محورية الفكرة ومحورية الحدث: لماذا ندعو للتحرك ضد فرنسا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 79 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عموم الناس تتعامل مع الأحداث أنها نقطة سائبة وقعت من دون سياق سابق ولاحق ومن دون خلفية تصورية أوجدتها
لذلك يتعاملون مع الم.قا.و.مة بغ..ز.ة كحدث في ذلك المكان والزمان، لايجاوزونه لأبعاده ودلالاته وأسبابه ونتائجه، وتصبح كل تلك المجازر من دون أثر في سلوك الناس وفي واقعهم
أي أنهم يتعاملون مع الواقع بمحورية الحدث والشخص لا محورية الفكرة، وهذا يغيّب أبعاد الفكرة المنتجة للفعل
نتيجة هذا الفهم الفاسد، نجد مواقفا غير متناسقة من نوع أن أحدهم يساند المقا.و.ة ثم بنفس الوقت يساند حاكما متسلطا يوالي الغرب بل تجده يتعامل مع اس.ر.ء.ي
سبب هذه الفوضى الذهنية، أن ذلك الفرد لايرى أي تناقض لأنه أساسا لايتعامل مع الأمور بمستواها الفكري
ثم أنه بسبب هذا التعامل المادي مع الأحداث مع تغييب مستواها التصوري، فهو لايستوعب فكرة دعوات رفض التواجد الفرنسي بتونس وربط ذلك بما يقع في فلس..طي..ن، فيتساءل مادخل هذا بذاك
بالمقابل حينما نتعامل مع الأحداث بمحورية الفكرة، فإننا سنفهم الحدث من زاوية الأفكار التي أثارها، فيكون معنى ذلك أن أحداث غ.ز..ة:
- من زاوية أنها فعل مقاوم، ستدفعنا أن نقاوم نحن أيضا من يتسلط علينا بتونس، لذلك دعوت وأدعو لمقاومة التواجد الفرنسي بتونس
- من زاوية أنها صراع مركزيات عقدية، ذلك سيدفعنا لإعادة تناول واقعنا بتونس من منظور صراع المركزيات العقدية، وحقيقة كوننا نخضع للمركزية الغربية بفعل الإلزام الفرنسي عن طريق منتسبيها الذي يحكمون تونس منذ عقود
إذن حينما نتعامل مع أحداث غ.ز..ة بمحورية الفكرة وليس مجرد حادث مادي، سيكون نتيجة كل ذلك أن نتجاوز المناصرة الشكلية كالتظاهرات والصياح، وننطلق لنصرة الأفكار التي تؤطر الأحداث هناك، هذا يعني أن مناصرة الم..قا..ومة سيؤدي لوجوب إنتاج محلي تونسي لفعل م..قاو..مة ضد فرنسا كفكرة مرجعية ويستهدف منتسبيها الذين يديرون تونس، ويكون سقف ذلك الفعل تفكيك منظومات الإخضاع الفرنسي تلك وتحرير التونسيين منها وممن يديرها أولئك المنبتين لواحق فرنسا لدينا، تماما مثلما تفعل الم..قاو..مة ضد اس.را.ء. يل ومنتسبيها