احمد النعيمي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4882 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا يعرف النظام "البشاروني" أي نوع من الأخلاق، فضلاً على أن تكون تصرفاته وجرائمه تمس الإنسانية بصلة "بوهيمي" همجي وبربري، أفعاله لم يقدم عليها يهودي ولا نصراني ولا أمريكي، لا يعرف معنى الرجولة، ولا يتحلى بأخلاق المقاتل، ولا رحمة المسلم، تصرفاته وجرائمه تكشف دناءة نفسه وقذارتها، لا يضاهيها إلا إجرام "جنكيز خان" المغولي وأولاده من بعده.
وقد نقل "ابن الأثير" في تاريخه، وهو يذكر فظائع المغول وما فعلوه في المسلمين، ومنها ما ارتكب من فظائع في مدينة بخارى بعد أن دخلها "جنكيز خان" فيقول:" وكان يوماً عظيماً من كثر البكاء من الرجال والنساء والولدان، وتفرقوا أيدي سبأ، وتمزقوا كل ممزق، واقتسموا النساء أيضاً، وأصبحت بخارى خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس، وارتكبوا من النساء العظيم، والناس ينظرون ويبكون، ولا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم شيئاً مما نزل بهم، فمنهم من لم يرض بذلك، واختار الموت على ذلك فقاتل حتى قتل، وممن فعل ذلك واختار أن يقتل ولا يرى ما نزل بالمسلمين، الفقيه الأمام "ركن الدين إمام زادة" وولده، فإنهما لما رأيا ما يفعل بالحرم قاتلا حتى قتلا، وكذلك فعل القاضي "صدر الدين خان" ومن استسلم اخذ أسيراً، والقوا النار في البلد والمدارس والمساجد، وعذبوا الناس بأنواع العذاب في طلب المال؛ ثم رحلوا نحو سمرقند.."
كما نقل لنا "هادي العبد الله" ابن حي "بابا عمرو" ما جرى به من إجرام بعد أن دخله "مُبيري" بشار، فيقول:" التقيت بالعديد من النساء والفتيات اللواتي استطعنّ الهروب من "بابا عمرو" بعد دخول كتائب الأسد للحي، اخبروني بحوادث مروعة لحالات الاغتصاب والاعتداء على الأعراض التي حصلت، منها ما استطيع كتابته لكم، ومنها ما لا استطيع، لمرارته وشدته وعدم إمكانية تحمله من أي إنسان.. من الأشياء التي استطيع كتاباتها .. هو جمع خنازير الأسد للنساء والفتيات في أماكن معينة مثل صالة "الزراعي" بشارع "الحولاني" القريب من المؤسسة الاستهلاكية والتي كانت صالة أفراح سابقاً وتحولت إلى ملجأ أيام القصف لأنها تحت الأرض، وتحولت إلى معتقل بعد اقتحام الحي ومكان لاغتصاب الفتيات، يتناوب خنازير الأسد على كل فتاة منهنّ الواحدة بعد الأخرى.. وهناك فتيات تم قتلهنّ بعد أن امتنعوا بشدة وانهاروا عصبياً، ولا يعلم أحد أين صارت جثثهنّ؛ كانت الفتيات والنسوة يكلمنني وهنّ يبكينّ بحرقة وبعضهن لم تستطع أن تكمل ماساتها.. يا الله.. يا الله .. ماذا حل بأعراضنا، ماذا حل بنسائنا، وأنا اشهد الله إنهن أطهر من الطهر.. يا مسلمون أما لديكم نخوة.. أو ما لكم قلب لها يتألم.. قوموا لنصر المسلمين أعزة.. وتقدموا إن كان فيكم مسلم"
و"المبير" بشار يواجه خصومه مواجهة إنسان رعديد خائن قذر، لا يملك أي ضمير ولا إنسانية، ولا يعرف معنى الشهامة ولا يملك خلق من يدعي المقاومة، يهين المتظاهرين والناشطين ويدوس على أجسادهم، كما فعل في البيضاء وفي درعا وفي دمشق وكل المدن السورية، ويختطف أولادهم ليجبرهم على تسليم أنفسهم كما فعل مع أحد الناشطين حيث اختطف أولاده، وهدده بقتلهم أو أن يسلم نفسه لهم، ليتم تصفيته في اليوم التالي وعودته جثة هامدة إلى أهله، وهو ما أكد عليه العميد الركن "فايز عمرو" المنشق مؤخراَ من أن المخابرات الأسدية أقدمت على اعتقال زوجته وأولاده الست، مبيناً أن لا علاقة لهم بالسياسة، ومصيرهم كمصير جميع السوريين.
وهذا النهج يستخدمه "المبير" ضد معارضيه منذ قيام الثورة السورية، حيث يعمل على تهديدهم بعوائلهم وأطفالهم، أو قتل ذويهم مباشرة، وفي مواجهاته الأخيرة مع الجيش الحر في حمص وإدلب، عاد إلى استخدام الأطفال والنساء والعوائل كدروع بشرية أمام تقدم قواته، ودخوله المدن، التي يواصل قصفها بأثقل الأسلحة، وقد أقدم "المبير بشارون" اليوم على ارتكاب مجزرة جديدة في حي "كرم الزيتون" في مدينة "حمص" حيث ذبح "شبيحته" بالسكاكين عشرين امرأة بعد اغتصابهنّ، وخمس وعشرون طفلاً، وذلك كما أوردته المحطات الفضائية، فهل يفعل مثل هذا إنسان شهم ومقاتل كريم، أم خنزير تافه وضيع!!
ولنعرف الفرق بين الرجال أصحاب الأخلاق والمبادئ، وبين المدعين لها، يجب أن نعود إلى التاريخ، الذي كشف معادن المخلوقات وميز بين الغث والسمين، ورفع المخلص وفضح المدعي، فيحدثنا التاريخ على أن كفار قريش لم يتعرضوا لزوجات الرسول وصحابته، ولم يأخذوا أطفالهم رهائن، وقد نهى أبا جهل كفار قريش بدخول بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قائلاً: "أتريدون أن يقول العرب إننا روعنا بنيات محمد".
ويحدثنا التاريخ كذلك عن خلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وشهامته عندما فتح مكة، حيث عفا عن أهلها جميعا، ويحدثنا التاريخ عن موقف صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله– بعد أن استرد "بيت المقدس" وعفوه عن ملوك الفرنجة إلا ملك الكرك، ولم يقابلهم بالإساءة وهم الذين أسالوا الدماء انهاراً في طرقات القدس، عندما دخلوها قبل أن يستردها منهم رحمه الله.
ويحدثنا الحاضر عن فتية ندبوا أنفسهم لحماية شعب اعزل يقتل على يد هولاكو العصر "بشارون" ضربوا أروع الأمثلة في التسامح والعزة والرجولة، وقد كنت أشاهد من أيام فيديو لهؤلاء الأشاوس وهم يقومون بإسعاف رجل مصاب من قوات المبير "بشار".
وهذه هي أخلاق الرجال وشهامة المقاتل، ومروءة المقاوم، لا الذين يدعون زوراً وبهتانا أنهم مقاومون، فتراهم يصبون كل إجرامهم على شعوب عزل، ويضعون رؤوسهم في الرمال أمام أعدائهم، ولو نزل هذا الحقد الذي حل بالشعب السوري على بني يهود المحتلين لفلسطين، لكان أفناهم من زمن، ولتحررت البلاد من دنسهم، بل لو فتحوا الباب – فقط– للأطفال الذين قتلوا على يد "المبير" لكانوا حرروا القدس بمساندة إخوتهم في فلسطين، كما فعلوا من مساندة لإخوتهم في العراق، ولكن يا حسرة على العباد!!
لقد تجاوز هذا المخلوق – المدعي كذباً للمقاومة– كل الحدود، وتعدى على الأعراف والعادات والتقاليد، وحطم الأخلاق، وأهان الإنسانية، ولو كان به ذرة من رجولة أو شرف أو كرامة لقاتل الجيش الحر وجهاً لوجه، ورجلاً لرجل، دون اللجوء إلى الأساليب القذرة التي ترفع عنها كفار قريش، ولم يستخدمها سوى شذاذ الآفاق، والمارقين الذين لا يعرفون أي دين، ولا يملكون ذرة من ضمير.
وإذا كانت ثلة من الشرفاء قد أرعبتهم، بما لديها من أسلحة بسيطة، ولم يصمدوا أمامهم ولجئوا إلى أساليبهم الحسيسة والدنيئة، فكيف سيكون حالهم إذا ملك "الجيش الحر" ربع الأسلحة التي يمتلكونها، ومن أجل هذا! يرفض العالم كله أن يمدهم بها، وعلى رأسهم المجرم "باراك" الذي طالب "أوباما" بعدم تسليح الثورة السورية!!
وشتان ما بين الفريقين، شتان بين البصير والأعمى، شتان بين النور والإيمان، شتان بين الحق والباطل، شتان بين من يأمر بالعدل ومن هو أبكم لا يقدر على شيء أينما يوجهه مولاه لا يأتي بخير، شتان بين من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ومن يعجب الناس قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، شتان بين من أن ذُكر بالله تذكر وخر راكعاً أناب ومن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، شتان بين من يمتلأ قلبه بنور من الله ومن ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، هل يستوون!! الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: