وائل بنجدو - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4870
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في إحدى زوايا الوطن العربي حي إسمه حي باب عامودا تصلك منه صور الاشلاء البشرية الذي يصعب عليك إذا رايتها ان تنساها , تزدحم في مخيلتك فتمنعك من النوم ... لكن لحسن الحظ لا تصل منفردة بل مصحوبة بصور من الصمود الأسطوري الذي تهتز له الجبال ... يتعالى صوت الجماهير الهادر ليؤكد لكل المتملقين المسبحين بحمد الحاكم أن إلاههم إلى زوال حتى وإن كان الاكثر " ممانعة " على وجه المعمورة .
حمص تثبت ان كل القصائد التي تغنت بالصمود لم تكن ترفا أو مجازا بل هي الواقع الملموس الذي يتحول فيه الشعب من مفردة مفرغة من كل المعاني إلى كلمة تحمل كل المعاني الجميلة . إنها الهدية التي قدمتها السماء إلى كل الشعراء و الادباء لتتحول إلى حجة يرمونها بتكبر في وجوه الساخرين من كل الكلمات و الذين لا يرون في المعجم العربي إلا كلمة " الواقعية " .
إضرب ايها النظام المجنون , إضرب فعلى يديك الملوثتين بالدماء نكتشف أنفسنا . إضرب فبفضلك نكتشف قوتنا العنيفة التي عجزت عن قتلها . إضرب لنقدم للعالم من خلال ضرباتك المعنى الحقيقي للواقعية .
واقعية حمص المرادف الحقيقي للممانعة و ليس ممانعتك البائسة التي شيدتها على أنقاض الكرامة الإنسانة .
دمر و خرب و اقتل فجرائمك لن تزيد إلا الصمود صمودا و التمرد تمردا . سيموت الشهيد ليثار للشهيد و سيستمد الاحياء رغبتهم في الموت من صرخات المعتقلين تحت ضربات جلاديك .
لقد إستعادت سورية قلب العروبة نبضها و لن تستعيد شوارعها السكون قبل ان تلفضك إلى غياهب النسيان . و لن يستكين أهل حمص قبل ان يحاكمونك بتهمة الغباء لانك لا تتعظ من تجارب التاريخ القريبة .
حمص التي تختلط فيها كل المشاعر و نحن نرقب مقاومتها و نسمع منها حرقة الأم على ولدها و بكاء الثكالى و صرخات اليتامى , فينتابنا الخجل و الضعف لأننا ما عهدنا نضالا كهذا النضال و لا صمودا كهذا الصمود و كنا نعد أنفسنا مناضلين و صامدين ... أنت المدينة التي يفر الخوف منهاخائفا مذعورا ...
إنك المرآة التي تعكس الجبن المختبئ داخلنا فإذ به مخيف ... إنك المحكمة التي تقف ضمائرنا مرتعشة في حضرتها مرعوبة من حكمها ... انت المنارة التي تنير بحرنا المظلم فتهتدي بضوئها سفننا المبعثرة إلى النهج السليم : نهج " الواقعية الحمصية " الذي به سيتحرر الوطن العربي من الماء إلى الماء و به ستفشل مؤامرات العملاء الذين حولوا شهدائك إلى مجرد أرقام و أوراق و بيانات ليجدوا من خلالها مكانا لهم في لعبة السياسة ...
.إذا كان الإنسان يولد كي يحتج ( مثلما يقول مكسيم غوركي) فإنه في حمص يولد كي يحتج و يموت و ينتصر .
لا اعرف لماذا اتذكر فلسطين ؟ لكن فلسطين ستحرر لأن في هذا الوطن العربي مدينة إسمها " حمص "..مدينة إختارات واقعية من نوع
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: