عبدالكريم احمد الديلمي - اليمن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7187
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من المعروف ان عناصر الفرضية، هي:
(1) جانب المشكلة: وهو المفهوم الأساس الذي يتطلب التوضيح أو التفسير؛
(2) جانب الحل المقترح: وهو المفهوم الذي يُوضح أو يُفسِّر المشكلة، بما يتضمنه من مفاهيم فرعية.
(3) العلاقة الفرضية أو الكلمة الرابطة:
توجد صلات منطقية (وربما شكلية في الصياغة)، بين مشكلة البحث وفرضيته. ولنتذكر أن مشكلة البحث تُصاغ إما صياغة خبرية، أو تُحدد بعبارات استفهامية (سؤال عام عادةً)،أو تصاغ بصياغة خبرية ناقصة، وتحدد بسؤال وتساؤلات تتضمن المفاهيم البديلة التي يمكن أن توضحها أو تفسرها. ولذا، يمكن توضيح العلاقة بين مشكلة البحث المحددة، وفرضية خطة مشروع البحث، كالآتي:
(1) إن عبارات أو أسئلة مشكلة البحث المحددة، تصف بعبارة (أو أكثر)، الانحراف (المشكلة)، وتُكمل ذلك بتحديد الشكوك (الإجابات المحتملة)، التي توضح الانحراف أو تفسره مؤقتاً. وطالما أن المشكلات (المفاهيم البديلة)، التي يمكن أنْ توضح الانحراف أو تفسره، هي احتمالية، فإنها حلولاً رمادية (أي لا هي بيضاء يمكن أن توضح الانحراف أو تفسره فعلاً، ولا هي سوداء، بمعنى أنه لا يمكن التعويل عليها في ذلك).
(2) أن عبارة الفرضية، يجب أن تتضمن معاً:
أ- وضع المشكلة (المفهوم الأساس: الانحراف)؛
ب- الحلول أو الإجابات المقترحة مؤقتاً، التي توضح المشكلة أو تفسرها؛
ج- الكلمات الرابطة، التي تشير إلى وجود العلاقة بين المفهوم الأساس والمفاهيم المقترحة كحلول، وتحدد اتجاه العلاقة (ايجابي أو سلبي). ويطلق على هذه الكلمات أحياناً، عروضاً مثل: يؤدي…إلى…، أو يؤثر… في…، أو يوجد علاقة.. بين مفهوم ما وآخر؛
(3) أن صياغة الفرضية، تحِّول الشكوك التي تتضمنها عبارة المشكلة، إلى حلول ممكنة، يتم صياغتها بعبارة منطقية، تتضمن علاقة عامة بين جانبين: جانب المشكلة، وجانب الحلول المقترحة أو الإجابات. وبعبارة أخرى، فإن الفرضية تحوِّل الحلول الشكية أو الإجابات المحتملة (حلول رمادية) في عبارة المشكلة أو/وأسئلتها، إلى حلول مُسبقة، يُسلم الباحث بصحتها مؤقتاً (أي ينظر الباحث لها على أنها بيضاء مؤقتاً)، فالميزان لا يمكن أن يؤدي وظائفه، إلا بوجود الكفتين، وكذلك التناسق بين عبارتي مشكلة البحث وفرضيته، ضمن خطة مشروع البحث.وحيثما تضمنت عبارة المشكلة، شكوكاً حول المفاهيم التي توضح المشكلة أو تفسرها، ترتفع أهمية وجود فرضية في خطة مشروع البحث.
وفضلاً عما سبق، فإن عبارة مشكلة البحث، يُمكن أنْ تصاغ صياغة فرضية، بحث تشير صراحة إلى العلاقة بين المفهوم (المتغير) الذي يمثل الانحراف (وضع المشكلة)، والمفاهيم البديلة المحتملة لتفسيره أو توضيحه. وهذه الصياغة، يُمكن أنْ يستخدمها العلماء والباحثين المتمرسين، إذا كانت طبيعة مشكلة البحث تسمح بتلك الصياغة، كما أن هذه الصياغة للمشكلة البحثية المحددة، تعني أنه لم يعد هناك حاجة، لصياغة فرضية للبحث، ضمن خطة مشروع البحث، ويبقى ترتيب باقي عناصر هذه الخطة كما هي.
علاقة الفرضية بالأهداف الأساس للبحث:
لنتذكر أن الهدف الأساس لأي بحث، هو محاولة للوصول إلى توضيح للمشكلة البحثية (أو إجابة عن السؤال ماذا: What?) أو تفسيرها، أي ما هي العوامل (المفاهيم) التي توضح المشكلة أو تفسرها، ويعني ذلك محاولة الوصول إلى معرفة إضافية، تملأ الفجوة في المعرفة السابقة حول المشكلة سواءً أكانت فجوة نظرية أم فجوة عملية أم كلتيهما، فالبحث هو محاولة لملأ تلك الفجوة، حتى يمكن حل المشكلة.
وطالما أن الفرضية تتضمن حلولاً مقترحة بديله، يطرحها الباحث مؤقتاً، لحل المشكلة ويُسلم بصحتها، ولملأ الفجوة القائمة في المعرفة السابقة، فإن المهمة الأساس للفرضية، هي اقتراح تلك الحلول وتوجيه الباحث، إلى بلورة موضوعات الإطار النظري للبحث، ووضع التصميم المبدئي لمنهجيته، ضمن خطة مشروع البحث.
ويمكن إعادة تحديد العلاقة والاختلافات بين أهداف البحث وفرضيته، في الآتي:
(1) تتضمن عبارة الهدف الأساس للبحث (أو الأهداف)، الموضوع الذي سيتم بحثه (المفاهيم التي تُعبر عن المشكلة البحثية، إضافة إلى المفاهيم التي تحدد المشكلة.
(2) أما عبارة الفرضية فترشد الباحث إلى كيفية دراسة مشكلة البحث، فهي تقترح العلاقة (أو أكثر) المحتملة التي يُسلم الباحث بصحتها، ومن خلالها، يتم تحديد موضوعات الإطار النظري للبحث، ضمن خطة مشروع البحث.
• مثال6-8: الربط بين عبارات: مشكلة البحث، والهدف الأساس، وفرضية البحث:
في أطروحة دكتوراه، صاغ الباحث عبارات المشكلة، والهدف الأساس للبحث، والفرضية، على النحو الآتي:
- المشكلة: بحث العلاقة بين مدخل إدارة الجودة الشاملة، والإصلاح الإداري، للوصول إلى تصورات علمية، حول إمكانية هذا المدخل، في تحقيق الإصلاح الإداري في الجمهورية اليمنية؟
وبصيغة السؤال: هل أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة، يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الإصلاح الإداري المنشود، في منظمات الإدارة الحكومية في الجمهورية اليمنية ؟.
ويمكن ملاحظة، أن عبارة المشكلة (أو السؤال)، تتضمن شكاً أو عدم تحديد للعلاقة.
- الهدف الأساس: التعرف على العلاقة بين مدخل إدارة الجودة الشاملة، والدور الذي يمكن أن تؤديه، في تحقيق الإصلاح الإداري بالجمهورية اليمنية، واختبار هذه العلاقة، من خلال اتجاهات المديرين في الدواوين العامة للمنظمات الحكومية اليمنية.
ويُلاحظ أن العبارة، قد تضمنت موضوع الدراسة (العلاقة بين …،…)، وأشارت إلى مجتمع البحث (المديرين في …)، ومكان البحث (الجمهورية اليمنية) .
- الفرضية الرئيسة: يوجد علاقة (ايجابية) بين تطبيق إدارة الجودة الشاملة، وتحقيق الإصلاح الإداري، في جهاز الإدارة العامة في الجمهورية اليمنية.
ومن عبارة الفرضية، يمكن بسهولة ملاحظة أن المفهوم الذي يُعبِّر عن المشكلة هو الإصلاح الإداري، وأن المفهوم الذي يمثل الحل (أو يتضمنه)، هو إدارة الجودة الشاملة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: