نفضّل الكثير وإن كان فاسدا على القليل وإن كان صالحا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 319 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لسبب ما يعتقد العديد منا أن الأمور يجب أن تقاس وتقيّم بالأبعاد المادية فقط، لذلك نتصور:
- أن الكثير أفضل من القليل بدون النظر للتقييم المعياري
- أن من يتكلم أكثر أفضل ممن يتكلم أقل
- أن من يصيح حين الكلام أفضل ممن يتكلم بهدوء
- أن من يكتب كلاما كثيرا أفضل ممن يكتب قليلا، من دون النظر في المعنى المكتوب
- أن من يملك المكان أي من يتسيّد الواقع أفضل من حيث المعنى ممن انهزم، لذلك نساند الغالب وننبذ المنهزم ونعتبر الواقع الموجود جيدا وصوابا لمجرد أنه واقع، وفي كل تلك المواقف من دون أن ننظر لموضوع التنازع ومدى جدارة المعنى لكل منهما، اي أيهما على حق
لذلك يقع القبول بالطاغية ويقدّر بينما يثار ضد الحاكم الأقل سطوة
وبهذا الفهم القاصر الذي يعتبر الواقع صوابا مادام واقعا موجودا، قبلنا ما صممته فرنسا لنا من هذا الذي يسمى تونس الحديثة، ورضينا به مع افتراض ضمني أنه سليم يصلح أن نبني فوقه مشاريعنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية
وبهذا الفهم السائب تعاملنا مع الأحداث المختلفة الكبرى أنها مجرد تنازع مادي لَحْظي منقطع عن سياقات فكرية، مثلما نفعل مع أحداث غزة
هذا كله عينات لخلل تصوري يتحرك في بعد مادي فقط، ثم لايعرف من مسار المادة الزمني إلا بعدها النقطي اللّحْظي موضوع الملاحظة فقط
لذلك علينا أن نستعيد البعد اللامادي كمستوى لازم أولي حين فهم الواقع، تنبني أهميته من أن المستوى اللامادي يمثل التأسيس اللازم للمستوى المادي من الواقع