البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

المحن تنتهي بالضياع حينما يغيب المشروع الفكري

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 190
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لايكفي وقوع المشاكل كمقدمة للانتصار في الصراعات الكبرى، وإنما مايهم هو المشروع العقدي الذي يؤطر تلك المحن ويفسرها ويفتح لها الطريق لمزيد من الفعل الايجابي في الواقع

لذلك فالفلسط. يواصلون الثبات بسبب المشروع العقدي الذي تدور في أفقه ح م س

أما حينما يغيب المشروع الفكري فإن الصراعات تتحول لعامل اندثار وتحلل
لأن المسألة تتعلق بدرجة أولى بإدراك الفرد للحق ولحقه تحديدا، وليس لوجود الحق في ذاته، أي لايكفي أن تكون صاحب حق حتى تنتصر، وإنما مايهم هو وجود مشروع فكري يزودك بالحافز لفهم حقك ثم لتواصل الدفاع عنه
فالحق موضوع الصراع وليس وسيلته، والبلوغ إليه لاحق عن فعل ما مبني على الوعي بأهميته (1)

واذكر إن أردت ما حدث للحركة الاسلامية بتونس مثلا، فإن المحن انتهت بها للتفكك الفكري والقبول بالمجال المفاهيمي السائد وتحولها لتابع يستجدي رضا المغالب
وسبب ذلك غياب إطار عقدي يقدم تفسيرا لفعل المغالبة ويعطيه أبعادا في الواقع ويربطه بالغيب

بمعنى آخر، كلما كانت المغالبات تتحرك بمشروع فكري كلما كانت أشد ثباتا وأصلب من زاوية أثرها في الواقع، وكلما كان المشروع العقدي أكثر تفسيرا وعمقا تجريديا من خلال ثراء المعاني فيه، كانت قوته في إنتاج الطاقة لدى أتباعه أكبر
لذلك يمثل الإسلام مصدرا قويا للتزود بقدرة الفعل لدى الملتزمين به، لأنه يقدم تفسيرا للوجود ببعدي الشهود والغيب
ثم نجد كذلك قوة للفعل لدى أصحاب المشاريع الأممية كالشيوعية لأن منظومتهم العقدية تقدم تفسيرا للواقع وتجعل المنتسب إليها صاحب مسؤولية، لكن طاقة الدفع في المشروع الشيوعي أقل من الإسلام لمحدوديتها اذ تتناول الواقع / الشهود دون الغيب
ثم تنعدم طاقة الدفع لدى منتسبي المشاريع الفكرية الأخرى لعدم تقديمها تفسيرا للفعل في مستوى تنزيل المشروع واقعا، فهي لاتقدم جزاء للفعل في الواقع فضلا أن يكون لديها تفسيرا لبعد الفعل في الغيب

--------
(1) يمكن التذكير كون العديد من الصراعات عبر التاريخ خسرها أصحابها رغم أنهم أصحاب حق، وذلك لغياب مشروع عقدي يزودهم بطاقة الفعل والتصدي
وحديثا يمكن الإشارة لكون الغرب حين حروبه الاحتلالية في القرون السابقة، انتهى بابتلاع شعوب وانهاء ثقافاتها ولغاتها، وعجز عن ذلك نسبيا مع الشعوب الإسلامية لأنها اعتمدت على الإسلام كإطار وخلفية يزودهم بالمعنى لفعل المقاومة

***********
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. المحن تنتهي بالضياع حينما يغيب المشروع الفكري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-10-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء