د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3665
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحد أبطال القضاء المصري لما بعد مرسي الذى كان ينبغي أن يُجازى على دوره المتصدّر لإسقاط حكم الإخوان، لم يكد يملأ مقعده على كرسي وزارة، حتى تَطعّم لسانه بنفس الحدة التى منعتْ خصومه السابقين وهم فى أوج سلطتهم أن يمسّوه بسوء أو ينالوه بحكم ظالم حتى وإن كان ذلك الحكم في حقيقته حكماً عادلاً، لشدة ما كان لسانه يذيقهم به، بكل سلاطة و قِحّة. فلم تمر ساعات على تطرف لسانه بكلام يخدش ليس فقط في كرامة صفته كوزير للعدل أو في مقامه كرمز لما يسمونه انقلاب العسكر ويسميه أصحابه تصحيح 30 يونيو لثورة 25 يناير، حتى أطاح به خارج الوزارة رئيسه شريف إسماعيل، ببيان حديد، كأنما جاء مصداقاً لموقف الأزهر الشريف الذي جاء هو نفسه صدى بل قل برداً وسلاماً على قلوب المصريين حتى لا نقول عامة المسلمين وغير المصريين ممن ساءتهم البلية بهذا التهور اللفظي الذي اعتاد عليه لسان هذا القاضي الشهير، ولم يصُن نفسه منه حتى وهو على قمة أعمدة السلطة، في ظل رئيس أصبح يكافح أنصاره من الأمنيين للحد من انزلاقاتهم في تطبيق القوانين وها هو اليوم وكأنه أصيب بنفس الخيبة في جانب من أنصاره من القضاة وهو الحريص قبلهم على مصر أن تسقط بسببهم في انتقاد الجميع. لأن الزند، أحمد الزند وهو اسمه أو المستشار أحمد الزند - غفر الله له - وإن كان استغفاره قد جاء بعد إلحاح كبير عليه لتخفيف ذنبه وحرج رؤسائه منه، لم يتجاوز فقط في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أعلن أنه لا يتردد في حبسه صلى الله عليه وسلم مثله مثل الصحافيين الذين اتهمهم بالتجاوز عليه هو شخصياً وحبَسهم فعلاً، لأن الحبس بتقديره لم يخلق إلا لهم إذا لم يكن قد خلق أصلاً لغيرهم!
هكذا على الهواء في برنامج شاهده الملايين. ولم ينفعه استغفاره، وماطل فيه كثيراً قبل تقديمه على الهواء كذلك لعموم من فهمه خطأ أو لم يغفر زلة لسانه فيه، ولكنه ظل يركب رأسه في تحدّي كلِّ من يطاله بهذه الزلقة بحجة شماتة خصومه فيه. لكن جاءته الضربة القاسمة من حيث لم يحتسب، من النظام نفسه ورئيسه الذي أصبح أكثر فأكثر مُحرجاً من مطابقة الأفراد أو الأجهزة محاربة الإرهاب بمحاربة الدين والتغاضي عن محظوراته، وجعلته يستشعر في تهجين الأزهر لسقطة لسان الوزير الزند سقطةً للأزهر إن لم يسلمه لحتفه خارج كرسي الوزارة قبل أن يحيله على القضاء بجرمه. أليس الناس يحاكَمون لما هو أدنى من ذلك وهو تمجيد الإرهاب لحماية سقوط النظم فما بالك بقوانينها لحماية حرمة المعتقدات. وهكذا سقط الزند الأزهري ولم يسقط رأس الأزهر أو تسقط مصر كنانة الله في أرضه؛ وإلا لبكته الزيتونة هنا والقرويين هناك وما شاء الله من منابر الدين في بلاد الإسلام التي أصبحت أوسع مما كانت عليه في جميع القارات.
ولا يجازى أنظاره أو أشكاله في الدولة بالمسؤوليات العالية على رأس دواليبها، وبعضهم تكاد تلامس هجماتهم على الإرهاب هجماتهم على الدين نفسه ونبيه ملامسة عارية من كل آداب وقوانين وأخلاق.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: