المعارف الإسلامية أداة لتكريس الواقع الفاسد إن لم تكن في سياق فكري
نموذج: علماء آل سعود، علماء الزيتونة، ....
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 127 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عموم الناس لا تدرك أن الحديث في المعارف الاسلامية (فقه، حفظ القرآن، السيرة، خطب الجمعة...)، يمثل أنجع أداة لتكريس الواقع الفاسد والتشويش على فهمه
الناس لاتدرك أن الفكر هو الذي يغير وليست المعارف، وصاحب المعارف (يسمى عادة عالما) ممن لايحمل فكرا سيكون مجرد وسيلة يوظف للحفاظ على الواقع الموجود والإقناع به
المعارف الاسلامية من فقه وسيرة وخطب الجمعة، معارف تقنية محايدة بذاتها ولا قمية لها إلا أن تستعمل وتتحرك في أفق تصور فكري، لكنها توحي بأنها الإسلام ثم بالتوازي تتجاهل الواقع في مستوى مركزيته العقدية الفكرية وتأسيساته، وتنتهي لخلق انطباع بسلامة ذلك الواقع
لذلك يوجد نوع من الحلف الموضوعي بين سادة الواقع أي المنظومة الحاكمة ودعائمها الإعلامية والثقافية من جهة والمتحدثين في المعارف الإسلامية (العلماء) من جهة ثانية، وانظر مثلا السعودية والمغرب والأردن ومصر بل وتونس زمن الحكم الفرنسي وزمن بورقيبة
كلهم يتركون المجال للمتحدثين في الإسلاميات ويعلون من شأن العلماء الذين يخدمونهم من طرف خفي، هؤلاء الذين يروج لهم أنهم علماء ربانيون، هم يفسحون لهم المجال لأنه لا خطر منهم، فهم يقولون كلاما لاقيمة له من زاوية فهم الواقع والتأثير فيه، بالعكس هم يقدمون خدمة تخدير الناس
واذكر إن شئت كبار علماء آل سعود وكبار علماء المغرب ممن يؤثث "المجالس الحسينية" وكبار علماء الزيتونة الذين كانوا يتحركون زمن التواجد الفرنسي وزمن بورقيبة، كلهم كانوا أدوات تخدير واقناع ضمني بالواقع من خلال عدم الخوض الفكري في تأسيساته واغراقهم بدل ذلك في حديث المعارف التقنية من فقه وتفسير ومواعظ سائبة