في قديم الزمان كان هنالك قارون وبزماننا قارونان فاسدان للعظم
د.كرار حيدر الموسوي - انكلترا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3237
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يروي لنا القرآن قصة قارون، وهو من قوم نبي الله موسى. لكن القرآن لا يحدد زمن القصة ولا مكانها. فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج؟ أو وقعت بعد الخروج في حياة موسى؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى؟يحدثنا الله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء. ولو عرفنا عن مفاتيح الكنوز هذه الحال، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم، وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال، حق الفقراء في أموال الأغنياء، وربما بغى عليهم بغير هذه الأسبابويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فهم يحذرونه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال، وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتى يرد الإحسان بالإحسان. ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب المفسدين فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه وخرج قارون ذات يوم على قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان: ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ثواب الله خير من هذه الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون...وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغرائها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال.
وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار. فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا: حقا إن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع عليهم، أو يقبض ذلك، فالحمد لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم. إنا تبنا إليك سبحانك، فلك الحمد في الأولى والآخرة وكان سبب معجزة المولى وعطيته الخاصة لقارون يعود إلى طلب قارون نفسه من سيدنا موسى أن يدعو له بأن يرزقه مالاً وفيراً فمن الله عليه بهذه النعمة التي أجحدها بعد ذلك---ويوجد قصر قارون الذي خسف به الله الأرض، إلا بقايا قليلة منه موعظة للعالمين، وكان في الواجهة كما يتضح بالصور كرسي قارون مزخرف بالذهب، وأسفل كرسي العرش حفرة كبيرة مظلمة ممتدة إلى أسفل بعمق 3 أدوار، ويقال إن بها جثة قارون وكل شيء في القصر كان من الذهب بالإضافة إلى ملابسه، كما وجدوا في حجرته الواسعة مستندات من ورق البردي كُتبت عليها حسابات وأرقام وتم نقلها للمتحف المصري في القاهرة.. فهل هذه الحسابات هي معادلات كان يستخدمها قارون في تحويل التراب إلى ذهب؟
وكان القصر مكوناً من 3 طوابق و336 غرفة، ولم يتبق منه سوى الباب الذي تم إعادة بنائه من الجرانيت، وكان من كثرة الأموال التي أنعم الله بها عليه، كان يجد عصبة القوم من عبيده \"أقوى أقوياء قوم قارون\" صعوبة شديدة في مجرد حمل المفاتيح التي يتم فتح بها خزائنه الممتلئة بالذهب و على جانبي الكرسي هناك سلمان يوجد في جوانبهما وممرات تفتح خارج المدينة، حتى يستطيع قارون الخروج منها إذا حدث أي هجوم عليه خارج البلاد، أما في الطابق الثاني غرفة الخزائن التي كان يضع فيها الذهب، والثالث مكان العبادة لإلهين مرسومين على الجدار,,,,,,,,,,,,,,,,,.
وهناك أيضاً بحيرة قارون المطل عليها القصر والتي أصبحت مزاراً سياحياً هي الأخرى إلى أن جاءت ساعة العذاب فخسف الله به الأرض إلا قليل من هذه البقايا لعل الناس تتعظ وتعود إلى ربها، قال الله في كتابة العزيز: ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين
وانظر اليوم لابن طويريج جواد نوري كامل العلي وعمار عبد العزيز الحكيم ودارت الدنيا لهما ولكن يومهما قريب ومخجل واتعس من قارون زمان وارذل؟؟؟قارون كان باغيا أصبح مثلا لآصحاب الثروة وألآبهة التي تخدع بسطاء الناس قال الله عنه ” أن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوا بالعصبة أولي القوة أذ قال له قومه لاتفرح أن الله لايحيب الفرحين ” – القصص – 76- ويختم القرأن قصته فيقول ” فخسفنا به وباره ألآرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ” – القصص – 81-برزت في الساحة العراقية بعد 2003 ظاهرة قا رونين جدد ممثلين بأحزاب السلطة من علمانيين وأدعياء دين فأصبحوا سراق مال العراق بأمتياز ؟ويتم ألآن الترويج لقا رونين جدد ممن حصلوا على ثروة صدام حسين لآنهم كانوا أجراء خدمة في توظيف أموال صدام حسين , وهؤلاء أيضا ظهروا بعد 2003 حيث ظلت أموال صدام حسين التي أودعت بأسماء مختلفة بحيث لم تستطع عائلة صدام حسين جمع تلك ألآموال خصوصا بعد مقتل عدي وقصي والذين وشوا بهم عند ألآمريكيين هم المشتغلون في نقل ألآموال وهؤلاء كان مركزهم عمان ألآردن ثم تفرقوا مابين دبي وقطر والسعودية وتركيا وهذه الدول ترى فيهم مشروعا طائفيا في العراق ظنا منهم أن ذلك يحجم التأثير ألآيراني في العراق ؟
الفئة ألآولى من القا رونين الجدد أستغلوا ما يسمى بألآنتخابات وحصلوا على ما يسمى بالشرعية ألآنتخابية فدخلوا البرلمان ومجالس المحافظات والوزارات وكل مؤسسات الدولة وأحتكروا التعيينات بشكل مطلق كبيرها وصغيرها وفرضوا على من يصل للبرلمان وللوزارة أستقطاع نسبة من رواتبهم لاتقل على الثلث في بعض الحالات وتشمل هذه النسبة بقية الوظائف الكبيرة , ومن لم يشمل بألآستقطاع من راتبه فهو مكلف بالعمل على أحالة المقاولات والعقود الحكومية لصالح الحزب الذي رشحه.وتوسع البعض من القا رونين الجدد بتشكيل فريق العملاء الماليين السريين ومن هنا ظهر ما يسمى بالمال السياسي وهو أخطبوط خطر لما يمتاز به من نهم وشراهة ليست لها حدود , وبالمال السياسي أحتكروا ألآنتخابات المستقبلية وشرعوا لها نظاما جعلوا رسوم التسجيل باهظة الكلفة ” 25 ” مليون دينارا عراقيا حتى لاينافسهم من يمتلك شعبية أنتخابية ولكنه لايمتلك القدرة المالية على تكلفة العملية ألآنتخابية من رسومها الى مصاريفها الدعائية التي أصبحت بمليارات الدنانير ؟أما الفئة الثانية من القا رونين الجدد فهي تشبه بعض مظاهر الحريرية المالية والسياسية في لبنان لآن الحريرية صناعة سعودية :
وهؤلاء أصبح أغلبهم خارج العراق خصوصا في دول الجوار التي ترعى المشروع ألآرهابي التكفيري وتموله وتمنحه صفة المعارضة كما في سورية حيث يراود تلك الدول وهي السعودية وقطر وتركيا أسقاط النظام السوري بالقوة كما يصرح عادل الجبير وزير خارجية السعودية .وفي العراق تحاول تلك الدول أن تجعل من القا رونين العراقيين الجدد ممثلين للطائفة السنية من خلال التبرعات للنازحين وأنشاء مشاريع خيرية مدارس مستوصفات مع فتح مكاتب أرتباط في واشنطن وبعض الدول ألآوربية فأحدهم يدفع ألآن ” 60 ” ألف دولار شهريا لمكتبه في واشنطن الذي يديره رجل أمريكي وهذا العمل جعل واحدا منهم يزود بحماية أمريكية أصبحت جزءا من فريق عمله ,
وهؤلاء يملكون فضائيات وصحفا تتحدث بأسمهم وتقدم البعض منهم على أنه رجل الفكروالسياسة والوطنية كما روج له في بعض المواقع ألآعلامية وهو رجل لاعلاقة له بالفكر ولا بالسياسة نعم هو سائس مالي تحول الى سارق مال مثله مثل أحزاب السلطة الفاسدة في العراق , وهكذا أصبح القا رونين الجدد يشكلون خطرا حقيقيا على مستقبل العراق لجهة مساومة الفريق ألآول منهم على الحشد الشعبي لآكتساب شرعية تنقذ مستقبلهم المهدد بالتلاشي , والفريق الثاني يستقوي بالدول الداعمة للآرهاب ويعادي الحشد الشعبي أستجابة لرغبات تلك الدول ويعمل على تقسيم العراق بحجة الفدرالية التي أقرها الدستور العراقي ويجعل من نفسه طرفا لآعادة التوازن للدولة العراقية وهو ممن تنطبق عليه قاعدة ” فاقد الشيئ لايعطيه “لذا على العراقيين جميعا ممن يهمهم أنقاذ بلادهم من الفساد وألآرهاب ومخلفاتهما أن يحذروا القا رونين الجدد بكل أنتماءاتهم وبمختلف مسمياتهم حتى يستعيدوا عافية وطنهم المسلوبة ؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: