صلاح الحريري - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2794
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نبدأ بِ من دعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة، ومنهم:
1-أفلاطون...427ق.م-347ق.م:
هو أرِسطوكليس بن أرِسطون، فيلسوف وكاتب ورياضياتي.
وعنده،
-المدينة يحكمها الفلاسفة
-لا يجب أن يمتلك الحكام عقارات خاصة
-لا يكون لأحدهم مال أو مخزن
-لا يكون للرجال زوجات[مشاعية النساء].
ومن الواضح أن أفلاطون دخل في صدام مباشر مع الضمير الإنسان، باقتراحه لمشاعية النساء في مدينته الفاضلة.
إذاً يجب الحذر في التعاطي مع فلسفة أفلاطون بسبب هذه الجزئية تحديداً، جزئية[مشاعية النساء].
جزئية[مشاعية النساء] هذه تجعلني أقول بهذيان أفلاطون، أو أنه[لم يوجد أصلاً-ليس شخصية تاريخية]، وهذا ما أذهب إليه، وفق نظريتي.
2-القديس أوغسطينوس 354م-430م:
كاتب وفيلسوف ولاهوتي ورجل دين
كتابه [مدينة الله] أو [مدينة الإله]، كتبه في القرن الخامس الميلادي وعنوانه الكامل باللاتينية هو: De Civitate De Contra Paganos وتعني[مدينة الإله في مواجهة الوثنيين].
وتتمحور فكرة كتابه حول ما يدعوه أوغسطينوس الصراع بين مدينة البشر ومدينة الله والذي سينتهي محسوماً لصالح مدينة الله.
مدينة الله=الناس نسوا متع الدنيا ليكرسوا أنفسهم للآخرة وللدين المسيحي
مدينة الناس=الإنغماس في الملذات ونسيان الآخرة
بالطبع لا صراع بين مدينتين أحدهما للبشر وأخرى لله، لأن الإنسان هو ابن الله والإنسان في أصل خِلْقته طيب، خيِّر، لكن يوجد بعض البشر الناقصين ويمكن تكميلهم بالتربية.
كذلك لا دنيا وآخرة، إن هي إلا الحياة الدنيا ولكن يمكن تطويرها فتصبح الآخرة، الجنة، أيْ الحياة الدنيا تصبح الجنة.
3-أبو نصر الفارابي 874م-950م:
سُمي الفارابي بِ المعلم الثاني، بسبب اهتممامه بالمنطق.
عنده، من صفات رئيس المدينة الفاضلة،
-تام الأعضاء
-جودة الفهم والتصور
-جودة الحفظ
-جودة الذكاء والفطنة
-حَسَن العبارة في تأدية معانيه
-معتدل في المأكل والمشرب والمنكح
-محبة الصدق وكراهية الكذب
-تقدير الذات
-الإستخفاف بعرض الدنيا
-محبة العدل بالطبع وكره الجور
-قوة العزيمة والجسارة والإقدام
-الحكمة والتعقل التام
-جودة الإقناع
-له قدرة على أعمال القتال.
وفق الفارابي: العالم الأرضي ينبغي أن يكون انعكاس للعالم السماوي.
إجمالاً، آراء الفارابي معتدلة، قيمة في ما يتعلق بأمر المدينة الفاضلة.
4-توماس مور Sir Thomas More 1478م-1535م:
قائد سياسي، مؤلف، عالم إنجليزي، قائد ثائر، ذكر، رجل بمعنى الكلمة. لكن مع كونه سياسي وقائد فإنه لم يسع إلى إقامة المدينة الفاضلة، لكنه دعا إلى إقامتها.
مدينته سماها باليوتوبيا أو [ اللا مكان].
وتروي قصته الخيالية، يوتوبيا، التقاليد السياسية والأعراف الدينية والإجتماعية لجزيرة يوتوبيا.
ومن بين ما اقترحه توماس مور في المدينة الفاضلة يوتوبيا [1516] هو:
-الله هو القيمة الأعلى والإنسانية هي بنت الله
-الشيوعية كنظام اقتصادي
-من أساء الأدب يتم استعباده
-لا مكان للملاحدة [من أهم أفكار توماس مور]
-زِيّ موحَّد.....[ هذه لا تُعد مَزِيَّة]
-مطاعم للأكل الجماعي....[وهذه لا تعد مزية].
ويوتوبيا توماس مور كأنها هي المدينة التي يحلم بها الإنسان السَّوِيّ في عصرنا الحالي، عصر القرن الواحد والعشرين.
5-فرنسيس بيكون 1561م-1626م:
هو فيلسوف ورجل دولة،[بالنسبة لي هو لم يصل لرتبة فيلسوف، لأسباب، منها قوله بعدم جدوى المنطق الأرِسطي.
مدينة فرنسيس بيكون الفاضلة سماها بِ بِنْسالِم Bensalem والتي هي مكونة من كلمتين بالعبرية [بِنْ] وتعني [ابن]، و[شالِم] وتعني [الكمال]، وهكذا فَ بِنسالم تعني [ابن الكمال].
ومدينة فرنسيس بيكون هي مدينة متدينة خلوقة، محبة للعلم والعلماء، ديانتها هي المسيحية. ومدينة فرانسيس بيكون وإن لم تكتمل ككتاب، إلا أن أفكارها الرئيسية تشير إلى حسن توجه فرنسيس بيكون.
6-توماس كامبانيللا 1568م-1639م:
راهب دومينيكاني، فيلسوف، شاعر. مدينته الفاضلة سماها مدينة الشمس، باللاتينية La Citta Del Sole بالإنجليزية City Of The Sun .
الراهب المسيحي العفيف، يدعو إلى مدينة يكون فيها البضائع والنساء على المشاع.
راهب مسيحي.......شيوعية النساء.......فيلم هندي.
لكن من بين الأفكار الجيدة التي طُرِحت في مدينة الشمس هي،
جاء بالمادية الجدلية وبشر بالشيوعية، وقال بأن الإشتراكية والشيوعية هي حتمية تاريخية.
وهكذا فمدينة كارل ماركس الفاضلة لا تكترث كثيراً بالأخلاق، لكن همها الأول والأخير هو إطعام البطن وسد الجوع المادي-لا الجوع الروحي العاطفي. لكن على كل حال، فقد بشر بشئ له علاقة بتكوين وإقامة المدينة الفاضلة.
8-أمين الريحاني 1876م-1940م:
هو مفكر وأديب وروائي ومؤرخ ورحالة ورسام كاريكاتير ومصلح اجتماعي. يعد من عمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويلقب بفيلسوف الفريكة.
يسمي مدينته الفاضلة بالمدينة العظمى، ويدعوها بمدينة الحرية. وهي التي تمارَس فيها الحرية الحقيقية. وهي غنية بنوابغها وشعرائها وعلمائها وفنانيها وصُنَّاعِها.
نكمل في المقال التالي.
أرجو ألا أكون قد أطلت.....وشكراً.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: