حب آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في قلب كل مسلم
احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8443
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن الحقد الأعمى من قبل الفرس " المجوس " على الإسلام ، سببه أن الإسلام قام بالقضاء على دولتهم وأطفأ نارهم إلى أبد الآبدين .. مما جعلهم يسعون جاهدين بكل ما آتوا من كيد وحيل ، لمحاربته ومحاولة هدمه .. فأعلنوا الدخول في الإسلام وأبطنوا مجوسيتهم ، متخذين شعار حب آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غطاءً وذريعة ً ، يحققون من خلال هذا الشعار أهدافهم ، ويلبسوا على المؤمنين دينهم ..
واقصد بهم الذين ركبوا مركب الغلو في آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحكموا على الأمة بالردة بعد رسول الله .. بينما هناك إخوة لنا منهم حسن إسلامهم واخلصوا دينهم لله إذ لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، فأبو حنيفة النعمان مسلم من بلاد فارس بينما ابن العلقمي والسيستاني والشيطاني مجوس من عبد النار فشتان بين الأول وغيره ، شتان بين فقيه من أعظم فقهاء الإسلام ، وبين من همه استئصال شأفة الإسلام .
وان المتتبع لتاريخ هذه الفئة الشاذة يجد أنهم مدعين كذبة ، أخذوا العهود والمواثيق على أنفسهم .. لآل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واستدرجوهم إلى أرض العراق زاعمين نصرتهم ، ودائما النتيجة هي نفسها .. يصل الإمام إلى هناك وتبان الحقائق وتتضح فتظهر لنا صورة عرفناها جميعا وبينها الله تعالى من خلال الآيات التي وردت في القران الكريم عن الذين ضربت عليه الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ، وقالوا لأنبيائهم اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا إنا ههنا قاعدون .. وهو ما حصل مع الإمام علي ومع الحسين – رضي الله تعالى عنهما – فتخاذلوا وتقاعسوا عن نصرتهم ، وكان نتيجة نقضهم للمواثيق مقتل الإمام علي وابنه الحسين ، بعد أن قالوا لهما اذهبا أنتما وربكما فقاتلا .. ليتضح للعالم اجمع أنهم كانوا كاذبين في دعواهم ، قاصدين في هذا التخلص من آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والعمل على دب الشقاق بين المسلمين ..
ويوضح حقيقة جبنهم وخوارهم توبيخ الإمام علي – رضي الله عنه – لهم ، فيقول :
(( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنَّتُهُ الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ودُيِّثَ بالصغار والقَمَاءة ، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان. فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون ، ويُعصى الله وترضون ، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حَماَرَّةُ القيْظ (شدة الحر) أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صَباَرَّةُ القُرِّ أمهلنا ينسلخ عنا البرد كل هذا فراراً من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر!!
يا أشباه الرجال ولا رجال !! حلوم الأطفال عقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة ، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً .. قاتلكم الله . لقد ملأتم قلبي قيْحاً ، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً ، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب . و لكن لا رأي لمن لا يطاع )) نهج البلاغة ص 70 – 71 طبعة بيروت .
ومن بعد تخاذلهم وتشابه قلوبهم مع يهود ، عمدوا إلى الإفراط في تقديس آل بيت رسول الله والصقوا بهم أموراً ما جاء بها قران ولا سنة نبوية فزعموا أن الإمام معصوم كعصمة النبي وأنه يحلل ويشرع من بعد رسول الله ، وأن الإيمان لا يُقبل إلا بولاية علي ، ومن لا يقول بهذه الولاية والعصمة فهو في النار .. فقد قال الطوسي في أماليه : " لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجيء بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل بالنار " ج1 / 314 .. وادعوا أن الوحي الأمين قد نزل على فاطمة رضي الله عنها ، فقد نقل الكليني عن جعفر الصادق : (( أن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريك ما مصحف فاطمة .. مصحف فيه مثل قرانكم ثلاث مرات والله ما فيه قرانكم حرف واحد )) الكافي 1 / 241 ، ونقل عن الإمام الجواد عندما أتاه محمد بن سنان وذكر له الاختلافات العقدية عند بعض الشيعة، إذ قال: " كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد .. إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم ، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء ، فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أمورها إليهم ، فهم يحلّون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون! ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى . يا محمد.. هذه الديانة من تقدّمها مرق، ومن تخلّف عنها محق، ومن لزمها لحق . خذها إليك يا محمد " (الكافي ج1 ص441) . ومن هذه الأساطير التي حشوا بها كتبهم وبنوا شذوذ عقيدتهم عليها ، الكثير .
وما هذه المغالاة من الرافضة إلا كما غالت يهود من قبل في رهبانهم وأحبارهم واتخذوهم أربابا من دون الله – وفسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنهم احلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال ، فأطاعوهم – مستندين في هذا إلى روايات كذبها مؤرخوهم ورواتهم الذين لم يعرف عنهم إلا أنهم كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة ، فقالوا أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وان الله قد عهد إلى علي بالولاية من بعده وان الصحابة المرتدين تآمروا جميعا على عدم العمل بوصية الله ، وان عليا الإمام المعصوم الذي بلغ مبلغا لم يبلغه ملك مرسل ولا نبي مقرب ، قد خاف أبا بكر وعمر واخذ بالتقية . ثم نسبوا هذه الروايات بعد هذا إلى آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهم براء منهم ومن أقوالهم .
وإذا لم يوافق أهوائهم وغلوهم وشذوذهم احد من المسلمين رموه بالنصب واتهموه بأنهم عدوا لآل بيت رسول الله .. فهل هذا هو الحق فيما كذبوه واتخذوا منه مذهبا ، قام على التدليس ؟؟
من المؤكد أن هذا من أكاذيبهم التي تضاف إليهم ، والتي أصبحت سمة باءوا بها .. وأن الحقيقة هي أن حب آل بيت رسول الله– صلى الله عليه وسلم – في قلب كل مسلم ، وعقيدتهم وعقيدة آل بيت رسول الله واحدة من مصدر واحد ، لا كما حاول الرافضة أن يوهموا العالم بان عقيدة آل بيت رسول الله هي غير عقيدة الإسلام ، وذلك من خلال تلك الروايات الواهية التي هي اقرب للأساطير ، التي نقلها رواتهم ومؤرخيهم أصحاب العقائد الفاسدة !! الذي لا هم لهم إلا الكيد للإسلام وأهله ..
وهذا الحب عند المسلم ، لا مبالغة فيه ولا تفريط .. حتى لا يبلغ به كما بلغ بيهود والرافضة ، من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون .. وقد حذر الله تعالى من الغلو في الحب والإفراط به ونهانا من إتباع أهل الضلال ، الضالين المضلين .. قال تعالى (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )) المائدة 77 .
وكما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي نهى عن أن نغلوا فيه كما غالى أهل الكتاب في أنبيائهم والصالحين منهم ..
ومن حب صحابة رسول الله لآل بيته ، أن الخلفاء الراشدين الثلاثة قاموا بجعل عليا وزيراً ومستشاراً لهم وأكرموه .. ويبين حقيقة المحبة بين صحابة رسول الله قول الإمام علي رضي الله تعالى – الإمام الأول لدى الشيعة – الذي بين فضل أبا بكر وعمر وزيري رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وانتصر ممن انتقصهم وسبهم وأؤكد كذب مزاعمهم فيما قالوا من أن أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الولاية منه ، فقال : " فو الذي فلق الحبة وبرا النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا يبغضهما إلا شقي مارق، وحبهما قربة وبغضهما مروق " طوق الحمامة في مباحث الإمامة " نقلاً عن مختصر التحفة للشيخ محمود الألوسي ص16 ط مصر 1387ه .
ثم يفند – رضي الله عنه – غلو الرافضة فيه ويفند مزاعمهم انه وصي من عند الله تعالى .. وذلك مما نقله الشيعة أنفسهم ومن اصح الكتب عندهم وهو نهج البلاغة ، فقد جاء فيه أنه لما أراده الناس للبيعة ، قال لهم : " دعوني والتمسوا غيري فإنّنا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ، وإن تركتموني فإنّي كأحدكم ، ولعليّ أسمعكم وأطوعكم لمن وليّتموه أمركم ، وأنا لكم وزيرًا خير منّي لكم أميرًا " نهج البلاغة ص 136 .
فهل يقول مثل هذا القول .. وصي عين من عند الله بالاسم !؟ وهل يرضى أن يكون وزيرا لخلفاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذين اغتصبوا الخلافة منه ، إذا كان الله عز وجل قد عينه وبالنص !؟ وهل كلامه ودفاعه عن أبا بكر وعمر يؤكد أن الله قد عهد إليه فعلا بالوصاية !؟
وهذا هو الحسن – رضي الله تعالى عنه – الإمام الثاني لدى الشيعة ، يقول عندما سال : " ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يعني الإمرة والسلطان والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيء ، فإن أنصح الناس للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم " البيهقي/ الاعتقاد: ص182-183، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق: 4/169، أبو حامد المقدسي/ رسالة في الرد على الرافضة: ص222- 223 . نقلا عن كتاب أصول مذهب الشيعة ، د . ناصر القفاري .
وقد بينا كذلك قول الإمام جعفر الصادق ، في مقالي " مناظرة بين الإمام جعفر – رضي الله عنه – واحد الرافضة " ورأينا أقواله التي قوضت أركان مذهب الرافضة وهدمتها على رؤؤسهم ، وكيف بين أن أبا بكر وعمر وعثمان أفضل من علي وأحق بالخلافة منه .. وأكد ذلك بقوله : " بان أبا بكر هو السابق بالإيمان ، فالاستغفار له واجب ومحبته فرض وبغضه كفر " ..
وعجبي من مذهب يقوض أركانه ، أئمته الذين نسب الرافضة أقوالهم إليهم !؟ فهل هؤلاء حقيقة هم أتباع لهم !؟ أليس هذا التناقض دلال على بطلانه !؟
ويوضح حقيقة محبة كل مسلم لأهل البيت .. السيد محمد رشيد رضا ، فيقول " إننا لا نعرف أحداً من علماء أهل السنة المتقدمين ولا المعاصرين يطعن في أحد من أئمة آل البيت عليهم السلام كما يطعن هؤلاء الروافض في الصحابة الكرام ولاسيما أبي بكر و عمر، وفي أئمة حفاظ السنة كالبخاري و الذهبي و ابن حجر وغيرهم فإنهم يعدونهم من النواصب لعدم موافقتهم لجهلة الروافض على ما يفترونه من الغلو في مناقب آل البيت، وقد أغناهم الله عن اختلاق المناقب لهم لكثرة مناقبهم الصحيحة الثابتة بالنقل الصحيح، أما النواصب فهم أولئك الخوارج اللذين يبرءون من علي كرم الله وجهه " مجلة المنار م31 ص290 نقلا عن كتاب " الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة " ص22 .
وبهذا يتبن لنا أن هذا العقيدة الرافضية ، عقيدة شاذة كاذبة نسبت أساطيرها على السنة آل بيت رسول الله .. وكيف أن أئمتهم هدموا أركان هذا الشذوذ فوق رؤوسهم ، وأن عقيدة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي عقيدة كل مسلم وليست عقيدة الرفض ، تمثلت في حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأزواجه ووزيريه وصهريه وخلفيتيه من بعده ، ونحن أحق بأهل البيت من هؤلاء المجوس عبدة النار .. لا كما حاول هؤلاء الذين قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ، أن ينقلوا لنا..
وإن هذه العقيدة الكاذبة التي انتحلها أولئك الفرس ونسبوها كذبا وبهتانا إلى الإمام جعفر – رضي الله عنه – ليست سوى تخريص وافتراء على الله ورسوله وال بيته وصحابته الكرام ، محاولين من وراء ذلك أن يهدموا هذا الدين الذي قضى على دولتهم وأطفأ نارهم .. وان يبثوا الخلاف بين المسلمين ويفرقوا كلمتهم تحت شعارهم الكاذب شعار حب آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – . وهم ابعد الناس عن حب آل بيت رسول الله والساعين إلى انتقاص شانهم واتهامهم بالجبن والخور ، ورمي أوامرهم وراء ظهورهم ..
ولكن الله تعهد بان يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولهم الويل مما يصفون ، وتعهدهم بالويل والثبور وكشف زيغ كل ضال ورد كيده إلى نحره ، فله الحمد تعالى القائل ..
(( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) التوبة 32 ,
والقائل (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) الصف 8 .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: