البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7412 karimbenkarim@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقي تصرف عدد من الحاضرين في ملتقى الحوار الوطني الاستهجان من أغلب التونسيين، بسبب عدم احترامهم لأدنى قواعد اللباقة، حيث غادروا القاعة بصفة جماعية أثناء القاء الرئيس المنصف المرزوقي لكلمة عبر فيها عن استغرابه واستيائه من منع المواطنات التونسيات المنقبات من اجتياز الامتحانات بالمعاهد الثانوية و الجامعات.

و يدل هذا التصرف المشين على مدى انغلاق هذه الفئة الشاذة من التونسيين و تقوقعهم على أنفسهم و رفضهم لمبادئ حرية الاختلاف، و حرية المعتقد و الحق في ارتداء اللباس الذي يراه المواطن مناسبا. كما يعكس هذا التصرف وجود ترسبات تخلف و عصبية بدائية و حقد على الآخر حتى لو كان من بني وطنه.

المناسبة كانت ملتقى حوار وطني (على الرغم من اقصاء السلفيين و الأقليات العرقية كالعادة) بما يعني أنها كانت فرصة للاستماع للآخر و للقبول بتقديم بعض التنازلات حتى لا تغرق سفينة تونس في وحل الفقر و الدكتاتورية و الجهل. لكن يبدو أن الحاضرين و خاصة من تلك الفئة من رواد نادي المنكر، جاءت فقط لتفرض شروطها وعصبتيها الجاهلية و ليس للوصول إلى توافق.

لكن أنا أتساءل ماذا كانت ستكون ردة فعل هؤلاء لو أن الرئيس التونسي (عوض أن ينصف المنقبات) دافع عن عاريات الصدر و ضرورة السماح لهن بالتنظيم و التظاهر و توفير التمويل العمومي لأنشطتهن النضالية التي لا تسيل الدموع بل أشياء أخرى؟

أتصور و بكل تأكيد أن رواد نادي المنكر من الحضور كانوا ليقطعوا كلمته بالتصفيق و الهتاف بحياته، وكانوا سيقفون اجلال و تقديرا لمدى حرص الرئيس على انصاف جميع فئات المواطنين بما فيهم الشاذون و الشاذات. وأقول حتى و لو لم يصفقوا ما كانوا ليغادروا القاعة بتلك الكيفية الصبيانية (التي تذكرنا بسنوات المراهقة و مقاطعة بعض الأساتذة في المعاهد).

إن تونس اليوم و لا شك في مفترق طرق، قلة متضررة جدا من هروب بن علي و اندحار منظومة فساده التي كانوا يتمعشون منها سواء بالصفقات العمومية أو بتوظيف أبنائهم و معارفهم أو بالحصول على الرخص و الامتيازات.
اليوم المسألة ليست مسألة حريات و منقبات و شريعة اسلامية، المسألة هي فساد مركب متأصل في اللاوعي و تربى عليه جيل كامل من أشباه المتعلمين. هؤلاء كالقُراد -أكرمكم الله- لا يعشون إلا على دماء التونسيين و دماء هذا الوطن. بالله عليكم هل رأيتهم يدعون إلى خير قط، هل نظموا قوافل لإعانة الفقراء و المحتاجين، هل موّلوا مشروعا علميا أو ثقافيا، هل بنوا شيئا يستحق الذكر. بل من مصيبتهم أنهم ينتقدون من يبني و من يساعد التونسيين و من يدعوهم للخير. بل تجدهم لا يدافعون إلا عن الشذوذ الجنسي و مخالفة أبسط أحكام دين هذا الشعب.

لقد قالوا كلمتهم، إما أن نحكم و إما أن تحكموا و لكن لا تحاسبوننا على الفساد و مخالفة القوانين تماما كما كنا من قبل، وإلا فإنها الفوضى. لكن تونس أرض ولدت رجالا و نساء، و مازالت تلد الرجال و النساء المخلصين لوطنهم الذين لا يقبلون أن يأكلوا اللقمة الحرام و لن يتركوها لهم سائغة. و لن يقبلوا بأن ينشروا فواحشهم و منكراتهم و شذوذهم و فساهم، لأن هذا الشعب: شعب متأصل في حضارته شامخ بهويته، مقتنع بما رزقه الله من أمن و حياة كريمة، متسامح بطبعه، غيور على ماضيه ومتفائل بمستقبله.

تونس ستبقى لكل التونسيين و الاستئصاليون المرضى سيكون مآلهم المصحات النفسية، لأن تونس أرض التسامح وأرض التآخي، و أرض الجميع . هكذا كانت و هكذا ستكون و من يشذ عن ذلك فلن يستطيع تحمل البقاء فيها.

-------------
كريم السليتي
كاتب تونسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، النخب العمانية، الثورة المضادة، المنصف المرزوقي، منع النقاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، مجدى داود، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، الناصر الرقيق، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، أحمد الحباسي، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، نادية سعد، د. خالد الطراولي ، د- جابر قميحة، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، إسراء أبو رمان، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، محمود فاروق سيد شعبان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، ياسين أحمد، مصطفي زهران، محمد يحي، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، طلال قسومي، عواطف منصور، د - الضاوي خوالدية، الهيثم زعفان، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، أنس الشابي، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، د - عادل رضا، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، المولدي اليوسفي، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، إيمى الأشقر، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، منجي باكير، مراد قميزة، صفاء العراقي، أبو سمية، عبد الله الفقير، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، رافع القارصي، سلوى المغربي، محمود سلطان، محمد علي العقربي، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، كريم السليتي، عراق المطيري، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، محمد العيادي، العادل السمعلي، رافد العزاوي، يحيي البوليني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة