إياد محمود حسين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9890
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فكرة جميلة مقتبسة من مقال للكاتب العراقي الدكتور حاتم المطيري تحت عنوان ( بالدور ياعرب بالدور ) قمت على عاتقي بأختصار الموضوع وتحويره وإضافة اسطر عديدة من قبلي بأسلوب فكاهي نقدي لاذع يستحق النشر .
رجاء حار، إلى الأخوة العرب الأحرار، في كل الأقطار، ومن لديهم رغبة في القيام بالثورة في بلدهم، نرجو منهم أن ينظموا ثوراتهم بالدور، ويحترموا الطابور، وأنا أقترح على الأخوة في كل بلد عربي عندهم رغبة بالثورة، أن يتم ترتيب الأمور وتنسيقها بين الشباب الثوار في كل الأقطار، إما بالقرعة، أو بحسب الحروف، فتبدأ الثورة بالدول التي تبدأ بالألف ثم الباء ثم التاء..الخ، حتى يمكن لنا جميعا أن نتابع دوري الثورات العربية، ونقوم بالواجب للجميع!
وحتى أيضا تستطيع الأمة أن تقف مع كل ثورة بما تستحقه من الدعم والتأييد، فليس معقولا يا جماعة أن تقوم ثورة في ليبيا واليمن والعراق والجزائر والمغرب والبحرين في وقت واحد؟ لقد كنا بالأمس نتمنى ولو ثورة واحدة، فقامت عندنا ست ثورات في وقت واحد! وهذا شيء مذهل لا نستطع تصوره ولم نكن نحلم به! وإذا استمر العرب على هذه الوتيرة فسيحتاجون لاستكمال تحرير العالم العربي ستة أشهر أخرى فقط، فإذا العرب من الخليج إلى المحيط أحرار كما ولدتهم أمهاتهم، وإذا كل عروش الظلم والطغيان قد سقطت، ليستعيد العرب أوطانهم المنكوبة، وأموالهم المنهوبة، وكرامتهم المسلوبة!
لقد جاء ألان دور العراق في تحريره من عملاء وخدم ايران والامريكان وارساء قواعد الديمقراطية الدستورية الحقيقية البعيدة عن توجهات الأحزاب الطائفية الشيعية الصفوية مثل حزب الدعوة والصدريين . في العراق المحتل تم دراسة سلوكيات وممارسات العملاء الذين استلموا الحكم عن طريق الأمريكان واصبحوا الطغاة الجدد الذين يتحكمون بمصير الشعب العراقي يجب دراسة تاريخ كل سياسي عراقي قبل الثورة وأثناءها وبعدها، ومعرفة طبائعهم، وحججهم وذرائعهم، حتى يتوصل الشعب إلى اكتشافهم من صورهم وأشكالهم، لتتجنب الأمة وصولهم للسلطة ولو عن طريق الانتخاب! الحكام الذين سقطوا خطبوا ثلاث خطب، ثم سقطوا بعد الثالثة، فقد خطب المالكي أيضا وقال إن هذه التظاهرات مشبوه تقوم بها عناصر انتهازية كأنه جاء إلى الحكم عن طريق جهود حزبه الدعوجي ونضالهم الطويل وليس عن طريق جهود جيش الاحتلال الأمريكي كل الحكام الذين سقطوا وسيتبعهم المالكي عن قريب استشرى فسادهم المالي وفساد أسرهم وأبنائهم، وأثروا ثراء أسطوريا، وحولوا بلدانهم إلى عزبة وإقطاعية أسرية، وهي حالة تكاد تتصف بها كل الأنظمة العربية الحالية! عندما انطلقت هذه الثورات معنا بعض الذرائع التي يتحجج بها الطغاة وهي :
1ـ الخوف على البلد من الإسلاميين القاعدة والأخوان المسلمين والتنمية، كما قال زين العابدين.
2- الخوف على البلد من الإرهاب والاقتتال الديني الإسلامي المسيحي، والتدخل الدولي، والخوف على قطاع السياحة والدخل القومي، كما قال مبارك.
3- الخوف على الديمقراطية، والانتخابات الشريعة من إن تسقط بيد البعثيين والارهابيين مرة أخرى كما قال الساقط ابن الساقط المالكي بياع السبح ، وبما أن الصندوق في حوزته، والمفتاح في جيبه، فلا خوف على الديمقراطية! فهم جميعا يستخدمون مصطلح ارهاب ـ فوبيا ليقولوا لنا بأنهم صمام الأمان، وسور الأمن، وحماة الوطن! وابطال التحرير ، أما الواقع السيئ الذي أوصلوا دولهم إليها حتى خرجت الشعوب بالثورة ضدهم، فلا يتطرقون إليه!
كل هذه الذرائع لاتهمنا بقدر مايهمنا انتصار ارادة الشعب العربي . فإذا كان التونسيون قد حازوا في ثورتهم قصب السبق، وكانت ثورتهم فاتحة الثورات، فقد احتاج التونسيون إلى أقل من أربعة أسابيع تقريبا، وإذا كان المصريون قد حازوا كأس الثورة الأضخم، والحدث الأعظم في هذا القرن، ونجح المصريون في أقل من ثلاثة أسابيع تقريبا،
فإن الثورة العراقية التي بدأت يوم 25 شباط يجب إن تكون الأسرع حسما، والأقوى قصما أيضا لتخلصنا من الطابور الخامس الشعوبيين الذين يحكمون من وراء جدران المنطقة الخضراء ! فكم سيحتاج شباب العراق من وقت لانجاز ثورتهم الباسلة ؟ولا أدري من يستطيع أن يضرب الرقم القياسي الذي حققه الشعب التونسي ، هل يعقل أن تنجح ثورة في أقل من أسبوع! وإذا حدث ذلك فعلا، فإن عدد الدول العربية اثنتان وعشرون دولة، وقد بقي منها تسع عشرة دولة، فإذا صارت الشعوب فيها تتنافس على تحطيم الرقم القياسي، فهذا يعني أن الثورة الأخيرة عليها أن تحقق المهمة في ثمان ساعات تقريبا وهذا شيء لا يكاد يصدق!
وأرى ضرورة أن يراجع أي شعب عربي لا نية لشبابه بالثورة جيناتهم، وفي حال ثبوت دمائهم العربية وليست مختلطة بجينات ايرانية أو سريلانكية أو هندية او افريقية ، وأنه لا يوجد ما يمنعهم وراثيا من الثورة، فبالإمكان إرسالهم في دورة تدريبية تحت عنوان(كيف تصنع ثورة خلال شهر واحد) لدى الشباب في مصر أو تونس ، والاستفادة من خبراتهم في هذا الفن!
كما يمكن إقامة معاهد خاصة لهذا الفن في هذه الدول الثلاث، تستقبل الشباب من كل بلد من بلدان العالم كله، مع وضع رسوم للدراسة فيها، لتصبح مصدرا من مصادر الدخل القومي العربي!
كما أقترح أن يتم تشكيل لجنة تحكيم في تونس أو مصر لتقدير أداء كل ثورة، ووضع معيار للتحكيم بينها، ومعرفة مميزات كل ثورة وأبرز خصائصها ونقاط الضعف فيها!
وأرى بأن على العرب حتى بعد تغيير كل الأنظمة، أن يبقوا على هذا الدوري كل عشر سنوات، فأي دولة لم يتغير فيها نظام الحكم خلال هذه المدة، فعلى شعبها القيام بثورة شعبية سلمية، حتى لا تنقطع هذه العادة الكريمة، والخصلة الحميدة!
كما أرى ضرورة أن يتصدى المؤرخون والكتاب والمفكرون بتدوين أحداث هذه الثورات وأبطالها وأحداثها ومميزاتها، حتى تكون حاضرة دائما في ذاكرة الأجيال العربية، لتظل هذه الثورات جزءا من ثقافتها وممارساتها وسلوكها!
وأرى ضرورة التفاهم مع قناة الجزيرة الوكيل الحصري لبث هذا الدوري، حتى تقوم بتغطية كل ثورة تغطية شاملة، مع اشتراط عدم خلط الاوراق وممارسة الكذب والتحريض والنفاق خدمة للامبريالية الامريكية والصهيونية وإيران
وفي الختام . اكرر ندائي للأخوة الثوار العرب بالدور يا أخوة بالدور، والرجاء احترام الطابور، فالجميع سيحصل على نصيبه من الثورة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: