البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

التشويش في مفهوم الانتماء الإسلامي كمدخل لتكون التبعية للآخر السياسي: إيران، تركيا، السعودية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 115
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعتقد البعض أن رفضنا التبعية للغير، لايمنعنا من الاحتفاء بتركيا وإيران والسعودية، وهؤلاء تجدهم يعيدون ترويج أخبار تلك البلدان ويناصرونها في كل محل منازعة مع غيرها
وهم يعتبرون ذلك مقبولا لأنه لايدخل في مساحة التبعية أو بدقة التبعية المذمومة

لذلك فبعضهم يتعقب أخبار تركيا ونجاحاتها الاقتصادية والعلمية وانجازات "أردوغان"، ويفرحون بانتصاراته ويعتبرونها ذخرا ونصرا للإسلام بفهمهم

والآخر يتعقب نجاحات إيران العلمية والعسكرية والصناعية ويفرح لفرحها ويروج لذلك ويعتبر مواقفه نصرا للإسلام بفهمه

وآخرون يروجون لنجاجات بن سلمان الابن حاكم السعودية، ويفرحون بذلك ويعتبرون مواقفهم نصرا للإسلام بفهمهم

وكل هؤلاء إنما يمثلون حقيقة نماذجا للفرد الإمّعي التابع للغير، لكنهم لا يدركون أنهم مجرد أدوات نشطة في حقل الترويج للآخر

وهم لايدركون أنهم لايرفضون التبعية، وإنما هم يفاضلون بين درجاتها، أي أنهم عمليا لايرفضون الإلحاق كمفهوم ودلالاته احتقار الذات والقناعة بالعجز عن الفعل، وانما هم يرفضون بعض درجات تلك التبعية وأنماطها كأن تكون متعلقة بفرنسا فقط مثلا

-----------

وسبب تحولهم لعوامل إلحاق بالغير، أنهم يبررون ذلك بكون ما يفعلونه يدخل في باب التضامن الاسلامي

إذن نلاحظ أن مفهوم التضامن والانتماء الاسلامي بتصورهم، تحول لمدخل لإنشاء التبعبات للآخر

وهذا المدخل التصوري فاسد، وبيانه أن التضامن الواجب هو مع الأفراد أو مع الكيانات التي تخدم الإسلام، ولكن ما تفعلونه أنكم تتضامنون مع أنظمة سياسية لا تتحرك بالاسلام إلا بما يخدمها في إقليمها مما لا يلحقنا منه أي فائدة، ولا علاقة لذلك بالاسلام ونصرته من عدمه، وإنما يوظف الاسلام من طرف أولئك كأداة للدعاية السياسية لكسب الأتباع بالبلدان الاخرى

وهذا الاسلوب اتبع كذلك من طرف الكتلة الشيوعية سابقا، حيث كانت الأحزاب اليسارية العربية مجرد كيانات تحج دوريا للاتحاد السوفياتي وتروج له باعتباره نموذجا

وهو ماتفعله الآن الحركات الإسلامية والرموز الدعوية والفكرية الإسلامية، التي منها من يروج و"يحج" دوريا للقاء "أردوغان" ومنها من يروج و"يحج" دوريا لإيران للقاء المرشد، ومنها من يروج للنموذجية السعودية ورموزها العلماء والمشائخ مرتزقة العلم ويجعلونهم قدوات

إنها التبعية وإن اختلفت منطلقاتها الفكرية، كلنا نعاني من احتقار الذات، يستوي في ذلك المنبتّون أتباع فرنسا واليساريون أتباع النموذجية السوفياتية وماجاورها والقوميون أتباع الأنظمة القومية والاسلاميون المتفرقون بين التبعية لتركيا وإيران والسعودية

كأنه كتب علينا أن نبقى تبّعا للقوى الاقليمية تستغل هزالنا الفكري وهواننا في أنفسنا، بحيث تحولت أحزابنا وأنشطتنا السياسية والفكرية لحوامل إقناع بفضائل التبعية وكره الذات

نحن علينا أن نرفض التبعية كمفهوم وفكرة لا أن ننتقي بين درجاتها، أي أن التبعية لفرنسا هي حقيقة مثلها مثل التبعية لتركيا وايران والسعودية، هو اختلاف في الدرجات فقط

علينا بالمقابل أن ننظر في تأسيس بناء كيان خاص بنا وأن ننهي النظر لزوايا اخرى غير ذواتنا، وهذا يكون من خلال دول إقليمية كبرى تتحرك في أفق المركزية الإسلامية، مثل تونس التاريخية الكبرى أو المغرب التاريخي وما شابه ذلك

---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
التشويش في مفهوم الانتماء الإسلامي كمدخل لتكون التبعية للآخر السياسي: إيران، تركيا، السعودية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-01-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء