البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إرهاب المصطلح

كاتب المقال د. محمد مورو   
 المشاهدات: 10469



إذا رفضت الماركسية فأنت ضد العدالة الاجتماعية ورأسمالي بالضرورة، وإذا رفضت الديمقراطية فأنت ضد الحرية وفاشي بالضرورة، هكذا يضع العلمانيون المسألة، رغم أن وضع المسألة بهذه الطريقة يخل بأبسط قواعد المنطق.

نعم نحن نرفض الماركسية؛ لأنها نتاج غربي وجزء من السياق الاجتماعي الغربي، وننحاز في الوقت نفسه إلى المستضعفين والفقراء وندعو إلى العدالة الاجتماعية، ونرفض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، والمنهج الإسلامي في هذا الصدد واضح وتفصيلي ومحدد، قد يتشابه مع الماركسية، أو يختلف عنها، ولكنه يظل شجرة مذهبية مستقلة عن الشجرة الماركسية، وتختلف عنها في الأصل والجذور والثمار، وإن تشابه معها في بعض الأشياء كتشابه أي شجرتين مختلفتين، نرفض الماركسية انحيازًا إلى العدالة الاجتماعية؛ لأننا ندرك أن الماركسية لن تحل قضايا الفقراء والمستضعفين، بل تزيدها تعقيدًا وظلمًا وهذه تجربتها تدل عليها.

نعم نرفض الديمقراطية؛ لأنها أيضًا نتاج غربي وجزء من السياق الاجتماعي والسياسي الغربي، وننحاز في نفس الوقت إلى حقوق الإنسان، والمنهج الإسلامي في هذا أيضًا واضح وصريح وتفصيلي ومحدد، ونقول إن هذا قد يتفق في الكثير أو القليل مع الديمقراطية وقد يختلف عنها وهذا لا يعنينا، فمنهجنا في الحرية حرية الاختيار والتعبير شجرة مستمدة من الأصل الإسلامي، تتشابه أو لا تتشابه مع الديمقراطية كما تتشابه أي شجرتين دون أن يكونا شجرة واحدة، أو من بذرة واحدة.

نرفض كل المذهبيات السياسية والاجتماعية الغربية؛ لأننا نحرص على تحرير المصطلح كجزء من الصراع الحضاري مع الغرب الذي يفرض علينا معركته لاستعمارنا ونهبنا والقضاء علينا وزرع "إسرائيل" في قلبنا، نرفض كل المذهبيات السياسية والاجتماعية الغربية؛ لأنها نتاج لأرضية حضارية فاسدة هي الحضارة الغربية، عانى العالم منها الكثير وعانينا نحن أيضًا منها الكثير.

وإن نظامنا السياسي الإسلامي "الشورى" أفضل ألف مرة من الديمقراطية الغربية؛ لأن الديمقراطية الغربية مزدوجة المعايير وعنصرية، أما نظامنا الإسلامي فمعاييره واحدة وغير عنصري، الديمقراطية الغربية هي التي مارست في ظلها دول الغرب كل جرائمها الاستعمارية من نهب وقهر وعنف وعنصرية واستغلال للدول الفقيرة والضعيفة، أما نظامنا الإسلامي فهو يجعل المسلمين كأمة ليسوا فقط ممنوعين من استغلال وظلم غيرهم، أو ضرورة العدل مع العدو قبل الصديق، بل مسئولين عن رفع الظلم والقهر والنهب والاستغلال عن أي إنسان وأي جماعة بشرية على وجه الأرض.

في ظل الديمقراطية الغربية يمكن أن تفسد البيئة وتلوث الأرض وتنتج السلاح الذري وتصيب الإنسان بالاغتراب، أما نظامنا السياسي الإسلامي فيجعل الأمة مسئولة عن المحافظة على البيئة وعدم إنتاج إلا ما يسعد الإنسان.

الديمقراطية الغربية تفتقد بالقطع إلى الحرية؛ لأن الحاجة الاقتصادية والحرمان والخضوع للاحتكارات الكبرى يجعل المسألة مجرد لعبة بين المؤسسات العملاقة التي تسلب الإنسان حريته الحقيقية عن طريق الحاجة الاقتصادية، أو المافيا ومنظمات الجريمة، أو الإعلام المتوحش أو غيرها، أما نظامنا الإسلامي فإنه يجعل الإنسان قادرًا على مواجهة كل هذا لو نشأ؛ لأنه يعرف أن الله أكبر وأعز من تلك القوى، ثم إنه يمنع نشأة هذه المؤسسات القاهرة للإنسان بوسائل متعددة.

الديمقراطية الغربية تعطي للفرد حرية إفساد المستقبل والقضاء على الأجيال القادمة، أو حتى الإضرار بالآخرين فيما حوله؛ لأن حرية الزنا مثلًا انتقاص لحرية وحق الآخرين في عدم اختلاط الأنساب، فضلًا عن الأضرار التي تلحق بالمرأة التي تتحمل وحدها نتيجة هذا الزنا في معظم الأحوال، وحق الإجهاض مثلًا اعتداء على حق الجنين، وحرية الشذوذ طريق إلى انهيار المجتمع؛ أي مصادرة لمستقبل الأجيال القادمة .. وهكذا، أما نظامنا الإسلامي فهو يحرر الإنسان ويحمي الآخرين ويحافظ على مستقبل الأجيال القادمة.

نكرر أننا نتمسك بتحرير المصطلح، ونتمسك في نفس الوقت بحق الاختيار لكل إنسان، وحق التفكير والنشر، وحق تداول السلطة وحق الاجتهاد، وحق تشكيل المؤسسات السياسية الحزبية والنقابية والثقافية، ونعتبر أن الاعتداء على كرامة الإنسان أهم عند الله من الاعتداء على حرمة الكعبة!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الغرب، علمانية، ليبيرالية، الماركسية، المصطلحات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-03-2009   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، يزيد بن الحسين، تونسي، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، ياسين أحمد، يحيي البوليني، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، كريم فارق، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، مجدى داود، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، عمر غازي، أبو سمية، رافع القارصي، أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، محمود سلطان، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، عراق المطيري، صلاح الحريري، أحمد ملحم، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، علي عبد العال، صفاء العراقي، سلام الشماع، حاتم الصولي، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، سيد السباعي، فهمي شراب، محمد الياسين، د - عادل رضا، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، فتحي العابد، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة