أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9216 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في خطابه الأخير الذي ألقاه نجاد بمناسبة الثورة في إيران، تحدث فيه عما يجري من تغيرات في العالم، والتي أدت إلى إسقاط طاغيين من طغاة العرب في تونس ومصر، وزعم أن الذي يجري هو تدخل الإمام المهدي الذي يعمل على نشر العدل في العالم بإرادة الله تعالى، قاصداً في هذا أن الإمام المهدي سيكمل مشروع إيران الساعي إلى نشر ولاية الفقيه في العالم وينشر العدل بين الناس بعد أن ينتقم من أعدائه، في إشارة منه إلى امتداد نفوذ إيران في العراق وسوريا ولبنان وليبيا والبحرين وباقي دول العالم التي سيحكمها الإمام المهدي تحت راية ولي الفقيه في إيران.
ولكن الأحداث التي تجري في ليبيا أكدت أن الإمام المهدي المزعوم قد فقد البوصلة، وبدأ ينتقم من أتباعه، ويكشف عن حقيقة عمالتهم وإجرامهم للعالم أجمع، بل إن هذه الأحداث كشفت عن الوجه القبيح لهذه الدول التي تدعي المقاومة، فإذا كان هذا هو العدل الذي يزعم هؤلاء أن هذا الإمام المهدي سينشره في العالم فقبحاً لهم وقبحاً لعدلهم!!
ما يجرى في ليبيا أوضح مدى إجرام هذا النظام الذي كان يقتل الشعب الليبي داخل السجون وخارجه، ويقتله اليوم من خلال الاستعانة بقوات ايطالية وقوات افريقية، ويقصفه بالطائرات والمدفعية، ويحرقه حرقاً، بعد أن خسر ملكه في أقل من خمسة أيام، وكان لانضمام الجيش والقبائل والأمن إلى أبناء بلدهم والذين رفضوا أن يشاركوا هذا المجرم جرائمه، تماديا له في ارتكاب هذه المجازر، في الوقت الذي كان فيه ابنه سيف الشيطان يهددهم بأن يرجعوا إلى بيوتهم ووصفهم بمجموعة من السكارى والحشاشين، أو أنه سيبيدهم إبادة جماعية، وأنهم سيترحموا على الخمسة وثمانيين قتيلاً الذين قتلوا من قبل، بل وصل الأمر به إلى أن يهدد هذا الشعب الليبي بأنهم إذا لم يرضخوا لحكم هذا الطاغية، فإنه يهددهم بأن يعيد الاحتلال الغربي لهذا البلد الإسلامي، بعد أن زعم أن جماعات إسلامية أعلنت عن ولادة إمارة إسلامية في المدن التي سقطت بيد الشعب الليبي، الأمر الذي دفع أصدقائه في ايطاليا الإعلان عن خوفهم من نشوء دولة إسلامية في ليبيا، كما فعلها من قبله ثور مصر الراحل، عندما أعلن انه إذا ترك الساحة فإن الإسلاميين سيستلمون من بعده، وهذا ما لم يحدث أبداً.
هذا الإجرام تقوم به دول المقاومة التي تدعي أنها تسعى إلى إقامة العدل في العالم، ولكن زمن إخفاء الجرائم قد ذهب إلى غير رجعة، كما فعلوا بإخفاء جرائمهم التي ارتكبوها سابقاً في سوريا وفي كل مدنها بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كما حصل في مجزرة حماة والتي ذهب ضحيتها ثلاثون ألف قتيل، وفي إيران وما يرتكبوه بحق الشعب الإيراني في الأحواز وفي بلوشستان وبحق المتظاهرين الذين خرجوا تنديداً بتزوير الانتخابات، فبوجود النت ومواقع التواصل الجماعية تنقل هذه الجرائم في لحظتها إلى العالم اجمع، رغم محاولة تلك الدول أن تمنع الاتصالات وتحجب النت، وما يقوم به النظام الساقط في ليبيا من إجرام تأكيد لهذا الوجه الإجرامي لهذه الدول، والتي خجل سفاحي تونس ومصر من ارتكابها بحق شعبيهما.
وبهذه الجرائم تتضح كذلك أكاذيب هذه الدول التي تدعي المقاومة، وأنها أكثر عمالة من حكومات دول الاعتدال، فهذا السفاح القذافي الذي يدعي أنه ثوري، يسقطه شعبه في طرفة عين، ويستعين بالغرب من أجل تقتيل أبناء ليبيا الأبطال، وتكشف أنهم ليسوا أصحاب عدل وإنما هم مجرمون يحتمون بالمرتزقة لتقتيل الشعوب المسلمة.
نعم سينشر الله العدل في هذا العالم ولكن ليس من خلال هذا المهدي المختفي داخل سرداب، والذي ينشر أتباعه الموت في كل مكان؛ وإنما من خلال خلافة تقوم على الإسلام كما أقامها من قبل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم جميعاً – وسقوط هذا الطاغية بات قاب قوسين أو أدنى رغم استعانته بمرتزقة من ايطاليا وأفريقيا، وارتكابهم جرائم يقشعر لها البدن بحق شعب ليبيا المسلم، وستسقط قلعة من قلاع الظلم والإجرام، قلعة نشرت الرعب والإجرام عبر عقود من الزمن، لينكشف أكاذيب هذه الدول التي تدعي أنها تسعى لنشر العدل؛ وأنها لا تقوم سوى بنشر القتل والتدمير والخراب، كما تفعل في إيران والعراق ولبنان وليبيا، ولكن بإذن الله بسقوط هذه القلعة ستسقط هذه الدول الإجرامية واحدة تلو الأخرى، كما تتساقط حكومات دول الاعتدال، ولن يظهر مهديهم المزعوم أبدا!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: