زَعْمُ أن الفقر يزال بالدعاء، فيدوهات تكرس السلبية بتوظيف الاسلام
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 154 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعترضني فيديو، والحقيقة تعترضني كل مرة محتويات فيديو أو تدوينة يجهد صاحبها نفسه ليوضح أن الفقر يمكن إذهابه بالدعاء
ثم يسترسل في سرد العنعنة للإيهام بصحة محتوى ذلك الحديث، وأن علينا ترديد محتوى كلامي يزعم أنه حديث ليذهب الفقر عنا ويتحسن حالنا
الحقيقة لست مقتنعا أن مثل هذه المحتويات من فيديوهات أو غيرها ستذهب الفقر، كما إني لست متأكدا أن تلك الأحاديث المزعومة، من الإسلام مهما علا سندها وأبهر متنها
لكن ما أنا متأكك منه أن المتحكمين بالواقع ستعجبهم هذه المحتويات ولعلهم يعيدون نشرها ويروجون للمتحدثين بمثلها، فيستدعونهم في إعلامهم ويؤثثون لهم برامجا في تلفزاتهم وينشئون لهم قنوات يوتيوب
سادة الواقع يخدمهم هذا النمط من التدين الوظيفي الذي يوجه آراء الناس بعيدا عن أسباب الفقر بالقول ضمنيا أن الفقر لايجب ازالته بإزالة أسبابه عن طريق النظر في العوامل الاقتصادية ومنظومات الحكم السياسية وارتباطاتها الأجنبية، وإنما يقولون أن ذلك الإحتياج وضع سوي يكفي معالجته بالدعاء، فهو توظيف للدين للتشويش على الوعي بالواقع ومنع إدراكه
سيقدم أصحاب الفيديوهات هؤلاء خدمة كبيرة للناس وللاسلام لو انتجوا محتويات وكتبوا تدوينات توضح لنا محركات الواقع والمتحكمين فيه وكيفية تكوّن منظوماتهم المختلفة وطرق اخضاعهم لنا وأساليبهم للتشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام، ولو قلت لنا ساعتها أن ذلك هو الاسلام وأن ذلك هو دور الفرد المسلم الرسالي، لصدقناك من دون أن تستشهد بالأحاديث