الرد على أني "أدعو للتفرقة": التصورات مالم تكن لها إمكانية المساءلة فهي وهم
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 199 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لايمكننا أن نتطور فكريا ونغير واقعنا ونخرج من تحكمات أعدائنا فينا، إن نحن انطلقنا ابتداء من صحة تصوراتنا ورفضنا مغادرتها، لأن معنى ذلك هو المصادرة أي محاكمة المجهول بما لدي، بينما ما أدراني فربما تكون الفكرة الجديدة أفضل مما لدي
ليس لدى الفرد المسلم مايخاف منه حين التعامل مع الأفكار، ولا أدري من هذا الأخرق الذي روّج أن التفكير له حدود في الإسلام
كيف ورب الكون دعانا لنتساءل حول وعن كل شيىء حتى حول وجوده، وهو الذي جعل القرآن مساحة يحاجج فيها المنكرين، فكيف إذن بما دون ومن دون خالق الكون من هذه العباد التي تريد أن تَتَفرعن في مُلكه وتوظف المرتزقة من كل صنف ليكبلوا الخيال بتصورات يريدونها ثابتة لايمكنك مراجعتها، باصطناع ضروب من التضييقات والضوابط التي قُدّت بحرفية لتحولنا لقصّر ذهنيا
-------
حينما أكتب حول وجوب التعامل مع الواقع بمحورية الفكرة عوض محورية الفرد، يأتي أحدهم ويزعم أني أرفض حلقات الدروس وأهاجم العلماء، وهو ينطلق من تصور يرى أن المختص في المعارف الإسلامية تصبح أفعاله صوابا مهما أتى وإن روجع في ذلك أصبحت تلك المراجعة غير مقبولة وضربا للدين و"نشرا للتفرقة"
من أين له هذا الفهم وهذا الجزم والتصور الغريب
إنه الوهم الذي ورثه بفعل تراكمات وأبى أن يراجعه ثم اعتقد أنه الدين، إنه الوهم الذي جعله يمتنع عن التعمق في الفكرة التي اقدمها
تصور "محورية الفكرة" عوض "محورية الفرد"، تناول أقدمه يمكن أن يفيدنا في تغيير الواقع وفي التخلص ممن يوظف المعارف الإسلامية لإعاقة الفعل الاسلامي
كما أن تصور "محورية المنظومات" عوض محورية الفرد، تناول آخر أقدمه سيعيننا على فهم كيفية عمل الواقع الحديث ومن هناك الإنطلاق نحو تغييره
وهناك أفكار عديدة أقدمها يمكنها أن تغير واقعنا نحو الأفضل، وأول ذلك فكرة إحياء المركزية الإسلامية
الملاحظ أن الاعتراضات على ما أكتب لا تأتي ممن هم موضوع نقدي المباشر أي من منتسبي فرنسا، وإنما تأتي ممن يفترض انهم يقفون معي في نفس الجهة أي ممن يفترض أن تسره فكرة المركزية الاسلامية
لكن لأن الوهم يتحكم فيهم فإنهم لم يدركوا بعدُ ما أريد تبليغه فجعلوا بيني وبينهم سدّا ذهنيا