أيـــاد محمود حســـين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11208
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
افرز الاحتلال الامريكى الصهيونى للعراق بتحقيق الوعد التاريخى عبر الدورات المختلفة التى مرت على العراق منذ خمسة الاف عام ولحد الان . وهذا الوعد تحقق لاول مرة عندما دخل نبوخذنصر اورشليم ودمرها عن بكرة ابيها وسبى اليهود الى مدينة بابل . وعاد الوعد الثانى ليتحقق فى ارضه مرة اخرى .
قال سبحانه وتعلى فى محكم كتابه المجيد القران (وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتب لتفسدن فى الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ، فاذا جاء وعد اولهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بئس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعولا ، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددنكم بأموال وبنين وجعلنكم اكثر نفيرا . ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فأذا جاء وعد الاخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا ) لقد ذكرنا الله عز وجل بفكرة الوعد الثانية (وعد الاخرة) التى اصبحت الان مطروحة على بساط التحقيق الفعلى . وسأطرح هنا النبؤات التى اطلقها انبياء بنى اسرائيل فى تحذيرهم من غضب الله عليهم وتشتيتهم بين الدول والشعوب الاخرى . والاحتلال الامريكى الحالى للعراق فتح المجال واسعا على احتمالات تحقيق الوعد الالهى الثانى بدخول المؤمنين القدس مرة ثانية وتحريرها من ايدى اليهود ، وبهذا نكون قد اصبحنا على مشارف انتصار عراقى عظيم بقيادة المقاومة العراقية المجاهدة المؤمنة على قوى الشر والكفر والظلم والطغيان متمثلا بالتحالف الامريكى الصهيونى التى حرفت هذه النبؤات التى جاء ذكرها فى التوراة لكى تكون اكثر ملائمة لاهدافها السياسية والدينية .
وقد ذكرت الاحاديث الاسلامية وخاصة عند المراجع الشيعية عن ظهور السفيانى ، واهدافه وخططه وطغيانه ووصفه ، وهو من القدر المحتم عندهم فى كتبهم ومراجعهم . ولايوجد لدى اهل السنة اى شىء حول هذا الموضوع . فقد جاء عن ابن مسعود عن السفيانى ان له الفتنة المظلمة وله تحرك عسكرى الى الشام ( كل فتنة شوى حتى تكون بالشام ، فأذا كانت بالشام ثم بالبلاد العربية جمعا ، بل والعالم اجمع ) وبغض النظر عن التفسيرات المختلفة حول شخصية السفيلنى على مسرح الواقع ، فأننى اعتقد ماهو الا واجهة ينفذ من خلالها اعداء الاسلام خططهم ، فهو احد اعمدة مخططات الصهيونية العالمية ضد العرب والمسلمين . وقد جاء وصف ذلك السفيانى عن (ابى عبد الله الصادق) قائلا (انك لو رأيت السفيانى رأيت اخبث الناس اشقر احمر ازرق ، يقول يارب ثأرى ثم النار) وقد فسر الاستاذ محمد فقيه فى كتابه (السفيانى) هذه الالوان الثلاثة ، اشقر الشعر ، احمر الوجه ، ازرق العينين) وهذه البشرة تتمثل بجنود الاحتلال الامريكى فى العراق . اما قوله الثأر فأنه يعنى الانتقام لان بلاده تعرضت لعدوان لم يحدث مثله فى تاريخ امريكا كحادثة 11 سبتمبر فى نيويورك . وفى بحار الانوار اكبر مصادر الشيعة للامام المجلسى عن خروج السفيانى يقول ( ان السفيانى يقبل من بلاد الروم منتصرا ) وهناك رواية اخرى تقول (يأتى من بلاد الروم وفى عنقه صليب) لقد كان السفيانى من القدر المحتم ، اى انه كان امر غيبى اخبر به رسول الله محمد (ص) امته ، وانه فتنة عظيمة تؤدى لفتن اعظم ، وهكذا حسب اعتقادى فأن الاطار الزمنى للاحداث قد ظهرت بالفعل عندما سقطت بغداد عن طريق السفيانى الذى هو ( بوش ) الحالى ، واصبحت قواته تحارب الان على ضفاف نهر الفرات وهو يدمر مدن الفرات الواحدة تلو الاخرى ، البارحة القائم والكرابلة والفلوجة واليوم حديثة . ان اكثر التفسيرات التى جاءت فى كتب المفسرين تذكر ان المعارك التى يخوضها السفيانى تقع على نهر الفرات شمالا ، ولم تذكر جنوب العراق . فالسفيانى هذا يحاول ان يؤسس نظاما دوليا جديدا تحت قيادته ، فاليهود فى التوراة يؤمنون ان انبثاق النظام العالمى الجديد يأتى من رماد بابل هو اية من ايات اقتراب نهاية التاريخ ، وحرب الابادة الوحشية التى انبثقت من ذلك الرماد لاتختلف عن حرب ابادة الهنود الحمر . فأمريكا عندما تحاول ابادة العراقيين لتحقيق الحلم التوراتى الصهيونى القادم من رماد بابل (العراق) فأن مهمة امريكا اليوم هو محاربة (محور الشر) الذى نصت عليه التوراة ، لتكوين نظاما عالميا جديدا للدفاع عن اسرائيل واليهود ، والانتقام من بابل بقصفها من السماء ، لانها هى التى عذبت شعب الله المختار ، واغرقته بالدموع والاحزان . فالعراق اليوم حسب هذه النبؤات تعاقبه امريكا لانه وريث بابل ، ولكن الرهبة والخوف التى يعيشها اليهود اليوم من العراق حسب الوعد التوراتى التى غلب عليهم وعلى عواطفهم وعقول حاخاماتهم مازالت ثابتة فى نفوسهم ، وخاصة الرهبة من ذلك ( الاشورى ) الذى ممكن ان يولد من (رحم اى مستقبل) حتى لو كانت كارثته قد انتهت مع نهاية نبوخذنصر . فأغلب اليهود يؤمنون بالتناسخ ، وقد جاء فى التوراة ذكر (بين النهرين) (نهر دعة) التى يعتبرونها مدينة حديثة الحالية التى تقع على نهر الفرات ، والتى تشهد الان اشد المعارك ضراوة فى تاريخ العراق الحديث بين جيش السفيانى بوش والمجاهدين العراقيين الابطال .
ان اسرائيل نفسها مسكونة الان بخوف وهاجس من انتصار المقاومة العراقية ، كما جاء ذلك فى التوراة . وابرز هذه الهواجس والخوف من ان تكون نبؤة اشعيا فى الاصحاح 10 عن الاشورى الذى يقود امة جبارة يسلط على اسرائيل ، ويجعل اليهود كطين الازقة ، لها دلالة مستقبلية لاعلاقة لها بما فعله (نبوخذنصر) البابلى الذى قام بأحتلال اورشليم القدس عام 579 قبل الميلاد ، وعاد وخربها مرة اخرى عام 586 قبل الميلاد ، بل هناك هاجس فى نفوس اليهود من يوم اسمه (الانتقام من صهيون) حسبما ورد فى نبؤة النبى اشعيا ايضا الاصحاح 34 . فالاشورى فى الوقت الحاضر هو رمز للعراقى ومقاومته البطولية الجهادية ، والتى ستمتد لتشمل باقى البلدان العربية حتى تصل فلسطين المحتلة . فالسفيانى اذن داهية جبار فى الارض ، يحارب ويسفك الدماء من اجل لاشىء ، مثلما تفعل الان قوات الغزو والدمار الامريكية فى العراق .
والنبؤات التى يتقاسمها النصارى واليهود قائمة على الايمان بحدوث معركة هرمجدون النووية العظمى ، او الحرب العالمية الثالثة . فالانجيليون المتهودون يعتقدون بأنها ستقع فى سهل مجدو بين القدس وعكة ، ومنهم من يذكر انها ستقع بين الجليل والضفة الغربية ، ومنهم من يذكر ان سهل مجدو يمتد من القدس حتى البحر المتوسط ، كما جاء فى سفر الرؤيا . اما الكنيسة التدبيرية الامريكية ، وهى قائمة على فكرة ان كل شىء فى الكون مدبر وفق خطة مبرمجة شاملة ، وهى ترى ان اسرائيل سوف تتعرض الى هجوم من المسلمين ، ثم تقع مجزرة بشرية عظيمة تدع هرمجدون ، ففى هذه المجزرة تستعمل كل انواع الاسلحة التدميرية النووية والكيمياوية .
وتكشف نصوص التوراة واقوال انبياء بنى اسرائيل مثل اشعيا وارميا وحزقيال ان المبعوثين على اليهود فى المرة الثانية سيخرجون من الارض نفسها التى خرجوا منها فى الاولى ، وهذا مطابق بما جاء فى القران الكريم سورة الاسراء 4 ، وان هذه الارض هى بابل العراق حاليا والمقادمين من كل ناحية هم المؤمنين ابناؤها وسائر الكلدانيين ، ومعهم جميع ابناء اشور ، وبما ان التوراة تخبرهم بصراحة فأن البعثين كليهما سيخرجان من ارض واحدة ، فأنها توصيهم وتأمرهم بتدميرها بعد عودتهم من الشتات لفلسطين فى المرة القادمة ، وانها تحرضهم وتحثهم بالا يدخروا جهدا من اجل اعادة اهلها الى العصر الحجرى ، وحتى لايتمكنوا من الانبعاث عليهم مرة اخرى . وهذا ماصرح به بوش الكبير فى حرب الخليج الاولى التى شنها على العراق فى رسالته الموجهة الى الرئيس صدام عن طريق وزير خارجيته ، والتى رفض طارق عزيز استلامها فى حينها .
ومما جاء فى النصوص التوراتية سفر التثتية 28-49 (ويجلب الرب عليكم امة من بعيد ، من اقصى الارض ، فتنقض عليكم كالنسر) (امة جافية الوجه يثير منظرها الرعب ، لاتهاب الشيخ ولاتراف بالطفل ، اولى بأس شديد ) (لاننى واثق انكم بعد موتى تفسدون وتض