نصف نساء تونس عوانس: المجتمع التونسي يتجه نحو التفكك بخطى حثيثة
بوابتي المشاهدات: 17313
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تظهر كل المعطيات أن المجتمع التونسي يتجه بخطى حثيثة نحو التفكك، فتونس تحوز على أعلى نسب الطلاق عربيا، وتونس يعمها الانحلال الأخلاقي بكل أنواعه تقريبا (انتشار الزنا والتشجيع عليه، تزايد ظاهرة الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، التمرد على مؤسسة الزواج من طرف الأبناء ومن طرف الزوجة...)، وها ان بعض المعطيات الاخرى جاءت لتزيد من دواعي الفزع الذي لابد وان يصيب كل تونسي مسؤول، كيف لا وقد بينت الاحصائيات ان نصف النساء التونسيات من الاتي بسن الزواج، هن عوانس (1).
والغريب انه رغم هذه المؤشرات الخطيرة والي جعلت من بلادنا أنموذجا سيئا على مستوى العالم الإسلامي، فانك بالمقابل لا تلاحظ أي بوادر جدية من طرف الجهات المسئولة لمعالجة الأمر، بل انه يعمل بالمقابل على مواصلة انتهاج نفس الأساليب التي كانت وراء الإيصال للحالة التي نحن عليها.
فالقوانين المنظمة للأحوال الشخصية التي سنت منذ نصف قرن والتي اقتبست في جزء كبير منها من فرنسا، لاتزال هي هي لم تراجع، والحال ان هذه القوانين جزء من عوامل تفكيك الأسرة، كما ان منظومات قوانين الطفل ذات الأصول الغربية والتي فرضت علينا منذ سنوات، هي أيضا لازالت سيفا مسلطا على الأولياء من حيث أنها تمنعهم من تربية أبنائهم، وهي تمثل عاملا إضافيا في إشاعة الفوضى داخل الأسرة التونسية.
وبالإضافة للبعد التشريعي، فلازالت نفس عمليات التغريب والإلحاق بالغرب ماضية بتونس على أشدها بكل المستويات وبكل الوسائل، فالتعليم لازال بكل أطيافه مختلطا مما يكرس واقع التطبيع من الفساد منذ بواكير التكوين النفسي لدى الطفل ويجعله غير قادر من بعد على استيعاب مفاهيم كالتعري والشرف والحشمة والعفة وغيرها، ثم ان التعليم لدينا ذو محتوى لايكاد يحيل للإسلام البتة الا بأقدار ضعيفة رفعا للعتب ولا تأثير لها، وتعج محتويات التعليم التونسي بالتشجيع على التسيب والتعري وتعلي من رموز الفسق والتمرد على القيم عموما، وتقدم صورا شائهة عن تاريخنا وحضارتنا الاسلامية، فتاريخنا باغلب المناهج التونسية تاريخ صراع وحروب وتمردات وفشل يعقب الفشل، مما ينتهي بأن يعمل على تنفير الطفل التونسي من هذا الارث الحضاري ويسهل من بعد عمليات الحاقه بالغرب كما ارادها واضعو مجمل المناهج التونسية ايام الهالك محمد الشرفي، كما انه يسمح للتعليم الأجنبي ان يساهم بقدر كبير في فرض حالة التمزق والانبتات الثقافي على أبنائنا من دون أدنى تدخل من سلطات الإشراف، حيث وصلت الأمور ان يقع إجبار التلميذ التونسي على دراسة المناهج الفرنسية بالمدارس الخاصة التونسية، ويتم ذلك منذ المراحل الأولى للتعليم الابتدائي
ثم إن وسائل الإعلام تعج بدورها بما كل مايشجع على تكريس حالة الضياع التي يشهدها المجتمع التونسي، ومن علاماتها التمرد على الأسرة ومكوناتها والاستهانة بالآباء وازدرائهم، كما يقع تقديم كل ما من شانه أن يعلي من رموز الفسق والمنحرفين من خلال مصطلحات مضللة كفنانين او من خلال برامج الواقع، من ذلك انه يتم الترويج للعلاقات خارج مؤسسة الزواج عن طريق الاحتفاء والتعاطف مع بعض رموزها عوض تسفيههم والحط من قيمتهم
و أما وسائل التثقيف الجماهيري كالمهرجانات، فإنها لا تفتأ تقدم كل ما من شانه ان يرسخ مبادئ الانحلال والتمرد على الاسرة، والترويج لرموز الانحراف ممن يقدم على إنهم قدوات للشباب، في شكل فنانين وماشابههم.