منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8381
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اليوم 14جانفي 2012 يكون قد مرّ عام كامل على سقوط الجنرال المدحور بن علي وزبانيته و أصهاره و أهله الذين عاثوا في الأرض فسادا و ملؤوا البلاد ظلما و تجنّيا و اغتصبوا خيرات البلاد، هذا الحاكم الفاسد الذي عمِل طيلة ثلاث و عشرين سنة على تغريب تونس و نزعها من حاضنتها العربية الإسلامية..
سنة كاملة مرّت على هذا الانتصار للقوّة و الإرادة الشعبية التي أثبتت أن الشعوب إذا أرادت التحرّر و الإنعتاق و سعت إليه و أرادت الحياة فإن كل القيود تنكسر.
سنة خلت أثبت فيه الشعب التونسي جدارته بالحرية و الكرامة و ممارسة حقّه في الحياة و صنع المصير بدون وصاية و لا تكميم و لا تكبيل و لا إقصاء.
بعد الثورة ركّز هذا الشعب حكومته المنبثقة على انتخابات حرّة، شفّافة و نزيهة و برغم بعض النّشاز في سير الأحداث طيلة هذه السّنة وتواتر بعض القلاقل والتي حاولت تذكيتها بعضا من جيوب الردّة و الخاسرين في الانتخابات، و زادتها بعض وسائل الإعلام تضخيما و تأويلا في محاولة لتوظيفها لإحداث التشويش المقصود على سير الحكومة و إلهاءها عن تركيز جهودها لإطلاق برامجها الإصلاحية والسعي نحو اجتياز الانهيار الاقتصادي للخروج بالبلاد من أزمتها.
و نذكر كذلك بقايا التجمّع المنحلّ و أباطرة نهب الثروات و المتمعّشين على هامشهم، الذين سحبت الثورة البساط من تحت أرجلهم و حاق بهم شرّ ما كانوا يصنعون، هؤلاء لا تهمّهم إلاّ مصالحهم الضيّقة و لهذا فهم سعوا جاهدين للإلتفاف على مكاسب الثورة و العمل على إفشال كلّ عمل من شأنه أن يعطي إنطباعا على بوادر النّجاح وشكّكوا في كلّ تحرّكات الحكومة و الذين سخّروا أنفسهم لخدمة البلاد و العباد و وضعوا مصلحة الوطن فوق كلّ إعتبار..
لاشكّ أن هؤلاء القلّة التي احترفت وضع العراقيل و دانت بالتشكيك سيذهب كيدهم هباء و سترتدّ عليهم نواياهم الفاسدة و سيموتون بغيظهم، و تونس ستواصل مشوارها الذي بدأته و تسلك في شموخ طريق العزّة و الكرامة معتمدة على الله ثمّ على أبناءها المخلصين في كلّ ترابها و الذين آمنوا بحقّهم في الحياة و آمنوا بخلاص تونس و ضرورة المحافظة عليها و البلوغ بها أعلى المراتب و لو بعد حين، و آمنوا أيضا بأن تونس حاضنة لكلّ أبناءها بلا تفريق و لا تمييز لكن كذلك لسان حالها يقول ( لا عاش في تونس من خانها....)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: