د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2566
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ص١٣٤ س٩: "في عزْل، قال الشاعر ابن المعلم:
ولأنت إن لم يبلُل الغيث الثرى ❊ تروي الورى بسماحك الهتّان
يعزلوك عن البلاد لحالة ❊ تدعو الى النقصان والشنآن
بل قد رأوا تيار جودك زاخراً ❊ حفظوا بلادهمُ من الطوفان
قلتَ في الهامش: "في الأصلين يروي"، والقراءة بالأصل أقرب "يُرْوَى".
ص١٣٥ س٥: "وقدموا لابن رئيس الرؤساء السُّفن حتى يعبر اليه". لقب كان يمكن أن يوجد في فهرس للألفاظ الحضارية.
ص١٣٤ س ١٤: من شعر ابن زتادة:
باضطراب الزمان يرتفع الأنــ * ــذال فيه حتى يعمّ البلاءُ
وكذا الماء ساكناً فإذا حـــــــرّ * ك ثارت من قعره الأقذاءُ
وله:
إذا طبع الزمان على اعوجاج ❊ فلا تطمع لنفسك في اعتدال
فلولا أن يكون الزيغ طبعاً ❊ لما مال الفؤاد الى الشمال
ص١٣٨ س١١: ضرورة شعرية لم يلاحظها المحقق، في قول الشاعر:
"يا نفس كم غرَراً ويا * خُدع المُنى كم تسخري بي"
وهي حذف النون من تسخرين.
ص١٤١ س٧: شُهدة الكاتبة من الأسماء التي كان ينبغي أن يكون فهرس بآخر الكتاب لها.
ص١٤٣ س٣: البيت:
"أهلا بغُرّ قوافيكمُ لقد طلعت * شمّ الهوادي لها في [سرّها] أشرُ"
ما بين معقفين زيادة من المحقق، ولكنه في التعليق رقم واحد على هذا الموضع يتبين لنا أنه أهمل ما في النسختين المخطوطين اللتين اعتمدا عليهما وهو "شرها"، ولا يأخذ ما جاء في الديوان وهو "شدها". فهذا التصرف غريب، إذ هناك فرق بين زيادة على ما في الأصل لنقص أو فراغ أو نحو ذلك، وبين إثبات ما في الأصل والتعليق عليه. وعندما نتأمل في المعنى من هذا البيت نجد الشاعر فيه يجيب على قصيدة في مدحه، فمن الطبيعي أن نتوقع الرد المناسب منه بالإطراء ولذلك نقدر أن الكلمة المناسبة في هذا البيت هي "شدها" كما جاء في الأصل (المخطوطتين) ويظهر لنا أن لفظ "شرّها" هو سوء قراءة أو تصحيف من الناسخ. لأن المعنى في "شدّها" هو المناسب، "والشد: الحضر والعدْو، والفعل: اشتد أي عدا". ومعنى "أشَر" حادّ وقويّ.
ص ١٤٥ س٧: يقول الصفدي: "المقامات المسيحية لأبي العباس النصراني الطبيب. قال ياقوت: أجاد فيها. قلت: ما أجاد فيها ولا قارب الإجادة، والمقامات الجزرية والمقامات التميمية خير منها وما قاربتا الحريرية". حكمٌ تقديري للمؤلف من أحكامه الكثيرة في هذا الجزء على بعض ما ينقله من الشعر والمقامات كما هنا، وكان يحسن بالمحقق أن يدرجها في فهرس بآخر الكتاب.
ص ١٤٨س١٠: مرهف (اسم أمير وشاعر، وهو ابن الأمير فخر الدولة أبو الفتح ابن منقذ) كان ينبغي أن يدرج في فهرس للأسماء كما ذكرنا بالنسبة لغيره في هذا الجزء من الوافي.
ص١٥٠ س٦: من شعر الخطيب الحصكفي الشافعي:
قم فاسقني خمرة صفراء صافية * صرفاً حراماً فإني غير مكترث
إن كان قد حللوها بالطبيخ ففي * حشاي نار تبقيها على الثلث
قالوا: فلم تتقيّاها؟ فقلت لهم: * إن لأكرمها عن مخرج الخبث
ص١٥٣ س٨ و١٣: قال الصفدي: "وقال من مقامة ضمّنها هذا، وهو يقرأ من أوله الى آخره وعظاً منثوراً، ومن آخره الى أوله شعراً زهدياً".
فكيف يخَرّج المحقق هذا الكلام على أنه من بحر المجتث في ستة أبيات؟ علماً وأن المجتث لا يستخدم إلا مجزوءاً، رباعي الأجزاء، وشذ استخدامه تاماً (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن).
ويجب تصحيح فيه "أحلامُ" لعلها "أحلامٌ" بالتنوين وكذا "أسقامُ" لعلها "أسقامٌ"، ليتفق مع ما يماثله. والبيت الذي لم يثبت قافيته "غال الوهن"؛ لماذا لم تراجع المقامات في مصادرها لتصحيح هذا الشعر الذي كما قال الصفدي يقرأ (...) وعظاً منثوراً، وهو مقامة.
ص١٦١ س١٩: لابن ظهير الحنفي الإربلي، قصيدة طويلة رائعة في رثاء النووي، محيي الدين يحيى بن شرف، أوردها الصفدي، يقول الإربلي في مطلعها:
عزّ العزاء وعمّ الحادث الجلل * وخاب بالموت في تعميرك الأملُ
واستوحشتْ بعدما كنت بالأنيس لها * وساءها فقدك الأسحارُ والأصُلُ
وكنت تتلو كتاب الله معتبراً * لا يعتريك على تكراره مللُ
قد كنت للدين نوراً يستضاء به * مسدداً فيه منك القول والعمل
.الخ.
ص١٦٦ س١٢: "كان أديباً فاضلاً حُفَظة للأشعار والحكايات لطيف الأخلاق حسن المجالسة أذهب عمره في مخالطة الفضلاء... فصيحاً يتكلم في الأعزية والمحافل والمشاهد.." قوله "الأعزية" مفرده العزاء. وصفه بـ "حفظة".
ص١٦٧ س١٣: النحوي اليمني
"فإذا مدَح لا يزيد على بيتين وإذا هجا فكذلك"، فمن ذلك يهجو يحيى بن مقبل:
يقولون لي قد تاب يحيى بن مقبل ❊ الى ربه والله يعفو وهو رحيم
فقلت لهم هذا المحالُ بعينه ❊ لمن خُلقتْ إن تاب يحيى جهنّمُ؟
ص١٧٠ س١: "زعيم الدين"، "مسدد" (ص١٧٧ س٢)، "محمد بن محمد بن علي الزينبي" ،"أسد السنّة" (ص١٧٧ س٢) ، أسماء كغيرها من الأسماء والألقاب التي لم تفهرس.
ص١٧٦ س١٢: يحيى بن عبد الحميد العجلي الكوفي الحافظ... "وكان شيعياً له كلام تجنٍّ في حق معاوية، نقله الخطيب (".. مات معاوية على غير ملة الإسلام").
ص١٧٨ س١: "الأبيض السرقسطي"، "... كان أبيض الرأس واللحية والحاجبين وأشفار العينين [خلقة] ولذلك يقال له الأبيض".
زيادة [خلقة] بين معقفين تغني عنها الإشارة اليها في المراجع الأخرى بالهامش، لأنه من الحشو، وهو ليس من أسلوب الصفدي.
ص١٨١ س١: في ترجمة "القوصي الشافعي"، ابن زُكير، جاء ما يلي: "ولم يُعب الناس عليه إلا أنه كان يداوم مسئلة الحيلة في المعاملات، يبيع السجادة ونحوها بآلاف، ويشتريها بما يعطيه في المعاملات التي قُرّرت قبل المعاقدة، وكان يقول: إذا طولبتُ بها في غد قلت: هذا والشافعيُّ وأصحابه جوّزوا ذلك، وأنا مقلّد".
"مسئلة"، كما ترسم في الشرق عامة، مسألة.
ص١٨٠ س١٢: "حضرتُ عنده الدرس (...) وكان درساً مفيداً فيه تحقيق وقلة لغط، يُتقنه ويحرر الكلام فيه".
هنا نقل لنا المحقق لفظ "غلط" بدل "لغط"، ونعتقد أنه غير موفق في اختيار اللفظ المناسب، فكان يجب أن يراعى ذكر التنويه بالدرس بأنه مفيد وفيه تحقيق، فغير مناسب أن يكون فيه غلط ولو قليل، لأن الغلط لا يناسب الدرس الذي من وصْفه أنه فيه التحقيق والإفادة. واللغط الأصوات المبهمة المختلطة والجلبة لا تفهم أو الكلام الذي لا يبين.
ص١٨٢ س١٠: تدخل المحقق ليضيف ما "أسقطه" الصفدي في ترجمة "القرطبي"، تدخل غير منسجم مع النص. وهل الصفدي كان ينقل من المصادر كل ما يجده فيها عن تراجمه أو وفياته؟ وهل إذا تأكد لديك أنه أسقط ما أسقطه تأتي أنت هنا لتحيطنا علماً بما أسقطه، فهل تريدنا أن نؤاخذه على ما فعل أم نشركك في مؤاخذته عليه؟!
ص١٨٣ س١١: "تعاشير"، تسمية للشاعر أبي الحسين الجزار المصري. اسم كان ينبغي أن يدرج في فهرس للأسماء.
"يقول الشاعر:
ما لتعاشير غلا قيمةً * عليّ قامت من مواعينهِ
فلا يلمني وليلم نفسه * إذ هو مذبوح بسكينهِ
والله ما أغضبها فعله * إلا لتقطيع مصارينهِ"
كان ينبغي تصحيح الشعر على ما يؤدي من المعاني أجودها لا إثبات في النص ما لا يستقيم مع معناه. فالمحقق أثبت "حلاقيمه" بدل "غلا قيمة" و "عصّبها" بدل "أغضبها" اللتين أشار اليهما في الهامش.
ص١٨٣ س٨: أبو الحسين الجزار.."وكان [يتزيا] بزي الكتّاب".
أولاً كتابة "يتزيا" خاطئة وإنما هي يتزيى. ولو ألغينا هذه الزيادة بين معقفين التي زادها من فوات الوفيات لقرأنا نص الصفدي كما يلي: "وكان بزي الكتاب" على معنى وكان يظهر بمظهر الكُتاب لأنه جزار حرفة، وهو ما يؤيد ما وصف به في ترجمته من أنه "كان بديع المعاني جيد التورية والبديع عذب التركيب فصيح الألفاظ..". على أن قراءة "بَذّ الكتّاب" أي فاقهم، أقرب لما وُصف به (ص١٨٥س٧) من أنه "أديب الديار المصرية وإمامها" و "الأديب المصري". ولا نعلم للكتاب زياً متميزاً ولذلك قدرنا أن لفظ "بذ" هو الأنسب، خاصة والصفدي قد خصه بأكثر الصفحات في الكتاب (من١٨٣-٢١٢).
ص١٨٣ س١٠: ترجمة أبو الحسين الجزار المصري "وكان يسمّى تعاشير، ولذلك يقول: ما لتعاشير.. إلخ (الأبيات الثلاثة المتقدمة). فالضمير في "يقول" يعود على تعاشير ضرورة، وهذا غير صحيح إنما هذا شعر قائله يثلب فيه تعاشير، أي أبا الحسين الجزار، ولذلك كان ينبغي على المحقق أن يقول لنا إن الشاعر هو مجاهد الخياط الذي نسب له الكتبي في فوات الوفيات هذه الأبيات الثلاثة، لا يذكره في الهامش ويترك الضمير في "يقول" يعود على تعاشير. فالأدنى أن يقول: "ولذلك يقول الشاعر" ليناسب ما ذكره في نسبته في فوات الوفيات بالهامش.
ص١٩٦ س ١٣: "زربول الأدب". من الألفاظ التي كان ينبغي أن تفهرس.
ص١٨٥ س ٤: "قيل إنه اجتمع يومًا هو وأصحابه وأرادوا النزهة، فأخرجوا من بينهم دراهم، وأخذوا منها عشرة دراهم، وجاؤوا بها الى جزّار في باب زويلة، فوقفوا عليه وقالوا له: أتدري من هذا الواقف عليك؟ قال: لا، قالوا: هذا الشيخ جمال الدين أبو الحسين الجزار، أديب الديار المصرية وإمامها، فباس الجزّار السكين وقدّمها لأبي الحسين، وقال: يا سيدي، والله ما يدخل يَقطع هذا اللحم إلا أنت، فلما دخل أبو الحسين شرع يحُط لهم الرَّقبة والعُرقوب والمَراق والعظام والمطاميط، وأصحابه ساكتون لا يكلّمونه حتى فرغ، وأخذوا اللحم وقالوا له: أمّا الرجل فإنه خلاه الذمّ وعداه اللوم، لأنه مكّنك من أطايب اللحم، وأنت فعلت بنا هذه الفعلة، فقال: بالله اعذروني، والله لمّا رأيت نفسي وأنا خلف القَرْمية والساطور، وبيدي السكين والشِّقة جاءتني لآمة الجزارين وما قدرت أفعل غير ما رأيتم، فضحكوا".
ص١٨٨ س ١٦: في ترجمة "الجزار المصري"، نقل الصفدي قصيدة رثاء فيه للسراج الوراق، وهي طويلة، ونذكر لغرض التصحيح أبياته التي جاء فيها قول السراج:
أقول لمن نعاك ولا امتناعٌ * لأحزاني عليك ولا امتنانُ
ألا عزّ القوافي اليوم عمن * بكته البِكر منها والعَوان
وشُقّت عند منعاه جيوب * عليه والبيان لها بَنان
لها إيطاء حزن بعد حزن * وإكفاء لدمع لا يصان
وإقواء برفع فوق نعش * وخفض في اللحود له مكان
كلمة "منعاه"، ذكر لنا المحقق أنها "في الأصل: معناه". ونحن نعتقد أنه الأصح لأن المقصود ليس النعي وقد تقدم سابقاً في البيت الأول المذكور هنا، ولكن المقصود هو "المعنى"، وعلى أساسه مضى الشاعر يذكر البيان عن ذلك المعنى وعرَض لمصطلحات الشعر المتعلقة بالقوافي كالإيطاء والإكفاء والإقواء.
ولا نعتقد أن المحقق بلغ من التجاوز على النص حداً أقصى من هذا التجاوز حين يسقط الى الحاشية ما في الأصل كما في هذا المثل، ويعتمد قراءة مصححة في مكانها دون اعتبار أهمية ما بيّنه الصفدي من أنه نقل هذا الشعر من خط الشاعر نفسه حيث يقول: "ولما توفي (الجزار المصري) رثاه السراج الوراق، ومن خطه نقلتُ: ... ". فكلام الصفدي هنا كان ينبغي أن يجعل المحقق يتثبّت أكثر قبل أن يدخل على النص تغييراً بتلك الأهمية.
ولقد أورد الصفدي شعر كثيراً للشاعر المصري المشهور بالجزار المصري، أبي الحسين يحيى بن عبد العظيم وأشار الى ديوان له بعنوان "تقاطيف" له (ص١٨٤، وورد مصحفاً "تقطيف" في ص ٢٥٣ التعليق ٥) وأشار المحقق الى أن هذا الديوان نشر في العراق بتحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي وصناعة هذا الشاعر هي" الجِزارة، وقال فيها شعراً كثيراً (ص١٩٨ وما بعدها) فكيف نجده موصوفاً في هذه الترجمة له بأنه "يتزيى بزي الكتاب"، وهو جزار معروف! ذلك ما أبرزه لنا المحقق ولنرى صحة ما أورده النص فيما يلي:
"وله شعر في جِزارته (ص١٩٩):
وكم يوم ببيع اللحم عندي ❊ يعد من البوار بألف شهر
"ومن أبيات له:
فاللحم والعظم والسكين تعرفني ❊ والخلع والقطع والساطور والوضم
"وله في حرفته "قصاباً" (ص٢٠٠ س١٢):
لا تلمني يا سيدي شرف الديـ ❊ ـن إذا ما رأيتني قصّابا
وقال يصف حاله ولباسه، مما يستبعد معه أنه يتزيى بزي الكتاب!
في قول الوراق في جواب الجزار المصري [من الخفيف]:
"كم إلى كم تظلّ مادح مثلي * بكُنًى قد خبّأتَها ورموزِ
ما نحا مثلها المطرِّزُ هيهـ * ـات ما لديك من تطريز
ربّ يوم ركبتَ فيه أميراً * وتركت المخيط للمدْروز
دخلتْ هيبةٌ لك في قلـ * ـبي ولكن دخولها من طيزي" (ص١٩٤ س٣).
قال المحقق في الهامش تعليقاً على "هيبته": "في ت: هيبته، وهو مختل أيضاً وقد يكون: دخلتْ هيبةٌ [لودّك] في قلبي". ونحن نقول له: لعله "دخلتْ من هيبته لك في قلـــ * ـبي.."، وذلك للاحتفاظ بأكثر ما في الأصل وغير مختل الوزن.
ص١٩٥ س٣: "العدوّ الأزرق"، في شعر يحيى بن عبد العظيم الجزار المصري:
والذي لم يزل صديقي وإن كا * ن لغيري، فهو العدوّ الأزرقْ
ص١٩٦ س١١: "يريد بذلك ابن بُلْيمان". اسم كان عليه أن يوجد في فهرس.
ص٢٠٣ س١:
فكان النّصب فيه عليّ نصباً ❊ وكان الرّفع فيه لغير قدري
علق المحقق على كلمة "فيه" بقوله: "في الأصل.. «عليّ فيه»، وبذلك يضطرب الوزن".
ونقول: تصحيح الشعر كما في الأصل أصح: "فكان النصب عُلِّيَ فيه نصباً"
ص٢٠٣ س٨: وقال يحيى بن عبد العظيم الجزار:
بتُّ وأثوابي ككُتـ * ـبٍ مزّقتها الأَرَضهْ
فعوْرتي مكشوفة * وسترتي مُقرّضهْ
"مقترضهْ" كذا في الأصل، وإثبات ما في الأصل أصح ولا داعي لتغييره.
ص٢١١ س٤: قصيدة قبيحة! (الصفدي لا يتحرج من ذكر الشعر القبيح بألفاظه الفجة) والبيت الثالث:
قُومي ارقُصي فلقد لإيقاع الخُصى ❊ طربٌ يهزّ لحسنه عطفاك
علق المحقق على لفظ " فلقد" بقوله: "كذا في الأصلين والمنتخب"، بمعنى أنه توقف عند فهم الكلمة، فلم يتبين معناها أو موقعها من الجملة. والحال أن "فلَقَدْ": حرفان، لام الابتداء و"قد" للتحقيق، وهما في جملة معترضة كالآتي: "قومي ارقصي فلقدْ – لإيقاع الخُصَى – * طربٌ يهزّ لحُسنه عطْفاك".
ص٢١٨ س١٢: "وأخذ في التضريب بين العرب وهم أمم كثيرة في إفريقية فما زال يأخذ هذه القبيلة بالأخرى الى أن بلغ منه غرضه". تعبير متميز.
ص٢١٦ س٤: "لم يكن بالأندلس أبصر منه بالكلام والبحث..". تعبير متميز أيضاً.
ص٢١٦ س٦: كيف لنا بمعرفة ترجمة الأمير أبي زكريا الحفصي المعروف "بصاحب إفريقية وتونس" وعنوانه بالوافي "صاحب إفريقية"، ولا يظهر له هذا الاسم في "فهرس أصحاب التراجم" إلا تحت مسمى "يحيى بن عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمر الهنتاتي". فهل من المفروض أن يُعرف اسمه حتى يُرجع اليه تحت هذا الاسم وليس تحت أبي زكريا الحفصي أو صاحب إفريقية.
ص٢١٦ س ٩: "... كان أبوه نائباً لآل عبد المؤمن على إفريقية، فلما توفي والده جاء من قبَل المؤمنيّ الأمير عَبّو فقام يحيى هذا ونازعه وقهره، وغلب على إفريقية، وامتدت أيامه وملك بضعاً وعشرين سنة واشتغل عنه بنو عبد المؤمن بأنفسهم، وتوفي سنة سبع وأربعين وست مائة.
"وأصله من برابر مصمودة، وهم الذين قالوا بدعوة مهديهم، وكان لهم في بناء الدولة مقام عظيم. وكان أبو حفص جدّ هذا يحيى أحد العشرة الذين سبقوا الى مبايعة المهدي. وورث أبوه الرئاسة العظيمة الى أن ولي الناصر من بني عبد المؤمن؛ وكان عبد الله بن يحيى قد ولي إفريقية من قبل أخيه يحيى، فنفرت القلوب منه لبخله وجبنه وأخوه يحيى أصغر منه، يتصرّف بين يديه. وتألّف الناس بأنواع السيادة، فأُغريَ به أخوه عبد الله، فأراد الراحة منه، فأعطاه ولاية قابس، وهي في شرقي إفريقية، فاستجلب العرب ومال أعيانها معه، وظهر منهم ما أوجب خروج أخيه بالعساكر، وكانت سنةَ جدب، فصاح الجند وضجّوا، ولم يعطهم إلاّ اليسير، فخلعوه بظاهر القيروان، ورجموا خيمته بالحجارة، وصاحوا باسم أخيه يحيى، فبادر من حينه وقيّد أخاه عبد الله وأرسله في البحر الى المأمون القائم بإشبيلية.
"وكان يحيى قد قام بدعوته، وقام أخوه عبد الله بدعوة ابن الناصر القائم بمرّاكش، فآل أمره مع المأمون الى أن ضُرب عنقه. وكان استيلاء يحيى على السلطنة سنة خمس وعشرين وستّ مائة، ولم يقنع بإفريقية حتى صار الى بجاية، سرير سلطنة الغرب الأوسط وفتحها، وغرّق في البحر صاحبها أبا عمران من بني عبد المؤمن، وصار له الغرب الأوسط. ثم أخذ في الراحة من القوم الذين يمتنّون عليه بالسلطنة، ففرّقهم على أقطار الأرض بأنواع الحيل، وأخذ بعضهم ببعض الى أن لم يبق له من يغصبه. وولّى ابنه أبا يحيى ولاية عهده على الغرب الأوسط. وخاطبه بالطاعة أهل إشبيلية من الأندلس وغيرها، وخاطبه بذلك أهل سبتة من الغرب الأقصى. وامتدّت سلطنته من ودّان، المعقل المشهور ببرقة، الى البحر المحيط نحو خمسة أشهر. وصار يركب في نحو مائتي ألف من الجند والعرب.
"ولما غلب المأمون على مرّاكش وقتلَ هنتاتة، قبيلة أبي زكرياء، وكان في جملة من قتل أبو إسحاق، أخو أبي زكرياء، عدل عن الخطبة له، وخطب لعدوّه يحيى بن الناصر. ثم لما علم ضعف يحيى، وأن الهزائم توالت عليه، وتوقّع أن يقرّ الى إفريقية طالبا بها إظهار أمره، أزال اسمه من الخطبة، وخطب لنفسه وأبقى ذكر خلفاء بني عبد المؤمن الأموات، الى أن أسقط أسماءهم بعد ذلك بالتدريج، وصارت الخطبة لا يذكر فيها الاّ مهديهم وهو بعده.
"ولما حسم أمور الموحّدين الذين هم أرباب الدولة، وصاروا له كالعبيد طاعة، أخذ في التضريب بين العرب، وهم أمم كثيرة في إفريقية، فما زال يأخذ هذه القبيلة بالأخرى الى أن بلغ منهم غرضه، ولم يُبق لهم كلمة مجتمعة، وصاروا كالرعية بعدما كان صاحب إفريقية معهم في ذل عظيم. وصار المسافرون يسافرون في بلاده من أولها الى آخرها في أمان متّصل، وجعل على الطرقات أقواماً مرتّبين لهم رسوم عليه، وهم ضامنون لكل ما ضاع للمسافرين، ولا يأخذون من أحد درهماً، لا على بضاعة ولا على دابة؛ وكان ذلك من حسناته التي عمّرت بلاده. وأمّن عساكره وأسند أمورهم الى الثقات، وأجرى عليهم الأرزاق المتصلة وكان لا يحيل أحداً على جهة، ويقول: أنا أقدرُ على خلاص الأموال، وإنما يعطيهم الأموال من بين يديه.
"وجعل أجناده أصنافاً، من مصامدة وعرب، ومن أندلس ومن غزّ ومن ترك، فصار كل صنف يقول: بنا الاعتداد. ومتى قوي صنف كان قبالته من يصدّه. وصار يباشر الأمور بنفسه، ولا يركن الى أحد؛ وكان كثيراً ما يتستّر بالعطاء، وكان الفقراء والأيتام، كل بكرة يخرج فيجلس في مجلس مخصوص، ويحضر الأمراء والجندُ والوافدون، ولا يأنف أن يتكلم في جليل الأمور وحقيرها، ثم يُطعم العساكر، فإذا حضر وزير الأموال انتقل به الى مكان آخر مع من يُشرّفه بالحضور من الفضلاء: من فقيه وأديب، ومنجّم وطبيب. وإذا فرغ من هؤلاء دخل الى داره واستراح الى أذان العصر، فيخرج الى موضع آخر غير الموضعين الأوّلين، يتفقّد فيه الأمور الخاصة بقصره، فإذا أذّن المغرب دخل الى ما هنّأه به من اللذات".
في هذا النص توقفان: الأول، الأمير عَبّو (في الأصول عبّوا) ولم يذكر المحقق من أين أتى بالتصحيح. والمقصود به عبّو بن أبي محمد ابن الشيخ أبي حفص، وأخباره في ابن خلدون. الثاني، قوله: "وكان عبد الله بن يحيى قد ولي إفريقية من قبل أخيه يحيى". لعله يقصد عبد الله بن عبد الواحد.
(يتبع)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: