مدى أهمية استدعاء القضاء والقدر حين التعامل مع الواقع
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 233 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين تناولنا الواقع في مساحة الزمان والمكان علينا التعامل معه كشبكة أسباب وفواعل من دون أن ندخل مسألة القضاء والقدر، للاعتبارات التالية:
أولا قضاء الله وقدره يشمل كل الواقع جيده وسيئه معك أو ضدك، فعامل القضاء والقدر يتوزع باحتمالية متساوية من كل الجهات، فاستدعاؤه في التناول للتفسير لن يغير أي شىء لأن إضافة نفس القيمة من جهتي معادلة لن يحدث أي فرق، فالحديث عن القضاء والقدر إذن نوع من الحشو وتشتيت النقاش
ثانيا نحن أساسا لانعرف طريقة وآلية عمل القضاء والقدر، لذلك استدعاؤه لتفسير الواقع الموضوعي لن يفيدنا، وأن استعمل للتفسير سيكون عملا تحكميا أي إخضاعا لعامل القضاء والقدر للتفسير الذاتي، إذن القضاء والقدر لايفيد في فهم الواقع في مستوى مساحة الأسباب
ثالثا اهمية القضاء والقدر توجد في مستوى أنه عامل يتحرك في ماقبل ومابعد الواقع الموضوعي، فهو يهمنا من حيث انتاج طاقة القبول والتصدي للواقع لأن القضاء والقدر يذكرنا بأن الوجود فيه بُعد آخر يدور حول الغيب غير الواقع أي الشهود بالتعبير القرآني
أي أن الايمان بالقضاء يذكرنا ببُعد الغيب الذي سنسترجع فيه نتيجة عملنا في بعد الواقع ونحاسب عليه، وهذا الفهم متعدد الأبعاد لهذه الدنيا يقوينا بغرض مواجهة بُعد الشهود / الواقع، ولكنه لن يعوض الواقع