البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6790 karimbenkarim@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سؤال يطرحه جل مواطني المغرب العربي الكبير أثناء زيارتهم لدول الخليج العربي سواء للعمل أو السياحة. لماذا بنيتهم التحية متطورة؟ لماذا طرقاتهم واسعة و منتظمة و لا تكاد تسمع فيها صوت منبه السيارة؟ لماذا نجحوا في جلب السياح والاستثمارات و الكوادر من كل أنحاء العالم؟ لماذا حافظوا على هويتهم و لغتهم و دينهم و تقاليدهم و لباسهم؟ لماذا تحقق شركاتهم و استثماراتهم مرابيح كبيرة؟ لماذا صوتهم مسموع في العالم؟ لماذا هم يسيرون نحو الوحدة و يجتمع قادتهم بانتظام؟ لماذا تحقق قنواتهم أعلى نسب مشاهدة؟ لماذا يحظى علماؤهم و دعاتهم بالنجومية و التبجيل أينما حلوا؟

لكن في المقابل يتساءل مواطنو المغرب العربي: لماذا بقيت بنيتنا التحتية متخلفة بالرغم من توفر ثروات النفط و الغاز، لماذا طرقاتنا كلها حفر و مطبات وتتسبب في الحوادث؟ لماذا طرقاتنا جوقة لمنبهات السيارات؟ لماذا يرفض النجوم في مختلف المجالات الاستقرار في بلداننا في حين يتسابقون لإقتناء الشقق و الفيلات في دول الخليج؟ لماذا لم نحافظ على هويتنا و لغتنا و ديننا و تقاليدنا كما فعل الخليجيون؟ لماذا تحقق شركاتنا الخاصة مرابيح ضعيفة فيما تسجل شركاتنا العامة خسائر بالمليارات في حين أن نظيراتها الخليجية تشهد ربيعا متواصلا؟ لماذا صوت دول المغرب العربي غير مسموع و غير مؤثرة في العالم بالرغم من موقعها الجغرافي الهام؟ لماذا تسير علاقات دول المغرب العربي البينية نحو التأزم؟ لماذا لا تشاهد قنواتنا المغاربية الا في الأقطار الصادرة منها؟ لماذا ليس لنا علماء و دعاة نجوم مثلهم؟

كل هذه الأسئلة يمكن اختصارها في سؤال واحد لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟ في الحقيقة أية قصة نجاج لها أسبابها وأية قصة فشل لها مسبباتها. و يمكن أن أختصر الإجابة في موقف بسيط يختصر القصة بمجملها.

قابلت مهندسا مختصا في تطوير حقول النفط يعمل لدى احدى الشركات النفطية الخليجية المملوكة للدولة و قد كان قبل ذلك يعمل في شركة سونطراك الجزائرية، فسألته ما الفرق بين الشركتين، فرد علي ببساطة: هم (يقصد الخليجيون) يخدموا بالزاف ولا يتركون شيئا للحظ، أما نحن (يقصد في المغرب العربي) فنعمل من أجل السرقة. هذا موقف ربما من عشرات أو مئات المواقف المشابهة لمواطنين من المغرب العربي يعملون في الخليج العربي و عندما تسألهم، ماهو الفرق أو لماذا نجحوا و تفوقوا علينا تكون الإجابة واحدة انهم يعملون بجد و لا يتركون شيئا للحظ، بينما نحن فلا نعمل بجد و نترك كل شيء للحظ حتى يتسنى لنا الفساد.

الفساد، ألا يوجد في دول الخليج فساد؟ نعم هو موجود كما في كل بقاع الدنيا و لكن ليس شبيها بالفساد الذي لدينا. هناك فساد مالي لكنه لا يؤثر عل سير مشاريع أو جودتها:

- الخليجيون لا يتلاعبون في التوظيف و الانتدابات مثلا لعلمهم أن ذلك هو سر النجاح و التفوق

- الخليجيون يضبطون إجراءات واضحة و صارمة في التصرف بحيث لا يترك شيء للحظ

- الخليجيون عند تركيزهم لمنظومات رقابة داخلية، لا يقومون بتغيرها بدعوى ضبطها على الواقع الخليجي(قصد فتح الباب أمام الفساد)

-الخليجيون لا يتوانون عن معاقبة من لا يلتزم بالإجراءات، بل قد يصل الأمر إلى الطرد في صورة مخالفة القواعد و الاجراءات مهما كانت بسيطة

أما بالنسبة لدينا، فالفساد هو سبب إنجاز المشروع برمته، يعني أن الدافع الأول لإنشاء المشاريع ليس تحقيق النجاح و الربح والتميز، بل إن المحرك الأول لإنجاز المشاريع هو الحصول على العمولات و التدخل لتوظيف الأحباب و الأقرباء و من يدفع أكثر.

في دول الخليج يتم تغيير الكاردر المشرف على الصفقات و المناقصات والشراءات بصفة دورية لضمان عدم حصول تلاعب مع المزودين و الموردين أما بالنسبة لنا فأقسام الشراءات و لجان الصفقات و المناقصات يبقى إعضاؤها لعشرات السنين، دون حسيب و لا رقيب.

اليوم و مع موجة التغييرات السياسية في دول المغرب العربي، لابد أن نأخذ الدرس من الماضي ونصلح الأخطاء و نتعلم من الدول التي نجحت وأولها دول الخليج. قارن بين ليبيا و الإمارات أو بين السعودية و الجزائر، أو بين البحرين و تونس، الفرق شاسع.

مصيبتنا في دول المغرب العربي أننا نظن أننا أذكى من الجميع، و أفطن من الجميع و نحسن التصرف أفضل من الجميع، بل انتشرت لدينا ثقافة "نحن لا نأخذ دروسا من أحد" وهو دليل على مدى جهلنا و مدى الكبر الفارغ الذي يملأ نخبتنا.

لنتواضع ونتعلم من الخليجيين، الذين تعلموا بدورهم عن الأمريكان و الأوروبيين. إنهم يقولون نحن لا نعلم و نريد أن نتعلم، و فعلا تعلموا وتطوروا. لنتعلم منهم أن الأعمال ليست فيها عواطف، و أن التصرف في البلدان و الشركات ليس مثل التصرف في ميزانية العائلة، و أن هناك اختصاصات محددة يجب احترامها.

لننظر إلى الشركات العالمية في قطاع البترول مثلا التي نجحت من "بيتروناس" الماليزية إلى "طوطال" الفرنسية مرورا ب " اكسون موبل" الأمريكية، إن موظفيها هو خليط من عشرات الجنسيات، و هذا سبب تميزها، كل شركة تسعى لجلب الأفضل في العالم للاستفادة من علمه و خبرته، لأن الأعمال لا تعترف بالجنسيات بل بالأفضل. لكن في بلداننا نحن نجد أن موظفي شركاتنا يحملون عادة جنسية واحدة. بل أن معظمهم غير مختص، و أغلب الظن أنه وظف بالمحاباة و ليس على أساس الكفاءة، لذلك لا تستغرب، إذا نجحوا هم و فشلنا نحن.

كريم السليتي
كاتب و محلل سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الخليج العربي، المغرب العربي، التنمية، النمو الإقتصادي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، سلوى المغربي، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، علي الكاش، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، محمد علي العقربي، صالح النعامي ، صلاح الحريري، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، رافد العزاوي، محمد يحي، عبد العزيز كحيل، طارق خفاجي، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، رافع القارصي، العادل السمعلي، سامح لطف الله، المولدي اليوسفي، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، محمد الياسين، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، عواطف منصور، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، تونسي، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، صلاح المختار، فهمي شراب، سلام الشماع، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، بيلسان قيصر، د - عادل رضا، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، فتحي العابد، طلال قسومي، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة