د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3983
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا نعلم كتاباً تناول بالنقد مقدمات الشيخ ابن عاشور حين نشرت لأول مرة قبل ظهور تفسيره، غير كتاب الشيخ عثمان بن منصور المربي الأديب، أحد تلاميذ الشيخ سابقاً بجامع الزيتونة.
وبقي خبر هذا الكتاب مغموراً. ربما لأن الشيخ الأستاذ لم يعرض له بذكر، حين أصدر تفسيره كاملاً فيما بعد. وكأنما اكتفى بالاستفادة من النقد لتعديل وتنقيح بعض مقدماته، وتجنب إثارة الجدل مع صاحبه؛ لعلاقة التلمذة ربما أو لاعتبارات أخرى، قد تكون مفهومة ولكنها بعيون المنصفين غير مبررة لتجاهل الرجل بالكامل.
ويظهر هذا الانطباع حين أعادت ذكراه من اللاوعي الى أحد أذهان من تشبهوا بالشيخ الطاهر ابن عاشور، وربما كذلك من المتعصبين له أكثر، وهو الشيخ المختار السلامي؛ فأفضى بانطباعه عن هذا الكتاب، للشيخ ابن منصور، بل قال فيه ما قال من كلام يرد به على من انتقد تفسيره هو، فشبهه بالمتهافت كصاحب رسالة البشر في نقض مقدمات الشيخ ابن عاشور؛ ورماه كالمتجاهل لاسمه بالاندثار ووصفه فقط بأحد العدول الموثقين، إزدراء به وبكتابه.
فهالنا أن يظلم الرجل مرتين. فبحثنا عن هذه الرسالة لندرة طبعتها بعد ثمانين عاماً من نشرها، فصححنا ما وجدنا فيها من أخطاء غير ما صوبه بنفسه من أخطاء مطبعية في ورقة باخرها. وبعضها جوهرية ندت عنه في أصل طبعة المقدمات وأثرت على أحكامه النقدية بخصوصها، وألحقناها بفهارس متنوعة، ووضعنا لها دراسة مقارنة، بينها وبين المقدمات في صيغتها الأولى، وأيضاً في صيغتها بعد نشرها في طبعة التفسير التي ظهرت بعد أكثر من عشرين سنة في حياة الشيخ ابن عاشور، ولكن للأسف بعد وفاة الشيخ ابن منصور في عام ١٩٦٤ رحمهما الله.
نذراً نذرناه على أنفسنا بعد أن أنهينا نقدنا لتفسير الشيخ المختار السلامي. وكنا بدأناه بالتصحيح عليه في مقال مطول بالصحافة، نشر على خمس حلقات، في أبريل قبل العام الماضي، وختمناه بمراجعات شاملة لما سماه «اختياراته لتفسير بعض الآيات»، في أواخر هذا العام المنقضي، قبل شهرين. ورأينا لطولها نشرها في كتاب مع المقال والردود، سميناه «تقويم (نهج البيان) تفسير الشيخ السلامي». وصدر بالتزامن مع الكتاب الذي تحدثنا عنه في الأول وخصصناه لنقد الشيخ ابن منصور لمقدمات الشيخ ابن عاشور.
-----
تونس في ١١ فيفري ٢٠١٨م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: