البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

كيف تتحول تلك المناسبات لأدوات إخضاع ذهني: نموذج "عيد الحب" والرفض للمعنى عوض الرفض للمفهوم

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 108
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتنادى الكثير رفضا لممارسات تأتي مع ما يسمى عيد الحب، وهؤلاء يرفضون أن يكون التعبير عن الحب بتلك الطريقة وإنما يجب أو يمكن أن يكون أفضل بطريقة أخرى، فلا داعي لشراء الورد مثلا لكن يمكن أن تشتري هدية أخرى، ولا داعي لكذا ولكن يمكن فعل كذا

وقريبا من هؤلاء المتنازعين في تفاصيل عيد الحب، يوجد أولئك المتنازعون في عيد الأم وعيد المرأة وعيد البنت
فبعض هؤلاء يستغلون تلك المناسبات لكي ينافسوا بمواقفهم، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا إذ يذكرون أن الاسلام كرّم المرأة حين يكون الحديث حول عيد المرأة وهم يدافعون ويقولون أن البنت لها قيمة في الإسلام حينما يكون الحديث حول عيد البنت، وكل ذلك مقارنة بحال المرأة في الغرب

----------

كل هؤلاء الذين يشتركون في نقاشات حول عيد الحب وعيد المرأة وعيد الأم وعيد البنت، إنما يتحركون في إطار تصوري وضعه غيرهم، فهم إذن دخلوا مساحة لم يوجدوها ولم يصمموها أساسا فمساهماتهم ونقاشاتهم تتعلق بالمحتوى الذي لن يغادر إطار وسقف ما ضبطته الفكرة الموجدة لتلك المناسبات الاحتفالية المشتقة من تصور للوجود وفهمه للأدوار فيها، وهذا بفعل تأسيسات المركزية العقدية التي هي في حالتنا المركزية الغربية منتجة تلك المناسبات الاحتفالية

بالتالي فإن من يحتفل بتلك المناسبات إنما يساهم في تقوية بناء مفاهيمي قائم، كأن هؤلاء وجدوا هيكلا فقاموا بالمساهمة في تدعيم بنيانه، فكل نقاشاتهم إنما هي مجرد دعم لذلك البناء مادمت تتحرك داخله

فعمليات اعتراضاتهم التي تتعلق بتلك الأعياد، إنما هو نقاش في التفصيل أي درجات المحتوى، لكن ذلك النقاش المعترض يمثل قبولا بالبناء الموجود، أي قبولا بالمفهوم
أي أن هذه النقاشات تتحرك في المعنى ودرجاته لكنها تقبل بأصل الفكرة أي بالمفهوم

وهذا بدلالة أبسط، هو رفض لدرجات المعنى وليس رفضا للمفهوم
فهذا رفض لبعض معاني تلك الاحتفالات لكنه ليس رفضا للفكرة في ذاتها (*)

---------

الرفض للمعنى متوازيا مع قبول المفهوم يمثل أخطر طريقة ناجحة في عمليات التوجيه التي تستهدفنا حاليا ويستسلم لها عموم الناس لدرجة أنك تجد شيوخا وكتابا يدلون بدلائهم في تلك المناسبات ويكتبون موضحين موقف الإسلام من المرأة والحب والبنت، وهم لايدكون أنهم تحولوا بفعلهم ذلك لمجرد وقود لتكريس علوية المركزية الغربية ومجالها المفاهيمي وتأكيد مرجعية مسطرتها القيمية ودليله أنهم يحاججون للإقناع برأيهم منضطبين بتحديداتها المناسباتية

ومن خلال هذا الانحراف التصوري حول الخلط بين المفهوم والمعنى، تمرر باقي عمليات التشكيل الذهني

- فالذي يرفض التبعية لفرنسا ويقبلها مع أمريكا أو مع تركيا أو مع إيران، لايرفض التبعية كمفهوم وإنما يرفضها كمعنى فيفاضل في بعض درجاتها، بينما نحن علينا رفض التبعية كمفهوم أي نرفض التبعية مهما كان معناها ودرجاتها ومع أي كان

- والذي يرفض استعمال الغة الفرنسية في التعليم وكلغة رئيسية اعتمادا على تبريرات الجدوى الاقتصادية إنما يرفض تلك اللغة من حيث المعنى وليس من حيث المفهوم، اذ هو لا يرى مشكلة في فكرة تبعيتنا اللغوية لو كانت هناك جدوى اقتصادية مثلا في استعمال الفرنسية واستبعاد لغتنا المحلية
بينما نحن علينا أن نرفض تدريس لغة أجنبية غير اللغة الأم في مستويات التعليم، حتى وإن كانت لغتنا غير ذات جدارة اقتصادية وعلمية
وهذا هو دلالة رفض التبعية كمفهوم وليس كمعنى ومفاضلة في درجاتها

- ونحن علينا أن نرفض المناسبات الغربية لذاتها أي كمفهوم وليس لمحتوياتها، وإلا تحولنا لأدوات لتكريس المجال المفاهيمي المشتق من المركزية الغربية

فالرفض للمفهوم وليس للمعنى هو دعامة عمليات كسر مساحات التبعية الذهنية التي تحاصرنا فيها المركزية الغربية

----------
(*) يمكن الإطلاع بأكثر تفصيل على الفرق بين المعنى والمفهوم، والمعنى عموما بمحور: "مقالات في المعنى"
https://2u.pw/ShG1YIG

---------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. كيف تتحول تلك المناسبات لأدوات إخضاع ذهني: نموذج "عيد الحب" والرفض للمعنى عوض الرفض للمفهوم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-02-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء