فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 53 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقارنون الأطباء التونسيين الذين يغادرون بلدهم بالأطباء الفلسطينيين الذين يضحون من أجل بلدهم ولايغادرون
هذه مقارنة لاتستقيم، نحن ربينا ابناءنا على الدونيّة واحتقار الذات، بينما الآخرون ربّوا ابناءهم على العزة والافتخار بالذات
ابناؤنا يغادرون بلدهم تونس، لأنهم تعلموا وأُشربوا طيلة عقود كره الذات وأن بلادهم لاتصلح لشيىء، وأن فرنسا ربّهم الأعلى، لذلك ذهبوا لذلك الرّبّ الذي تعلموا واقنعوهم طيلة دراستهم علويته وحببوه لديهم
ولهذا السبب تجد أولئك الأطباء التونسيين يعملون في الأرياف الفرنسية بفرح وإقبال، بينما يرفضون العمل في الأرياف التونسية ويشمئزون من ذلك الإقتراح
لماذا تلومون الأطباء الذين ذهبوا لفرنسا، مادمتم ربّيتم تلك الكفاءات منذ كانوا أطفالا في الروضات على حب فرنسا، أليس هذا كله مدلول أدوات التشكيل الذهني من تعليم وإعلام وتثقيف، أليس هذا مدلول استعمال اللغة الفرنسية وفرضها في التعليم في سنين النشأة الأولى عوض أن تكون فترة تعلم اللغة الأم العربية فقط
أليس هذا هو حصيلة استعمال الفرنسية في الطرقات والساحات وفي الملصقات الاشهارية
أليس هذا نتيجة القصف الذهني الذي تعرض له التونسيون طيلة عقود ومفاده أننا تُبّع لفرنسا وأننا لانصلح لغير الإلحاق بالغير، ولم يعترض سياسي أو منظمة أو حزب طيلة عقود على هذا الوضع البائس
ثم تستغربون كيف تكره الاجيال الجديدة بلادها تونس وتغادرها
عليكم أن تستغربوا بدل ذلك ممن لا يغادر تونس بعدما عملتم على تصويرها لاشيىء لديه وصغرتموها في نظره وصغرتموه في نظر نفسه