المولدي الفرجاني - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5810
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إذا أردنا ان نفهم ما يجري في سوريا علينا ان نضع جانبا ما تقوله وسائل الإعلام المعروفة كالجزيرة والعربية وسي ان ان وغيرها .....اذ هذه القنوات ضالعة في التآمر والتجهيل والتسريع في خصوص المسالة السورية ....
علينا ان نضع في الاعتبار انه ليس هنالك 'ثورة' واحدة في سوريا بل ثورات عدة، ونفسر ذلك بتعدد الاطراف التي توجد على ارض الشام،ولكل طرف منها برنامجه و اهدافه.
نجد على راسها اعماق الشعب السوري التواق إلى التحرر والكرامة ونيل الحقوق والراغب في انهاء الحكم العسكري الفاشي لعائلة الاسد وحزب البعث العربي. وثورته هذه يقف معها كل حر وشريف خصوصا تلك الشعوب التي تمكنت من طرد رؤوس الطغيان،كاحرار تونس... و برنامج ثورة الشعب شريف ووطني وثوري ومحب لقضية القدس . ويمكن القول انها الثورة الشرعية الوحيدة في الوطن السوري .
و عدى هذا الطرف فان من تبقوا كلهم متاجرون بدماء الشعب و باخبار القتل اليومية و يقاتلون لا لاجل سوريا بل لاجل السلطة والماء والامن والنفط وضم البلد لصف الخانعين مثلهم ... واولهم هو العدو الصهيوني،فامريكا وفرنسا والغرب معها وهم يلتقون بامبرياليتهم مع صهيونية عدونا الاكبر في المنطقة ...... و تحالفهم الشيطاني هذا هو احياء مستمر للحلف المشهور الذي كونوه في عشرينات القرن الماضي لشق العرب وابقائهم امة متخلفة ....
اما عراق امريكا الذي هدد رئيسه ذات مرة- ردا على تسلل المقاتلين العرب اليه - 'بنقل الحرب إلى شوارع دمشق' ها هو يفعلها ليخفض من حجم المقاومة الداخلية عليه و ينتقم من عدو الامس....... اطراف اخرى تتدخل في سوريا بدورها بالسلاح والمال والعتاد والرجال والاعلام .وهي عربية ،ونقصد بها دول الخليج مجتمعة. وهي حليفة اسرائيل والغرب الامبريالي .وتخشى اثر المد الثوري الذي فاجاها من الغرب و الجنوب على عروشها المتهاوية،لهذا هي تسعى للاخذ بناصية الثورة و توجيهها لصالحها .
ما قد يفاجئ الجميع هو الطرف الجهادي المتمثل اساسا في القاعدة . ولئن اصابت هذه المنظمة المقاتلة في تدخلها في افغانستان والعراق والشيشان وابلت في ذلك بلاء حسنا في نصرة مسلمين مقهورين هناك تشكرها عليه الامة،فانها سقطت في الفخ في سوريا و وجدت نفسها حليفة موضوعية للاعداء الذين حاربت ضدهم بالامس ... و قراءتها الفقهية و السياسية و الاستراتيجية خاطئة جدا مما سيحملها الوزر سنين طويلة.
المقاتلون العرب الذين قدموا من تونس و ليبيا و غيرها من الدول نجدهم يقاتلون إلى جانب القاعدة أو ضمن وحدات مندمجة صلب المقاتلين السوريين . الظاهرة الاوضح هي الاختراقات المخابراتية العديدة التي يقع فيها هؤلاء المقاتلون .
تعدد الاطراف المتكالبة على الوطن السوري من خلال ما يسمى بالثورة .....
و ضعف الوازع الوطني لدى القيادات البديلة المتربصة والتي تحضرها امريكا وحلفاؤها كمثيلتها سابقا في العراق،يضع اكثر من سؤال حول مستقبل الشرق العربي ومستقبل هذا القطر العزيز الصابر المحتسب و مستقبل القدس والمقاومة... و هو ما يجعل الحرب في سوريا عالمية الاطار وليست مجرد'ثورة' في سلسلة الربيع العربي ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: