف المتواطئ مع سياسة التهميش الرسمية لجهات بعينها،بينما تنعم اخرى بما لذ و طاب من مظاهر العزة و التنمية .. و هم يلفتون الان انظار الناس عن خطر اعم واكبر واشمل والمتمثل اساسا في تواصل فساد عصابات النهب الراسمالية و الدوائر العميلة و على رغبة الاحزاب التجمعية الماكرة و حلفائها النوفمبريين الى الانقلاب على السلطة و ابطال مكاسب الثورة و الافلات من العقاب...

لا يجب ان ننسى الاخطاء المتكررة التي يرتكبها السلفيون و كونهم يدشنون - بحماسهم و ضيق نظرهم - الحماقة تلو الاخرى ليجدوا انفسهم لقمة سائغة لاعلاميين فاسدين و لكبار الرؤوس المافيوزية و لمن التحق بهم من عناصر داخل الاجهزة الامنية و الادارية و القضائية ممن بقي على ولائه لنظام الاستبداد الآفل،و من وراء ذلك اعداء الامة و الثورة من استعماريين و امبرياليين و صهاينة ......اما النهضة فاخطاؤها التي تسارع بها الى الهلاك هي اكثر مما يحصى...مثل تلك الكذبة الكبرى التي اطلقها اخيرا السيد الصحبي عتيق في خصوص حماس،بعد ان قال بانها لا ترغب في بند يحرم التطبيع في الدستور القادم،و نتج عن ذلك سخط شعبي كبير و تكذيب علني و رسمي من قادة حماس لكل ما قاله المسؤول النهضوي ...في حين سارع امس الخميس(1نوفمبر2012) السيد عامر العريض - بعد فضح الكذبة البيضاء لزميله السيد عتيق - الى تبرير ما قاله بالتاويل الخاطئ من جانبه...كل هذه التصرفات التي ترقى غالبا الى مستوى الخزعبلات،لا تؤهل البتة حركة النهضة لنزع فتيل الانفجار الوشيك ...الا ما رحم ربي .........


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، حركة النهضة، دوار هيشر، السلفيون، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الانقلاب على المجتمع
  مثلث الانقلاب في تونس: اعلاميون، امنيون و سياسيون ..
  الاعلام المتواطئ يصنع خطر السلفيين
  النهضة و مواقع الاغتصاب
  سوريا الجديدة ....كيف ستكون ؟؟
  هؤلاء يريدون ان يصبحوا ابطالا
  من قتل الشهداء، سؤال أجيبكم عنه
  جواب عمن يسالني انتمائي ؟؟؟
  إلى رئيسنا المنتخب
  تحذير شديد اللهجة الى كل من يروم إحراق الوطن
  أي موقف للمسحوقين من الأقلية المتحفزة للسطو على كراسي التأسيسي؟
  محاولات بوليسية فاشلة لاسترداد 'الهيبة'
  الكارثة الغذائية ليست صومالية فحسب، بل هي عربية أيضا
  المكتبة الوطنية في تونس تجسيد لدولة الفساد و الدكتاتورية (ج1)
  ما رمزية سقوط اللحي الكاذبة في تونس الثورة ؟
  ماذا يريد السبسي من الشعب التونسي ؟؟؟
  لماذا لن أسجل اسمي في انتخابات التأسيسي؟
  شكري بن عيسى: الثائر الميداني، حينما يصر على مبادئ الثورة

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، محمد علي العقربي، رمضان حينوني، محمد يحي، فتحي الزغل، سلوى المغربي، عواطف منصور، حسن عثمان، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، صفاء العربي، مراد قميزة، محمد الياسين، أحمد ملحم، منجي باكير، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، تونسي، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، أحمد بوادي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، خالد الجاف ، ماهر عدنان قنديل، المولدي اليوسفي، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، بيلسان قيصر، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، محمود سلطان، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح المختار، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، أبو سمية، د- محمود علي عريقات، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، طلال قسومي، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، د. أحمد بشير، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، فتحي العابد، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، صالح النعامي ، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، نادية سعد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة