البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(39) الوصايا العشر في مواجهة الأزمات الشخصية

كاتب المقال  د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10489


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وضع علماء الإسلام منهجا خاصا يستطيع به المؤمن أن يواجه الأزمات التي قد تعرض له أو المصائب التى قد تصيبه في نفسه أو أهله أو ولده أو ماله وغير ذلك على النحو التالى:

(1) على المصاب أن يسترجع ويصبر ويحتسب لحظة وقوع الصدمة ثم يركن إلى الله تعالى رجاء أن يخلف الله عليه و يعوضه عن مصابه.
الصبر – كما يعرفه العلماء- هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب. ومن المعروف أن للمصيبة المفاجئة روعة تزعزع القلب وتزعجه، فإن صبر المصاب لحظة وقوع الصدمة انكسرت حدتها وضعفت قوتها فيهون عليه استمرار صبره بعدها لأن المصيبة ترد على القلب وهو غير موطن لها فتزعجه وهى الصدمة الأولى، وأما إذا وردت عليه بعد ذلك توطن لها وعلم انه لا بد له منها فيصبر، لكنه يكون مضطرا هنا، وهذا الصبر الإضطرارى غير محمود ولا ثواب عليه. ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الصبر عند أول صدمة ".
وفي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها " قالت: فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبى سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسوله". وقد بشر الله الصابرين بثلاث كل منها خير مما يتحاسد عليه أهل الدنيا، فقال تعالى:" وبشر الصابرين الذين إذ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك (1) عليهم صلوات من ربهم (2) ورحمة (3) وأولئك هم المهتدون.
والله تعالى لا يخيب من لجأ إليه، بل يعوضه كما عوض أم سلمة بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه من كل شيء عوض إلا الله تعالى. وعلى المصاب أن يعلم أن حظه من المصيبة ما يحدث له فمن رضي فله الرضي و من سخط فله السخط. وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد و أبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " ما يصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا سقم و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته " و الوصب هو المرض ـ و النصب هو التعب.
وفي الصحيحين عن عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز و جل بها عنه حتى الشوكة يشاكها ".

(2) أن يحمد الله تعالى على أن مصيبته وقعت عند هذا الحد وأنه تعالى لو شاء لجعلها أعظم مما هي ، وعليه أن يستقبلها بالبشر والقبول والكتمان.
على المصاب أن يحمد الله تعالى على أن مصيبته لم تكن أعظم مما هى عليه. ولهذا قال بعض الحكماء: إن لله عبادا يستقبلون المصائب بالبشر: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم. والمؤمن الموفق هو من يتلقى المصيبة بالقبول و يعلم أنها من عند الله لا من عند أحد من خلقه و يجتهد في كتمانها ما أمكن، ويقول العلماء: ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان المصيبة و كتمان المرض و كتمان الصدقة..و قال بعض السلف: ثلاثة يمتحن بها عقول الرجال: كثرة المال و المصيبة و الولاية. و قال العلماء كذلك: من جواهر البر كتمان المصيبة حتى يظن أنك لم تصب قط.

(3) أن يوطن المصاب نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله تعالى، و أنها بقضائه و قدره و أنه سبحانه و تعالى لم يقدرها عليه ليهلكه بها و لا ليعذبه و إنما ابتلاه ليمتحن صبره و رضاه و شكواه إليه و ابتهاله و دعاءه . وأن يعلم كذلك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ولهذا عليه أن يحذر أن يتسخط أو يعترض على قدر الله فيتفوه بألفاظ التظلم و الشكوى، أو أن يتكلم في حال مصيبته و بكائه بشيء يحبط به أجره و يسخط به ربه مما يشبه التظلم.
قال تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور" الحديد 23
فإذا تأمل هذه الآية الكريمة وجد فيها شفاء أو دواء لما أصابه. وليعلم المصاب أيضا أن الله تعالى فعال لما يريد يتصرف فيهم كيف يختار، من موت و غرق و حرق و غير ذلك مما قضاه و قدره و أمضاه لا يسأل عما يفعل و هم يسألون ؟ ! فإذا تسخط الإنسان بأقوال و أفعال منكرة نهى الشرع عنها وذم فاعلها لشرعه في الدين ما لم يأذن به الله و لا رسوله فإن سخطه هذا يكون مناف للرضا و الصبر و يضر بالنفس و البدن و لا يرد من قضاء الله و قدره شيئا. وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له: يا رسول الله أوصني و لا تكثر علي قال : لا تتهم الله عز و جل في شيء قضاه لك "
يقول العلماء " إن الله تعالى عدل لا يجور و عالم لا يضل و لا يجهل و حكيم أفعاله كلها حكم و مصالح، ما يفعل شيئا إلا لحكمة فإنه سبحانه له ما أعطى و له ما أخذ لا يسأل عما يفعل و هم يسألون و هو الفعال لما يريد و القادر على ما يشاء له الخلق و الأمر، وعلى المصاب أن يتكلم بكلام يرضي به ربه ويكثر به أجره و يرفع الله به قدره ".

(4) ألا يدعو المصاب على نفسه أو يحزن ويبكى إلا على تفريطه في حق الله تعالى أو ما لا يقترن بمحرم.
يقول العلماء: " ليحذر العبد أن يدعو على نفسه فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال لما مات أبو سلمة: ( لاتدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ). وعلى المصاب أيضا ألا يحزن وألا يبكى ويتأسف إلا على تفريطه في حق الله تعالى، وعليه أن يستشعر الانفراد في القبر وحيدا ذليلا مستوحشا ثم مسائلة منكر ونكيرعليهما السلام و طول مكثه تحت الثرى إما منعما و إما معذبا ثم من بعد ذلك خروجه من قبره و قيامه لرب العالمين ثم وقوفه الطويل في المحشر و ما يرى من أهوال يوم القيامة ثم حسابه بين يدي الله تعالى ووزن أعماله وتطاير الصحف و المحاسبة على مثقال الذرة و أنه سيجد ما عمل محصيا عليه محررا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها و أنه بين رجاء و خوف إما لذات اليمين أو لذات الشمال ، فلو استشعر المصاب هذه المصائب العظيمة التي بين يديه والتي كان هو غافل عنها غير مستعد لها لشغلته عن مصابه ولرجع إلى الصبر و الرضا بما قدره الله تعالى وأمضاه.
ولم يأمر الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بالحزن لا في المصيبة و لا في غيرها بل قد نهى الله عنه في كتابه و إن تعلق بأمر الدين. لكن الحزن منه محمود و مذموم كقوله تعالى: " و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون " و قوله: " و لا تحزن عليهم " وقوله تعالى في حق نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و أبي بكر: " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " و قوله تعالى: " فلا يحزنك قولهم " و نحو ذلك من الآيات كثير في القرآن وما ذاك إلا لأن الحزن لا يجلب منفعة و لا يدفع مضرة فلا فائدة فيه و ما لا فائدة فيه لا يأمر الله به لكن الحزن والبكاء لا يأثم يهما صاحبه إذا لم يقترن ببكائه وحزنه محرم .

(5) أن يعلم المصاب أن الدنيا ليس فيها لذة على الحقيقة إلا و هي مشوبة بالكدر وأن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة في الآخرة و حلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة .
يقول العلماء :( كل ما يظن الإنسان في الدنيا أنه شراب فهو سراب و عمارتها و إن أحسنت صورتها خراب و جمعها فهو للذهاب و لولا أن الدنيا دار ابتلاء لم يكن فيها الأمراض والأكدار ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار، فآدم : يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا. ونوح : بكى ثلاثمائة عام . و إبراهيم : يكابد النار و ذبح الولد.ويعقوب: بكى حتى ذهب بصره. و موسى : يقاسى فرعون و يلقي من قومه المحن . وعيسى بن مريم: كان لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك . ومحمد صلى الله عليه وسلم :عانى من الفقر و قتل عمه حمزة و هو من أحب أقاربه إليه و نفور قومه عنه و غير هؤلاء من الأنبياء و الأولياء مما يطول ذكره . و لو خلقت الدنيا للذة لم يكن حظ المؤمن منها. و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فهي ابتلاء و سجن ومحن فلا ينبغي إنكار وقوع المصائب فيها .وعلى المصاب أن يعلم أن انتقاله من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرله من عكس ذلك فإن خفي عليه ذلك فلينظر إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم : " حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات " وكذلك قوله في الصحيح : " يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا و الله يارب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله يارب " .
وهنا تتفاوت عقول الناس و تظهر حقائق الرجال فأكثر الناس يؤثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ولم يتحمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد و لا ذل ساعة لعز الأبد و لا محنة ساعة لعافية الأبد فإن الحاضر عنده شهادة و المنتظر غيب و الإيمان ضعيف و سلطان الشهوة حاكم فتولد من ذلك إيثار العاجلة و رفض الآخرة، ما ذاك إلا لحبهم هذه الحياة الدنيا.

(6) أن يعلم المصاب أنه لولا محن الدنيا و مصائبها لأصابه من أدواء الكبر و العجب و الفرعنة و قسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا و آجلا .
يقول العلماء:" من رحمة الله تعالى على عباده أنه يتفقد عبده في بعض الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء و حفظا لصحة عبوديته و استفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة فسبحان من يرحم ببلائه و يبتلي بعض القوم بالنعم ، فلولا أنه سبحانه و تعالى يداوي عباده بأدوية المحن و الابتلاء لطغوا و بغوا و عتوا و تجبروا في الأرض و عاثوا فيها بالفساد فإن من شيم النفوس إذا حصل لها أمر و نهي و صحة و فراغ و كلمة نافذة من غير زاجر شرعي يزجرها تمردت و سعت في الأرض فسادا مع علمهم بما فعل بمن قبلهم. و لكن الله سبحانه و تعالى إذا أراد بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله و يستفرغ منه الأدواء المهلكة حتى إذا هذبه و نقاه و صفاه أهله لأشرف مراتب الدنيا و هي عبوديته و رقاه أرفع ثواب الآخرة و هي رؤيته.

(7) أن يطفئ المصاب نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب
على المصاب أن يعلم أنه في كل قرية وفى كل مدينة بل وفي كل بيت من أصيب فمنهم من أصيب مرة و منهم من أصيب مرارا و ليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى نفس المصاب فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمه فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة و إن نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة.

(8) على المصاب ألا ينشغل بالجزع والشكوى عما يجب أن يلتفت إليه.
على المصاب أن يعلم أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها و هو في الحقيقة يزيد في مصيبته و يشمت عدوه و يسوء صديقه و يغضب ربه و يسر شيطانه و يحبط أجره ويضعف نفسه، و إذا صبر واحتسب أخزى شيطانه و أرضى ربه و سر صديقه و ساء عدوه و حمل عن إخوانه و عزاهم هو قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات في الأمر الديني قال النبي صلى الله عليه و سلم: " اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر " وعلى المصاب أن يعلم، أن ما يعقبه الصبر و الاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما يحصل بدون ذلك ، بل يكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه و استرجاعه على مصيبته فلينظر أي المصيبتين أعظم مصيبته العاجلة بفوات محبوبة أو مصيبته بفوات بيت الحمد في جنة الخلد؟.
و ليعلم المصاب الجازع و إن بلغ به الجزع غايته و نهايته فآخر أمره على صبر الاضطرار و هو غير محمود و لا مثاب عليه كما قلنا سابقا، لأنه استسلم للصبر و انقاد إليه على رغم أنفه.
وعلى المصاب في حالة مرض الموت ،ألا يشغله مصابه عما يجب أن يلتفت إليه من مصالح في وصية أو فعل خير أو تأهب للموت من رد ودائع أو دين أو زكاة أو مظلمة لأحد أو التكفير عن ذنوب ، فهو في زحمة انشغاله بمصيبته وحزنه على فراق الدنيا ينسى كل ذلك ، وإذا أفاق فقد يوصى بوصية يجور فيها على حقوق آخرين فيمنع المستحق أو يعطى من لا يستحق . ويرجع العلماء ذلك كله إلى ضعف الإيمان والتعلق بالدنيا وضعف التطلع إلى الآخرة. وفى هذا روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:" اللهم إني أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت " .

(9) ينبغي للمصاب في نفسه أو بولده أو بغيرهما أن يجعل مكان الأنين والتأوه ذكر الله تعالى و الاستغفار و التعبد خاصة في مصيبة مرض الموت.
كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مرض موته يئن منه أنيناً ، فقيل له: يا إمام! إن طاوساً يقول: إن الأنين يكتب، يعني لقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ق:18 فما عادها الإمام أحمد رحمه الله تعالى حتى مات.
وكان السلف رحمهم الله تعالى يكرهون الشكوى إلى الخلق لأنها وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف و خور و الصبر عنها دليل قوة و عز و هي إشاعة سر الله تعالى عند العبد و هي تأثر شماتة الأعداء و رحمة الأصدقاء. و ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده إلى إسماعيل بن عمرو قال: دخلنا على ورقاء بن عمر و هو في الموت فجعل يهلل و يكبر و يذكر الله عز و جل و جعل الناس يدخلون عليه ويسلمون عليه فيرد عليهم السلام فلما كثروا عليه أقبل على ابنه فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ذكر ربي عز و جل.
و قد روي في حديث أن إبليس لا يكون في حال أشد منه على ابن آدم عند الموت يقول لأعوانه: دونكموه فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه. والأعمال بخواتيمها فإنه ربما أضله في اعتقاده و ربما حيل بينه و بين التوبة و غير ذلك مما هو محتاج إليه و ربما وقع منه الاعتراض على القضاء و القدر، فينبغي للمصاب بنفسه أو بغيره أن يعلم أو يعلم بغيره أنها صبر ساعة فيتجلد و يحارب إبليس جهد طاقته ، فبصدقه مع الله يعينه الله ، كما عليه أن يعلم أيضا أن التشديد عليه أو على غيره في النزع هو في الغالب من كرامة العبد على الله عز و جل فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل و الأمثل و قوله صلى الله عليه و سلم: [ ما أشد مرارة الموت ] . قال ابن عباس قال : "آخر شدة يلقاها المؤمن عند الموت" كانت عائشة رضي الله عنها تقول : مات فلان ولم يعالج قال الحافظ بن ناصر : يعني أنه لم يعالج : أنه لم يحصل له في مرضه و عند موته ما يكون كفارة لذنوبه"
وعن ثابت عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهم ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب و هو في النزع فقال : كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله و أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرضى أو أمنه مما يخاف" .

(10) أن يعلم المصاب أن من أعظم مصائب الدنيا والآخرة : المصيبة في الدين ، وأيا كانت المصيبة التي أصيب بها طالما أنها ليست في دينه فهى تهون ، لأن المصيبة في الدين هى الخسارة التى لا ربح معها .
ومن أعظم المصائب في الدين موت النبي صلى الله عليه و سلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم لأن بموته صلى الله عليه و سلم انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة و انقطعت النبوات و كان موته أول ظهور الشر و الفساد بارتداد العرب عن الدين.
هذه هي الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية وهى خلاصة ما استفاض فيه الإمام ابن القيم في كتابه "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين"، والإمام ابن الجو زى في كتابه" تسلية أهل المصائب" .

-----------------
د. أحمد إبراهيم خضر
أستاذ مشارك ، وعضو هيئة التَّدريس السَّابق في جامعات : القاهرة ، و الأزهر،
و أمّ درمان الإسلامية ، و المَلِك عبد العزيز



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الشباب، تربية، أزمة، قدوة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-01-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  16-11-2009 / 05:26:42   وهيب الصانع
هل المصيبة غير القاضى والقدر؟

حقيقة انا لست متأكد من صحة ما سمعت حول هناك فرق بين كلا من المصبيبة والقدر . لكن لااخفيكم سرأً انني مقتنع بعض الشي مالم اسمع تعريفاً غيرذلك وخلاصة ماسمعت حول توصيف المصيبة انها ( كل ما يحدث لك من مشاكل وهموم يتسبب بها اشخاص اخرون نتيجة لاهمالهم او استهتارهم بقصداو بغير قصد مما ينتج عنه ازهق لنفس اوتلف للمال او اوتكدير للنفس ).
ويالها من امثله كثير على تلك المصائب التي تحدث لنا دون اي توقعبحدوثها ، كمثلا ان تذهب زوجتك في زيارة الى صديق وتعود مقلوبة على الاب والعيال دونما الافصح عن السببوالمهم قد تقضي يومك في اسوأ حالة ، وتكتشف في اليوم التالي انها سمعت ان هنا رجل تزوج على زوجتةولم تعلم بذلك الا في وقت متأخر .
حقيقة انها مصيبة من فوق الراس وليس للزوج اي ناقة ولابعير فيها كما يقول المثل،،،،،،.

  14-01-2009 / 14:10:25   حب الصحابة
متى تعود إلينا فلسطين

إن أي تعاون مع الكافر المعتدي على بلاد المسلمين بغلق الحدود أو بتمكينه من المجاهدين أو بنصرته عليهم فهذا كفر بواح عندنا فيه من الله برهان وناقض من نواقض الإسلام.

ولكن يجب الحذر الشديد في التعامل مع مثل هذه النوازل لأن هناك آلاف الملل غير اليهود تتربص بالأمة الإسلامية و تحاول إستغلال التخاذل و التواطؤ للترويج لخزبيات ضيقة و لأديلوجيات منحرفة خطيرة على أهل السنة و الجماعة
ولذلك وجب على كل مسلم و مسلمة مساعدة أهل غزة بما يقدر عليه

من يستطيع الجهاد بالجهاد
من يستطيع تمويل فبالتمويل
من يستطيع النصرة بالطرق الديبلوماسية فلينصر
والأهم و أن يكون الدعاء سلاح المسلم الفتاك لأن الله ينصر دعوة المظلوم

وأرجو من جميع المسلمين الإنتباه للعدو الخفي الذي يتربص بالأمة ليفتك بها

شكرا أخ أبومحمد على مداخلتك الجميلة
والآن وجب على كل مسلم الإنتباه لأنه الحاكم مرآة الرعية وما أصبنا من شر و ذل هو حقيقة ما نحن فيه من بعد عن الدين

تريدون أن تعرفوا متى تعود إلينا فلسطين؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما نعود إلى الله ستعود إلينا فلسطين

  14-01-2009 / 14:00:37   بوابتي
مرحبا بالاخ ابو محمد

الاخ ابو محمد السلام عليكم،

مرحبا بك مرة اخرى لموقعك، في موقعك

  14-01-2009 / 12:12:17   أبو محمد


السلام عليكم ورحمة الله،
يؤسفني أن أعاود لقاءكم في ظروف عصيبة كهذه. وبدون إطالة أبدأ تدخلي من حيث إنتهى الكاتب، تحديدا قوله :

(١"٠) أن يعلم المصاب أن من أعظم مصائب الدنيا والآخرة : المصيبة في الدين ، وأيا كانت المصيبة التي أصيب بها طالما أنها ليست في دينه فهى تهون ، لأن المصيبة في الدين هى الخسارة التى لا ربح معها .
"

سأكون واضحا : اليوم نحن أصبنا فعلا باعظم مصيبة أي في ديننا، كيف لا وأحفاد القردة والخنزير، يهود الذين ندعو الله في كل ركعة أن يعيذنا من صراتهم، بنو صهيون الجزارون المتوحشون يحرقون اخوان لنا في أبشع محرقة!!!

كيف يكون تحركنا بهذه الهزالة؟ ولا ازكي نفسي!!
الجهاد يا إخوة من اعظم أركان ديننا!

ثم ماذا يسمى غلق المعابر ؟؟ أليس تعاونا مع العدو ؟
أزيد بأن كل تعاون ولو بالتأييد صمتاً لا يمكن أن يعتبر إلا كفراً بواحاً، اكرر كفر بواح.

الدليل من القران الكريم : بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

ولا يعتبر أغلب مواقف الحكام العرب إلا من موالات الكافرين بما فيها الدول المسماة بالممانعة.

وعليه نحن أجدر بحكام يعكسون ارادت شعوبهم.
أترك لكم بقية الحديث.
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، رمضان حينوني، محمد علي العقربي، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، صفاء العراقي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، رافد العزاوي، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، صفاء العربي، حسن عثمان، صلاح المختار، صالح النعامي ، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، ياسين أحمد، مجدى داود، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، منجي باكير، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي اليوسفي، سلوى المغربي، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، بيلسان قيصر، محمود سلطان، صلاح الحريري، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، سعود السبعاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، طارق خفاجي، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، كريم فارق، أحمد ملحم، علي الكاش، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز