رحاب أسعد بيوض التميمي - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4320
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن لم تكن مُداهناً مهادناً ليناً مع أعداء الله ومع المحاربين لله ورسوله والمؤمنين فأنت فظاً غليظاً ومنفراً ومتشدداً وتكفيرياً وغير متسامح,وكل من رفع راية(ﻻ إله إلا الله محمد رسول الله)وينادي بتطبيقها ويدعو إلى الجهاد فهو إرهابي،وكل من يعترض على أقوال وأفعال العلمانيين في تجرئهم على دين الله،فهو تكفيري،وأخيراً وليس أخراً كل من يقف في وجه الفاسدين والفاجرين ويقول لهم إتقوا الله فهو متطرف وﻻ يفهم معنى التسامح,ويسيء للإسلام وسماحته ورحمته,وكأن رحمة الله جاءت لتكون غطاءاً لكل المفسدين،والظالمين والضالين المضلين الكل مشمول برحمته وبعيد عن عقابه،ﻻ فرق بين ظالم وﻻ مظلوم الكل سواء,فرحمة الله أوسع من أن يُقيدها أحد بُطهر أوعدل كما يقولون لتضيع حقوق العباد،وإﻻ فأنت لا تفهم معنى روح التسامح التي جاء بها الدين.
من أجل ذلك كان ﻻبد من إيجاد نموذج إسلامي بديل عن النموذج الذي ﻻ يسكت عن الحق ويؤمن بالجهاد،ويدعو لنصرة اﻹسلام والمسلمين،وتحريرالمغتصب منها،بالنموذج المتواطئ الذي يدعوا إلى السلم واﻹستسلام والمهادنة تحت غطاء التسامح،وإلباسه لباس اللين والهدوء في الخطاب،لكي يلبسوا على الناس دينهم وأخلاقهم,وهذا للأسف ما كان من أجل ذلك كان من ضمن السيناريوهات التي تم العمل عليها(تدريب أشخاص أوهيئات،أو أحزاب إسلامية)قبلا ليستخدموها عند الحاجة،يلبسونها لباس الدين تعمل على الهدم من الداخل.
إن أخطر سيناريو شاهدناه أثناء الثورات العربية ظهور أشخاص يُتقنون دورالتسامح والعفو المُطعم بالهدوء واللين,يوقعونه على كل مصيبة ومؤامرة بإسم الدين،والذي تفاجأنا به من خلال اللقاءات والندوات التي يحضرها أكثر من شخص محسوبين على تيارات مختلفة لتُفاجأ بشخص من المحسوبين على التيار اﻹسلامي،يخرج علينا منكراً الطريقة واﻷسلوب على من يغضب لدينه ضد العلمانين,وأنه ﻻبد فيها من اللين مستشهدآ بقوله تعالى
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) ] ال عمران: 159 [
وكأن أهم أولويات اﻹسلام أصبحت أن تقنع المفسدين والمفسدات والضالين والضالات بسماحة الدين،مع أن الدين يلعنهم ويتوعدهم،ثم يسترسل بإنزال اﻷيات على غيرمنزلها مستشهداً بقوله تعالى, يريد أن يقنع من قست قلوبهم من المعاصي حتى غطاها الران وبمن يحارب الله ورسوله من العلمانيين،بعفو الدين وكأن رضاهم غاية من غايات الدين ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) ] فصلت:34 [
حتى إذا خرج من يغلظ عليهم نصرة للدين أشاروا عليه بعدم التسامح،وعدم قبول الأخر، فظن المشاهدين بهم خيراً لمنادتهم بالتسامح,
على من يضحك هؤلاء المأجورين؟؟
ولماذا يريدون تعطيل أيات الجهاد والغلظة؟؟
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) ] التوبة:73 [
وكأن أيات الجهاد ضرب من الماضي،لم توجد لمجادلة الكفاروالمنافقين والتحريض عليهم في كل زمان ومكان،يُحرفون الكلم عن موضعه،وكأن العزة وجدت للتعامل مع الكافرين والمنافقين والذلة للمؤمنين متجرئين على قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)] المائدة:54 [
والذلة هنا بين المؤمنين بمعنى أنهم يسعى ويتواضع بعضهم لبعض وأنهم يد على من سواهم من الكفار والمنافقين,ﻻ يُهادنونهم وﻻ يتذللون لهم،وليس كما يريدها المأجورين,حتى وضحت الرؤيا مع تطور اﻷحداث ومرور الوقت أن هولاء ما كان دورهم اﻹ إسناداً لدور العلمانين بمحاصرة كل من يريد نصرة هذا الدين أو يريد الوقوف في وجه العلمانية،بإتهامه بالغلظة من خلال إظهار نفسه (الملاك المتسامح,اللين،الفاهم لمعنى وسماحة الدين)بعكس هؤﻻء الذين يغضبون،ويثورون وشكلهم وأسلوبهم ﻻ يليق بالمتدينين،حتى إستطاعوا التغرير باﻷكثرية وصدقوهم،وصاروا قدوات للكثيرين، لكن الله سبحانه يأبى أن يتخذ أحداً هذا الدين غطاءاً له إلا أن يفضحه ولو بعد حين,وهذا ما حصل حين رفع الله تعالى ستره عن سوءاتهم مثل(عمرو خالد،ونادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور وياسر برهامي ومخيون وعلي جمعة المفتي السابق،وشيخ اﻷزهر،وغيرهم)ممن يتمسحون باﻷخلاق ليغرروا بالشباب جاعلين من أنفسهم قدوات تحمل شعار العفو والتسامح,ﻻ تعرف للعنف والغلظة معناً في قاموسها مهما حصل،ليكشف الستارعن أبشع الوجوه التي تعمل لخدمة الإنقلابين ونصرتهم وخدمة العلمانية،حتى سقطوا في مستنقع الكفار والمنافقين (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ] البقرة:75 [
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: